المصدر: شبكة الألوكة، 23/ 7/ 2013، عن موقع الإسلام.
مجموعة دول الاتحاد السوفيتي "سابقًا": (الاتحاد السوفيتي "سابقًا" - سيبريا - قازاخستان - أوزبكستان - قرغيزيا - طادجيكستان - التركمان - أذربيجان - أرمينيا - جورجيا - داغستان).
هي إحدى الجمهوريات الإسلامية ذات اتحاد فيدرالي، ضمن الجمهوريات الاتحادية السوفيتية، وتضم جمهورية أوزبكستان جمهورية كاراكلباك، كما تضم أقاليم لها حكم ذاتي يبلغ عددها تسعة أقاليم، منها أقاليم لها شهرة عريقة في تاريخ الإسلام، ذلك بسبب دورها في التراث الإسلامي، فمنها بخارى وسمرقند وطشقند وخوارزم، فلقد قدمت هذه المناطق علماء أثروا التراث الإسلامي بجهدهم كان منهم الإمام البخاري، والخوارزمي، والبيروني، والنسفي، رحمهم الله وغيرهم العديد من أعلام التراث الإسلامي.
المساحة:
تبلغ مساحة جمهورية أوزبكستان " 447.400كم2 "، وسكانها حسب إحصاء سنة 1401هـ - 1981م 16.161.000 نسمة، وفي سنة 1409هـ - 1988م، بلغ عدد سكانها 19.569.000 نسمة ويقدر عدد المسلمين بها 14.872.440 نسمة.
وكانت مدينة سمرقند عاصمة لجمهورية أوزبكستان حتى سنة 1349هـ - 1930م، ثم نقل الروس العاصمة إلى مدينة طشقند، وذلك بسبب مقاومة أهل سمرقند لمحاولة السوفييت تغيير الطابع الإسلامي لمدينتهم، فلقد وجدوا أن نقل العاصمة إلى طشقند أكثر أمنًا لوجود نصف مليون روسي بين سكانها، ولقد بلغ عدد سكان طشقند سنة 1407هـ - 1987م أكثر من 2 مليون نسمة.
الموقع:
تحدها كزاخستان من الشمال والغرب، وتركمانيا من الجنوب، وقرغيزيا وطاجيكستان من الشرق، وكلها جمهوريات إسلامية.
الأرض:
الأرض في أوزبكستان تتكون في القسم الشمالي من سهول طوران، وتحيط هذه السهول ببحر أرال في الجنوب والجنوب الغربي لتدخل إقليم كاراكلباك، وفي وسط أوزبكستان سهول كيزيل قوم، أي الرمال الحمراء، وهي سهول فسيحة تغطيها الكثبان الرملية، تظهر بها بعض التلال الصخرية، والقسم الجنوبي من أوزبكستان جبلي، يتكون من سفوح جبال تيان شان والبامير وتنساب إلى القسم السهلي روافد نهرية تتجه نحو نهر سيحون، أو نحو نهر جيحون، وعلى هذه الروافد توجد المدن الهامة مثل طشقند وبخارى وسمرقند.
المناخ:
الأحوال المناخية في أوزبكستان تندرج في نظامين، فالجهات المرتفعة تتمتع بمناخ استبسي، أمطارها متوسطة، تعتدل حرارتها في الصيف، وتتدنى في الشتاء ويشتد بردها، أما القسم الأوسط والشمالي حيث النطاق السهلي فمناخه شبه صحراوي قليل الأمطار.
السكان:
سكان أوزبكستان ينتمون إلى مجموعة من العناصر، أبرزها الأوزبك ويشكلون أغلبية سكانها حيث تصل نسبتهم إلى 68% وإلى جانبه أربعة في المائة من القازخستانيين، ونسبة مماثلة من الطاجيك وحوالي 5% من التتار ونصف هذه النسبة من الكاراكلباك، وكل هذه العناصر مسلمة، ولذلك يشكل المسلمون الأغلبية الكبرى بين سكان أوزبكستان، ويشكل الروس 10% من سكان أوزبكستان، ولقد زادت نسبة المسلمين عن نسبتهم في سنة 1391هـ، فكانت 84%، فأصبحت 88%، وهذا يرجع إلى ارتفاع نسبة التكاثر بين المسلمين، وبلغ عدد المسلمين بها في الآونة الأخيرة 14.874.440 نسمة، ويكون الأوزبك منهم حوالي 9مليون نسمة كما تقدرهم المصادر الغربية، وهؤلاء من جملة الأوزبك في الاتحاد السوفيتي 10.746.000 نسمة ومنهم نصف مليون يعيشون في أفغانستان.
الإنتاج:
أوزبكستان بلد زراعي تنتج القمح والأرز والذرة، وتنتج خمسة ملايين طن من القطن الخام، كما تنتج الجوت، وإلى جانب هذا ثروة رعوية تقدر بعشرة ملايين من الأغنام والماشية، وهكذا تنتج أكثر من نصف قطن الاتحاد السوفيتي وأكثر من ثلاثة أرباع الجوت به، وثلث الحرير، وأكثر من ثلث فرو الاستراكان.
كيف وصل الإسلام إلى أوزبكستان؟
وصلها الإسلام بعد فتح بلاد الفرس، فلقد تقدم الأحنف بن قيس إلى أعالي نهر جيحون في سنة ثلاثين هجرية، وكانت تحت إمرة عبد الله بن عامر في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفي عهد الأمويين تولى أمر خراسان زياد بن أبي سفيان، وغزا المنطقة الجنوبية من التركستان، وفي عهد ولاية سعيد بن عثمان خراسان، اجتاز نهر جيحون في جنوبي أوزبكستان، فكان أول من اجتاز النهر بقوات إسلامية، وفتح مدينة بيكند، وتقع بين بخارى ونهر جيحون، ثم فتح بخارى صلحًا بعد حصارها في سنة 55هـ، وأغار على سمرقند، ولكن بخارى نقضت العهد فتكرر غزوها، ومن المجاهدين في فتح هذه المنطقة مسلم بن زياد بن أبي سفيان، والمهلب بن أبي الصفرة وابنه يزيد.
واستقرت أحوال فتح إقليم التركستان في ولاية قتيبة بن مسلم الباهلي لإقليم خراسان في سنة 88هـ، ففي عهده دخلت فتوح بلاد ما وراء النهر مرحلة حاسمة أخذت أربعة أدوار، ففي الدور الأول استعاد المناطق التي نكست بالعهد مثل طاجاكستان، وأثناء الدورة الثاني أعاد فتح بخارى، وقد انتهى هذا الدور في سنة 90هـ، وفي الدور الثالث استطاع قتيبة أن يثبت الفتوح في حوض نهر جيحون وبسط نفوذ الإسلام على بلاد الصفد، وفي الدور الرابع فتح بلاد حوض نهر سيحون ووصل إلى فرغانة، واستقرت هذه المرحلة من سنة 94هـ 96هـ، وهكذا فتح قتيبة بلاد أوزبكستان فتحًا ثبت دعائم انتشار الدعوة الإسلامية، وبنى أول مسجد في بخارى في سنة 94هـ.
وفي عهد العباسيين في ولاية المعتصم، اعتنق الإسلام العديد من قبائل التركستان، واستخدم الأتراك جندًا في جيشه، وقام السامانيون بنقل الدعوة الإسلامية إلى آفاق جديدة في بلاد التركستان وأخذ أحد أمراء السامانيين هو "ساتوق" على عاقته نشر الدعوة الإسلامية حتى حدود الصين، ثم جاء دور السلاجقة بعد ذلك في القرن الرابع الهجري.
وكان إسلام خانات المغول دفعة جديدة مدت حدود الإسلام إلى مناطق أبعد، فلقد أسلم بركة خان في سنة 830هـ - 1422م، وعرفت دولته باسم إمبراطورية "التون أوردو الإسلامية" وتوالى بعد ذلك خانات المغول.
وأصاب الضعف إمبراطورية المغول، فانقسمت إلى دويلات كان منها الدولة الأوزبكية، ودولة بني بلاقوندي في الشمال الغربي من تركستان وسيبيريا، وسميت بخانات سيبيريا، ودولة خانات قازاخستان، ودولة سلاطين قازان، ودولة بني جفتاي ودولة بابور شاه في جنوب التركستان، وهكذا ضعفت إمبراطورية المغول وتفتت أوصالها مما سهل على الروس غزوها واحدة تلو الأخرى.
وبدأت أولى محاولات الروس لابتلاع هذه الدول الإسلامية منذ سنة 964هـ - 1556م بالاستيلاء على خانية قازان، وانتهت بالاستيلاء على باقي التركستان في سنة 1884م 1302هـ.
وعندما سقط حكم القياصرة بروسيا، وبدأ الشيوعيون الاستيلاء على السلطة، صدرت أوامرهم في سنة 1337هـ - 1918م بالاستيلاء على البلاد الإسلامية واحدة تلو الأخرى فاستولوا على بخارى في سنة 1341هـ - 1922م، وذلك بعد دفاع مجيد قام به أنور باشا، وضموها إلى اتحادهم بعد ذلك بعامين، فأصبحت جمهورية اتحادية، ولقد واجه مسلمو أوزبكستان محنًا في عهد السوفييت، فلقد قضوا على اللغة العربية تمامًا في بلاد قدمت نصيبًا موفورًا للتراث الإسلامي من بخارى وطشقند وسمرقند وغيرها، ولم يبق من آلاف المساجد غير عدد ضئيل، وبقيت مدرستان من آلاف المدارس الإسلامية، وهما مدرسة "مير عرب" في بخارى، ومدرسة "مبارك خان" في طشقند (معهد الإمام البخاري)، وبأوزبكستان مقر الإدارة الدينية لمسلمي وسط آسيا وقازاخستان، وفي طشقند معهد الدراسات الشرقية، ومكتب العقيدة الإسلامية ومركزها في طشقند، وكانت لغة الأوزبك تكتب بحروف عربية حتى سنة 1346هـ - 1927م عندما استبدلها الروس بأبجديتهم، وتعرف اللغة بالأوزبكية نسبة "للأوزبك"، وهي إحدى اللغات التركية، وبعد تفكك وانهيار الاتحاد السوفيتي أعلنت أوزبكستان استقلالها في ديسمبر 1991م.
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.