يقدّم هذا الكتاب جوابه على الاعتراض الإلحادي بما يسمّيه المؤلّف: “ثيوديسيا الحِكَم التكاملية”، وهو بذلك يثبت قدرة الطرح الإسلامي على جواب الشبهة دون الاكتفاء ببيان فسادها، كما يزعم أنّ شبهة الشرّ هي في حقيقتها برهان للإيمان بالله من أكثر من وجه..
ولعلّ أهم ما حفد الكتاب لبلوغه هو فكّ اشتجار الشبهات الداخلية ضمن الشبهة الكبرى، وعرضها مرتبة في قالب استشكالي، فمشكلة الشر هي في الحقيقة مشاكل: مشكلة منطقية، وأخرى برهانية، وثالثة تتعلّق بالشر المجانيّ. والشر هو في الحقيقة شرور: شر طبيعي، وآخر أخلاقي، وأخير ميتافيزيقي.
ومن أهمّ ما سعى إليه المؤلّف هو أن يكشف للقارئ المسلم الصيغة الأحدث لهذه الشبهة كما هي في كتابات أئمة الإلحاد الفلسفي: (جاي ماكي) و(يليام رو)، وما انتهى إليه الجدل الفلسفي حولها في الغرب، وهو ما يمهّد للقارئ سبيلًا أيسر لفهم طبيعة هذا الجدل، والموقع المتميّز للطرح الإسلامي فيه.. كما يجد القارئ الذي لا يهتم بتشقيقات الفلاسفة جوابًا لما قد يستشكله من وجود شرور شائكة في كون صنعه إله رحيم.
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.