البهائية حركة وضعت بذورها الأولى سنة إعلان الباب الشيرازي عـن ظهـوره عام1260هـ (1844م)، على يد الميرزا حسين علي نوري بن بـزرك الملقـب بـ "البهاء"، وهي منشقة عن الفكر الشيعي الشيخي، ورعاها الاستعمار الروسي، واليهودية العالمية، والاستعمار الانجليزي بهدف إفساد العقيدة الإسلامية، وصرف المسلمين عـن قضاياهم الأساسية.
وقد تطورت حتى أصبحت آخر دين تأسس في العالم، وقد اعترفت الأمم المتحـدة بمذهبهم سنة 1984م، بعد مسيرة طويلة من المحاولات اليهودية لدمجهم فـي الأمـم المتحدة بدأت سنة 1947م حين نوهت سجلات اليونسكو بهم كدعاة سلام.
تدرج البهاء في دعوته: وذلك أنها من اختراعه، فكانـت تتطـور حسـب الحاجـة والأحوال والتوجيه الذكي من المحيطين به، فمرت دعوته بالمراحل التالية : 1 -تبعيته للباب الشيرازي . 2 -ادعائه أنه مساعد لأخيه الأصغر (صبح الأزل) خليفة الباب . 3 -منازعة أخيه في خلافة الباب . 4 -ادعائه أنه المهدي المنتظر، ولم يكن الباب إلا مبشراً به . 5 -ادعائه أنه المسيح المنتظر . 6 -ادعائه النبوة والرسالة . 7 -ادعائه الربوبية والألوهية والعياذ باالله.
العلاقة بالروس واليهود: ذكر الباحثون في تاريخ البهائية الدور الخطير الذي قام به الجاسـوس الروسي " كنياز دالغوركي" الذي ترقى من مترجم في السفارة الروسية بطهران إلى منصب وزير مفوض، ومن ثم السفير الروسي في إيران، وقد كشف عن نشاطاته هذه فـي مذكراته التي نشرت في مجلة الشرق الروسية سنة 1924م، منها أنه كان يبحث عـن شـخص من المسلمين ليقوم بدور هام في تحريف الإسلام، ولذلك تحرى عن التيارات الموجودة على الساحة فوجد الفرقة الشيخية تصلح لذلك، فاندس في حلقة السيد الرشـتي زعـيم الشيخية، ولما سأل الرشتي يومًا عن المهدي أين هو ؟ فقال : أنا ما أدري، ولعله هنا - أي في مكان التدريس - يكون الآن مشرفًا بحضوره، ولكني لا أعرفه، فمثل البرق طرأ بخاطره فكرة إيجاد المهدي !! وكان السيد علي محمد (الباب فيما بعـد) حاضـرًا، وليلة من الليالي التي كان فيها السيد علي محمد شارباً فيها الحشيشة قلـت لـه: يـا حضرة صاحب الأمر تفضل، و ترحم علي وغير مخفي علي أنت هو وهو أنـت أنـت، وأنا كنت مصمماً أن أحدث في مذهب الشيخية اختلافًا . وهكذا بدأت فكرة البابية ومن بعدها البهائية من دماغ جاسوس روسـي !! و لـذلك تواصلت حماية روسيا للباب وأتباعه رغم محاولة اغتيالهم للشاه، ومن ذلـك أن الأخ الأكبر " للبهاء" كان يعمل كاتبًا في السفارة الروسية، وزوج أخته المـرزا مجيـد كـان سكرتيرًا للوزير المفوض الروسي بطهران. وحين تقرر نفي البهاء لبغداد أرسلت حكومة روسيا عدداً من الفرسان الروس لحمايته في الطريق لبغـداد، ولـذلك كتـب " البهاء" : (يا ملك الروس قد نصرني أحد سفرائك إذ كنت في السجن تحـت السلاسل والأغلال، بذلك كتب االله لك مقامًا لم يحط به أحد إلا هو)!!
ومن المهم التنبه للتقارب الشديد بين الفكر اليهودي والفكر الشيعي بعامـة بتأثير المؤسس لمذهب الشيعة عبداالله بن سبأ اليهودي اليمني، والذي نتج عنه الغلو فـي فكرة المهدي، وإعطاؤه ملامح يهودية، والاستشهاد على وجوده ببشارات التوراة !! ولهذا نجد "قرة العين" الداعية البابية لما نشرت الدعوة في مدينة همدان كان ممـن استجاب لها اثنان من أحبار اليهود هما : الملا الياهو، والملا لالازار، وذلـك بعـد أن عرضت عليهما إشارات التوارة لظهور الباب، فكانت هذه هي البذرة الأولـي لانتشـارالبابية بين اليهود، ثم نجد المصادر التاريخية عند البابية تبين أن عدد اليهود الـذين انضموا للبابية كالتالي : 150 يهودياً في طهران، 100 يهودي في همذان، و50 يهودياً في كاشان، و85 يهودياً في كلباكيان، وتنص أيضًا على أن الباب لم يكن يفارقه كتـاب التوراة في السجن.
ومع سقوط روسيا القيصرية في يد الثورة الشيوعية الملحدة عام 1918م، أصـبح اليهود هم الذين يتولون دعم البهائية، ولذلك نجد أن أحبار اليهود أيدوا ظهور البهاء بعد الباب استنادًا لنبوءات توراتهم في ظهور مخلص في القرن التاسع عشر، وليس القـرن السابع، زمن النبي عليه الصلاة والسلام. وقد رد البهاء وابنه عباس الجميل لليهود بالنبوءة بقيام دولة " إسرائيل " ! وبـدأت مسيرة التعاون المعلنة مع قادة اليهود في فلسطين من قبل قيام دولتهم. وسيأتي مزيد تفصيل عن علاقاتهم مع اليهود في مبحث واقعهم المعاصر .
العلاقة مع بريطانيا: للبهائية علاقات قديمة مع بريطانيا لكنها كانت ضعيفة بسبب ارتباطهم القـوي مـع روسيا القيصرية، ولذلك توثقت العلاقة مع بريطانيا بعد نفي " البهاء " لبغداد، وتكاملـت بعد سقوط روسيا، فقد عرضت عليه السفارة البريطانية في بغداد الحصول على الجنسـية البريطانيـة، والسفر للهند لخدمة أغراضها هناك بين المسلمين، ولما لم تنجح بريطانيا في اسـتقطاب البهائية، أنشأت القاديانية، وعندما استولت بريطانيا على حيفـا عـام 1918م فـرح البهائيون بذلك، وبدأت اللقاءات مع قادة الإنجليز تتواصل، حتى منح ابنه (عبد البهاء) نيشان فرسان الإمبراطورية البريطانية في شهر أبريل عام 1920م . وتطورت هـذه العلاقة في زمن عباس عبد البهاء.
1 - أضفى البهاء على نفسه الألوهية، واعتبر نفسه: (الصورة المنبعثـة الصادرة عـن الجوهر الإلهي)، وزعم لنفسه صفات، يختص بها رب العالمين، إذ يقول:
يا قوم لا يأخذكم الاضطراب إذا غاب ملكوت ظهوري، وسكنت أمواج بحر بيـاني، إن في ظهوري لحكمة وفي غيبتي حكمة أخرى ما اطلع بها إلاّ االله الفرد الخبير. ونـريكم من أفقي الإلهي وننصر من قام على نصرة أمري بجنود من الملأ الأعلى وقبيـل من الملائكة المقربين.
(الأقدس) (ص115).
ويقول أيضًا:
(لا يرى في هيكلي إلاّ هيكل االله، ولا في جمالي إلاّ جماله).
(بهاء االله والعصر الجديد) د. أسلمنت (ص50).
2 - اعتماد التأويل الباطني لآيات القرآن الكريم، من خـلال صـرفها عـن ظاهرهـا، والادعاء بأن آيات القرآن جاءت مبشرة ببهاء االله، ورسالته، ومن ذلـك قـول االله سبحانه وتعالى: (يثبت االله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة) (سورة إبراهيم: الآية 27)، فقال البهائيون: (الحياة الدنيا هي الإيمان بمحمد، والآخرة: الإيمان بميـرزا حسـين علي البهاء. وبقوله تعالى: (كما بدأكم تعودون فريقاً هدى وفريقا حق عليهم الضلالة). فقـالوا: أي: فريقًا هدى، فآمن ببهاء االله، وفريقا لم يؤمن فحق عليه الضلالة. وقوله تعالى: (إذا الشمس كورت) . ذهب ضوؤها، أي أن الشـريعة الإسـلامية ذهب زمانها، واستبدلت بشريعة البهاء. (حقيقة البابية والبهائية) (ص 177). ويؤولون القيامة بظهور البهاء.
3 - يعتبر البهائيون أن الديانات هي سبب البغضاء والشحناء بين الناس، وقد جاء فـي بعض كتبهم نداء إلى أصحاب الديانات المختلفة أن يتوحدوا في دين البهـاء:
(فمـا ضرهم لو أنهم آمنوا بما جاء به حضرة بهاء االله لزال مـا بيـنهم مـن التبـاغض والتباعد، ولصاروا أمة واحدة فلا حروب ولا ويلات).
(الدليل والإرشاد في لقاء رب العباد) (ص 4).
4 - يؤمنون بأن ما جاء به البهاء نسخ ما قبله من الديانات، وهم بذلك يؤكـدون علـى أنهم دين مستقل جديد وليسوا مسلمين.
يقول البهاء في تفسير قول االله تعالى: (إذا السماء انفطرت) (سورة الانفطار: الآية 1):
(المقصود هنا سـماء الأديان التي ترتفع في كل ظهوره ثم تنشق، وتتفطر في الظهور الذي يـأتي بعـده، أي أنها تصير باطلة ومنسوخة). (الإيقان) (ص31).
5 - ينكرون أن محمدًا صلى االله عليه وسلم هو خاتم النبيين، مدعين استمرار الوحي.
6- يوافق البهائيون اليهود والنصارى في القول بصلب المسيح.
7- يقولون بالحلول والاتحاد والتناسخ وخلود الكائنات. يقول أبو الفضائل الجرفادقاني:
(نحن معاشر الأمة البهائية نعتقد بأن مظاهر أمر االله ومهابط وحيه هم بالحقيقة مظاهر جميع أسمائه وصفاته، ومطالع شموس آياته وبيناته، لا تظهر صفة من صفات االله تعالى في الرتبة الأولية إلاّ منهم، ولا يمكن إثبات نعـت مـن النعوت الجلالية والجمالية إلاّ بهم. ولا يعقل إرجاع الضمائر والإشارات في نسـبة الأفعـال إلى الذات إلاّ إليهم، لأن الذات الإلهية والحقيقة الربانية غيب في ذاتها).
(الدرر البهية) (ص 54 -56).
8- يقولون بنبوة بوذا وكنفوشيوس وبراهما وزرادشت وأمثـالهم مـن فلاسـفة الهنـد والصين والفرس الأول.
9 - ينكرون معجزات الأنبياء وحقيقة الملائكة والجن، كما ينكرون الجنة والنار .
10 – من مصادرهم العقدية: الفكر الشيعي ومصادره كالتراث الفارسي قبل الإسلام، حيث سبق القول أن الباب كان أحد تلامذة كاظم الرشتي أحد علماء الشيعة في القرن الثالث عشر الهجري، واليهودية والنصرانية والدهرية والأديان الشرقية مثل البوذية والبرهمية والزردشتية والمانوية والمزدكية والفرق الباطنية جملة.
عبادات البهائية:
1- الصلاة عندهم تسع ركعات، تؤدى ثلاث مرات يومياً، إذ يقول البهاء:
(قـد كتـب عليكم الصلاة تسع ركعات للّه منزل الآيات حين الزوال وفي البكور والآصال).
(الأقدس) (ص109).
ولا تؤدَّى الصلاة عندهم جماعة. أما في السفر فيستطيع البهائي أن يستبدل الصلاة بسجدة واحدة يقول فيها:
(سبحان االله ذي العظمة، والإجلال، والموهبة والإفضال).
(الأقدس) (ص110).
وقبلتهم هي البيت الذي ولد فيه البهاء في شيراز، وبعد موته أصبح قبره في مدينـة عكا هو قبلتهم.
2- بنوا عباداتهم، وتقويمهم على تقديس الرقم 19 ،فالسنة البهائيـة تتكـون مـن 19 شهرًا، وكل شهر من 19 يومًا، وتبتدئ كل سنة بهائية جديدة في 21 مارس/ آذار كما هو الحال عند الفرس. وبذلك يكون مجموع أيام الأشهر الـ 19 عند البهائية 361 يوماً، يضـاف إليهـا أربعة أيام في السنة البسيطة، وخمسة في الكبيسة، بين الشهر الثـامن عشر والتاسع عشر ليكون مطابقاً للتقويم الشمسي.
وهذه الأيام الأربعة أو الخمسة تسمى الأيام الزائدة وأيام الضيافة، لأنهم يقضـونها في تفقد بعضهم بعضاً، وفي استضافة الآخرين.
3-الصيام: ويحل في الشهر التاسع عشر عند البهائيين، بعد الأيام الزائدة، ومدتـه 19 يومًا، ويبدأ تحديداً في 2 مارس/ آذار، وينتهي في 20 من الشهر نفسه. وشـهر الصيام عندهم اسمه شهر "العلاء".
4 -الزكاة عندهم مقدارها 19 %من صافي الربح بعد عام كامل، وتدفع لمـا يسـمونه "بيوت العدل" التي تنفقها على نشر وخدمة دعوتهم.
5 -والحج هو للبيت الذي نشأ فيه الباب في شيراز، وللبيت الذي سـكنه البهـاء فـي بغداد. وقد جاء عندهم:
(الحج للبيت الأعظم في بغداد، وبيت النقطة في شيراز).
(رسالة سؤال وجواب لعبد البهاء).
والحج عندهم للرجال فقط، إذ يقول البهاء:
(قد حكم االله لمن استطاع منكم حج البيت دون النساء، عفا الله عنهن رحمة من عنده، إنه لهو المعطي الوهاب).
(الأقدس) الفقرة 68.
6-وللبهائية عيدان: أ - عيد نهاية الصوم والسنة، وهو في 21 آذار/ مارس، وبذلك يكون هـذا العيـد البهائي إحياء لعيد النيروز الفارسي. ب - عيد الرضوان، ويستمر 12 يومًا، تبدأ في 21 أبريل/ نيسان، وتنتهـي فـي 3 مايو/ أيار، ومناسبته هو إعلان البهاء لدعوته في حديقة نجيب باشـا، خـارج بغداد، والتي سموها حديقة الرضوان، وتعود المناسبة لسنة 1863م.
وإضافة إلى هذين العيدين، فإنهم يحتفلون بثلاث مناسبات أخرى: أ - ولادة الباب في أول محرم من كل عام. ب - ولادة البهاء في الثاني من محرم. ج - عيد المبعث، وهو يوم إعلان الباب دعوته في الخامس من جمادى الأولى.
7 -إبطال فريضة الجهاد .
8 -يحرمون الحجاب على المرأة، ويحللون المتعة وشيوعية النساء والأموال. وكانـت قرة العين الفاجرة قدوتهم في ذلك.
9 -تنص قوانينهم على الزواج بامرأة واحدة فقط.
10- لهم طرق عدة في الدعوة تقوم على الخداع والغش منها: التلون مع المدعو المطلوب دعوته بحسب دينه، فهم مع المسـلم مسـلمون، ومـع النصراني نصارى، وهكذا. ومنها: أنهم يتجنبون البحث في العقائد والأسس التي يؤمنون بها، ويركزون علـى القضـايا العامة كالحرب والسلام والغنى والفقر، للتشكيك في معتقدات المطلوب دعوته. ومنها: لجوؤهم للتأويل والتلاعب بآيات القرآن وتفسيرها تفسيرًا يخدم دينهم. ومنها: ادعاء قبول المفكرين والحكام والعظماء لدعوتهم مع كذبهم في ذلك، مما يخـدع البسطاء. ومنها: إدعاؤهم بهائية المطلوب دعوته لأقل موافقة لهم في أي قضية صـحيحة بـذاتها وليست من خصوصياتهم.
يبلغ عدد البهائيين في العالم حوالي ستة ملايـين شخص وأكبر تجمعاتهم في إيران والهند وأمريكـا الجنوبية، ولكن أكثرها فعالية هي في الولايات المتحدة، ويوجد كذلك قليل منهم في العراق وسوريا ولبنـان وفلسطين، وللبهائية تواجد ومعابد منتشرة في مدينة فرانكفورت في ألمانيا وكمبالا في أوغنـدا وسيدني في أستراليا، والكثير من دول العالم.
وقد أصبح للجامعة البهائية العالمية ممثل في الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة مثـل اليونسيف واليونسكو، كما أن الأمين العام السابق بطرس غالي كان قد عين البهـائي " أنطون بلانكا" أميناً عاماً للمؤتمر العالمي لحقوق الإنسان في فيينا
وفي عام 1955م صدر قرار باعتبارهم متآمرين على نظام الدولة، بعد أن تغلغلوا في الحكومة والجيش والمصارف، فتم هدم معابدهم ومصادرة أموالهم . وقد تحدث الأستاذ إحسان إلهي ظهير عن واقع البهائية في إيران حين زارها بحثًـا عن كتبهم ومصادرهم، فأكد أنها تعمل بالخفاء وأغلب رواد محافلهم الشـباب الفسـقة الباحثون عن المتعة الجنسية.
ومن أشد أعداء البهائية في إيران مجموعة "الحجتية "، التي نشأت في عام 1953م وبرزت بقوة بعد استلام " أحمدى نجاد " رئاسة الدولة عام 2005م
وتعقد الطائفة البهائية في فلسطين مؤتمراً سنوياً، وتم في مدينة حيفا في مـايو (أيار) سنة 2001م افتتاح معلم من معالمهم وهو "الحـدائق المعلقـة" حـول معبـدهم المركزي المعروف بـ( قبة عباس ) على مساحة 200 ألف متر مربع، وبكلفة بلغـت 250 مليون دولار، وبدعم وتأييد من السلطات اليهودية.
وقد شارك في هذا الاحتفـال خمسة آلاف شخص، وتم بثه عبر محطات التلفزة العالمية إلى 70 بلداً.
وقد تولى بعضهم مراكز مرموقة في الكيان اليهودي، فقد جاء في مجلة (الأخبـار الأمرية)، وهي لسان المحفل العالمي للبهائية، في عددها الخامس سنة 1951م، ما يلي: لقد عرف (أيادي أمر االله) أعضاء المجمـع البهـائي إلـى رئـيس الجمهوريـة الإسرائيلية والسيدة عقيلته في المركز العالمي، وقد ذكر جناب الرئيس وكـذا عقيلتـه زيارتهم لمولى أمر االله العزيز، وطوافهم بحقول بسـاتين جبـل الكرمـل فـي سـنتي 1909 -1911 واجتماعهم بحضرة البهاء.
ويبدي الإعلام اليهودي اهتماماً بأخبار البهائية، والترويج لأفكارهم، وتقديمه التهاني لهم بأعيادهم مثل نيروز، ورضوان. وذات مرة اجتمع ممثلو البهائية العالمية مع رئيس الكيان اليهودي بن غوريون، وعبروا في اللقاء عن امتنانهم لمعاملة حكومـة إسـرائيل الودية للبهائيين. وقد أسسوا مركزاً لهم في حيفا سموه "بيت العدل" ليكون مركزاً لقيـادتهم، و لقـد كان البهاء هو صاحب الفكرة لكنهم لم يقيموه إلا بعد سنوات طويلـة، وذلـك بجهـد ( روحية رباني ) أرملة شوقي أفندي، التي قضت حوالي 35 عاما في سفر دائـم مـن بينها رحلة لمدة أربع سنوات متواصلة في بلاد جنوب الصحراء الإفريقية، كما أنتجـت عدة أفلام ونشرت كتبا وشعرا وحاضرت بعدة لغات، وقد تزوجت روحية رباني، وهي كندية الأصل واسمها ماري ماكسويل، عام 1937 من شـوقي، و عاشـت 90 سـنة وتوفيت في سنة 2000م، ودفنت في حيفا .
ولا تزال علاقتهم بآل الواكد وثيقة، ويقدر عددهم في الأردن بحدود 800 بهائي، وبحسب التقرير السنوي الأمريكي للحرية الدينية ، فإن البهائيين ينتقدون تبعيتهم في الأحوال الشخصية للمحاكم الشـرعية (الإسلامية) الأردنية . وكان قد أثيرت قضية استقلالية البهائية عن المحاكم الشرعية في مطلع التسعينيات على صفحات جريدة الراية الإسلامية . ولهم ثقل في سوق الذهب بعمان، ولهم بعض الكتب والنشرات غير الرسمية، كمـا أن لهم مقبرة في منطقة طبربور في عمان، ولهم مدرسة الرحمة في جبل التاج ومنطقة المقابلين بعمان.
وفي عهد الشيخ الجيزاوي (1314هـ - 1925م) عثر علـى بهـائيين مـن الأكراد في الأزهر، فطردوا، لكن الإنجليز الذين كانوا يحتلون مصر آنذاك وقفوا ضـد اتخاذ إجراءات أخرى بحقهم، وظلوا يعملون تحت رعاية الإنجليز، وبنوا لهـم محافـل عديدة خلال تلك الفترة أهمها المركز العام الذي كان يقع بالقـاهرة، قـرب مستشـفى الدمرداش.
وبرغم ذلك تلقت البهائية في مصر ضربة قاسية تمثلت في خروج أكبـر دعاتهـا، وعودته إلى الإسلام، وهو الحاج عبد الكريم الطهراني، الذي أخذ يفضـح أمـر هـذه الفرقة. وفي عام 1960م أصدرت الحكومة المصرية قراراً بغلق محفلهـم ومصـادرة أملاكه وتحريم أي نشاط مذهبي لهم . وقد قبضت الشرطة المصرية عام 1984م على 41 بهائياً بقيـادة حسـين بيكـار الصحفي بجريدة الأخبار، والذي يتولي منصب نائب رئيس المحفل المركزي المصـري و السوداني وشمال أفريقيا، وحكمت المحكمة على بعضهم بالسجن 3 سـنوات وبكفالـة ألف جنيه مع وقف التنفيذ، ولكن محكمة الاستئناف برأتهم !! وفي مطلع العام 2001م اكتشفت السلطات في محافظة سـوهاج تنظيمًا بهائيًّـا، وحاكمت أفراده، وبين الأزهر الحكم الشرعي في البهائيين وفسـاد عقيـدتهم، وقـرر مصادرة جميع الكتب البهائية التي تحاول بعض الجهات ترويجها في مصر مثل "العهد والميثاق" لدرويش مصطفى و"المجموعة المباركة" وهي مجموعة رسائل تعليمية لنشر البهائية من إصدار المحفل البهائي بالاسكندرية، ومفاوضات عبد البهاء المطبـوع فـي دار النشر البهائية في بلجيكا، وسنة 2006 أصدرت المحكمة الإدارية العليا، حكماً بعدم اعتراف الدولة بالبهائيـة كدين رسمي، مما يمنع تدوين البهائية كدين في بطاقة الهويـة الشخصـية للمـواطنين المصريين .
للبهاء كتب يزعم أنها وحي من السماء بواسطة جبريل منها: كتاب البيان: للباب، وكتاب الإيقان: ألفه في بغداد في (200) صفحة، وقد تنازع على تأليف هذا الكتاب البهاء وأخوه صبح الأزل، ومجموعة ألواح، وكتاب الإشراقات.
1 -البابية عرض ونقد، البهائية: إحسان إلهي ظهير.
2 -النحلة اللقيطة البابية والبهائية تاريخ ووثائق: د. عبد المنعم النمر.
3 -الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة: الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
4- سلسلة ماذا تعرف عن (البابية - البهائية): د. أحمد الحصين.
5 -البهائية والقاديانية: د. أسعد سحمراني .
6 -البهائية وجذورها البابية: د. عامر النجار.
7 -المجلة الفصلية لمركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية: العدد الأول
8 -البهائية في ميزان الإسلام (رسالة ماجستير): وليد صبحي صيام
9- حقيقة البابية والبهائية: د. محسن عبد الحميد