مترجم عن اللغة الإنجليزية
الإسلام في الهند: الواقع والتحديات[1]
جيمس هايتسمان، وروبرت ووردن
الإسلام هو ثاني أكبر ديانة في الهند، حيث تبلغ نسبة معتنقيه 14.2٪ من سكان البلاد، أي ما يقرب من 172.2 مليون شخص هم من أتباع الإسلام في تعداد عام 2011، وهذا ما يجعل الهند أكبر دولة تضم أكبر عدد من السكان المسلمين خارج البلدان ذات الأغلبية المسلمة، وقد انتشر الإسلام في الهند في المجتمعات الواقعة على طول طرق التجارة الساحلية العربية على الساحل الغربي للهند، ولا سيما في غوجارات ومالابار.
نُبذة تاريخية
أصول المسلمين في الهند
تنتمي الغالبية العظمى من المسلمين في الهند إلى مجموعات عرقية من جنوب آسيا، مع وجود مجموعات منهم تنحدر من أصول عربية وغرب آسيوية، وقد سادت علاقات تجارية قديمة بين شبه الجزيرة العربية وشبه القارة الهندية منذ العصور القديمة، إذ اعتاد التجار العرب زيارة ساحل (كونكان – غوجارات)، وساحل مالابار الذي يربطهم بموانئ جنوب شرق آسيا، ويقول المؤرخان إليوت ودوسون في كتابهما تاريخ الهند أن أول سفينة حملت مسافرين مسلمين شوهدت على الساحل الهندي منذ عام 630 م، وقد استقر المسلمون العرب الأوائل على الساحل الهندي في الربع الأخير من القرن السابع الميلادي، ويُعتقد أن أول مسجد هندي هو مسجد تشيرمان جمعة الذي شُيّد عام 629، على اختلاف فيما بين المؤرخين الذين يقول بعضهم إن أول مسجد كان في ولاية غوجارات بين عامي 610 م و 623 م في مالابار.
الاندماج العربي الهندي
هناك الكثير من الأدلة التاريخية التي تظهر أن العرب والمسلمين اندمجوا مع الهنود منذ الأيام الأولى للإسلام، أو حتى قبل ظهور الإسلام في المناطق العربية، فنقل التجار العرب نظام الأرقام الذي طوره الهنود وصدّروه إلى الشرق الأوسط وأوروبا، كما تُرجمت العديد من الكتب السنسكريتية إلى اللغة العربية منذ القرن الثامن، وهو ما ذهب إلى قوله جورج صليبين في كتابه "العلوم الإسلامية وصناعة النهضة الأوروبية" من أن بعض النصوص السنسكريتية الرئيسية بدأت تُترجم في عهد الخليفة العباسي الثاني المنصور (754-775)، وقد تقبل أبناء جنوب الهند الدين الجديد الذي وصل إليهم، فانصهروا في بوتقة الإسلام، إذ بنيت هناك المساجد، ونشأت علاقات التزاوج فيما بينهم وبين العرب المسلمين، وسرعان ما ظهر هناك مجتمع هندي عربي قوي متماسك.
التاريخ السياسي للإسلام في الهند
كان محمد بن قاسم (672 م) في سن 17 أول جنرال مسلم يغزو شبه القارة الهندية، وتمكن من الوصول إلى السند في النصف الأول من القرن الثامن الميلادي، واندلعت سلسلة من المعارك بين الخلافة الأموية والممالك الهندية، ثم ما لبثت تلك الممالك أن رضخت واعتنقت الإسلام وقبلت به.
دور المسلمين في حركة الاستقلال الهندية
تم توثيق مساهمة الثوار والشعراء والكتاب المسلمين في تاريخ نضال الهند من أجل الاستقلال، ومن هؤلاء مختار أحمد أنصاري، ورافي أحمد كيدواي، وفخر الدين علي أحمد، ومصطفى حسين، وبدرالدين طيبجي، ومولوي عبد الحميد، وقد انحدر هؤلاء وغيرهم كثير من شتى البلاد الإسلامية، وساهموا مساهمة فعلية في النضال ضد المستعمر البريطاني، وقد انضم إلى هذا الركب فيما بعد محمد علي جناح مؤسس باكستان لاحقًا، والذي كان عضوًا في المؤتمر الوطني الهندي، وكذلك الشعر والفيلسوف محمد إقبال الذي أيّد الوحدة الهندوسية الإسلامية والهند غير المقسمة بقوة، ومن الجدير بالذكر أن مسلمي الهند كانوا حتى الثلاثينيات من القرن الماضي يديرون شؤونهم على نطاق واسع جنبًا إلى جنب مع أبناء وطنهم، ضمن إطار الهند غير المقسمة.
تقسيم الهند
كان تقسيم الهند على أساس التركيبة السكانية الدينية، وقد أدى ذلك إلى إنشاء مناطق سيطرة باكستان التي تحولت لاحقًا إلى جمهورية باكستان الإسلامية، وجمهورية بنغلاديش الشعبية، والهند التي سميت فيما بعد بجمهورية الهند، وكان قانون الاستقلال الهندي قد قرر يوم 15 أغسطس 1947 كتاريخ محدد للتقسيم، وبعد تقسيم الهند عام 1947 كان ثلثا المسلمين يقيمون في باكستان، وثلثهم فقط أقاموا في الهند، فبناءً على تعداد أُجري عام 1951 للأشخاص النازحين انتقل 7،226،000 مسلم من الهند إلى باكستان، بينما انتقل 7،249،000 من الهندوس والسيخ من باكستان إلى الهند.
التركيبة السكانية
مع وجود حوالي 200 مليون مسلم يعد عدد السكان المسلمين في الهند ثالث أكبر عدد من الأقليات المسلمة في العالم، فالهند هي موطن لـ 10 ٪ من سكان العالم المسلمين، ووفقًا لمركز بيو للأبحاث قد يكون هناك 213 مليون مسلم عام 2020 أي 15.5٪ من سكان الهند.
طوائف السكان المسلمين
هناك طائفتان رئيسيتان من المسلمين الهنود، وهما السنة التي تمثل غالبية المسلمين الهنود (أكثر من 85٪)، ويتبعون المذهب الحنفي، والشيعة التي تمثل أقلية (13٪)، وهناك أقليات مذهبية صغيرة أخرى، مثل الأحمدية والبوهرا، والقرآنيون....إلخ.
مسلمون بارزون في الهند
الهند هي موطن لكثير من المسلمين البارزين الذين تركوا بصماتهم في العديد من المجالات ولعبوا دورًا بنّاء في نهوض الهند الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي، وغيرها من المجالات، فمن بين رؤساء جمهورية الهند الاثني عشر كان هناك ثلاثة مسلمين هم: ذاكر حسين، وفخر الدين علي أحمد، وأ. ب. ج عبد الكلام، وبالإضافة إلى ذلك شغل 4 مسلمين هم: محمد هداية الله، وعزيز مشبر أحمدي، وميرزا حميد الله بيك، وألتاماس كبير منصب رئيس قضاة الهند، كما برع المسلون الهنود في مجال الفن، فظهر منهم بعض المشاهير الذين اكتسبوا شعبية كبيرة، وتركوا تأثيراً كبيرًا في مجال التمثيل والسينما، ومنهم شاروخان، ونواز الدين صديقي، ونصير الدين شاه، وشبانة عزمي…إلخ، كما أن الهند موطن للعديد من رجال الأعمال المسلمين المؤثرين الذين أسسوا بعضًا من أبرز الشركات الهندية، مثل Wipro، وWockhardt، وHimalaya Health Care، وHamdard Laboratories، وMirza Tanners، والمليارديران المسلمان الوحيدان من جنوب آسيا اللذان ذكرتهما مجلة فوربس "يوسف حميد وعظيم بريمجي" هما من الهند.
[1]الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي:
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.