من تاريخ دول الإسلام: دولة غانا الإفريقيةمقالات

د. أحمد الحفناوي

المصدر: مجلة الأديب – العدد (1 – 2) - 1 يناير 1981 م. – (ص26 – 29).

 

كان أول من ذكر «غانة» من العرب: الفزاري الفلـكي الذي ذكر قبيل عام 800 م عدة بلاد إفريقية منها إقليم غانة بلاد التبر، ثم الخوارزمي الجغرافي قبيل عام 833 م، الذي حدد غانة في خريطته التي نقلها عن بطليموس.

أما اليعقوبي الجغرافي فقد وصف ملك غانة عـام ۸۷۲ م: بأنه ملك عظيم، وفي أرضه معادن التبر وهـو صاحب عدة ممالك كثيرة، وجاء ابن حوقل الجغرافي سنة 977 م بعد قرن من الزمان وكان قد زار أودغشت فقال: إن لملوك هذه المدينة صلات بملك غانة أغنى ممالك العالم لذهبها.

وزودنا البكري (1067 م) بمعلومات ذات قيمة عن السودان الغربي في العصور الوسطى (۱)، فذكر موقع عانة ووصف أحوال الشعب فيها كما وصف ملوكها. ويلاحظ أن الادريسي الجغرافي (1154 م) لم يكتب شيئا جديدا عنها ولكنه اكتفى بما ذكره السابقون عليه (۲) وأضاف بعضا من المعلومات التي كانت في حاجة إلى الدقة والتمحيص • ولم يكن ما كتبه ابن خلدون الفيلسوف والمؤرخ الشهير قبيل عام 1400 م إلا صدى لما جاء في كتــاب الإدريسي (3).

وكان ابن بطوطة ثاني المؤلفين العرب الذين زاروا السودان الغربي بعد ابن حوقل، ويلاحظ الباحث أنه لم يذكر شيئا عن غانة ـ حيث كانت قد زالت عن الوجود ۔ ولكنه وصف أحوال وعادات شعبها وأحوال ملكها.

ولن ننسى المؤرخين السودانيين اللذين كتبا عـن تاريخ بلادهما بعد مؤرخي العرب، وزودانا بمعلومات طيبة غانة ومالي وهما محمود كعت الذي كتب تاريـخ الفتاش ( 4 ) فيما بين ( 1519 – 1665 م )، وعبدالرحمن السعدي قبيل عام 1655 م، الذي ألف تاريخ السودان ( 5) على أن أول نص عربي لا لبس فيه عن السودان الغربي يرجع إلى ابن عبد الحكم المؤرخ العربي ( ۸۰۳ – 870 م ) الذي قال وهو يتحدث عن حملة جردت إلى سوس جنوبي مراكش والسودان سنة 734 : وغزا عبيد الله أبي عبيدة الفهري السوس وأرض السودان، فظفر ظفرا لم ير مثله واصاب ما شاء من ذهب، وكان فيما أصاب جارية أو جاريتان من جنس تسميه البربر أجان ( 6 ) •

وتتفق كلمة المؤرخين على أن دولة غانة تأسست عام ۳۰۰ م وكان أول ملوكها «كاز»، ثم نمت واتسعت رقعتها حتى امتدت من نهر النيجر إلى ساحل الأطلسي غربا وشمالا عند حافة الصحراء الكبرى، وقد ذكـر الإدريسي الجغرافي (سنة 548 هـ ـ 1154 م) أن أرض غانة تتصل من غربيها ببلاد مقزارة ومن شرقيها ببلاد الذهب ونقارة ومن شماليها بالصحراء المتصلة التي بين أرض السودان وأرض البربر، وتتصل من جنوبيها بأرض الكفار من اللملية (أكلة لحوم البشر) وغيرها (۷).

وفي المدة من القرن الرابع إلى القرن الثامن الميلاديين تمكنت الأسرة الأولى التي تتألف من أربعة وأربعين ملكا من بسط سلطانها على البقعة بين أوكار وحوض، وجـاء في دائرة المعارف الإسلامية أن حوض إقليم شبه صحراوي يقع شرقي الصحراء الكبرى الإفريقية ويمتد إلى الشرق من تنبكتو مسافة تقرب من مائتي ميل ويتجـول في طول الحوض وعرضه قبائل من العرب او البربر المستعر اهمها: الاغلل واولاد ناصر.

 

كان شعب غانة يزرع الدخن وبعض الحاجات ويشتغل فريق من الأهالي في صيد الأسماك وكانوا يلبون نداء الملك لحمل السلاح اثناء الازمات، اما ملوكها فيصف الادريسي احوالهم فيقول : « وغانة الحاضرة مدينتان على ضفتي النيجر وهي اكبر بلاد السودان طرا واكثرها خلقا وأوسعها متجرا واليها يقصد التجار المياسير من جميع البلاد المحيطة بها من سائر بلاد المغرب الاقصى، واهلها مسلمون وملكها فيها يوصف من ذرية صالح بن عبد الله ابن الحسن بن الحسين بن علي بن ابي طالب وهو يخطب لنفسه وله تصر على ضفة النيل ( النيجر ) قد اوثق بنيانه واحكم اتقانه وزینت مساكنه بضروب من النقوشات والادهان وشمسيات الزجاج، وكان بنيان هذا القصر في عام 510 م، وتتصل مملكته وارضه بأرض ونقارة وهي بلاد التبر الذي يعلمه اهل المغرب الاقصى علما يقينا لا اختلاف فيه ان له في قصره لبنة من ذهب وزنها ثلاثـون رطلا من ذهب تبرة واحدة خلقها الله تعالى خلقة تامـة من غير ان تسبـك في نار او تطرق بآلة وقـد نفر عليها ثقب وهي مربطة لفرس الملك وهي من الاشياء المغرية التي ليست عند غيره وهو يفخر بها على سائر ملوك السودان وهو اعدل الناس فيما يحكى عنه، ومن سيرته في قربه من الناس وعدله فيهم أن له جملة قواد يركبون إلى قصره في صباح كل يوم ولكل قائد منهم طبل يضرب على رأسه فاذا وصل إلى باب القصر سكت، فاذا اجتمع اليه جميع قواده ركب وسار يتقدمهم ويمشي في ازقة المدينة ودوائر البلد فمن كانت له مظلمة تصدى له، فلا يزال حاضرا يديه حتى يقضي مظلمته ثم يرجع إلى قصره ويتفـرق قواده فاذا كان بعد العصر وسكـن حر الشمس ركب مرة ثانية وخرج وحوله اجناد فلا يقدر احد على قربه ولا على الوصول اليه وركوبه في كل يوم مرتين ولباسه آزار يتوشح به او بردة يلتف بها وسراويل في وسطه ونعل شركي في قدمه وركوبه الخيل وله حلبة حسنة وزي كامل يقدمه امامه في اعياده وله بنود كثيرة وراية واحدة وتمشي امامه الفيلة والزرائف وضروب من الوحوش التي في بلاد السودان ولهم في النيل زوارق وثيقة الانشاء يتصيدون فيهـا ويتصرفون بين المدينتين بها،، ولباس اهل غانـــة الازر والفوط والاكسية كل احد على قدر همته، وهم يعتمدون في معاركهم على القسي والنشاب والدبابيس امـا القسي والنشاب فإنها من القصب الشوكي واما الدبابيس فانه من الابنوس ( ۸ ) ونترك المؤرخ محمود كعت صاحب کتاب : تاريخ الفتاش يصف الاصطبلات الملكية لواحد من ملوك غانة في نهاية القرن السابع فيقول : « لم يكن هناك جواد واحد من جياد الملك الالف، ينـام الا اذا فرشـت طنفسة تحته، وكان يوثق الجواد برباط من الحرير المجدول حول عنقه وفي قدميه وكان لكل جواد ثلاثة اشخاص لخدمتـه يأخذون اماكنهم في جواره، يعني احدهم بطعامه وثانيهم بسقيه وثالثهم بما يخرج منه ». وفي موطن آخر من كتابه يذكر : ان الملك كان يجلس على عرش من الذهب الاحمر في كل ليلة ويحيط به حاملو الشعلات النارية بينما يشاهد عشرة آلاف من رعاياه، وهم يتناولون طعام العشاء من مطابخ القصر، تلك هي احدى صور البذخ التي كان يعيش فيها اباطرة غانة، وكان الملك يتوسـط دائما ابهة بلاطه الرائع تلك الابهة التي تعكس بدون مبالغة بذخ دولته وفرط ثروتها، كان يتخذ مجلسه في ايـوان الملك وقد رصعت ملابسه بالجواهر ويضع على راس ما يشبه التاج الذهبي ويحف به طاقم من الجياد المطهمة بالحلي الذهبية بينما يقف خلفه عشرة من الغلمان الوصفاء يمسكون الدرقات والسيوف المذهبة وإلى اليمين يقف ابناء الامراء التابعين لسلطانه، وهـم مرتدون الملابس الجميلة، وقد رصعوا شعورهم برقائـق الحلى ويجلس الوزراء امام الملك، ويقف حاكم المدينة عند قدميه ويحرس كلاب الصيد الايوان الملكي وحول رقابهم الاطواق والنواقيس الذهبية، والفضية، وتلك كانت تتبع الملك اينما ذهب وطوف…

وكانت تقرع الطبـول الملكيـة عند بداية اي حفـل يشترك فيه الملك وكانت تعرف « بالدبة » اما اتباعه من الوثنيين فيركعون امامه ثم يأخـذون التراب من الارض ويضعونه على رؤوسهم ويبدي المسلمون من رعاياه الاحترام بالتصفيق له، فاذا مات الملك وضعت، جثتـه على الطنافس والوسائد تحت قبة من الخشب وتوضع الاثواب والوان الطعام والشراب إلى جانبها، وكان يدفن معه المقربون من الخدم والاتباع الذين يشرفون على خدمته الخاصة في اثناء حياته ثم تغطى المقبرة بالحصير ويشترك الجمع المحتشد بإلقاء التراب على القبة حتى تصير كومة عالية ثم يحيطونها بخندق ( ۹ ).

 كانت لبنة الذهب رمز الملكية وقد قدرها الخبراء بثلاثين رطلا وذكر ابن خلدون: انه بعدما سقطت مدينة قبضة المرابطين سنة 1076 م، وبعد ثلاثمائة سنة بيعت تلك السبيكة إلى أحد التجار في مصر. وقد اكتسبت غانة صلات تجارية ممتازة مع الدول المختلفة نظرا لشغلها رقعة الارض التي تقع عند الطـرف الجنوبي لطريق القوافل الغربية عبر الصحراء الكبرى - وكانت، تستورد القماش والمنسوجات الحريرية والنحاس والملح وتصدر الذهب والجلود.

 

أهم الأحداث التي مرت بغانة:

 أسلم المرابطون في القرن الثالث الهجري ـ التاسـع الميلادي، وكان لإسلامهم أثر هام في تطور الأحـداث في المغرب الإفريقي والسودان الغربي حيث اهتمـوا بنشر الإسلام بين القبائل الزنجية ولذلك كان من الضروري أن يصطدموا بغانة التي كانت قد وصلت في ذلك الحين إلى أوج مجدها ونفوذها وتوسعها حتى أن ابن خلدون قال عن الغانيين : « كانوا أعظم أمة وأضخم ملك امتدت منطقة نفوذهم من منعطف نهر نیجر جنوبا حتى مدينة آركي في الشمال وتقع على مسيرة سبعة أيام من مضارب قبيل لمتونة قرب وادي نون، ولكن كان من حسن طالع حلف الملثمين ( المرابطين ) المنهـاجي، ان دبت عوامل الضعف في هذه الدولة الزنجية الكبيرة في هذا الوقت بالذات زحف الملثمون ( المرابطون ) بجيشهم حتى استولوا على « اودغشت » واتخذوها حاضره لهم وفرضوا الجزية على المغلوبين وقد انتهز شعب « صوصو » فرصة هـذا الاعتداء على جارته « غانة » فضربها من الجنوب ثم تفككت روابط الحلف بين قبائل الملثمين عام 306 هـ، ۹۱۸ م، فانتهزت غانة احوال تفرف الحلف وبسطات ظلها على ما حول مدينة اودغشت مرة اخرى ولكنها لم تستطـع رد املاكها السابقة بعد استقرار الملثمين ( المرابطين ) فيها، ويبدو ان غانة قنعت بالسيطرة على اودغشت للتحكم في قلد قيادة الجيش الشمالي عام 1062 م إلى يوسف بن تاشفين وعاد هو إلى حرب الصحراء وبعد اربعـة عشر عاما تمكن ابو بکر بمساعدة قبائل التكرور من الاستيلاء على كومبي وذبح الكثير من اهلها ونشر الإسلام في كل البلاد وقد تم له هذا النصر على دولة غانة 1076 م، وصارت اليه وإلى رجاله حقول الذهب الغنية التي كانت من أهم مصادر الثروة السودانية آنذاك. لم يكن لسقوط غانة الآثار الخطيرة التي كان ينتظرها الزعماء الافارقة في هذا الوقت ذلك لان انهيار المرابطـين كان سريعا في الجنوب وأسرع من نهايتهم في الشمال فقد كثرت الخلافات بين قبائلهم مما ادى إلى ضعفهم وفشلهم. وبالرغم من النجاح الذي حققه يوسف بن تاشفين زعيم المرابطين في تأسيس امبراطورية امتدت من السنغال غربي افريقية إلى نهر الابرو في الاندلس، إلا أنه في خلال انشغاله بدولته في الاندلس استطاع السونتكة وهـو شعب اقلیم صوصو التابع لغانة ان يستعيدوا استقلالهم وان كانوا لم ينجحوا في ذلك تماما نظرا لعودة الشقـاق إلى صفوفهم وعجزهم عن الاستفادة من ظروف خصومهم. كانت مملكة الصوصو في الاصل ولاية من ولايات عانة استقلت في اواخر القرن الحادي عشر عندما انهارت عانة تحت اقدام المرابطين 1076 م وكانت الاسرة التي تحكم صوصو في ذلك الوقت فرعا من اسرة سركلـة يسمى جرسو، وقد خلعها عن العرش عام ۱۱۸0 م جندي كان من السركلة ايضا، الا انه كان وثنيا ينتمي إلى طائفة من الحدادين يدعى «جره کنته» وخلفه «سوما نكورو» فزاد كثيرا في سلطان مملكة صوصو بأن اضاف اليها عدة ولايات شمالي حدودها القديمة وجنوبيها وبخاصة وغدو وبغنة التي كانت تشمل كومبي حاضرة عانة.

 استولى جيش صوصو على قصبة غانة سنة 1203 م بقيادة «سوما نكورو» الوثني، فاضطهد مسلمي غانـة وسرعان ما هربوا من جوره ومعهم بعض السونتكة الاغنياء وقصدوا الصحراء حيت «ولاته» على بعد بضع مئات من الاميال شمالي كومبي وجعلوا من ذلك المكان مركزا للحياة الإسلامية سنة 1224 م ثم نمت البلدة بمرور الايام واصبحت من اهم الاسواق في الصحراء الكبرى، اما كومبي فقد محي أثرها.. ويجب الا يفوتنا في هـذا المجال أن نتحدث عن مدينة كومبي.

 

مدينة كومبي:

أطلق عليها الشعب الغاني هذا الاسم، وهي عاصم الدولة السوداء، ويقال لها أيضا: مدينة غانة وقـد اشتملت على قسمين كل قسم منهما يقع على تل وتمتد نحو الوادي على رقعة سهل فسيحة وكان يبعد كل قس عن الآخر نحو ستة اميال يقطن المسلمون أحدهما ويسكن الوثنيون في القسم الآخر، وقد أطلق المسلمون على ذلك اسم «الغابة» لإحاطته بالأحراش من كل جانب وهي موضع تقديس الاهالي وبها المقابر الملكية والسحرة وعباد الاوثان في هذه الاحراش كما اقيم فيها سجن عتيد ليقضي فيه المحكوم عليهم بالموت ايامهم الأخيرة (12).

كان في هذه المدينة اثنا عشر مسجدا مما يدل على وجود عدد كبير من المسلمين فيها وكذلك عدد من العلماء ورجال الدين والادب وطلاب العلم، كذلك كانت اللغـة العربية هي لغة التدوين في كل انحاء الدولة، ويلاحـظ كان في المدينة الوثنية مسجد واحد ـ بجـوار دار القضاء ـ يؤدي فيه ضيوف الملك من المسلمين الصلاة وقد شغل مناصب الدولة المسلمون والوثنيون على السواء ويذكر البكري: أن غالبية الوزراء كانوا من المسلمين وكذلك القائم بالترجمة للملك.

وقد بنيت دور المدينة بالحجارة وبعضها الآخـر باللبن، كما كان عدد السكان كبيرا وذكر ابن خلدون انها كانت من أكثر مدن العالم ازدحاما بالسكان، وكان يرتدي اهلها الملابس الصوفية والقطنية والحريرية والمخملية كما ازدهرت فيها صناعات: نسيج الاقمشــة والنحـاس والاحجار الكريمة والدروع والاسلحة المطعمة بالذهـب والفضة وايضا زراعة التمر. وقد استمد البكري وصف كومبي حاضرة غانا من المعلومات التي كان يحصل عليها من تجار البربر الذيـن عرفوا المدينة جيدا وتتحدث معظم هذه المعلومات عـن رخاء كومبي وابهة القصر ونشاطها التجاري (۱۳).

هذا وقد ظفرت غانا باستقلالها في 6 مارس سنـة 1951 عن الاستعمار الغربي.


 

(۱) البكري: المغرب في ذكر بلاد افريقية والمغرب: ص 296 - 298.

 (2) الإدريسي: وصف افريقية الشمالية والصحراوية مقتبس من كتاب نزهة المشتاق: الجزائر ۱۹۰7، ص ۷-۱۷ •

(۳) ابن خلدون: المقدمة: باريس 1863، ص 115.

 (4) ترجمة هوداس وديلافوس: باريس سنة 1913.

(5) نشرة وعلق عليه هوداس: باريس سنة 1898.

(6) ابن عبد الحكم: فتوح افريقية، طبعة سنة 1948 ص ۱۲۲. ( ۷ ) الادريسي : وصف افريقية الشمالية والصحراوية المقتبس عن كتاب نزهة المشتاق في اختراق الافاق، نشر في الجزائر سنـة 1957 ص ۷۱.

(8) الإدريسي: المصدر السابق: ص ۳۰-.4) بتصرف.

(۹) محمود کعت: تاريخ الفتاش في اخبار البلدان والجيـوش واكابر الناس: باريس سنة 1913، ص 61، 62.

(۱۰) ابن خلدون: العبر: ج 6 ص 199.

(۱۱) ابن حوقل: صورة الارض: ج ۱ ص ۱.۱.

(۱۲) عبد الرحمن زكي: تاريخ الدول الإسلامية السودانية في افريقيا الغربية ص ۷۷.

(۱۳) د. عبد الرحمن زكي: المرجع السابق، ص ۷۸.