إغلاق

تابع محتوى الدولة

النصيرية

وقت الظهور : القرن الثالث الهجري
  • التعريف
النصيرية حركة باطنية ظهرت في القرن الثالث للهجرة، أصحابها يعدُّون من غلاة الشيعة الذين زعموا وجوداً إلهيًّا في علي وألهوه به، مقصدهم هدم الإسلام ونقض عراه، وهم مع كل غاز لأرض المسلمين.
عرفوا تاريخياً باسم النصيرية، وهو اسمهم الأصلي ولكن عندما شُكِّل حزب سياسي في سوريا باسم (الكتلة الوطنية) أراد الحزب أن يقرِّب النصيرية إليه ليكتسبهم فأطلق عليهم اسم العلويين، وصادف هذا هوى في نفوسهم، وهم يحرصون على هذا الاسم الآن. هذا وقد أقامت فرنسا لهم دولة أطلقت عليها اسم (دولة العلويين)، وقد استمرت هذه الدولة من سنة 1920م إلى سنة 1936م.
 
  • أبرز الشخصيات

  • الأفكار والمعتقدات

1. الولاية والإمامة: يعتقد النصيريون بولاية علي بن أبي طالب أمور المسلمين الدينية ويزعمون أن النبي صلى الله عليه وسلم بايعه ثلاث مرات سراً:
1. يوم نام في فراشه ليلة الهجرة   2. ويوم بيعة الشجرة   3.   وفي دار أم سلمة
أما البيعة الرابعة فكانت جهرية يوم غدير خم حيث أمره الله تعالى ببيعته كما يزعمون فقال يومها: ((ممن كنت مولاه فعلي مولاه)) ونزلت الآية الكريمة: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً) والولاية عندهم أعلى مرتبة من النبوة فإن الأنبياء يوحى إليهم بواسطة جبريل أو يكلمهم الله مباشرة أما الإمام المعصوم المطهر فهو مصدر الإرادة الإلهية دون وحي أو واسطة لأنه تحت تأثير الإرادة الإلهية مباشرة.
2. عصمة الإمام: والأئمة بنظرهم معصومون من أي خطأ فقد وردت الآيات بعصمتهم وطهارتهم ويقصدون الآية الكريمة (ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً). أما الأنبياء بنظرهم فلم يرد نص بعصمتهم متجاهلين قول الله تعالى في عصمة رسوله الأمين (وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى).
3. تأليه الإمام: الألوهية بنظر النصيريين مثلثة الأجزاء متحدة الحقيقة، فهي كما هي عند النصارى: أب ابن وروح قدس، فهي عندهم معنى، واسم، وباب: 
أما المعنى فهو علي بن أبي طالب وهو الله العلي القدير.
وأما الاسم فهو محمد بن عبد الله وهو حجابها النوراني.
وأما الباب فهو سلمان الفارسي الذي يوصل إلى الحجاب النوراني.
 وبعد انتهاء دور النبوة أصبح هؤلاء الثلاثة يتنقلون في الأئمة الأثنى عشر حتى خلفوها إلى محمد بن نصير النميري حسب ادعائه.
أما التشهد عندهم فهو: أشهد أن لا إله إلا علي بن أبي طالب.
وقد وصفوه في كتاب المجموع بأنه:
أحد صمد، لم يولد، ولم يلد، وأنه قديم لم يزل. جوهره نور ومن نوره تسطع الكواكب، وهو نور الأنوار تجرد من الصفاة يشق الصخور، ويسجر البحور ويدبر الأمور، ويخرب الدول، حفي الجوهر.
وفي كتاب الهداية الكبرى للخصيبي: 
قال علي للشمس وعليك السلام يا خلق الله الجديد، ثم همهم همهمة تزلزل منها البقيع، فأجابت الشمس وعليك السلام يا أخ رسول الله، ووصيه أشهد أنك الأول والآخر والظاهر و الباطن وأنت بكل شئ عليم. (عن كتاب العلويين بين الحقيقة والأسطورة).
ويعتقدون أن عليًّا خلق محمدًا عليه السلام، وأن محمدًا خلق سلمان الفارسي، وأن سلمان خلق الأيتام الخمسة وهم:
  1. اليتيم الأكبر المقداد بن الأسود الكندي: الموكل بالرعود والعواصف.
  2. أبو ذر الغفاري: وهو موكل بحركات الكواكب والأفلاك.
  3. عبد الله بن رواحة: وهو موكل بالرياح وقبض الارواح.
  4. عثمان بن مظعون: وهو موكل بالأبدان أمراض الإنسان .
  5. وقمبر بن كادان: مولى علي وخادمه، وهو موكل بالتناسل .
و هؤلاء الخمسة خلقوا العالم. فعلي عندهم رب العالمين، وخالق الكون، وباعث الرسل، وهو يسكن السحاب، الرعد صوته، والبرق ضحكه، ويرى الشماليون سكان الساحل السوري أنه يسكن القمر، بينما يرى الكلازيون سكان الجبال أنه يسكن الشمس.
 ويقول الدكتور الشكعة في كتابه إسلام بلا مذاهب ص 292 وما بعده: وتقدم هذه الفئة المضللة أدلة علي ألوهية علي بن أبي طالب لا تخلو من فكاهة في كثير من الأحيان، فهم يقرأون الآية الكريمة من سورة يس: ( أوليس الذي خلق السموات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم) فيغيرون حرف الجر على إلى علي، بعد أن ينقطوا الألف المقصورة، وأن عثمان حين جمع المصحف حولها من علي إلى على فتصبح السورة: (أوليس علي بقادر على أن يخلق مثلهم).
ومن الطرائف حول التدليل على ألوهية ما ورد في الباكورة السليمانية ص 87 ما يلي:
أن علياًً أرسل جابر بن يزيد الجعفي في قضاء غرض له، ولما وصل إلى الموضع المقصود رأى علياً بن أبي طالب جالساً على كرسي من نور، والسيد محمد عن يمينه والسيد سلمان الفارسي عن شماله، ثم التفت إلى ورائه فرآه هكذا، ثم نظر عن يمينه فرآه أيضاً ثم نظر إلى السماء فرآه، و الملائكة أمامه يسبحون بحمده، ويسجدون له.
ويذكر القوم أن علياً ظهر بصورة ناقة صالح، وعند بعض فرقهم ظهر بصورة كلب،
ويعتقد هؤلاء القوم أن الرعد صوته ينادي قائلاً يا عبادي اعبدوني، ولا تشكوا بي . 
وإذا كان الإله لم يلد ولم يولد فالحسن والحسين وأولاده في الظاهر، ولقد ذكر صاحب الباكورة السليمانية خمس عشرة سورة كلها مكرسة لتأليه (علي)، والتوكيد على عقد ع.م.س الذي يرمز فيه حرف العين إلى علي الإله، والميم إلى محمد، والسين إلى سلمان الفارسي الذي يمثل عندهم الباب. 
ويرون أن وجود علي بن أبي طالب في الأرض كوجود عيسى في الأرض، وأن علي بن أبي طالب حينما قتل في الأرض أنه كان متجسداً بجسدٍ كما تجسد جبريل عليه السلام بصور من البشر حينما جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه حينما قتل عليه رضوان الله تعالى قتل ذلك الجسد والروح باقية فارتفع، فيرون أن ذلك الجسد هو الناسوت، وأن الروح التي هي فيه هي اللاهوت، وأن الذي قد قتل علي بن أبي طالب عليه رضوان الله تعالى هو عبد الرحمن بن ملجم رجل مقدس معظم؛ لأنهم يرون أنه قد خلص اللاهوت من الناسوت، يعني: أنه قد خلص الإله من ذلك الجسد الذي اضطره بالبقاء في الأرض؛ ولهذا يعظمون من قتل علي بن أبي طالب. وهذا أمر في غاية القبح لا يمكن أن يؤمن به عاقل. وهو من جهة التشبيه مشابه لعقيدة النصارى في عيسى عليه الصلاة والسلام من جهة قتله، وكذلك تلبسه بصورة بشر، وكذلك أيضاً في صلبه عليه الصلاة والسلام.
4-كتمان الدين والتقية: جاء في تاريخ العلويين لأمين غالب الطويل:
لقد كان الأئمة من أهل البيت يحتمون بحماية الإسلام المعنوية، ولم يكن ذلك متحققاً للأبواب، ولا لمن معهم، لذلك اضطروا إلى التقية والكتمان، فهم يتظاهرون بالإسلام تقية حتى يحضر الإمام الغائب صاحب الزمان، وينتقم لهم من مخالفيهم أتباع الخليفتين, عندها لم يعد هنالك ضرورة للتكتم ويشبهون التقية بالثوب وديانتهم بالبدن ولا يضع البدن ولا يغير حقيقته إذا لبس أي ثوب كان. ومن حجتهم في التكتم: أنه لما أعلن كمال الإسلام كانت بعض العقائد مكتومة وخفية لذا بقيت مكتومة إلى يومنا هذا لخصوصيتها.
ويقولون: إن بني هاشم كانوا يعرفون أحكاماً لا يعرفها الأمويون، وإن أهل البيت تعلّموا علوماً لم يتعلمها غيرهم، وإن بيعة غدير خم هي إفشاء لبعض حقوق أهل البيت أما بقية الحقوق فبقيت مكتومة.
لذا كان إفشاء الدين خطيئة فهم يمنعونه عن أبنائهم حتى يبلغوا سن الرشد، وبعد تعهد أوليائهم على أنهم أهل لحفظ سر الدين، عندها يقسم المرشح بسر (ع.م.س) على كتمان هذا الدين عن الآخرين.
5-التناسخ: عقيدة التناسخ قديمة في التاريخ فهي سمة مشتركة بين ديانات العالم القديم يقول الشهرستاني في الملل والنحل (1/175): 
والغلاة على أصنافها كلهم متفقون على التناسخ والحلول، ولقد كان التناسخ مقالة لفرقة في كل ملة تلقوها من المجوس المزدكية، والهند البرهمية، ومن الفلاسفة، والصابئة.
ولقد لخص النوبختي فكرتهم في كتابه فرق الشيعة ص 32-35 بقوله:
ومقتضى مذهب هؤلاء الغلاة أن لا دار الدنيا وأن القيامة إنما هي خروج الروح من البدن ودخولها في بدن آخر، إن خيراً فخير وإن شراً فشر، وأنهم مسرورون في هذه الأبدان أو معذبون فيها. والأبدان هي الجنات وهي النار، وأنهم منعّمون في الأجسام الحسنة الأنيسة المنعمة، ومعذّبون في الأجسام الرديئة المشوهة من كلاب وقرود وخنازير وحيات، وأن المؤمن عندهم يتحول سبع مرات قبل أن يأخذ مكانه بين النجوم.
أما نصوصهم في ذلك فهي:
أ-في الباب الرابع من الباكورة السليمانية يقول:
إنهم كانوا قبل بدء العالم أنواراً مضيئة وكواكب نورانية لا يأكلون ولا يشربون ولا يغوطون.
ب-وفي الباب السادس يقول:
إن النصيرية تعتقد أن أرواح الشرفاء من المسلمين الراسخين في العلم تحل في هياكل الحمير، وأرواح علماء النصارى تحل في أجسام الخنازير، وعلماء اليهود في هياكل القرود.
ج-في الباب السابع:
متى خلصنا من هذه الكثايف البشرية ترتفع أرواحنا إلى ما بين تلك الكواكب المتلاصقة التي هي درب التبان وتلبس هياكل نورانية، وحينئذ نرى السماء صفراء، وإذا سكنا في هذه الحياة الفانية تحل أرواحنا في أجسام، وليس لها حياة إلى أبد الآبدين.

تعليق حول حكم من يقول بالتناسخ في الإسلام والنصرانية واليهودية:

  • لقد أجمع علماء المذاهب الإسلامية على إخراج من يقول بالتناسخ من دائرة الإسلام، وحكموا عليه بالكفر لاصطدام هذه الفكرة مع ركن ثابت عرف من الدين بالضرورة، ألا وهو الإيمان باليوم الآخر الثابت بنصوص يقينية.
  • كما أجمعت المجامع الكنسية المسيحية المنعقدة في ليون فرنسا عام 1276 وفي فلورنسة عام 1439 على إدانة القائلين بالتناسخ وتكفيرهم.
  • وكفّر المتكلم اليهودي المعروف سعديا الفيومي القائلين بالتناسخ من اليهود كما في كتاب الأمانات (ص208).
6-التأويل، وعلم الباطن: يقول أمين غالب الطويل في كتابه (تاريخ العلويين):
كان أهل السنة يظنون أن علم الباطن منحصر في الإسماعيلية، والحقيقة أن علم الباطن هو علم مختص بالعلويين! 
ويقول:
إن الأحكام الإسلامية لم تكن كلها ظاهرة كما يظن البعض، ولقد نسبوا للإمام الرابع علي زين العابدين هذه الأبيات:
إني لأكتم من علمي جواهره..كي لا يرى الحق ذو جهل فيفتينا
وقد تقدم في هذا أبو الحسن..إلى الحسين وأوصى قبله الحسنا
ورب جوهر علم لو أبوح به..لقيل لي أنت من يعبد الوثنا
ولا ستحل رجال مسلمون دمي..يرون أقبح ما يأتونه حسنا
ويقولون في تفسير الآية الكريمة: (منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات) بأن الآيات المتشابهات لها معنى ظاهر ومعنى باطن، يريدون أن يدعموا آراءهم بتأويل هذه الآيات.
ويقولون بأن التفسير الصحيح منحصر في الإمام وحده، ويستدلون على ذلك بالآية الكريمة: (وكل شيء أحصيناه في إمام مبين) لذا فالإمام عندهم عارف بعلوم الأولين والآخرين –ولو كان جاهلاً-، وذلك بسبب صلته المباشرة بالله تعالى.
ويقولون بأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خصّ بالتنزيل وأن عليّاً رضي الله عنه خصّ بالتأويل، وأن التأويل خير من التنزيل، والباطن خير من الظاهر، لذا سَمُّوا الشيعة الاثني عشرية بالظاهرية القشيرية، ورموهم بالكفر والردة لوقوفهم عند ظواهر النصوص، كما ذكر الشيبي في (الفكر الشيعي) (ص 130 و 240).
من تأويلاتهم:
الجنة: رجل أمرنا بموالاته وهو الإمام، والنار: رجل أمرنا بمعاداته وهو ضد الإمام.
الصلوات الخمس عندهم: علي والحسن والحسين ومحمد وفاطمة، وأن ذكر هؤلاء يغني عن الاغتسال من الجنابة والوضوء للصلاة، أما الصوم فهو: حفظ سر الدين، والحج زيارة الإمام، والجهاد لعنة الخصوم (الباكورة السليمانية).
7-إسقاط التكاليف وإباحة المحرمات: نزعة قديمة تبيح لأتباعها تجاوز الأحكام الدينية والإلزامات الخلقية والاعتبارات الاجتماعية، ربطها مؤرخو الأديان بالمجوسية والزرادشتيه والمزدكية، ذلك أن المجوس طبقة من الكهنة كانت تبيح الزواج بالأقارب المقربين.
وقد تأوّل الجناحية الآية الكريمة: (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا) في إسقاط التكاليف، ثم انتقلت هذه العادة وتأصلت في المجتمع النصيري. فهم لا يحرمون نكاح المحارم لا نكاح الأخوات ولا الأمهات فضلاً عن العمات والخالات، فيرون جواز نكاح ذلك، بل يرون ما يسمى باللزوم أو الحق الواجب، أو الحق اللازم أن الإنسان إذا نزل عنده أحد من أهل مذهبه وبات عنده وجب عليه أن يخرج زوجته له، وهذا من كرم الضيافة ويسمونها حقاً واجباً، وهذا له لوازم أخرى، وذلك أنهم لا يرون المرأة لها روح، وأن الروح مجرد في نفس الرجل، ويرون أن المرأة لها نفس وجسد، وليس لها روح، وأن الرجل لديه روح ونفس وجسد، وأنه بالنسبة للمرأة فلديها نفس وجسد وهو النمو، فالمرأة تختلف عن الرجل.
يقول حمزة الدرزي في الرسالة الدامغة يصف النصيريين بقوله:
فيهم القتل، والسرقة، والكذب، والافتراء، والزنا، واللواط.
وفي كتاب المقالات والفرق, يحذر الإمام أبو محمد الحسن العسكري أحد أتباعه من النصيريين فيقول له:
إني أبرأ إلى الله من محمد بن نصير الطهري وابن بابا القمي، إني محذرك وجميع موالي ومخبرك أني ألعنهما عليهما لعنة الله.
ويقول القمي في المقالات والفرق: ولكن النصيرية أوغلوا في التأويل فلقد أوّل ابن نصير الآية بإسقاط التكاليف وإباحة المحارم وحل نكاح الذكور في أدبارهم ويزعم أن ذلك من التواضع وأنها من الطيبات الحلال.
لقد أحلوا الخمر بل إنهم يعظمونها ويعظمون شجرة الكرمة التي هي أصل الخمرة لذلك يستعظمون قطعها. أما الاسم المقدس للخمرة عندهم فهو عبد النور لأن الله ظهر فيها كما وأنهم يحبون ابن ملجم قاتل الإمام علي بن أبي طالب لأنه خلّص اللاهوت من الناسوت ويخطئون من يلعنه.
8-العبادة عندهم: إذا أردنا أن نرجع إلى شرائع الإسلام مما يسمى بالعبادات البدنية فسنجد أنهم لا يؤمنون بها، فحينما نتكلم عن الصلاة فالصلاة عندهم يحملونها على أنها أسماء ورموز، وهذه الأسماء ورموز هي رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد، و علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين، وأن ذكرهم هو أداء لهذه الصلاة، وأن الإنسان إذا أراد أن يؤدي هذه الصلوات الخمس عليه أن يذكر أسماء هؤلاء، كذلك أيضاً بالنسبة للزكاة يرون أنها ذكر سلمان الفارسي عليه رضوان الله تعالى، كذلك أيضاً بالنسبة للجهاد فإنهم لا يرون الجهاد، ويرون الجهاد المذكور في كلام الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه هو لعن أبي بكر و عمر , ويرون أن الجهاد له شقان: الشق الأول هو لعن أبي بكر و عمر، والشق الثاني يرون أنه إفشاء السر، وإفشاء العقيدة التي هم عليها، وأن المخالفين لذلك يجب أن يقاتلوا وأن يبادوا، وألا يرحموا.
9-السباب والشتائم على الشيخين وغيرهم ممن عادى أحد أئمتهم: اعتقادهم أن مسبة المخالفين فريضة دينية وهي من الجهاد ويشملون بذلك كل من عادى الرسول ولو كان من أهل البيت, وكل من عادى عليّاً ولو كان من أصحاب الرسول, وكل من عادى فاطمة ولو كان من أصحاب علي, وكل من عادى الحسنين ولو صاحب أباهم, ويعلل الطويل صاحب كتاب تاريخ العلويين سبب ذلك اعتقادهم عصمة الأئمة وآبائهم فمخالفة أحدهم مخالفة للعصمة ومعاداة أحدهم معاداة لصاحب الحق, ويقولون: إن من أسلم من قريش بعد التحاق علي بالرسول الكريم ليس كامل الإيمان ولو لم يعاد أهل البيت ويقول صاحب الكتاب: بعد وقعة صفين اتخذ علي عادة بأن يلعن معاوية وعمرو بن العاص بعد صلاة كل ظهر وكذلك جعل معاوية شتم علي ووليه والأشقر وابن عباس من الفرائض وقد ظل الأمويون يشتمون عليّاً حتى خلافة عمر بن عبد العزيز الذي نهى عن ذلك لذا اعتبر العلويون شتم المخالفين والغاصبين لحقوق أهل البيت من الفرائض الدينية). وهذا لا دليل عليه.
ويرى بعض الدارسين أن سبب تخصيصهم سيدنا عمر بمزيد من شتائمهم ونقمتهم ويدّعون أنه هو الشيطان نفسه وهو الشجرة المنهي عنها في القرآن. يرجع إلى الفتوحات الساحقة التي تمت أثناء خلافته في بلاد فارس والمذهب النصيري كله تم تحضيره وتنسيقه ونشره في بلاد فارس وعلى أيدي أناس من فارس وأن عمر كان عوناً لأبي بكر في تولّيه الخلافة وحجبها عن علي. وأنه عارض عليّاً في منع السيدة فاطمة من ميراث فدك. وموقفه من جبلة بن الأيهم باني مدينة جبلة التي تقع في موطن إقامتهم بسوريا حين هروبه من بلاد الروم, ومن أسباب ذلك أيضاً إيصاؤه بالخلافة من بعده لستة يختارون الخليفة بينهم؛ مما مهد لتولي عثمان ولتقوية نفوذ الأمويين. تلك أسباب كرههم للشيخين جزاهما الله عنا كل خير.
10-المرأة في عقيدة النصيريين: ليس للمرأة عند النصيريين اعتبار إنساني لذا فهي ليست جديرة بتلقي الدين وتحمّل واجباته، ذلك لأن المحارم عندهم كانت مباحة في الماضي حتى منعتها القوانين السورية.
لا يحرمون نكاح المحارم لا نكاح الأخوات ولا الأمهات فضلاً عن العمات والخالات، فيرون جواز نكاح ذلك، بل يرون ما يسمى باللزوم أو الحق الواجب، أو الحق اللازم أن الإنسان إذا نزل عنده أحد من أهل مذهبه وبات عنده وجب عليه أن يخرج زوجته له، وهذا من كرم الضيافة ويسمونها حقاً واجباً، وهذا له لوازم أخرى، وذلك أنهم لا يرون المرأة لها روح، وأن الروح مجرد في نفس الرجل، ويرون أن المرأة لها نفس وجسد، وليس لها روح، وأن الرجل لديه روح ونفس وجسد، وأنه بالنسبة للمرأة فلديها نفس وجسد وهو النمو، فالمرأة تختلف عن الرجل.
وتساهلهم في الحفاظ على بناتهم وتأجيرهن كخادمات في بيوت الأثرياء لا يرجع لفقرهم، بل نصوص ديانتهم التي تحط من قدر المرأة تفسر لنا هذه الظاهرة فقد ورد في الفصل السادس من درة الدرر: أن عليّاً قال في كتابه (الطاعة حتى تقوم الساعة) مخاطباً سلمان الفارسي:
واعلم أنني إنما ظهرت للخلق والعباد بصورة التأنيس (الإنسان) حتى أبيّن لهم الخير والشر. فمنهم من سمع النداء وسكن في ضميره فنم على إقراره, ومنهم من سمع النداء ولم يؤكد ولم يسكن في ضميره فنم على إنكاره على مدى الأدوار والأكوار.
ومن من لم يسمع النداء وهم النساء وسائر الإناث، فمن ذلك اليوم حرمت على النساء المعرفة وحرمت على المؤمنين أكل لحوم الإناث (من الحيوانات)، لهذا قلت :كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه، واعلم يا سلمان أن إسرائيل اسمي. 
لذلك يسمون فاطمة بصفة المذكر فينطقونها فاطم. لأن المرأة ليست من أهل الدين والمعرفة في نظرهم.
في كتاب الباكورة السليمانية (ص61): 
ولعل من أهم العوامل التي ساهمت في تعميق عقدة النقص عند المرأة النصيرية هو اعتقادهم الديني بأنها لا تملك روحاً كما هي الحال بالنسبة لبقية الحيوانات الأخرى. ورد في كتابهم المصفت الشريف ص 168: وقال منه السلام الشياطين من المرأة. وإن الإنسان في كفره وعتوه وتمرده وتناهى في ذلك صار إبليساً ويرد في صورة امرأة.
11-القيامة في عقيدة النصيرية: القيامة عندهم هي قيام الإمام المحتجب صاحب الزمان ليحكم بين أتباعهم وخصومهم, ويحقق السيادة لهم وحدهم ضد خصومهم من أتباع الخلفتين الأول والثاني ومن شايعهم، وعندها يعلن الدين كل خفي ومكتوم منه. وهذه القيامة هي الرجعة الكبرى والكرة الزهرا. ومن نصوصهم في ذلك ما جاء في درة الدرر وفي الفصل السادس ما يلي:
عن جابر قال: أتيت مولانا الباقر عليه الصلاة فقلت: فما فعل الله بالأول والثاني (يعني أبا بكر وعمر) لعنهما الله؟ قال: مزجهما بالخلق المنكوس، حتى إذا قام القائم وصار إلى الغريب، ودعي إلى ما دعى إليه السيد محمد، ويجد الأول والثاني فيخرجهما، ويأتي بهما إلى البقيع، ثم يأتي بجذع من جذوع النخل، ويأمر بشقه ويصلبهما عليه، فيورق الجدعان من تحتهما، فيفتتن بها الناس في آخر أمرهما، أشر مما فتنوا في أوله، ثم ينادي القائم عليه السلام بأصحابهما فيزجرهم زجرة واحدة.
وفي سورة الشهادة من نفس المرجع:
واقرأ في الرجعة البيضا والكرة الشقرا وفي كشف الغطا وجلا العمل وإظهار ما كتم وإعلان ما خفي وظهور علي بن أبي طالب من الشمس قابضاً على كل نفس، الأسد من تحته، وذو الفقار بيده، والملائكة من خلفه، والسيد سلمان بين يديه، والماء ينبع من بين قدميه، والسيد محمد ينادي ويقول: هذا مولاكم علي بن أبي طالب فاعرفوه وسبحوه وعظموه وكبروه. هذا رازقكم وخالقكم فلا تنكروه.
12-قداسات النصيرية: للنصيرية قداسات كما للنصارى، ذكر منها كتفاجو ثلاثة قداسات:
أ-قداس الطيب لكل أخ حبيب.
ب-وقداس النجور في روح يدور في محل الفرح والسرور.
ج-قداس الآذان وبالله المستعان؛ جاء فيه: ديني مسلسل طاعة إلى القديم الأزل أقر كما أقر السيد سلمان حين أذن المؤذن في أذنه وهو يقول: شهدت أن لا إله إلا هو العلي المعبود, ولا حجاب إلا السيد محمد المحمود ولا باب إلا سلمان الفارسي ولا ملائكة إلا الخمسة الأيتام الكرام ولا رب إلا ربي شيخنا وهو شيخنا وسيدنا الحسين بن حمدان الخصيبي سفينة النجاة وعين الحياة, حي على الصلاة حي على الفلاح تفلحوا يا مؤمنون حي على خير العمل بعينه الأجل.

  • الانتشار

  • يستوطن النصيريون منطقة جبال النصيريين في اللاذقية، ولقد انتشروا مؤخراً في المدن السورية المجاورة لهم، واستطاع العلويون (النصيريون) أن يتسللوا إلى التجمعات الوطنية في سوريا، واشتد نفوذهم في الحكم السوري منذ سنة 1965 م بواجهة سُنية ثم قام تجمع القوى التقدمية من الشيوعيين والقوميين والبعثيين بحركته الثورية في 12 مارس 1971 م، وتولى النصيرية رئاسة الجمهورية بقيادة الهالك حافظ الأسد، ثم ابنه بشار .
  • يوجد عدد كبير منهم أيضاً في غربي الأناضول ويعرفون باسم (التختجية والحطابون) فيما يطلق عليهم شرقي الأناضول اسم (القزل باشيه).
  • ويعرفون في أجزاء أخرى من تركيا وألبانيا باسم (البكتاشية).
  • هناك عدد منهم في فارس وتركستان ويعرفون باسم (العلي إلهية).
  • وعدد منهم يعيشون في لبنان وفلسطين.

  • مراجع للتوسع

  • لا يوجد مصنف استوعب عقيدة النصيرية باطناً وظاهراً، وإنما هي منتشرة في كثير من المصنفات فمنها:
  • الجذور التاريخية للنصيرية العلوية: الحسيني عبد الله ـ  دار الاعتصام ـ  القاهرة 1400هـ / 1980م.
  • الملل والنحل: أبو الفتح الشهرستاني.
  • شرح نهج البلاغة: ابن أبي الحديد ـ  دار الكتب العربية ـ  القاهرة.
  • فتوى في النصيرية: لابن تيمية.
  • الباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيرية: سليمان أفندي الأذني. بيروت، 1864م. مؤلفها ولد في أنطاكية سنة 1250ه‍ وتلقى تعاليم الطائفة، لكنه تنصر على يد أحد المبشرين وهرب إلى بيروت حيث أصدر كتابه الباكورة السليمانية يكشف فيه أسرار هذه الطائفة، استدرجه النصيريون بعد ذلك، وطمأنوه، فلما عاد وثبوا عليه وخنقوه واحرقوا جثته في إحدى ساحات اللاذقية.
  • تاريخ العلويين: محمد أمين غالب الطويل ـ  طبع في اللاذقية عاصمة دولة العلويين عام 1924م.
  • العلويون النصيريون: لعبد الحسين بن مهدي العسكري.
  • خطط الشام: محمد كرد علي ـ ط دمشق 1925م ـ  ج 3/265 ـ  268 ج 6/107 ـ  109.
  • دائرة المعارف الإسلامية: مادة نصيري.
  • إسلام بلا مذاهب: د. مصطفى الشكعة ـ  ط دار القلم ـ  القاهرة ـ  1961م.
  • تاريخ العقيدة النصيرية: المستشرق رينيه دوسو ـ  نشرته مكتبة أميل ليون وبداخله كتاب المجموعة بنصه العربي.
  • الأعلام: للزركلي، 2/254 بيروت ـ  1956م.
  • تاريخ الأدب العربي: لبروكلمان، 3/357 ـ  ط دار المعارف ـ  1962م.
  • الحركات الباطنية في العالم الإسلامي: د. أحمد محمد الخطيب، مكتب الأقصى، عمان.
  • دراسات في الفرق: د. صابر طعيمة ـ  مكتبة المعارف ـ  الرياض 1401هـ / 1981م.
  • L. Massignon Minora, Beyrouth 1963.


بطاقة النصيرية

  • محمد بن نصير البصري النميري    ( - 262 )
  • القرن الثالث الهجري
  • الحركات الباطنية والمناوئة للإسلام