الإسلام في كولومبيا: الواقع والتحدياتمقالات

أوزدن آتوكارن

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

الإسلام في كولومبيا: الواقع والتحديات[1]

أوزدن آتوكارن

 

ولد السيد إلياس مرزوقي - وهو الرئيس المؤسس لمعهد الإمام القرطبي في بوغوتا عاصمة كولومبيا - في أسرة مسلمة من أصل تونسي، ونشأ وترعرع في فرنسا، وفي عام 2003 ذهب إلى سوريا لمدة 5 سنوات لدراسة العلوم الإسلامية، والتقى بزوجته الكولومبية هناك، والتي أصبحت فيما بعد مسلمة، وبعد الزواج وبدلاً من العودة إلى أوروبا لنشر الإسلام هناك، انتقل إلى كولومبيا، وأسس "معهد الإمام القرطبي" الذي يستخدم أيضًا كمسجد لنشر التربية الإسلامية.

درس الفلسفة إلى جانب العلوم الإسلامية

وبالإضافة إلى أنشطته في معهد الإمام القرطبي، فقد ألقى السيد مرزوقي محاضرات عن التاريخ الإسلامي في جامعة روزاريو في بوغوتا، كما أجرى مرزوقي تقييمات للوضع العام للجالية المسلمة في بوغوتا.

وقد صرح مرزوقي أن بوغوتا ليس بها جالية مسلمة كبيرة، وهناك جالية مسلمة من أصل لبناني في بوغوتا هاجرت منذ سنوات طويلة، كما أن هناك جالية تركية في كولومبيا ليست كبيرة أيضًا، حيث يعيش عدد قليل من الأتراك في بوغوتا، ويعملون في الغالب في التجارة، أو يقومون بمهام دبلوماسية.

ويوجد في كولومبيا العديد من الأشخاص الذين اعتنقوا الإسلام، فالإسلام دين مرغوب بين الشباب الكولومبي، حيث يعتنق 2-3 أشخاص الإسلام كل أسبوع، ومعظمهم من الطلاب الكولومبيين، كما أن ما بين 70-80 في المائة من المصلين المسلمين هم من اعتنقوا الإسلام وغالبيتهم من النساء، وهن فاعلات ونشيطات جدًا في المجتمع، ويرتدين ملابس مطابقة للتعاليم الإسلامية"، وقد ذكر السيد مرزوقي أنه حسب المعطيات الحالية لموقع "وورلدوميتر" لم يتوف إلى الآن أحد بسبب مرض كورونا بين المسلمين في كولومبيا، حيث يوجد أكثر من 19 ألف حالة ونحو 700 ضحية، وقد يكون هذا بسبب إجراءات الوقاية التي التزموا بها خلال شهر رمضان، إلا أن فيروس كورونا أسهم في جعل شهر رمضان في العام الأخير مملًا بعض الشيء، إذ لم يتمكن المسلمون من الاجتماع حول وجبات الإفطار وصلاة التراويح، كما لم يتمكن الأئمة من إعطاء دروس للمسلمين الجدد وتوعيتهم بتعاليم الدين، ما خلا نشاطات محدودة كتعليم القرآن الكريم عبر شبكة النت في معهد القرطبي.

وأشار مرزوقي أن “غالبية المسلمين الذين يأتون إلى مسجد الإمام القرطبي في بوغوتا هم أشخاص تتراوح أعمارهم بين 15 و 40 عامًا اعتنقوا الإسلام، وهذا الجيل بشكل عام ينتمون إلى الطبقة الاقتصادية المتوسطة، وهم مهتمون جدًا بالإسلام.

 

لا يوجد تمييز ضد المسلمين في كولومبيا

قال مرزوقي: "إن الكولومبيين أناس منفتحون ويتقبلون الاختلافات في المجتمع". ثم علّق قائلًا: "لا يوجد صراع بين المسلمين وغير المسلمين بشكل عام في أمريكا الجنوبية، فلم يسبق أن حدثت صراعات في الماضي، ولا توجد جالية مسلمة كبيرة في أمريكا الجنوبية باستثناء البرازيل، والإسلام جديد جدًّا في كولومبيا، إذ لا يمكنك في كثير من الأحيان رؤية المسلمين والمتاجر الإسلامية في الشوارع؛ لذلك لا يوجد تمييز أو اعتداء على المسلمين، كما يمكنك أن تعيش حياتك الدينية في المجتمع دون أي ضغوط أو تحقير، ولكن فقط الناس من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا هم من يظهرون أحيانًا موقفًا سلبيًا تجاه الإسلام، رغم أنه نادرًا جدًا".

وتابع مرزوقي: "قضيت شهر رمضان في قونية/تركيا العام الماضي، وليس من الممكن المقارنة بين هذين البلدين كولومبيا وتركيا من حيث البيئة الرمضانية فيهما، ولقد قضيت هناك أيامًا خاصة جدًا ورائعة لا تُنسى، فقد كان الناس جميعًا يجتمعون حول وجبات الإفطار الرمضانية وصلاة التراويح، وأستطيع أن أقول إن المسلمين في تركيا يعيشون حياة دينية كما عاشها المسلمون في المدينة المنورة خلال سنوات الإسلام الأولى، بينما كولومبيا تمثل فترة مكة".

ففيما يتعلق بتركيا وتاريخها، هي دولة إسلامية تعيش في جو مليء بالتاريخ والروحانية.

وشدد مرزوقي على أنه لا توجد جامعة في كولومبيا تدرّس فيها الدراسات الإسلامية، ولكن سيكون من المفيد جدًّا إنشاء قسم للدراسات الإسلامية في إحدى جامعات كولومبيا، حيث سيتم التعريف بالدين الإسلامي من قبل الأكاديميين ذوي الخبرة، فكثير من الناس يريدون تعلم الإسلام على المستوى الأكاديمي، ويأتي بعضهم إلى مسجدنا حاليًّا لتلبية بعض احتياجاتهم على الأقل، وسيكون التعاون الأكاديمي بين الجامعات التركية والكولومبية بمثابة دعم جيد جدًا للمجتمع المسلم هنا في كولومبيا.

 

[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي: https://www.yeniasya.com.tr/english/islam-in-colombia_531188