غانا.. إذا أصبح الإسلام لغزًامقالات

بيتر ك. توركسون

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

غانا.. إذا أصبح الإسلام لغزًا[1]

 

وصل الإسلام وانتشر في غانا عبر طرق عديدة، إذ جاء الإسلام إلى شمال غانا من ثلاثة طرق:

  1. من الشمال والشمال الغربي على يد التجار المسلمين مندي (ديولا).
  2. من الشمال الشرقي على أيدي تجار الهوسا والبورنو.
  3. من جنوب غانا، وقد انتشر الإسلام هناك بعد انهيار ولايتي بونو وبيغو.

وفي الوقت الحاضر يعيش العديد من معتنقي الإسلام الجدد، والمسلمين ذوو الأصول الغانية والأجنبية في المدن والبلدات والقرى، هذا ويميل المسلمون في غانا في علاقتهم مع غير المسلمين إلى إظهار أحد اتجاهين هما: التسامح أو الإصلاحية الانفصالية، وتوجد في غانا اليوم الجماعات التالية من المسلمين: الإسلام السني؛ والحركة الأحمدية (القاديانية)، وجماعة السلف (وهي جماعة إسلامية ترعاها المملكة العربية السعودية للترويج للوهابية في غانا)، وبعثة الإمامية الإسلامية (وهي جماعة شيعية مدعومة مالياً من إيران وباكستان والهند ومسلمي إنجلترا)، ومجموعة من الطوائف الأخرى، وقد بلغ عدد المسلمين في تعداد عام 1960 في غانا حوالي 12 ٪ من السكان، وبحلول عام 1970 انخفض عدد السكان المسلمين إلى 11٪؛ بسبب ترحيل عدد كبير من المسلمين من أصل نيجيري من غانا، ووفقًا لإحصاءات عام 1984 كان حوالي 60٪ من سكان غانا مسيحيين، و 18٪ مسلمين، و22٪ من المتمسكين بالأديان التقليدية، ويعكس هذا النمو في عدد السكان المسلمين تصاعدًا في الانفتاح على الدين، ولا سيما في المراكز الحضرية، فضلًا عن أنه قد هاجر العديد من مسلمي الساحل إلى غانا هربًا من الظروف القاسية في وطنهم.

ومنذ الاستقلال واصل المسلمون المساهمة بشكل كبير في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في غانا، فعلى مدار العشرين عامًا الماضية لعب المسلمون دورًا نشطًا في السياسة، ولم يقتصر الأمر على مشاركتهم المتزايدة في رعاية الأنشطة السياسية، بل نجحوا أيضًا في جعل الحكومة تنشئ لجنة ترعى شؤون حجهم إلى مكة، كما أنهم حصلوا على اعتراف الحكومة باثنين من الأعياد الإسلامية كأعياد وطنية نظامية (عيد الفطر وعيد الأضحى)، وكان المكسب الأكبر الذي حققه المسلمون حتى الآن هو اختيار زملائهم المسلمين من قبل الحزبين السياسيين الرئيسين في غانا في انتخابات 2000 و 2004، والترشيح الفعلي من قبل الرئيس الحالي لأحدهم لمنصب نائب الرئيس، ولطالما كان المسلمون منفتحين على العالم الإسلامي من خلال رحلات الحج السنوية، والاتصالات الدائمة مع الدول الإسلامية مثل المملكة العربية السعودية، وإيران، ومصر، وليبيا التي تتنافس فيما بينها لدعم المسلمين في غانا من خلال إنشاء مراكز ثقافية، وبناء مساجد ومشاريع تنموية أخرى.

وبالمختصر فإن الإسلام دين مرئي ومسموع في غانا، ففي كل مكان توجد مساجد يُرفع فيها الأذان (في القرى، والبلدات، والمدارس، والأسواق، والمستشفيات، وأماكن العمل)، كما أن هناك مدارس إسلامية، وعيادات إسلامية، ولباسًا إسلاميًا، ومراكز ثقافية إسلامية، وبرامج تلفزيونية إسلامية، وصحفًا إسلامية، وبنوكًا إسلامية.

وتغلب صبغة التسامح والاحترام المتبادل كمفتاحين أساسيين للعيش بانسجام في مجتمع متعدد الأديان مثل غانا، بهدف تنمية العلاقات المتناغمة والتعايش السلمي بين معتنقي مختلف الأديان والطوائف، حيث عاش الغانيون لسنوات في مجتمعات متعددة الأديان، فعاش المسيحيون والوثنيون والمسلمون معًا لعدة قرون كأعضاء في نفس العشيرة والمنزل، بيد أن هذا الأمر لم يعد كما كان في السابق للأسف، فقد تغير الوضع في السنوات القليلة الماضية بشكل ملحوظ، إذ حصلت مواجهات خطيرة بين المسلمين وبعض مسيحيي الخمسينية في كوماسي وتاكورادي عام 1998، فضلًا عن أحداث طائفية ودينية أخرى دامية أدت إلى إلحاق الضرر بأرواح الناس وتدمير ممتلكاتهم.

وقد كانت هناك دعوات متواصلة للحكومة لإدخال اللغة العربية في مناهج مدارس الحلقة الأولى والثانية، وفي عام 1989 عقد مؤتمر إسلامي في أبوجا -نيجيريا- حضره علماء ونشطاء مسلمون أفارقة، وفي نهاية المؤتمر قرر المشاركون تشجيع تعليم اللغة العربية كلغة مشتركة للقارة، والكفاح من أجل إعادة تطبيق الشريعة، وشخّص المؤتمرون السبب الكامن وراء ما تعانيه أفريقيا من أمراض في تأثير الإمبريالية المسيحية؛ لذا فإن العلاج الشافي للقضاء على هذا المرض هو تبني الإسلام العربي، وقد تبع مؤتمر أبوجا إنشاء "منظمة الإسلام في أفريقيا"، والتي تنص مقدمة ميثاقها على عزم المشاركين في المؤتمر على الحفاظ على زخم البعث الإسلامي العالمي، وزيادة تشجيع التعاون والتفاهم والأخوة بين أبناء الأمة بهدف مواجهة الأعداء المشتركين، وإعادة ماضي أفريقيا الإسلامي المجيد، ونتيجة لذلك يحتاج الغانيون مثلهم مثل جميع الأفارقة إلى عرض جديد للإسلام يختلف تمامًا عما اعتادوا عليه، والذي يبدو أنه ليس مجرد وجه جديد؛ بل هو "أيديولوجيا ثورية تسعى إلى تغيير النظام الاجتماعي، وإعادة بنائه بما يتماشى مع مبادئ الإسلام ومثله العليا".

 

[1] الترجمة نقل دقيق لجزء من محتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي: https://www.oasiscenter.eu/en/ghana-if-islam-becomes-an-enigma

0 شخص قام بالإعجاب