مسلمو ترينيداد وتوباغو.. فرضوا أنفسهم اقتصاديًّا حتى أصبحوا قوة كبرى في البلادمقالات

المصدر: زايوسيتي نت

مسلمو ترينيداد وتوباغو.. فرضوا أنفسهم اقتصاديًّا حتى أصبحوا قوة كبرى في البلاد

 

المصدر: زايوسيتي نت، 6 يوليو، 2015م.

جمهورية ترينيداد وتوباغو هي دولة من دول جنوب البحر الكاريبي، على بعد 11 كم من الساحل الشمالي الشرقي لجمهورية فينزويلا. تعتبر ترينيداد وتوباغو أرخبيل مكون من جزيرتين رئيستين هما ترينيداد، أكبر جزر ترينيداد وتوباجو، وتوباجو، بالإضافة إلى 21 جزيرة صغيرة أخرى.

ويبلغ عدد سكانها حوالي 1.5 مليون نسمة، وهم خليط من الهنود الحمر والأفارقة والهنود... ويعود معظم المسلمين فيها إلى الأفارقة بنسبة 45% الذين استقدموا كعبيد للعمل في الزراعة والمناجم، وإلى الآسيويين بنسبة 46% الذين استقدمتهم بريطانيا من شبه القارة الهندية.

عرفت ترينيداد وتوباغو الإسلام من وقت مبكر قبل اكتشافها في عام 1533 ميلادية حيث قام مسلمون من غرب القارة الإفريقية برحلات مبكرة لاكتشاف العالم الجديد وقد عثر الإسبان هناك على العديد من الآثار الإسلامية المتمثلة في المساجد التي عثر بداخلها على مكتبات تضم المصاحف الشريفة وبعض كتب الفقه الإسلامي ـ على المذهب المالكي ـ المنتشر في غرب القارة الإفريقية إلا أن الوجود الإسلامي هناك قد تلاشى وتلاشت معه هذه الآثار الإسلامية.

وسنة 1777 احتلت اسبانيا ترينيداد، وقامت بنقل عدد لا بأس به من الأفارقة وبالتحديد من السنغال وجوارها وذلك للعمل بالجزيرة وكانت غالبيتهم من المسلمين الذين دعموا الوجود الإسلامي، واختلطوا بسكان البلاد وقامت بينهم علاقات تزاوج ومصاهرة مما أدى إلى اعتناق عدد كبير منهم للدين الإسلامي الحنيف.

ولكن الموجة الكبرى من المسلمين جاءت إلى الجزيرتين عندما احتلت بريطانيا جزيرة ترينيداد، ثم تم إلغاء العبودية في 1834م، حيث اعتمدت السلطات والشركات البريطانية على مستعمراتها في شبه القارة الهندية لاستقدام العمال للعمل في المزارع والمناجم. وفي الواقع أتى الكثير من أبناء شبه القارة الهندية، سواء من المسلمين أو الهندوس، حتى أنهم يشكلون الآن حوالي ثلث السكان في ترينيداد وتوباغو وبذلك زادت أعداد المسلمين في ترينيداد وتوباجو وبرزت معالم الهوية الإسلامية في البلاد.

وقد تأسست بالبلاد عدة جمعيات إسلامية، عملت على نشر الدعوة هناك، والمفاهيم الإسلامية الصحيحة، كما اشتغلت على جذب أتباع الديانات الأخرى لصالح الإسلام والمسلمين في البلاد  وتخليص العقيدة الإسلامية من الشوائب الفكرية الدخيلة.

وبظهور بوادر الدعوة الإسلامية العلنية في ترينداد وتوباغو وزيادة أعداد المقبلين على اعتناق الإسلام، بدأت الحرب ضد الإسلام والمسلمين بهدف تقليص الوجود الإسلامي المتنامي في البلاد وكشرت الصليبية عن أنيابها وذلك بمحاولة يائسة للمؤسسات التنصيرية لجذب السكان نحو المسيحية بشتى الوسائل.

وبدأ المسلمون جهادا لمقاومة الانحرافات الفكرية التي تعمل على تشويه العقيدة الإسلامية أو محاولة إبعاد المسلمين عن العمل بعقيدتهم وشريعتهم الإسلامية، ما عملوا على صد المد التنصيري، الذي تستهدف تضليل المسلمين والتسرب إليهم تحت شعارات إسلامية.

وقد حققت المؤسسات الإسلامية هناك انتصارا كبيرا على خصوم الإسلام والمسلمين، حيث نجحت في التصدي للفكر المنحرف، وتمكنت من إعادة الذين تنصروا أو انحرفوا عن المنهج الإسلامي الأصيل إلى حظيرة الإسلام من جديد. كما استوعبت العديد من أتباع الديانات الأخرى لصالح العقيدة الإسلامية في ترينداد وتوباجو.

وقد بلغ عدد المساجد 100 مسجد ملحق بكل منها مدرسة قرآنية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم وتعلّم اللغة العربية، بينما بلغ عدد المدارس الإسلامية هناك 70 مدرسة إسلامية لتربية النشء المسلم تربية إسلامية صحيحة.

ومن نتائج عمل الجمعيات الإسلامية بترينيداد وتوباغو، تقوية الوجود الإسلامي هناك، وإعطاء المسلمين الثقل السياسي والاقتصادي الكبير بهذه الدولة، فمنهم الوزراء وأعضاء مجلس الشيوخ وأعضاء البرلمان.

 كما أن السلطات هناك قد وافقت على اعتبار الأعياد والمناسبات الإسلامية عطلات رسمية للمسلمين مدفوعة الأجر، والتزمت حكومة ترينداد وتوباجو بدفع ثلثي ميزانية التعليم الإسلامي هناك وأن الجمعيات الإسلامية قد تمكنت من ترشيد جميع المسلمين في البلاد.

خلاصة القول، أن المسلمين في ترينيداد وتوباغو، خاضوا معارك كبيرة من أجل إثبات وجودهم، رغم الحملات الشرسة لطمس هويتهم الدينية. ويبقى المأمول أن يربط المسلمون العلاقات مع إخوانهم في هذه الدولة، حتى لا تثنيهم محاولات تنصيرية أخرى عن الاستمرار في نفس قوتهم.

3 شخص قام بالإعجاب



شاهد أيضاً