• يقدر عدد المسلمين في كوريا الجنوبية حوالي 40000 نسمة من إجمالي خمسين مليون نسمة عدد السكان. • رغم هذا العدد الكبير نسبيًّا، فإن تفاعل هؤلاء المسلمين الكوريين مع الإسلام وشئونه في كوريا ضعيف للغاية، حيث لا يوجد برنامج دعوي شامل داخل كوريا لتقوية إيمان هؤلاء المسلمين. • كثير من الكوريين لا يعلنون هويتهم الإسلامية، وذلك لتخوفات كثير من الكوريين من الإسلام كدين نتيجة الدعاية المغلوطة التي تصدرها وسائل الإعلام ضد الإسلام والمسلمين. • لا توجد مضايقات للمسلمين من جهة الحكومة الكورية؛ بل كانت الحكومة الكورية في عهد أزمة النفط تمد يد العون للمسلمين بطريقة مباشرة وغير مباشرة. • في جمهورية كوريا مساحة كبيرة من الحرية الدينية ومن خلال ذلك استطاع المسلمون إنشاء عدد من المساجد والمراكز الإسلامية، ويوجد حاليًّا تسعة مساجد بكوريا. • بلغ عدد المصليات في كوريا الجنوبية حوالي ستين مصلى، ومن أهمها مصلی کيم بو، ومصلى تشانغ ون، ومصلی کو مي، ومصلى كيم هاي. • يدير "اتحاد المسلمين الكوريين" كل المساجد والمصليات بكوريا، وهناك مركز إسلامي لا يضمه الاتحاد وهو "مركز إنتشون الإسلامي" (1435هـ - 2014م). • للأسف لا يوجد تعليم ديني خاص في المدارس الحكومية بكوريا، ولا توجد مدارس إسلامية إلا مدرستان صغيرتان، حيث إن إنشاء المدارس في كوريا الجنوبية صعب للغاية ويواجه قيودًا كثيرة. • تقوم أغلب هذه المساجد والمراكز الإسلامية في كوريا بأنشطة دعوية من باب نشر الإسلام بين الكوريين، وتقوية صلة المسلمين الجدد بشعائر الإسلام. • يظهر الضعف في جميع الأنشطة الدعوية في كوريا الجنوبية على وسائلها المختلفة، وتعد أعظم معوقات الدعوة الإسلامية هي قلة العلماء والدعاة الكوريين وظهور "الإسلاموفوبيا" في المجتمع الكوري. • مستقبل الدعوة في كوريا الجنوبية يحتاج إلى تكاتف الجهود الإسلامية للعمل بجد ودأب داخل دولة كوريا، خاصةً أن الدولة تكفل حرية العقيدة ولا تضيق على المسلمين في عبادتهم وممارسة شعائرهم. |
عدد المسلمين في كوريا الجنوبية:
يُقدَّر عدد المسلمين في كوريا الجنوبية بحوالي 40000 نسمة من إجمالي خمسين مليون نسمة عدد السكان (2020 م)، ويمكن القول إن عدد الكوريين الذين أسلموا قبل عام 2005 م بسبب أزمة النفط (1420هـ): 35,000 نسمة، وعدد الكوريين الذين أسلموا بعد عام 2016م بسبب الزواج من مسلمين أو مسلمات: 5,684، إلى جانب حساب الكوريين المسلمين الذين يعملون في بعض الدول العربية والإسلامية؛ نتيجة لذلك يصل عدد المسلمين الكوريين باعتبار 2016م (1438هـ) إلى 40,684[1].
ولكن رغم هذا العدد الكبير نسبيًّا، فإن تفاعل هؤلاء المسلمين الكوريين مع الإسلام وشئونه في كوريا ضعيف للغاية؛ حيث لا يوجد برنامج دعوي شامل داخل كوريا لتقوية إيمان هؤلاء المسلمين (بإطلاق الشهادتين) ورعايتهم دينيًّا، خاصةً تربيتهم لأولادهم الذين يتأثرون بموجة العلمانية والعصرانية الجديدة في كوريا، إلى جانب أن الكوريين لا يعلنون هويتهم الإسلامية، وذلك لتخوفات كثير من الكوريين من الإسلام كدين نتيجة الدعاية المغلوطة التي تصدرها وسائل الإعلام ضد الإسلام والمسلمين.
حرية كبيرة في الدعوة.. ولكن:
على عكس ما يواجهه المسلمون في بعض بلدان الأقليات الإسلامية، فمسلمو كوريا الجنوبية يتمتعون بحرية الدين المضمونة بدستور كوريا الجنوبية: ((لجميع المواطنين حرية الدين))، فلا توجد مضايقات للمسلمين من جهة الحكومة؛ بل كانت الحكومة الكورية في عهد أزمة النفط تمد يد العون للمسلمين بطريقة مباشرة وغير مباشرة؛ بل إن بعض المسلمين في ذلك العهد لهم مناصب عالية في المجتمع الكوري[2].
ولكن المجهود الدعوي للمسلمين في كوريا في حكم المعدوم، وذلك لكون المسلمين الكوريين يتألمون من الصورة السيئة عن الإسلام المنتشرة بين الكوريين، ولا يستطيع كثير منهم أن يعلن عن دينه خوفًا من التمييز ضده من قِبَل عامة الكوريين[3].
لكن نجد أن العديد من الكوريين بعد عام 2000م (1420هـ) يسلمون بعد حصولهم على اليقين في دين الإسلام. قال الأستاذ "جميل لي": ((ولكن يتغيَّر الأمر تمامًا في هذه الأيام، يرجع الإسلام في كوريا الجنوبية إلى حقيقته، ويفضَّل إيمان أتباعه الخفي، على نتيجة الدعوة الظاهرة، والمسجد المركزي بسيئول لا يهدف إلى مجرد زيادة عدد المسلمين، فلا يقبل من كل امرئ رغبته في الإسلام؛ بل يسأل عن سبب إسلامه ويكشف عن أسلوبه، ولا يعطيه شهادة الإسلام إلا بعد أن يتبين للمركز أن له صدقًا في إسلامه، وبخلاف الماضي، يسلم الكوري حاليًّا بإرادته الخالصة كباحث علمي وطالب جامعي وموظف لشركة كبيرة، طبعًا لا نتيقن في حسن نية البعض الراغبين في غرض دنيوي كالوظيفة، ولكن ما لا يشك فيه أن شؤون إسلام الكوريين تختلف في الوقت الحالي عما كان يُشاهد في عهد أزمة النفط))[4].
المساجد والمراكز الإسلامية:
في جمهورية كوريا مساحة كبيرة من الحرية الدينية ومن خلال ذلك استطاع المسلمون إنشاء عدد من المساجد والمراكز الإسلامية، ويوجد حاليًّا تسعة مساجد باعتبار 2005م (1426هـ): مسجد سيئول المركزي (1976م، 1396هـ)، ومسجد بوسان (۱۹۸۰م، 1396هـ)، ومسجد كوانغ جو (۱۹۸۱م، 1401هـ)، ومسجد جون جو (1986م، 1406هـ)، ومسجد آن بالغ (1986م، 1406هـ)، ومسجد آن مان (۲۰۰۱م، 1422هـ)، ومسجد بر تشون (۲۰۰۳م، 1424هـ)، ومسجد بو بيونغ (2004م، 1425هـ)، ومسجد با جو (2005م، 1426هـ)، ولم يين بعد 2005م (1426هـ) مسجد جديد.
وبلغ عدد المصليات في كوريا الجنوبية حوالي ستين، ومن أهمها "مصلی کيم بو"، و"مصلى تشانغ ون"، و"مصلی کو مي"، ومصلى "كيم هاي"، و"اتحاد المسلمين الكوريين" يدير كل المساجد والمصليات المذكورة أعلاه، وهناك مركز إسلامي لا يضمه الاتحاد وهو "مركز إنتشون الإسلامي" (1435هـ - 2014م).
والمساجد والمصليات في كوريا الجنوبية يقل فيها المسلمون الكوريون، وأغلب زوَّارها مسلمون أجانب غير كوريين[5].
المدارس الإسلامية:
للأسف لا يوجد تعليم ديني خاص في المدارس الحكومية بكوريا، ولا توجد مدارس إسلامية إلا مدرستان صغيرتان، حيث إن إنشاء المدارس في كوريا الجنوبية صعب للغاية، ويواجه قيودًا كثيرة وفقًا لقوانين التعليم المطبقة في كوريا الجنوبية.
وبعد محاولات من المسلمين الكوريين في إنشاء المدارس الإسلامية لم ينجحوا إلا في افتتاح ثلاث مدارس: المدرسة الثانوية التي توقفت بعد افتتاحها بسنتين، والمدرستان إحداهما مدرسة أصبحت كروضة الأطفال لتعليم اللغة الإنجليزية، بعيدة عن هدفها في التربية الإسلامية، والأخرى مدرسة تحفيظ القرآن الكريم بإدارة المسلمين الأتراك.
• مدرسة علي بن أبي طالب الثانوية في "بوسان": كثير من المسلمين الكوريين المعاصرين لا يعرفون مدرسة اسمها "مدرسة علي بن أبي طالب الثانوية"؛ لأن وجودها كان قديمًا قبل ثلاثين سنة، ولم تكن موجودة إلا لمدة عامين فقط ما بين (1986-1987 م، 1406- 1407 هـ) وهي أول وآخر مدرسة ثانوية إسلامية في تاريخ الإسلام في كوريا الجنوبية.
ولا توجد بعد هذه المدرسة أي مدرسة ثانوية إسلامية في تاريخ إسلام كوريا الجنوبية، ولا يتوقع إنشاء مدرسة إسلامية رسمية بعدها- إلا أن يشاء الله- لكثرة الشروط كما سبق ذكرها، إنما كان أصحابها يستطيعون تسجيل المدرسة الإسلامية في 1985م؛ لأن القانون في ذلك الوقت كان غير دقيق، بخلاف القانون المعاصر الذي يشترط في تسجيل أي مدرسة شروطًا متعددةً صعبة[6].
• مدرسة الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود في "سيئول": بنيت بدعم من الأمير "سلطان بن عبد العزيز" عام 2001 م، وكانت ملحقة بالمسجد المركزي في سيئول، وكانت المدرسة تعلم طلابها الأطفال- تحت سن المدرسة - معلومات عن القرآن الكريم واللغة العربية ومبادئ الإسلام واللغة الإنجليزية، ثم اتبعت مناهجها حاليًّا مناهج روضات الأطفال، وأكبر مشاكل المدرسة تتمثل في عدم اعتراف الحكومة الكورية بالمدرسة لعدم توافر الشروط، مما جعل رسوم المدرسة أغلى من رسوم المدارس الأخرى؛ لأنه لا دعم مالي للمدرسة من الحكومة إلا بعد الاعتراف بها[7].
• المدرسة التركية لتحفيظ القرآن الكريم في "سيئول": وتدرس في هذه المدرسة مادة مخارج الحروف، ومادة قراءة القرآن، ومادة حفظ القرآن، ومادة الفقه المختصر والسيرة النبوية، وتلك المواد للطلاب المبتدئين، ولهم كتب منهجية خاصة بهم، وكثير من الطلاب لا يستمرون على الدراسة من هذه المدرسة، فيصعب على المدرسة تطبيق برامجها المتسلسلة على الطلاب، ويبقى أغلبهم في أول برنامج، وهو تعلم القرآن وما يتعلق به، ولا يتجاوزون ما بعده كمادة البلاغة[8].
[1] الدعوة الإسلامية في كوريا الجنوبية: واقعها ومعوقاتها وسبل علاجها (دراسة وصفية تحليلية)، وُنْ سُو كِيم، رسالة ماجستير في الدعوة والثقافة، كلية الدعوة وأصول الدين، الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، 1439 - 1440 هـ، صـ158.
[2] الدعوة الإسلامية في كوريا: ماضيها، حاضرها، مستقبلها، يونغ كيل تشوي، رسالة دكتوراه، جامعة أم درمان- السودان، 1404 هـ - 1984 م، صـ190.
[3] الدعوة الإسلامية في كوريا الجنوبية: واقعها ومعوقاتها وسبل علاجها (دراسة وصفية تحليلية)، صـ164.
[4] واقع الإسلام في كوريا الجنوبية وواجباته، لي هو سو، مركز دراسي في أديان كوريا (سيئول)، 1/4/2001 م (4/1/1422 هـ)، العدد 3، صـ125 (بالكورية).
[5] الإسلام في كوريا، اتحاد المسلمين الكوريين، نشر سيئول - كوريا، 1426 هـ - 2005 م، صـ19 (بالكورية).
[6] الدعوة الإسلامية في كوريا: ماضيها، حاضرها، مستقبلها، يونغ كيل تشوي، صـ249.
[7] مدرسة الأمير سلطان، موقع اتحاد المسلمين الكوريين، نشر إلكترونيًّا في 2014 م (1435 هـ)، www.Koreaislam.org، (بالإنجليزية).
[8] الطريقة السليمانية (سليمانجيلر) في تركيا المعاصرة، عصمت برهان الدين، مجلة دراسات إقليمية- مركز الدراسات الإقليمية بجامعة الموصل (العراق)، 1429 هـ - 2008 م، العدد 11/5، صـ108.
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.