الإسلام في شمال غانا: المسلمون والزعماء في غرب أفريقيامقالات

نيهيميا ليفتزيون

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

الإسلام في شمال غانا: المسلمون والزعماء في غرب أفريقيا[1]

 

يركز هذا المقال على تاريخ الإسلام قبل الاستعمار في شمال غانا بين نهر بلاك فولتا ونهر أوتي، إذ إنه يعطي تفاصيل عن اللّغط القائل بأن الإسلام في هذه المنطقة جاء من الشمال الغربي من قبل علماء وانجارا مالينكي، والتجار، والمحاربين، ومن قبل تجار الهوسا من جهة الشمال الشرقي، والذين كانوا يميلون إلى الحفاظ على وجود مستقل دائم، وبالرغم من كثرة البحوث والمقالات التي حاولت إلقاء الضوء على وجود الإسلام وانتشاره في غرب أفريقيا بشكل أساسي، إلا أنها لم تتسم بالدقة الكافية لإبراز حقائق دقيقة حول هذا الأمر، بيد أن من المثير للاهتمام أن نجد في الجانب الآخر من القارة الإفريقية اعتناقًا وقبولًا لوجهة النظر التي قدمها الإسلام في مناطق وبقاع شتى هناك.

يذهب كاتب هذه المقالة إلى أنه يمكن للمرء أن يكتب كتابًا متكاملًا عن المنطقة الإسلامية الأفريقية بعيدًا عن الزوبعات التي أثارتها الصوفية التيجانية والقادرية دون أن يكون لها أية أهمية، وقد عرض مؤلف المقال جهود ثلّة من علماء الأنثروبولوجيا الذين بذلوا جهودًا كبيرة في تقصي واقع الإسلام في قارة أفريقيا بشكل عام، وفي شمال غانا على وجه الخصوص، حيث إنهم اتبعوا طرق الإحصاء الحديثة في تعداد عدد المسلمين هناك، وسبروا أغوار تلك المجتمعات؛ بغية التعرف على أنماط حياتهم، وتقاليدهم الإسلامية، وممارساتهم الدينية التي يدأبون على أدائها والالتزام بها، وهؤلاء العلماء كما ذكر كاتب المقال هم علماء ثقات ينبغي الاعتماد على ما أوردوه من معلومات حول واقع الإسلام والمسلمين في القارة السمراء؛ نظرًا لتوخيهم الدقة الشديدة، والشفافية العالية في إيراد المعلومات التي استقوها من الوقائع التي عاينوها بأنفسهم على الأرض، فأودعوا ما توصلوا إليه في مقالات علمية رصينة يمكن الاعتماد عليها إلى حد كبير للراغبين في التزود بالمعلومات حول قاطني تلك البقاع البعيدة من المسلمين.

 

تاريخ الإسلام في غرب أفريقيا

كان التركيز الجغرافي الأساسي للدراسة التاريخية للإسلام في غرب أفريقيا حتى عهد قريب هو غرب ووسط السودان، كما ذهب إلى ذلك ج.س.تريمينجهام بقوله: "تقع دول غينيا في الجنوب، لأنها لم تكن على اتصال بدول السودان ولم تتأثر بالإسلام"، وقد تشابه استنتاج تريمنغهام مع استنتاجات العلماء الفرنسيين والإنجليز في أوائل القرن العشرين الذين تعاملوا مع قضية الإسلام في غرب أفريقيا، إذ تناولت دراسات بول مارتي الضخمة، والتي يرجع تاريخها إلى العقد الثاني من هذا القرن التقاليد الإسلامية، والتقاليد المتأثرة بالمسلمين لمختلف شعوب غرب أفريقيا الفرنكوفونية، ودراسات بالمر كذلك، وهو أحد أوائل الكتاب البريطانيين في هذا القرن التي ركزت على المناطق الشمالية لنيجيريا، حيث يتمتع الإسلام بتاريخ طويل هناك.

وثمّة عاملان يفسران تركيز هؤلاء العلماء على غرب ووسط السودان، فالعامل الأول هو أنه كانت الممالك الأكثر شهرة المتأثرة بالإسلام مثل غانا ومالي وسونغاي تقع جميعها في هذه المنطقة، والثاني هو أن الدول الإسلامية في غرب ووسط السودان على وجه الخصوص شكلت أكبر مشكلة لكل من الفرنسيين والبريطانيين خلال الفترات المبكرة من حقباتهم الاستعمارية؛ لذا قد يكون الدافع وراء التركيز على هذا المجال هو رغبة هؤلاء الكتاب في فهم العامل الإسلامي، وتجدر الإشارة إلى أنه مهما كانت دوافع الكتّاب مثل مارتي وبالمر ورفاقهم، فإن تريمنغهام كان مخطئًا في استنتاجه أن "دول غينيا (أي الشعوب التي تعيش في حزام الغابات الساحلية) لم تتأثر بالإسلام".

 

[1] الترجمة نقل دقيق لجزء من محتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي: https://www.cambridge.org/core/journals/journal-of-african-history/article/abs/islam-in-northern-ghana-muslims-and-chiefs-in-west-africa-by-nehemia-levtzion-oxford-clarendon-press-1968-pp-xxvi-228-maps-50s/CD0D90345625332E418204FB145696D1

0 شخص قام بالإعجاب



شاهد أيضاً