إغلاق

تابع محتوى الدولة

القاديانية

وقت الظهور : القرن العشرين الميلادي
  • التعريف

القاديانية طائفة كافرة، ونحلة هدامة، ظهرت في أوائل القرن الرابع عشر الهجري في أرض قاديان من أرض الهند على يد رجلٍ اسمه ميرزا غلام أحمد القادياني، واتخذت من الإسلام شعاراً؛ لستر أغراضها الخبيثة، وعقائدها الفاسدة.

  • فالقاديانية هم أتباع ميرزا غلام أحمد القادياني، وسموا بذلك نسبة إلى البلد الذي ولد فيه هذا المتنبئ الكذاب، وللقاديانية اسم آخر، فهم في أفريقيا وغيرها من البلاد الإسلامية يسمون أنفسهم:  (أحمدية) تزويراً على المسلمين، والحقيقة أنه لا علاقة لهم برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي اسمه أحمد، وإنما النسبة لمتنبئهم أحمد القادياني. أما في الباكستان والهند فيعرفون بالقاديانية.
  • والقاديانية نشأت سنة 1900م بتخطيط من الاستعمار الإنجليزي في القارة الهندية، بهدف إبعاد المسلمين عن دينهم وعن فريضة الجهاد بشكل خاص، حتى لا يواجهوا المستعمر باسم الإسلام، وكان لسان حال هذه الحركة هو مجلة الأديان التي تصدر باللغة الإنجليزية.
  • أبرز الشخصيات

  • الأفكار والمعتقدات

1- الألوهية: تجرأ الغلام على الذات الإلهية العلية ونسب إليها صفات بشرية كالخطأ والنوم والتجسيم، ثم رفع نفسه إلى مقام الألوهية مدعيا أنه بروز لله تعالى.

2- النبوة: ادعى القادياني النبوة المستقلة، وهو بذلك يرى أن النبوة لم تختم بالنبي محمد بل هي جارية حسب الضرورة، وعندما واجهه العلماء بالآية: {مَا كَانَ مُحَمًّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبيينَ} فسرها على أنها تعني أن النبي محمد هو سيد المرسلين وليس آخرهم، وقال إن كل رسول يأتي من بعده رسول آخر يكون بخاتمه وإقراره، فيحيي شرعه ويجدده.

وادعى أيضا أنه من ذرية الرسول محمد؛ وذهب إلى أنه ينتمي إليه بالنسب الروحي الذي لا يجعله من أبنائه فحسب بل من ذاته أيضاً.

ومع أنه فسر الآية كما رأينا بأن النبي محمد هو سيد المرسلين، إلا أنه ورد في كلامه ما يصرح بتفوقه على النبي، فإذا كانت روحانية النبي قد تجلت في ذلك “العهد القاصر” بصفات إجمالية إلا أنها تجلت في القرن العشرين في شخصه هو بأبهى حللها وأرقى مظاهرها، وطلب من أتباعه أن ينشروا بين الناس قوله: “إن محمداً قد نزل فينا ثانية وهو أعلى شأناً من الأول” [موقف الأمة الإسلامية من القاديانية، ص36].

وبما أن أتباعه يعتبرونه أفضل من جميع الأنبياء، فنجده يتطاول على بعضهم، كما فعل مع المسيح مع أنه بدأ دعواه بأنه حلَّت فيه روحه وقوته، ويبرر غلام أحمد سبب تطاوله عليه، مع أن الإنجليز -وهم الرعاة الحقيقيين لدعوته -يدينون بالنصرانية، قائلاً: “لقد غلا بعض القسوس والمبشرين في كتاباتهم، وجاوزوا حد الاعتدال، وخفت على المسلمين الذين يُعرفون بحماستهم الدينية أن يكون لهم ردُّ فعلٍ عنيف، وأن تثور ثائرتهم على الحكومة الإنجليزية، ورأيت من المصلحة أن أقابل هذا الاعتداء بالاعتداء حتى تهدأ ثورة المسلمين، وكان ذلك”.

3- عقيدة التناسخ والحلول: ادعى الميرزا أن الأنبياء كانت تتناسخ أرواحهم، وأن أرواح بعضهم تتقمص أجساد بعضهم الآخر، ومن عباراته التي تدل على ذلك قوله “إن مراتب الوجود دائرة، وقد ولد إبراهيم بعادته وفطرته ومشابهته القلبية، بعد وفاته بنحو ألفي سنة وخمسين في بيت عبد الله بن عبد المطلب، وسمي بمحمد”، وقد مهدت هذه العقيدة لادعائه حلول روح المسيح والنبي محمد في جسده هو [القادياني والقاديانية، ص72].

4- القرآن الكريم: يدَّعي القاديانيون الإيمان بالقرآن الكريم؛ إلا أنهم يعتقدون أن جبريل كان ينزل على غلام أحمد، وأنه كان يوحى إليه، وأن إلهاماته مساوية للقرآن الكريم. ويعتقدون أن لهم كتاباً منزلاً اسمه “الكتاب المبين”.

وقد استغل الميرزا القرآن لاستخراج بعض المعاني التي زعم أنها تنبأت بنبوته، فقال إنه هو المقصود في الآية {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتي مِنْ بَعْدي اسْمُهُ أَحْمَد}.

5- الحج: قدس الميرزا بلدة قاديان وجعل أرضها حرماً، ثم بالغ في تعظيمها حتى طالب الناس بالحج إليها. ويؤمن أتباعه بأن الحج إلى مكة دون إتمامه بالحج إلى قاديان هو “حجُّ جافٌ خشيب”، ويرون أيضا أن زيارة قبة المسيح الموعود البيضاء في قاديان تعادل في بركتها ما تختص به قبة النبي محمد الخضراء في المدينة المنورة.

6- منزلة أتباع القادياني: رفع الميرزا من مقام أصحابه ليجعلهم بمنزلة صحابة النبي محمد، معتبرا أن الصحابة هم رجال البعثة الأولى وأتباعه رجال البعثة الثانية، ويُنقل عنه أنه أساء في مؤلفاته لبعض الصحابة مثل عمر بن الخطاب وأبي هريرة [أنوار الخلافة لمحمود بن الغلام، ص96].

7- الموقف من المسلمين: ينظر غلام أحمد إلى المسلمين الذين لا يقبلون دعوته على أنهم كفار، فلا يجوز لقادياني أن يصلي خلف مسلم، كما لا يصلي على الموتى من غير ملته، ولا تتزوج المرأة القاديانية من مسلم. ومن أقواله الميرزا المأثورة في هذا المجال “إن الإنجليز خير ألف مرة من المسلمين الذين هم أعداؤكم”.

8- العلاقة مع الإنجليز: تعد هذه العلاقة جزءاً أصيلاً من عقيدتهم؛ ويدَّعون أن القرآن الكريم أمر بذلك في قوله {وَأَطيعُوا اللهَ وَأَطيعُوا الرَّسُولَ وَأُولي الأَمْرِ مِنْكُم}.

ومن أقوال غلام أحمد “إن عقيدتي التي أكررها أن الإسلام جزءان: الجزء الأول إطاعة الله، والجزء الثاني إطاعة الحكومة التي بسطت الأمن وآوتنا في ظلها، وهي الحكومة البريطانية”، وقال أيضا “لما جعلني الله مثيل عيسى بن مريم، جعل لي السلطة البريطانية ربوة أمنٍ وراحةً ومستقراً حسناً، فالحمد لله مأوى المظلومين” [الأعلام بما في الهند من الأعلام، عبد الحي الحسني، 3/ 1317].

حاولت بريطانيا الاستفادة من القاديانيين في العديد من المناطق التي أرادت السيطرة عليها. وعندما سقطت بغداد في يدها عام 1917، عينت أول حاكم على العراق من القاديانيين وهو حبيب الله شاه.

9- إلغاء فريضة الجهاد: بعد ادعائه النبوة، أصدر الميرزا تشريعه الخاص بإلغاء الجهاد، وعلى الأخص جهاد المسلمين ضد الإنجليز، فقال في إحدى مأثوراته “اليوم نُسخ الجهاد بالسيف، فمن حمل السيف على كافر بعد اليوم وسمى نفسه غازياً فقد عصى رسول الله”، وكان تحريم الميرزا للجهاد نهائياً وليس مختصاً بحالات معينة فقط. ويقول المؤرخون المسلمون في الهند إن من أغرب ما فعله القاديانيون أنهم حرموا الجهاد ضد المستعمرين الإنجليز، ثم أباحوه بالاشتراك معهم ضد الثوار المسلمين [موقف الأمة الإسلامية من القاديانية، ص28].

  • الانتشار

  • تكثر القاديانية في إقليم البنجاب الذي يمتد على مساحات واسعة في الهند وباكستان، وتنتشر في أماكن عدة من العالم، وبشكل أساسي في بريطانيا التي تعتبر الراعي الرئيسي لهذه الفرقة، وفي إسبانيا والسويد وكندا، كما أن لهم وجوداً قوياً يتمثل في دعاة ومراكز في شتى أقطار الأرض، لاسيما بعض البلدان الأفريقية التي تشهد نشاطاً ملحوظاً من دعاة القاديانية التي تستغل ظروف شعوبها، إضافة إلى أمريكا وتركيا، والبلدان التي كانت تحت السيطرة البريطانية.
  • ولعل مركزهم في فلسطين هو الأهم في المنطقة العربية، حيث تحتضنهم الحكومة الإسرائيلية في مدينة حيفا خاصة، فأقامت لهم معبداً وداراً للدعوة، ومكتبة عامة ومدرسة، وتصدر لهم هناك مجلة شهرية باللغة العربية اسمها “البشرى” أو “البشارة”، يحاولون توزيعها في البلاد العربية، ولا سيما في كمصر وسورية والأردن.
  • ويوجدون أيضاً في أفغانستان وإيران، وقد ساعدتهم الظروف التي تمر بها تلك البلدان على الدعوة لفرقتهم والظهور والترويج له بشكل غير مسبوق.
  • ويقول الأحمديون إن عددهم في باكستان وحدها يتراوح بين مليونين وخمسة ملايين شخص، وهم في ازدياد بفضل الدعم المادي والمعنوي الذي توفره لها بريطانيا وإسرائيل بشكل خاص، ولسان حالهم مجلة شهرية تصدر في قاديان باللغة الإنجليزية بانتظام منذ عام 1902، وهي “Review of Religions”.
  • ومن أنشطتهم الإعلامية أيضاً إصدار مجلة شهرية بعنوان “التقوى”، ومركزها في بريطانيا، كما يمتلكون شبكة قنوات فضائية تلفزيونية بلغات عدة، وشبكة مواقع على شبكة الإنترنت.
  • ويحرص القاديانيون أشد الحرص على التأكيد على كونهم جماعة من المسلمين، والظهور في مظهر المتصدي للرد على القساوسة والمبشرين والترويج لـبطولاتهم مع خصومهم للدفاع عن الإسلام، ولا ننسى أن هذه السياسية ليست جديدة على القاديانية، فقد سنها لهم غلام أحمد مع نشأة دعوته، وما كان جذبه لأتباعه في البداية إلا لظهوره في مظهر البطل المدافع عن الإسلام في وجه غارات المنصرين في الهند، وقد حرص القاديانيون على نسبة أحد أشهر الشخصيات الإسلامية في هذا المجال إليهم، وهو الشيخ أحمد ديدات الذي أعلن في إحدى محاضراته التي كان يلقيها على جمهور كبير من الحضور رأيه فيهم وتبرؤه منهم.
  • ومن أبرز الداعمين للقاديانية والمدافعين عنها جواهر لال نهرو رئيس وزراء الهند الراحل، فالقاديانية أعطت للهند –كما نُقل عنه- مكانة واستقلالية وساهمت في قطع صلتها بالعالم الإسلامي.
  • وللقاديانية نشاط لافت في العديد من دول العالم, ويحظون فيها بالدعم والرعاية, حيث كانوا ينشطون في صفوف اللاجئين البوسنويين في ألمانيا, ففي أحد أيام صيف 1995م, أقاموا احتفالاً كبيراً في وسط ألمانيا للجالية البوسنوية, حضره أكثر من ثلاثة آلاف شخص.
  • وفي أفريقيا أصدرت الطائفة في تنزانيا نشرة ذكرت أنها تعتزم تضليل 10 ملايين شخص وإدخالهم في طائفتهم, منهم 7 ملايين في تنزانيا, و 3 ملايين في بوروندي وراوندا وموزمبيق وملاوي, وطلبوا من عناصرهم توجيه نشاطهم إلى الأرياف.
  • وفي سنة 2002م, وافقت الحكومة البريطانية على إنشاء القاديانية لقناة تلفزيونية دولية تبث بأكثر من عشر لغات وعلى مدار 24 ساعة.
  • وفي منتصف عام 2003م, عقدوا مؤتمراً في سيلفر سبرينغ في ماريلاند في منطقة واشنطن, بلغ عدد الحضور فيه أكثر من خمسة آلاف شخص, ولهم مسجد هناك يتسع لـ 1500 شخص.
  • وفي بداية شهر تشرين الأول (أكتوبر) من العام 2003, أقام القاديانيون واحداً من أكبر المراكز لهم في العالم, حيث افتتحوا في ضاحية ميردن بالقرب من العاصمة البريطانية لندن أكبر مسجد في أوربا يتسع لعشرة آلاف شخص وأطلقوا عليه اسم (بيت الفتوح).
  • ويضم هذا المسجد –إضافة إلى المصلى- قاعة مؤتمرات ومكتبة ومدرسة وقاعة للعب الأطفال وموقفاً كبيراً للسيارات, وقد بلغت تكاليف إنشائه إضافة للأرض المقام عليها حوالي 20 مليون جنيه استرليني.
  • ويقول أمير طائفتهم في بريطانيا عن "بيت الفتوح" إنه مفتوح لجميع المسلمين وأصحاب الديانات الأخرى للصلاة فيه.
  • ويتواجد القاديانيون في بنغلادش في عدة مناطق من بينها ضاحية تيجاون الصناعية على بعد عشرة كيلو مترات إلى الشمال من العاصمة دكا, حيث لهم مسجد في هذه المنطقة.

  • مراجع للتوسع

  • القاديانية: إحسان إلهي ظهير.
  • القاديانية: أبو الحسن علي الحسني الندوي، أبو الأعلى المودودي، محمد الخضر حسين.
  • تاريخ القاديانية: ثناء الله تسري.
  • سوداء القاديانية: محمد علي الأمر تسري.
  • فتنة القاديانية: عتيق الرحمن عتيق (قادياني ـ سابقًا).
  • المذهب القادياني: إلياس برني.


  • ميرزا غلام أحمد    (1839م - 1908م )
  • القرن العشرين الميلادي
  • الحركات الباطنية والمناوئة للإسلام