جمهورية ترينيداد وتوباغو: هي دولة جزرية تقع في أقصى جنوب البحر الكاريبي، على بعد 11 كلم من فنزويلا، وهي عبارة عن أرخبيل مكون من جزيرتين رئيستين هما ترينيداد وتوباغو، إضافة إلى 21 جزيرة صغيرة، وتشترك هذه الدولة في الحدود البحرية مع باربادوس من الشمال الشرقي، وغرينادا من الشمال الغربي، وفنزويلا من الجنوب والغرب، عاصمتها بورت أوف سبين، ومساحتها 5128 كلم2، وعدد سكانها يزيد على 1.526 مليون نسمة.
كانت جزيرة ترينيداد مأهولة بسكان أصليين من مجموعات مختلفة لعدة قرون قبل أن تصبح مستعمرة إسبانية بعد وصول كريستوفر كولومبوس إليها عام 1498م، وقد سلمها الحاكم الإسباني لأسطول بريطاني في عام 1797، وتم التنازل عن ترينيداد وتوباغو لبريطانيا عام 1802 بموجب معاهدة أميان، ولكنهما كانتا منفصلتين حتى تم توحيدهما عام 1889، ثم حصلت هذه الدولة على الاستقلال عام 1962، وأصبحت جمهورية عام 1976.
وقد ازداد جلب العبيد إليهما أثناء الحكم البريطاني، وكان ذلك إبان دعم إلغاء العبودية، وحين ألغيت العبودية عام 1833 دخل العبيد السابقون في برامج تدريب مهني انتهت عام 1838، ولكن عدد أولئك العبيد لم يكن كبيراً مثل عددهم في الجزر المجاورة، فعند تحريرهم كان لدى ترينيداد 17,439 عبداً فقط، مقابل أضعاف هذا العدد في جامايكا على سبيل المثال، وبعد تحريرهم رفض الكثير منهم مواصلة العمل في المزارع، وانتقلوا غالباً إلى المناطق الحضرية، فملأ البريطانيون هذه الفجوة من خلال التعاقد مع جنسيات مختلفة للعمل، بما في ذلك الهنود والصينيون والبرتغاليون، وتعاقدوا مع الهنود الشرقيين أكثر من غيرهم، ووصلت الدفعة الأولى منهم في 1 مايو 1845، وكانوا 225 هنديًّا، على متن سفينة فتح الرزاق، وهي سفينة مملوكة للمسلمين، واستمرت هذا التعاقد إلى عام 1917، وقد وصل عددهم إلى أكثر من 147,000 هندي، وكانوا يعملون في مزارع قصب السكر، وكانت عقود توظيفهم في بعض الأحيان استغلالية، وقد أطلق عليها بعض المؤرخين اسم "نظام الرِّق الجديد".
ترينيداد وتوباغو هي المنتج الرئيس للنفط والغاز في منطقة البحر الكاريبي، ويعتمد اقتصادها بشكل كبير على هذين الموردين اللذين يمثلان حوالي 40% من إنتاجها المحلي و80% من صادراتها، ولكنهما لا يوظفان سوى 5% من العمالة، وهناك مشاريع أخرى للبتروكيماويات والألمنيوم والبلاستيك، وهذا البلد مركز مالي إقليمي، ولديه فائض تجاري متزايد.
أما تضاريس الجزر فهي مزيج من الجبال والسهول، وتوجد في ترينيداد سلسة جبال توازي الساحل الشمالي، وأعلى قمة فيها تسمى "إل سيرو ديل أريبو"، ويبلغ ارتفاعها 940م، وتشتهر ترينيداد أيضاً باحتوائها على بحيرة الزفت، وهي أكبر حفرة قطِران طبيعية في العالم، وتتمتع ترينيداد وتوباغو بمناخ بحري استوائي، ولها موسمان سنويان: موسم الجفاف في الأشهر الخمسة الأولى من العام، وموسم الأمطار في الأشهر المتبقية.
واللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية لهذه الدولة، ولكن اللهجة الرئيسة المنطوقة هي كريول ترينيداد، أو كريولية توباغو، التي تتأثر باللغات الأصلية والأوروبية والإفريقية والآسيوية والهندية، وتتحدث مجموعات من السكان أيضاً بالهندية الحديثة والإسبانية والتاميلية والصينية، ويعكس التكوين العرقي لترينيداد وتوباغو تاريخاً من الغزو والهجرة، وأكبر مجموعة عرقية فيها هم الهنود الذين يشكلون حوالي 35.4%؛ وهم أحفاد العمال الذين أتوا من الهند، وقد استمر بعضهم في الحفاظ على تقاليد أجدادهم، ويقيم الهنود الترينيداديون بشكل أساسي في ترينيداد، بينما تبلغ نسبتهم في توباغو 2.5%، وثاني أكبر مجموعة هم الأفارقة الذين يشكلون حوالي 34.2% من السكان، وغالبيتهم من نسل العبيد الذين نُقلوا قسراً إليها من القرن السادس عشر إلى التاسع عشر، وتشكل هذه المجموعة الأغلبية في توباغو، بنسبة 85.2%، والجزء الأكبر من بقية السكان هم المختلطون، وهناك أقليات صغيرة ولكنها مهمة ضمن السكان الأصليين، مثل الأوروبيين والبرتغاليين وغيرهم.
أكبر مجموعة دينية في هاتين الجزيرتين هي مجموعة النصارى من عدة طوائف (63.2%)، تليها مجموعة الهندوس (20.4%)، أما مجموعة المسلمين فتصل نسبتها إلى 5.6% وما يقاربها في العديد من المصادر، وذكرت صفحات تهتم بشؤون المسلمين أن عدد المسلمين هناك 100.000 مسلم (8%)، ثم يأتي أتباع أديان أخرى مثل اليهود الذين يقدر عددهم بـ55 نسمة، وهناك نسبة من الملحدين واللادينيين تزيد على 11% من إجمالي السكان.
وقد وصل المسلمون الأوائل إلى هذه الجزر ضمن العبيد المجلوبين من إفريقيا، ووصلت المجموعة الثانية منهم عام 1816، وكانت جزءًا صغيراً من فيلق مشاة البحرية المستعمرة، وكان أفرادها من الأفارقة الذين تم تجنيدهم عام 1815 في جورجيا خلال حرب عام 1812، ومنذ أربعينيات القرن التاسع عشر، جاء المسلمون من جنوب آسيا للعمل تحت نظام Indenture الهندي في مزارع قصب السكر والكاكاو، وهذا النظام "يوصَف" بأنه "نظام عبودية" كان يتم بعقود طويلة الأمد باستخدام العمال الهنود ليحلوا محل العبيد المحررين.
ومسلمو هذه الدولة اليوم هم في الغالب من أصول جنوب آسيوية (الهند وبنغلاديش وسريلنكا وما حولها)، ولكن هناك مسلمون من جميع فئات السكان، ومن الأفارقة الذين عادوا إلى دين أجدادهم المسلمين، وعيد الفطر هو يوم عطلة رسمية لهم، ولديهم عدد من المساجد والجمعيات والمراكز، وهناك أيضاً أحمديون وشيعة، ولهم مؤسساتهم، ويشير مقال مترجم بعنوان "التعليم عند المسلمين الأوائل في ترينيداد" إلى أن الجالية المسلمة كافحت بنجاح للحفاظ على هويتها في مواجهة العديد من القوى التي سعت إلى تهديد وجودها، وأن الدعاة المسلمين أدركوا التهديدات الوشيكة بفقدان المسلمين للثقافة الإسلامية، فتشكل لديهم الدافع لزيادة جهودهم في مجال التعليم الرسمي، حيث ذكر المؤرخ المعروف كارل كامبل أنه كانت هناك عدة محاولات لإنشاء مدارس هندية وإسلامية منذ عشرينيات القرن الماضي، وقد أدى وصول المتعلمين الذين استطاعوا تعليم الإسلام للناطقين باللغة الإنجليزية إلى توافر الأدب الإسلامي باللغة الإنجليزية وإعادة الصحوة الدينية بين المسلمين المحليين، وحدث هذا الانتعاش والاهتمام المتزايد بالدين الإسلامي منذ أوائل السبعينيات في دولتي غيانا وترينيداد في وقت واحد، وزادت في تلك الأثناء عودة العديد من المنحدرين من أصل إفريقي إلى الإسلام بشكل ملحوظ، وانضم العديد من هؤلاء العائدين إلى المؤسسات القائمة، بينما شكل آخرون مجموعاتهم الخاصة، ويذكر الشيخ محمد ناصر العبودي في كتابه "جولة في جزائر البحر الكاريبي" أن معظم مسلمي ترينداد هم من أصل هندي آسيوي، ومن إجمالي الهنود هناك يذكر أن نسبة المسلمين من بينهم حوالي 39%.
تعداد السكان SP.POP.TOTL
نصيب الفرد من إجمالي الدخل القومي بالدولار الأمريكي NY.GNP.PCAP.PP.CD
يبلغ عدد سكان ترينيداد وتوباغو 1,360,088 نسمة بحسب إحصائية البنك الدولي لعام 2015
يبلغ عدد المسلمين في ترينيداد وتوباغو 80,000 شخص وبنسبة 5.9% من إجمالي السكان