مترجم عن اللغة الإنجليزية
تاريخ الإسلام في إيطاليا[1]
أحمد جيانبيرو فينتشنزو
في العصور الوسطى كان للإسلام حضوراً قوياً ومؤثراً في إيطاليا، واستمر ذلك لما يقرب من خمسة قرون، من 827 إلى 1300، حيث تمكّن وجود الإسلام في صقلية وأجزاء أخرى من جنوب إيطاليا من لعب دور مركزي في مجتمع متوسطي يتمتع بتنوع عرقي وديني كبير يعزز ثراء الثقافة والفن والاقتصاد في إيطاليا - والتي اقتربت جميعها من ذروتها خلال هذه الفترة - من خلال مساهمات الجالية المسلمة.
وصل الإسلام إلى ثلاث مناطق تتبع إيطاليا حالياً، المنطقة الأولى جزيرة صقلية وذلك في سنة (212هـ - 827 م) عندما فتحها إبراهيم بن الأغلب، وقاد عملية الفتح أسد بن الفرات وكان للأغالبة أسطول قوي في البحر المتوسط.
المنطقة الثانية هي جزيرة سردينيا واحتلت في سنة (194 هـ - 809 م)، وورث الفاطميون حكم سردينيا عن الأغالبة في سنة (297هـ - 909 م) أي بعد أن حكمها الأغالبة مدة قرن تقريباً وبقيت سردينيا في أيدي الفاطميين قرناً آخر حتى استولى عليها ملوك الطوائف المسلمون بالأندلس في سنة (406هـ -1015 م) وحاول أن يستولى عليها مجاهد العامري ولكنه فشل في استعادة الجزيرة، وذلك بسبب قوة الحلف المسيحي الذي سيطر على سردنيا في سنة (406 هـ - 1015م) وهكذا دام الحكم الإسلامي لجزيرة سردينيا أكثر من قرنين، وانتشر الإسلام خلالها في الجزيرة، وفي نهاية الحكم الإسلامي لسردنيا حكمها أمراء مسلمون من أبنائها، ولكن التحالف المسيحي الذي تكون من دولة بيزا وجنوا سيطر في النهاية على الجزيرة وعندئذ تغير وضع المسلمين، فمنذ الاستيلاء على سردينيا ظهر التحدي للمسلمين بالجزيرة، فكثرت الهجرات الإسلامية منها وشنت حرب الإبادة على المسلمين بسردينيا، وكان السبب الرئيسي في إخلاء الجزيرة من المسلمين.
المنطقة الثالثة هي شبه جزيرة إيطاليا والتي وصلها الإسلام، فقد توجه الأغالبة إلى هذه المنطقة بعد احتلالهم جزيرة صقلية، فهاجم المسلمون مدينة برنديزى سنة (221هـ - 836م)، ثم استولوا على نابولي في السنة التالية لها، واستولوا على كابوه في سنة (227هـ -841م)، واحتل المسلمون تارانتوا، ودخلت جيوش محمد الأول الأغلبي مدينة روما سنة (232هـ- 846 م) وأجبرت البابا على دفع الجزية.
وبعد فترة استطاع التحالف المسيحي استرجاع بعض المدن الإيطالية على أثر الخلافات التي نشبت بين القوة الإسلامية في المشرق والمغرب فاسترجعت قوات التحالف المسيحي مدن برينديزى في سنة (257هـ - 870 م) وبارى، وتارنتوا، وحاول الحفصيون والفاطميون استعادة احتلال جنوبي إيطاليا في مستهل القرن الخامس الهجري، فهاجم الحفصيون نابولي وجاتيه، وهاجم الفاطميون جنوه في سنة (322هـ -934م) كما حاول الأتراك العثمانيون الاستيلاء على جنوبي إيطاليا في سنة (886 هـ - 1481م).
المسلمون في إيطاليا
برزت الجالية الإسلامية في إيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية عندما هاجر إليها بعض المسلمين من أوروبا الشرقية، ثم أتت هجرات إسلامية من المناطق الإسلامية التي خضعت للاستعمار الإيطالي في إفريقيا، وهاجر إليها بعض العمال المسلمين من تونس، ويضاف إلى هذا اعتناق بعض الإيطاليين الإسلام.
ينتشر في إيطاليا حتى نهاية 2008 وبداية 2009 ما يزيد على 700 مركز إسلامي على كافة المساحة الإيطالية من الشمال إلى الجنوب عبر مقاطعاتها العشرين غير أن هناك المؤسسات ذات الصفة الوطنية والتي تضم العديد من المراكز الإسلامية الأعضاء إلى جانب مركزها الرئيسي، وأول وأضخم هذه الهيئات الإسلامية اتحاد الجاليات الإسلامية في إيطاليا والذي يضم حوالي 150 مركزا إسلاميًا تنتشر في معظم المقاطعات الإيطالية ومقره الرئيسي بمدينة روما.
[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب.
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.