نور الإسلام يسطع على هسبانيولامقالات

طريق الخلاص

المصدر: طريق الخلاص - مايو 2011م.

 

لقد ضرب الإسلام بجذوره شرقاً وغرباً، كما أشرقت شمسه ساطعة فنشرت نورها على كافة أرجاء المعمورة، فما من دولة أو جزيرة كبر حجمها أو صغر إلا وبها مسلم يقيم عقيدة التوحيد الغراء، فلم تقف المسافات الشاسعة ولا المحيطات الواسعة عقبة في سبيل امتداد الإسلام، فله صلات بالعالم الجديد سبقت الأوروبيين إلى اكتشاف نصف الكرة الغربي حيث وصل المسلمون إلى أمريكا اللاتينية وجزر الكاريبي، قبل وصول الإسبان إلى العالم الجديد، وكان هذا الوصول المبكر من مسلمي شمال وغربي إفريقيا، ومن مسلمي الأندلس.

في حلقتنا اليوم سنقوم بزيارة إحدى جزر الأنتيل، وهي مجموعة جزر تكون الجزء الأكبر من جزر الهند الغربية، وتقسم جزر الأنتيل إلى مجموعتين رئيسيتين: "جزر الأنتيل الكبرى والواقعة شمالاً وتضم كوبا وجامايكا وهسبانيولا وبويرتوريكو، وجزر الأنتيل الصغرى وتتكون من مجموعة جزر ليوارد وجزر وندوارد وجزر فنزويلا الشاطئية، يستثنى من الأنتيل جزر البهاماس بالرغم من أنها تتبع جزر الهند الغربية. جغرافيًّا تتبع جزر الأنتيل قارة أمريكا الشمالية، وأحيانًا تلحق كل من جزر كوبا وبيورتوريكو والدومانيكان بأمريكا اللاتينية بسبب تحدث أهلها بالإسبانية.

ونخص بالذكر في تلك الحلقة جزيرة هسبانيولا، وهي ثانية كبريات جزر الهند الغربية، وتقع بين كوبا وبُورتُوريكُو في البحر الكاريبي. وتبعد حوالي 970 كم جنوب شرقي فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية، وإلى الشمال الغربي من جزيرة هيسبانيولا تقع كوبا ويفصل بينهما ممر وندوارد وإلى الجنوب الشرقي منها تقع جامايكا ويفصل بينهما قناة جامايكا. بينما تقع جزر البهاماس شمال الجزيرة. جزر كوبا وجامايكا وهسبانيولا وبورتوريكو مجمتعة تشكل ما يعرف باسم جزر الأنتيل الكبرى المكونة من الصخور القارية.

تحتل جمهورية هاييتي الثلث الغربي من هسْبَانيُولا، في حين تُغَطِي جمهورية الدومينيكان ثلثيها الشرقيين، يطلق سكان الجزيرة الأصليين على الجزيرة اسم كويسكويا. ومسمى هايتي أطلق في الأصل على اسم الجزيرة كلها ولم يقصد بها جزؤها الغربي فقط. وقد كان اسم جمهورية الدومنيكان لمدة من الزمن هايتي الإسبانية.

جزيرة هيسبانيولا:

• الموقع: البحر الكاريبي.

• المساحة: مساحة الجزيرة الكلية هي حوالي 76.480 كم2.

• عدد السكان: يبلغ عدد سكان الجزيرة 18.466.497حسب تقديرات 2005م، منهم 8 ملايين في هايتي 9.7 ملايين في الدومنيكان. وكلهم تقريبًا إما سود، وإما ينحدرون من أصول مختلطة من البيض والسود. ويعيش أكثر من نصف السكان في المناطق الريفية.

• والجزيرة تتوزع بين جمهورية هاييتي وجمهورية الدومينيكان.

• هاييتي: أكبر مدينة بورت أوبرنس.

• الدومينيكان: أكبر مدينة سانتو دومينجو.

نبذة تاريخية:

ففي الأمريكتين أو العالم الجديد كما يسمى، أو نصف الكرة الغربي كما يطلق عليه أحياناً يوجد الإسلام ممثلاً في عدد يزيد على أربعة ملايين ونصف المليون من المسلمين ، وقد دلت العديد من الأدلة على ذلك، منها على سبيل المثال التقاليد الموروثة عند الهنود بالأمريكتين، ومنها التأثير الأفريقي في الصناعة التقليدية لدى الهنود الأمريكيين، ومنها ما عثر عليه من آثار مكتوبة في الصخر في 90 موقعاً بأمريكا الجنوبية والوسطى - التي تقع بها جزر هسبانيولا - كتبت بحروف من لغة الماندنج بغرب أفريقيا، ومن الأدلة تلكم البعثات الكشفية التي أرسلها ملوك دولة مالي الإسلامية في غربي أفريقيا في عهد مانس أبو بكر، وحكى قصتها السلطان مانسي في حجه إلى البقاع المقدسة، حيث مر بالقاهرة، وقص هذا على سلطان مصر، وأشار إليها المؤرخ العمري.

ولقد سبقت هذه الرحلات الكشفية الإسلامية وصول كولمبس بـ180 سنة حسبما أثبتت دراسات تاريخية لعلماء غربيين، حيث وجدت عملة معدنية عربية صكت سنة 800هـ، واكتشفت في سواحل أمريكا الجنوبية. وترجع إلى الأندلس، مما يثبت أن مسلمي قرطبة، وصلوا إلى العالم الجديد قبل كولمبس، ولقد أشار المسعودي في مروج الذهب (كتب سنة 339هـ-956م) إلى كتاب له (أخبار الزمان) أشار إلى رحلات مسلمي قرطبة عبر المحيط الأطلنطي (بحر الظلمات).

ولقد استفاد كولمبس من رحلات المسلمين عبر الأطلنطي إلى العالم الجديد في رحلاته الكشفية، فلقد ذكر في سجلات رحلاته: أن الهنود الأمريكيين حدثوه عن علاقات تجارية سابقة مع الإفريقيين، ولقد شاهد امريجو فسبوشي في وسط الأطلنطي في عودته، زوارق الماندينج من غامبيا في غربي أفريقيا، وهكذا كان الوصول الأول للإسلام إلى العالم الجديد مبكراً، وتلى ذلك وصول آخر تمثل في المسلمين الذين قدموا مع الإسبان والبرتغاليين، أولئك الذين كانوا يكتمون إسلامهم خوفاً من بطش محاكم التفتيش الإسبانية والبرتغالية، وكذلك تمثل هذا الوصول فيما جلبه الأوربيون من رقيق إلى الأمريكتين.

علمنا أن الأوربيين نقلوا الملايين من الزنوج الأفريقيين، وهذه الأعداد الهائلة من الأفريقيين بالأمريكتين هم أحفاد أولئك الأجداد، ففي الولايات المتحدة وحدها ما ينيف على 27 مليوناً من الأفارقة، فإذا أضفنا إليهم ما يوجد منهم بأمريكا الوسطى والبحر الكاريبي وأمريكا الجنوبية، تكون المحصلة قريبة من مائة مليون أفريقي، مما لاشك فيه أن المسلمين شكلوا قطاعاً كبيراً من بين تلك الأفواج من الأفارقة التي جلبها الغربيون إلى العالم الجديد، وحركة العودة إلى الإسلام بين الأفارقة بالعالم الجديد تعطي مؤشراً عجيباً، فإذا كانت الصفات الوراثية تورث في الأجنة، فنحن نقف أمام مثيل لها في هذا الدين العظيم، فلقد أخذ الأحفاد من الأفارقة بالعالم الجديد يعودون إلى دين الأجداد. وتشير الإحصاءات السكانية في سنة 1400-1401هـ/ 1980-1981م إلى أن سكان الأمريكتين والبحر الكاريبي قد تجاوزوا 614 مليون نسمة ومن هذا العدد 4. 6 مليون مسلم، أي أن نسبتهم 7% من جملة السكان، وإن ظهرت هذه النسبة ضئيلة الحجم، إلا أنها نامية، تزيد مع مرور الزمن.

جملة القول أن الأفارقة هم أول من اكتشفوا هذه الجزيرة واستقرّوا بها. فعندما توجهت حَمَلات الكشوف الجغرافية في عام 898 هجرية (1492 ميلادية) بقيادة كولمبس استقبله المسلمون الأفارقة وعاونوه في اكتشاف مجاهل هذه الجزيرة ومعالمها الجغرافية وسماها أيلا إسبانيولا أي الجزيرة الإسبانية وهكذا أسس أول مستعمرة إسبانية في العالم.

وهكذا تدفق عدد من العبيد المسلمين إلى الجزيرة على يد الإسبان فقاموا بثورة ضدهم في 1522 م فقامت إسبانيا بمعاونة السكان الأصليين بقمعها. وفيها قال دييجو كولومبوس «إن لم تقمع الثورة بسرعة لكانت قد أريقت دماء المزيد من المسيحيين». قامت إسبانيا بإجلاء المسلمين عن الجزيرة وإبعادهم عنها.

وقد خضعت هسبانيولا للاستعمار الإسباني منذ هذا الوقت، فقامت إسبانيا بتقسيم الجزيرة في محاولة لتفرقة المسلمين.. وأطلقت على الجزء الشرقي من هسبانيولا اسم "الدومينكان" وخصصت لها ثلثي مساحة الجزيرة.. كما اختارت مدينة " سانت دمنجو" عاصمة لها.. وقد حصلت الدومينكان على استقلالها عن الاستعمار الإسباني ثم الفرنسي وذلك في عام 1260 هجرية.

أما الجزء الغربي من جزيرة هسبانيولا فقد تأسست به دولة "هايتي".. وقد احتلتها فرنسا عام 1036 هجرية ( 1626 ميلادية ) وطردت إسبانيا منها.. حتى حصلت هايتي على استقلالها في عام 1219 هجرية ( 1804 ميلادية ) فكانت أول جمهورية زنجية في العالم كله.

وأغلب سكان " هايتي" من الزنوج الأفارقة الذين استقروا في جزيرة هسبانيولا منذ نهاية القرن الخامس الهجري بالإضافة إلى عدد آخر من الأفارقة الذين جلبتهم فرنسا من غرب أفريقيا...

ومن المعلوم للمطلع على أحداث تلك المنطقة أن الهجرات الإسلامية المعاصرة إليها أدّت إلى تنشيط دور المسلمين في جزيرة هسبانيولا - إحدى جزر البحر الكاريبي - ويسعى المسلمون حالياً لاسترداد أمجاد أجدادهم الذين هاجروا من دول غرب أفريقيا منذ القرن الخامس الهجري إلى الجزيرة، ونشروا الإسلام بين الهنود الحمر منذ فجر الدعوة الإسلامية في هذا الجزء من العالم، هيا بنا إخوتي لنكمل مسيرتنا على أرض تلك الجزيرة لتفقد أحوال الإسلام والمسلمين هناك..

وبالرغم من أن جزيرة هسبانيولا مقسمة إلى قسمين: الجزء الشرقي وتحتله "الدومينكان"، والجزء الغربي الذي تشغله " هايتي"، إلا أن روح الأخوة تسود بين المسلمين هناك إذ آخى الإسلام بينهم. غن المصادر التاريخية تذكر أن الأفارقة قد تمكّنوا من اكتشاف جزيرة هسبانيولا بالبحر الكاريبي منذ نهاية القرن الخامس الهجري، وذلك عندما هاجر إلى هناك عدد لا بأس به من الأفارقة من دول غرب أفريقيا خاصة من السنغال وبنين.

ولم يشعر الهنود الحمر - سكان الجزيرة - بأن هؤلاء المهاجرين الأفارقة غرباء عنهم وذلك نتيجة لتشابه العادات القبلية بين الطرفين، فقد تعايش الجميع في وفاق، وأسهم ذلك بشكل إيجابي في نشر الإسلام بين الهنود الحمر.

هذا ويخبر إيفان سيرتيما صاحب كتاب هم "قدموا قبل كولومبوس: الوجود الإسلامي في أمريكا القديمة": بأن المسلمين الأفارقة قدموا إلى الجزيرة قبل كريستوف كولومبوس وأن السكان الأصليين الحاليين يعترفون بأن أول من قدم إلى الجزيرة هم الأفارقة. كما أن المسلمين الأفارقة اندمجوا مع السكان الأصليين للبلاد ودخل منهم عدد كبير فيه.

بعد ذلك تدفق عدد من العبيد المسلمين إلى الجزيرة على يد الإسبان فقاموا بثورة ضدهم في 1522 م فقامت إسبانيا بمعاونة السكان الأصليين بقمعها. وفيها قال دييجو كولومبوس «إن لم تقمع الثورة بسرعة لكانت قد أريقت دماء المزيد من المسيحيين». قامت إسبانيا بإجلاء المسلمين عن الجزيرة وإبعادهم عنها.

وخلال عدة سنوات اعتنق عدد كبير من سكان الجزيرة الإسلام حتى صار دين الغالبية هناك، وقد شارك الجميع في تشييد المساجد، وعقد حلقات التلاوة القرآنية، وتأسس لأول مرة مجتمع إسلامي تسوده الأخوة والصدق في المعاملات، والبعد عن الرذائل.

كما قامت بين الأفارقة والهنود الحمر علاقات تزاوج ومصاهرة أدّت إلى نشوء جيل جديد من المسلمين، وأدّى هذا التجانس البشري إلى نشوء لغة جديدة سادت بالجزيرة، اختلطت فيها المفردات اللغوية الأفريقية ولهجات الهنود الحمر باللغة العربية باعتبارها لغة القرآن الكريم.

هذا وتحتل جمهورية الدومنيكان الجزء الشرقي من هسبانيولا وغالبية سكان الدومنيكان من المسلمين الأفارقة، وللحد من التفوق البشرى الإسلامي قامت إسبانيا بتهجير عدد كبير من سكان الأندلس، واتضح لإسبانيا بعد تهجيرهم أنهم من المسلمين، وهكذا زادت أعداد المسلمين، فقررت إسبانيا وقف ومنع هجرة المسلمين إلى الجزيرة، ومع تزايد انتشار الإسلام قررت إسبانيا طرد المسلمين من الجزيرة ومن كل مستعمراتها في جزر البحر الكاريبي، وهكذا تقلص الوجود الإسلامي في الجزء الشرقي.

أما الجزء الغربي من جزيرة هسبانيولا فقد تأسست به دولة "هايتي"، وقد احتلتها فرنسا عام 1036 هجرية ( 1626 ميلادية ) وطردت إسبانيا منها، حتى حصلت هايتي على استقلالها في عام 1219 هجرية ( 1804 ميلادية )، فكانت أول جمهورية زنجية في العالم كله.

وأغلب سكان "هايتي" من الزنوج الأفارقة الذين استقروا في جزيرة هسبانيولا منذ نهاية القرن الخامس الهجري، بالإضافة إلى عدد آخر من الأفارقة الذين جلبتهم فرنسا من غرب أفريقيا.

لقد عانى المسلمون في هايتي - أو الجزء الغربي من هسبانيولا - من الاضطهاد الديني، حيث وضعت فرنسا العديد من العراقيل لمنع المسلمين من ممارسة شعائر دينهم الإسلامي الحنيف، فاضطر عدد كبير منهم للهجرة إلى جزيرة " جوناف" المجاورة.

ونتيجة لاستمرار الاضطهاد قامت ثورات إسلامية للمطالبة بتقرير حق المسلمين في ممارسة شعائر دينهم، وقد سجل التاريخ الإسلامي لجزيرة "هسبانيولا" جهاد المسلمين بقيادة الشيخ محمد ماكندال الذي حُكم عليه بالموت حرقاً لإخماد صوت المسلمين، ومنعهم من المطالبة بحقوقهم المشروعة.

لقد أدّت سياسة القمع في " هسبانيولا" إلى تقلّص أعداد المسلمين في الدومنيكان وهايتي وجوناف، فمن سبعة ملايين نسمة في هايتي يوجد الآن تسعة آلاف نسمة من المسلمين فقط، ومن بين نحو ثمانية ملايين نسمة في الدومنيكان يوجد بينهم سبعة آلاف نسمة من المسلمين، أي أن 15 مليون نسمة هم سكان هسبانيولا يوجد 17 ألف مسلم فقط يمثلون أكثر من 1% من إجمالي عدد السكان.

ويسعى المسلمون في هسبانيولا لاسترداد أمجادهم الإسلامية، كما أنهم يطالبون بعودتهم لأصولهم التاريخية الإسلامية بعد أن سرقها البرتغاليون ردحاً من الزمن، لذلك فقد بدؤوا حركة نشطة لنشر الإسلام في الجزيرة من جديد، وإنشاء مراكز إسلامية في " سانت دمنجو" و"بورت أو برنس" وبعض المدن الأخرى. حيث إنه كان لا يوجد إلا هيئة وحيدة تمثل المسلمين في تلك البقاع وهي المنظمة الإسلامية لأميركا اللاتينية والبحر الكاريبي وتمثل 33 دولة من أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي، وأميركا الوسطى، وتأسست منذ 15 عاماً.

هذا وتعتبر تلك المنظمة الصوت الوحيد، الذي يمثل المسلمين هناك، وكل عام تنظم مؤتمراً في كل دولة من دول الكاريبي أو أميركا اللاتينية، والمنظمة عضو في رابطة العالم الإسلامي، وعضو في المجلس الإسلامي العالمي.

وتعتبر الجهود المبذولة لخدمة المسلمين ذاتية وقائمة على جهود فردية، إضافة لأن عملية التواصل مع الدول الإسلامية ضعيفة وشبه مفقودة؛ لذلك فإن كثيرًا منهم يتعرضون لعلميات التنصير أو تغيير لمذاهب منحرفة بعد أن يتم إرسال البعض من أصحاب هذه المذاهب لبلدانهم لتغييرها في ظل غياب التواصل مع المسلمين من أصحاب العقيدة الصحيحة، فليس هناك برامج للمسلمين الجدد تعلمهم دينهم بشكل صحيح فالناس هناك يدخلون الإسلام ثم يتركون وهذا أمر خاطئ، وهم أيضاً بحاجة لميزانيات حتى تعمل لهم برامج تشكل نواحي تعليمية وصحية وإسكانية.

والمطلوب مع زيادة الميزانيات الموجهة للدعوة تخفيف الجهود الغير مثمرة مثل عمل المؤتمرات الدورية التي لا تقدم للمسلمين شيئا فمعظم هذه المؤتمرات ذات فائدة محدودة ويصرف عليها المال، والمشكلة أن بعض رؤساء المراكز الإسلامية في تلك المناطق لا يدعون للتباحث مع نظرائهم والاستفادة من الخبرات وتنسيق العمل الدعوي في المنطقة نظرا لتشابه البيئة والسكان والأوضاع الاجتماعية والثقافية. كما يجب أن يعاد تشكيل العمل الإداري الإسلامي ويصبح هناك مؤتمرات يتم فيها تبادل الخبرات وتنسيق العمل الدعوي الذي يفتقد كثير من التنظيم والتنسيق؛ لأن المراكز الإسلامية في أمريكا الجنوبية والكاريبي تقوم على الاجتهادات الفردية، وهناك البعض لا يملكون الخبرة الكافية والقدرة على التواصل مع أجهزة الدولة لنيل أكبر قدر من المكاسب السياسية والاجتماعية التي توطد دعائم الإسلام وترفع من قدر المسلمين.

وقد كشف تقرير معاصر عن حاجة المسلمين هناك إلى المدارس والكتب الإسلامية، وإلى ترجمات معاني القرآن الكريم باللغتين الإسبانية والفرنسية، ومكتبات دينية، ودُعاة لتبصير المسلمين هناك بأحكام وهدايات الدين الإسلامي الحنيف لتصحيح مسار العقيدة، فهل من نهضة وهمة إسلامية تتبنى حقوق المسلمين التاريخية في ملايين من الكيلو مترات الأرضية التي نهبت من المسلمين عبر القرون الثلاثة الماضية وتحديداً مع سقوط الأندلس وتغير المسلمين من قوة عظمى إلى انحطاط حضاري.

أخيراً لقد أسس المسلمون في تلك المنطقة حضارة إسلامية راقية، وانتشروا في معظم بلدان القارة، وحقّقوا نجاحات، ووصلوا إلى أعلى المناصب السياسية في القارة على الرغم من تنامي النفوذ الصهيوني في القارة، على ذلك فلهم علينا حقوق. فيا ترى بماذا سنجيب الله حينما يسألنا ماذا قدمنا لإخواننا المسلمين في بقاع الأرض؟ خاصة في الدول غير الناطقة بالعربية مثل الجزر المتناثرة في أمريكا الوسطى واللاتينية والكاريبي، تلك المناطق التي ما زالت بعيدة عن اهتمامات المسلمين إلى حد كبير.

هذه محاولة متواضعة لتعريف أبناء العالم الإسلامي بأخوة لهم في الغرب الأقصى، لكي يمد العالم الإسلامي لهم يد العون ويشد من أزرهم، وليسمع أبناء الإسلام صوتاً منبثقاً من عقيدة التوحيد يأتي عبر المحيطات الشاسعة من النصف الغربي من الأرض عله يجيب ذلك الصوت ويهب لنصرته ومساعدته على غرس الإسلام وتثبيت دعائمه في هذه الأرض الخصبة.

0 شخص قام بالإعجاب



شاهد أيضاً