الأقليات الدينية في كولومبيا: نمو الجالية الإسلاميةمقالات

فيليب زويهل

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

الأقليات الدينية في كولومبيا: نمو الجالية الإسلامية[1]

فيليب زويهل

 

أثار نمو الجالية المسلمة في كولومبيا مجموعة من ردود الفعل على مدار العامين الماضيين، بدءًا من الاستياء الصريح إلى عدد كبير نسبيًا من المتحولين الجدد إلى الدين، ووفقًا لورقة نشرها الباحث في جامعة فلوريدا الدولية دييغو كاستيلانوس، فإن أوائل المسلمين الذين وصلوا إلى كولومبيا كانوا مهاجرين عربًا أيام الإمبراطورية العثمانية في نهاية القرن التاسع عشر، ومنذ ذلك الحين مر المجتمع المسلم بمراحل مختلفة من النمو والتنوع مدعومًا أحيانًا بوصول مجتمعات مهاجرة جديدة، مثل الأعداد الكبيرة من اللبنانيين الذين فروا من وطنهم الأصلي في الستينيات والسبعينيات واستقروا في كولومبيا على طول ساحل البحر الكاريبي، والذي اشتهرت منذ ذلك الحين بتأثير العربية في ثقافته، وقد كان بناء أول مسجد في تاريخ بوجوتا عاصمة كولومبيا وأكبر مدنها ، مؤشرًا على نمو عدد السكان المسلمين في المناطق الحضرية على مدى أربعة عقود، كما شهدت السنوات الأخيرة ارتفاعًا في عدد الكولومبيين الذين تحولوا إلى الإسلام، إلا أن هذه التطورات أدت إلى توترات بين الأقلية المسلمة في كولومبيا والأغلبية المسيحية الساحقة.

ووفقًا لكاستيلانوس فقد بدأ اعتناق الإسلام ببطء في الثمانينيات، لكنه تسارع في أواخر التسعينيات، وهو يمثل الآن القوة الدافعة الرئيسية لنمو المجتمع المسلم، حيث يمثل المتحولون الكولومبيون ثاني أكبر مجموعة ديموغرافية داخل المجتمع المسلم بعد المسلمين من أصل شرقي وشمال أفريقي، ويتراوح العدد التقديري للمسلمين في كولومبيا من 10 إلى 15000 على الأقل، بينما تزعم بعض المصادر الإسلامية أنه يصل إلى 40 أو 80.000 شخص.

وجهة نظر المسلمين الجدد

بحسب يوسف وهو من مواليد ميديلين وكان اسمه خوسيه قبل اعتناق الإسلام، فإن التحول إلى الدين الجديد ساعده على الابتعاد عن حياة المخدرات والكحول، وكان قد قال لموقع "كولومبيا ريبورتس" إن دخوله إلى الإسلام نابع من اهتمامه بالموسيقى العربية، حيث بدأ تعلم اللغة العربية في مركز ميديلين للثقافة الإسلامية حتى يتمكن من فهم أغانيه المفضلة، ووفقًا له فإن الله هو الذي أمره باعتناق الإسلام، مضيفًا أنه كان دائمًا شخصًا متدينًا وكاثوليكيًا صالحًا" قبل أن يهديه الله ويُريه "طريق النور" على حد تعبيره.

ردود أفعال العائلة والأصدقاء

أخبر يوسف تقارير كولومبيا أن والديه يحترمان قراره على الرغم من أنهما كانا مترددين في البداية، وقد غيّرا وجهة نظرهما حين رَأَيَا "تغييره للأفضل" وحينها بدعما قراره حقًا، وقد قال يوسف: "ربما كان أصعب شيء واجهه هو تحريم لحم الخنزير؛ لأنهم معتادون على شراء وطبخ لحم الخنزير"، وذكر أنهم بمجرد أن فهموا أن على المرء أن يتبع جميع أحكام الإسلام في وقت واحد، بدأوا في تغيير سلوكهم وفق دينهم الجديد"، وبحسب يوسف فإن أصدقائه وزملائه تقبلوا دينه الجديد شيئًا فشيئًا رغم سوء فهم بعضهم له في البداية، وقال: "لقد فهم الناس ذلك، واحترموا قراري؛ لأنهم استطاعوا رؤية التزامي".

الاستياء من الإسلام في كولومبيا

نجح المسلمون في الغالب في التعايش مع المسيحيين داخل المجتمع الكولومبي في المدن التي يوجد فيها تواجد قوي للمهاجرين العرب، حيث اختلطت العادات العربية بدرجات معينة مع الثقافة المحلية، حيث تشتهر مدينة بارانكويلا، وهي مدينة تقع على ساحل البحر الكاريبي بإعداد أطباق الطعام العربي، إلا أنه في بعض الحالات كان هناك رد فعل قوي على توسع المجتمع المسلم، كما في أحد الأمثلة الحديثة حين تم إصدار نشرة عنصرية في بوغوتا عام 2013 قبل العرض العسكري الذي افتتح أول مسجد في العاصمة الكولومبية على الإطلاق واصفةً المسلمين بـ "الإرهابيين الخطرين" الذين يقتلون النساء والأطفال في أماكن مثل نيجيريا وسوريا، وفي إشارة إلى نشرة بوغوتا قال داسوكي: "إن الشخص الذي لديه شيء ضد الإسلام يجب أن يقول ذلك، ولكن يجب أن يقول ذلك بشكل مباشر، حتى نتمكن من شرح ما هو الإسلام"، فكما أن المسلمين يحترمون الثقافة والتقاليد الكولومبية، فإنهم يطالبون كذلك باحترام ثقافتهم، وضرورة وجود الاحترام المتبادل بين جميع أطياف المجتمع من سائر الأديان، وتجدر الإشارة إلى أن الجهل العام بالإسلام يساهم في تأجيج هذه الأنواع من الاستياء تجاهه.

 

[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي: https://colombiareports.com/colombias-religious-minorities-muslim-community/