المصدر: مجلة المجتمع: 26 ديسمبر 2020م.
ليبيريا إحدى دول غرب أفريقيا، تقع بين كوت ديفوار وسيراليون، وعاصمتها مونروفيا، وتعاني من الحروب الأهلية بين الحين والآخر التي كان آخرها عام 1999 - 2003م، ويتكلم السكان اللغة الإنجليزية والفرنسية ولغات محلية، ويقدر عدد السكان بحوالي 4 ملايين نسمة، عدد المسلمين منهم مليون نسمة (أي 25% تقريباً)، والمسيحيون والعقائد الأخرى يمثلون أكثرية، وينص دستور عام 1986م على أن ليبيريا دولة علمانية.
ومن أهم المدن التي يتركز فيها المسلمون: العاصمة مونروفيا (مونتسرادو)، مسادو، باكيدو، بوبولو، سانيكولي، تابيتا، سيكريبي، كامب فور، كامبلي، باهن، كولاهون.
ويرجع تاريخ تأسيس المدارس الإسلامية في ليبيريا لتعليم اللغة العربية والعلوم الإسلامية إلى بداية الستينيات من القرن الماضي، وقد قامت جهود الدعاة المسلمين في تلك المدن فردية وغير منظمة، ومن أهم الدعاة الذين كان لهم تأثير كبير الشيخ عبدالرحمن بن أبي بكر، المشهور بالشيخ «مافي كابا»، الذي يعتبر مؤسس الدعوة السلفية في تلك المنطقة، حيث قام بتصحيح المعتقدات البعيدة عن الإسلام المنتشرة بين مسلمي ليبيريا.
الواقع الدعوي
أنشئت مراكز ومنظمات إسلامية كثيرة تشرف على شؤون المسلمين والدعوة في المناطق التي يعيشون فيها، ومنها: «مجلس جماعة مسلمي ليبيريا» تأسس عام 1366هـ/ 1946م، «جمعية مسلمي ليبيريا» تأسست عام 1387هـ/ 1967م، وهي تهتم ببناء المساجد وإنشاء المدارس الإسلامية، وتنظيم القوافل الدعوية، «منظمة التضامن الإسلامي» التي تأسست عام 1400هـ/ 1980م، وهي تستخدم الإذاعة المحلية للدعوة باللغات المحلية.. وغيرها.
والتواصل بين المنظمات الإسلامية في ليبيريا والعالم العربي ضعيف، سوى بعض البعثات التعليمية لطلاب ليبيريا في الجامعات العربية أو إرسال المدرسين إليها؛ حيث تقوم الجمعيات الإسلامية بإرسال الطلاب الذين يجيدون اللغة العربية إلى الأزهر الشريف بمصر لدراسة العلوم الإسلامية واللغة العربية، ويرسل إليها كذلك الأزهر مبعوثين للتدريس بها، والتحق كذلك بعض أبناء ليبيريا بالدراسة في الجامعات السعودية، وتولت الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالرياض، ورابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، مهمة إعداد الدعاة والمدرسين من أبناء ليبيريا، وقدمت وزارة التربية الكويتية منحاً دراسية لمدرسة جمعية مسلمي ليبيريا في مدينة سانيكولي.
تحديات ومشكلات
ويواجه مسلمو ليبيريا مشكلات كثيرة، من أهمها:
- البؤس والفقر وضعف الخدمات الأساسية التي تعم البلاد، وإذا أخذنا الناحية الصحية مثلاً؛ فنجد انتشاراً للأمراض المزمنة في البلاد، مثل: الملاريا، وإيبولا المُعْدي، إضافة إلى كورونا المستجد الذي ينتشر في ليبيريا والعالم، والمؤسسات الصحية في الدولة قليلة جداً، وإمكاناتها ضعيفة، فلا يوجد في ليبيريا إلا مستشفى أكاديمي وحيد في مونروفيا العاصمة، وتراجعت القدرة على تقديم الخدمات الصحية الأساسية بالنسبة إلى كثير من مرضى العلاج والطوارئ، وأكثر الأعمال التي تؤلم المشاعر في المستشفيات التي تشبعت بالمرضى في مونروفيا أن يتم صرف المرضى بأعداد كبيرة يومياً؛ لعدم وجود مكان خالٍ لهم في المستشفى.
- قلة أعداد المساجد مقارنة بالكنائس؛ فالعاصمة مونروفيا مثلاً لا يوجد بها سوى 5 مساجد فقط، بينما يوجد بها 43 كنيسة.
- تحكم الشركات الأجنبية في اقتصاد البلاد بدرجة كبيرة؛ حيث يوظفون طاقتهم لدعم المنظمات التنصيرية، والتضييق على المسلمين؛ فالعطلة الأسبوعية يوم الأحد، وأيام الأعياد المسيحية عطلة رسمية، بينما يجد المسلمون مشقة في ترك أعمالهم لأداء صلاة الجمعة.
- قلة الدعم المادي والثقافي من الدول العربية والإسلامية الذي لا يتناسب مع حاجة المسلمين في ليبيريا للحفاظ على هويّتهم؛ فيعانون من انتشار الفقر والجهل، وضعف النشاط الدعوى؛ فالجهود المبذولة ضعيفة وغير كافية في ظل انتشار الفقر والجهل واشتداد التيار التنصيري في البلاد الذي يتمتع بكثير من الدعم المادي، وكثرة أعداد المؤسسات الخدمية التي يقدمونها من مدارس ومستشفيات ومنظمات خيرية تستغل جهل المسلمين بعقيدتهم.
1- عباس صالح عباس كانه، الإسلام والنشاط التنصيري في ليبيريا، رسالة دكتوراه، كلية الدعوة والعقيدة، جامعة أم القرى، 1411هـ/ 1990م.
2- المسلمون في ليبيريا.. واقع مأزوم، 4 جمادى الآخرة 1433هـ/ 25 أبريل 2012م.
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.