• الرمز الدولي IN
• رمز الاتصال الهاتفي 91
• العلم
• العاصمة New Delhi

جمهورية الهند: تقع إلى الجنوب من قارة آسيا، وتتكون من 28 ولايةً و7 أقاليم اتحادية، وعاصمتها هي نيودلهي، وتشترك الهند في حدودها مع الصين، وباكستان، ونيبال، وأفغانستان، وبنغلاديش وغيرها، وهي تعاني داخليًّا من عدة مشكلات أبرزها الفقر والأمية وسوء التغذية، على الرغم من التطور الاقتصادي الذي شهدته.
وتعتبر الهند من أكبر دول العالم مساحة، حيث تبلغ مساحتها 3287263 كلم2، ويقارب عدد سكانها 1.38 مليار نسمة، يسكن حوالي 74% منهم في الريف، و26% في المدن، وبذلك تعتبر الهند ثاني أكبر دولة من حيث عدد السكان، وقد أدى تحسن الخدمات الصحية في الثمانينيات إلى زيادة الكثافة السكانية في الهند بعد أن تناقصت نسبة الوفيات.
تهب على الهند الرياح الموسية نظراً لتأثرها بمناخ صحراء الهيمالايا، وتسودها أربعة مناخات رئيسية وهي: المناخ الاستوائي الرطب، والاستوائي الجاف، وشبه الاستوائي الرطب، والجبلي، ففيها المناخ البارد، والحار، والممطر الذي يمتد في شهور السنة المختلفة.
وتعتبر مدينة مومباي العاصمة الاقتصادية للهند، ويعتمد الاقتصاد الهندي على العديد من الروافد الكبرى له، مثل قطاع تكنولوجيا المعلومات والزراعة والمنسوجات والتعدين والنفط وصناعة السيارات، وهناك أيضاً تجارة الأسمدة والكيماويات والمنتجات الزراعية وغيرها، وهذه المنابع الاقتصادية تشغِّل عشرات الملايين من الأيدي العاملة في الهند.
وتعتبر الهند موطناً لعائلتين لغويتين رئيسيتين: الهندو-آرية (يتحدث بها نحو 74% من السكان) والدرافيدية (يتحدث بها 24% من السكان)، واللغات الأخرى الرائجة في الهند تأتي من العائلتين الأستروآسيوية والصينية التبتية، وليس للهند لغة وطنية، ولكن تعتبر اللغة الهندية، وهي لغة هندو-أوروبية لها أكبر نسبة من المتحدثين هناك، هي اللغة الرسمية للحكومة، وتستخدم اللغة الإنجليزية أيضاً على نطاق واسع في الأعمال والإدارة والتعليم، ولكل ولاية ومنطقة اتحادية لغة رسمية واحدة أو أكثر، ويعترف الدستور على وجه الخصوص بـ22 لغة مقررة.
أفاد تعداد السكان لعام 2011 بأن أكثر أتباع الأديان في الهند هم الهندوس (79.80%)، يليهم المسلمون (14.23%)؛ ثم النصارى (2.30%)، فالسيخ (1.72%)، ثم البوذيون (0.70%)، فالجاينيون أتباع ديانة هندية قديمة (0.36%)، وغيرهم (0.9%)، وفي تعداد سنة 2020 بلغت نسبتهم 14.9% من إجمالي السكان، وبهذا فإن الهند هي الدولة الثالثة في ترتيب الدول من حيث عدد المسلمين، وهي الأكثر من حيث تعداد المسلمين القاطنين في الدول ذات الأغلبية غير المسلمة.
أما تاريخيًّا، فقد وصل الإسلام إلى الهند عن طريق التجارة والدعوة والفتح، فمنذ أيام الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بدأت محاولات فتح الهند على نطاق ضيق، وبدأت تأخذ شكلها الجلي في عهد الأمويين عندما أرسل الحجاج بن يوسف الثقفي عدة حملات لفتح الهند، فنجحت إحداها بقيادة محمد بن القاسم في فتح بلاد السند (جزء من باكستان اليوم) عام 92هـ، واستمرت الحروب بين المسلمين والهنود؛ حيث كان ملوك الهند وحكام مقاطعاتها والبراهمة (ذوو النفوذ الكبير في المجتمع الهندي، حيث كانوا يعتبرون أعلى طبقة في المجتمع لدرجة أنهم زعموا تبعيتهم لآلهتهم، فمنحوا نفوذًا وامتيازات كبيرة في المجتمع الهندي)، كان هؤلاء يحثون الطبقات الدنيا من الشعب الهندي على قتال المسلمين ودُعاتهم خوفًا على مراكزهم ونفوذهم؛ مما قلل من انتشار الإسلام في الهند، وفي عهد الدولة العباسية تمكن هشام بن عمرو التغلبي والي السند من فتح الملتان وكشمير، ثم مع ضعف الدولة العباسية وتفكك أجزائها تكونت عدة إمارات في السند، منها إمارة المنصورة وإمارة الملتان.. حتى جاء الغزنويون الأتراك الذين ثبتوا دعائم دولة الإسلام في الأراضي الهندية، بقيادة محمود بن سُبُكْتِكِيْن الغزنوي فاتح الهند، وذلك بعد أن نجحوا سابقاً في ضم أرجاء السِّند إلى لواء الدولة الإسلامية، ثم بقي الإسلام يحكم من بعدهم طوال ثمانية قرون في تلك المناطق، وتلاهم الغَوريون وغيرهم من المسلمين الذين حكموا بلاد الهند.. وصولاً إلى حكم مسلمي المغول للهند ثم تلاشي دولتهم، حتى وصول البرتغال إلى سواحل الهند وما حصل من هزيمة لهم على أيدي الدولة العثمانية، ثم ما حصل للبرتغاليين من انتصار بعد أن خاف بعض الأمراء المسلمين في المناطق الهندية من أن يضم العثمانيون مناطقهم إلى دولتهم، فقطعوا الإمدادات عمن جاء ليدافع عنهم، وكان ذلك مما تسبب في احتلال البرتغال لبعض المراكز الساحلية في الهند، مثل: دامان شمال بومباى، وجزيرة ديو، وغوا، حتى جزر المالديف وجزيرة سيلان (سريلانكا) التي احتلها البرتغاليون وارتكبوا فيها أبشع الجرائم ضد المسلمين، ومن هذه الجرائم مذبحة ماتار في سريلانكا عام 1053هـ، ومارسوا الاضطهاد الدائم ضد المسلمين، واستطاع البرتغاليون أن يسيطروا على التجارة في المحيط الهندي ما يزيد على قرن من الزمن.. وتلا ذلك مجيء البولنديين، فالإنجليز، ثم الفرنسيين.
وعندما أعلنت إنجلترا فرض سيطرتها الكاملة على جميع أجزاء الهند، أخذ الإنجليز ينكِّلون بالمسلمين، فهدموا الكثير من المساجد، وصادروا أملاكهم، وحولوا بعض المساجد إلى ثكنات عسكرية، ورحب الهنادك بهذه الأفاعيل، وأخذوا يشاركون الإنجليز في إجرامهم، ولم يكتف الإنجليز بذلك بل عملوا على فتح المدارس للهنادك، في حين كان كثير من المسلمين يرفضون الالتحاق بهذه المدارس؛ لأنها تبث كره الإسلام والمسلمين، وتعمل على نشر النصرانية، ومع سعي الأعداء لإضعاف المسلمين الهنود في جميع المجالات عمَّ الجهل والفقر بينهم بعد أن كانوا حكام البلاد، ورغم ذلك فقد كان هناك بعض الحكام لبعض الولايات من المسلمين المعيَّنين من قبل الإنجليز؛ لأن حكمهم للبلاد كان واقعاً وعرفاً معتاداً للهنادك برغم قلة عدد المسلمين بالنسبة لأعداد الهندوس، وقد حرص الإنجليز على تفتيت المسلمين وهدم انتمائهم العقدي وثقافتهم الإسلامية، وذلك من خلال تشجيع الفكرة القومية الهندية من جهة، ومن جهة أخرى إنشاء فرق ضالة وخبيثة تظهر للناس أنها مسلمة لتفريق صفوف المسلمين، فعملت على إحياء فكرة العقيدة المشتركة لأكبر شاه، ووجدت ضالتها في ميرزا غلام أحمد القادياني، ودعمته في تأسيس دين القاديانية المناقض لأصول الدين الإسلامي ومبادئه، وما زال الإنجليز إلى يومنا هذا يدعمون القاديانيين في كل مكان لمحاربة الإسلام، ورغم ذلك حاول المسلمون في الهند مقاومة المستعمرين الإنجليز، وعملوا على تكوين الأحزاب والجمعيات الخاصة بهم، وكان الإنجليز والهنادك يقفون ضدهم دائمًا.