كيف وصل الإسلام إلى كوريا؟ (2)مقالات


عصر الدعوة الإسلامية في كوريا:

• بانهيار مملكة "جوسون" باحتلال اليابان أرض كوريا (1910-1945 م) هاجر مليون كوري على الأقل إلى منشوريا إبان تلك الفترة للبحث عن الملجأ السياسي، والأمل في النجاح الاقتصادي في "منشوريا"، حيث اتصلوا بالعرقيات المسلمة من المغول و"الهوي"، وأسلم عدد كبير منهم[1].

• ويعتقد أن الوصول الفعلي للإسلام جاء أثناء "الحرب الكورية"، بعد استقلال كوريا عن الاحتلال الياباني، بعد سنة 1370 هـ - 1950م، حيث وصلت إلى "كوريا الجنوبية" قوات تركية ضمن قوات هيئة الأمم المتحدة، وشيدت القوات التركية مسجدًا لتأدية شعائر الإسلام في سنة 1376هـ - 1956م، وكانت هذه البداية[2].

• أقبل هؤلاء المسلمون الأتراك على دعوة الكوريين إلى الإسلام، بهمَّة ونشاط، وأقبل الكوريون على اعتناق الإسلام، فاعتنق 4000 كوري الإسلام، ثم أخذ عدد المسلمين يتزايد وسط الكوريين المختلطين بالمسلمين.

• وأول المسلمين الذين بذلوا جهودًا في الدعوة الإسلامية في كوريا بعد الحرب الكورية: "عبد الغفور كَرى إسماعيل أُغلو"، إمام اللواء التركي، وبفضل الله تعالى ثم بإرشاد هذا الإمام تكوَّن أول جيل المسلمين الكوريين، وفي بداية الأمور لم تسمح جمهورية تركيا بالدعوة الإسلامية على يدي الإمام لسياستها العلمانية الجديدة؛ لكن باستئذان الإمام وإلحاحه المستمر أتاحت تركيا أخيرًا فرصة للدعوة في 1955م (1374هـ) لأول مرة، فبدأ الإمام يتصل بالكوريين ويُلقي محاضرات عليهم عن الإسلام ورسالته[3].

• وتكوَّن "الاتحاد الإسلامي الكوري" في سنة 1383 هـ - 1963م وأرسلت ماليزيا إليها "الحاج نوح" كمندوب لتفقُّد أحوال المسلمين الكوريين.

• وفي سنة  1386 هـ - 1966م أعيد تنظيم "الاتحاد الإسلامي الكوري" وانتخب "صبري سوي جونغ كيل" رئيسًا، و"عبد العزيز كيم" سكرتيرًا، وبني مسجد مؤقت في سيئول للجالية الإسلامية.

تكثيف الجهود الدعوية من الدول الإسلامية:

جاء عقد الستينيات وتغيَّرت الأحوال العالمية وعقلية المجتمع الكوري، فأبدت الدول الإسلامية المجاورة بكوريا اهتمامًا كبيرًا بالمجتمع الإسلامي الجديد في كوريا الجنوبية، والحكومة الكورية أيضًا طفقت تساعد المسلمين الكوريين بعد اعترافها بأهمية علاقتها مع الدول الإسلامية.

ويأتي على رأس الدول التي كانت داعمة للدعوة الإسلامية في كوريا: "ماليزيا" التي أتاحت للمسلمين الكوريين الجدد فرصة لدراسة الإسلام ومبادئه في الجامعات الماليزية، بغية إنشاء جيل من الدعاة الكوريين في كوريا لنشر الإسلام بين الشباب، كما كان لها جهود ملموسة في سبيل إنشاء مسجد للمسلمين في كوريا[4].

وتأتي أيضًا دولة "باكستان" من الدول الإسلامية التي بذلت جهودها الدعوية في كوريا في عقد الستينيات، وممثل جهود هذه الدولة هو (سعيد محمد جميل)، رئيس جمعية القرآن الكريم الباكستانية، بعد أول زيارة له إلى كوريا الجنوبية في يناير 1966م (1385هـ) أعاد السيد "سعيد" سفره إلى كوريا الجنوبية مرات كثيرة، ليرشد المسلمين الكوريين الجدد ويقوم بالمحاضرات الإسلامية، وهو الذي سعى سعيًا حثيثًا لحصول الطلاب الكوريين على فرصة للدراسة الشرعية في جامعات باكستان لأول مرة في تاريخ إسلام كوريا، وهدى الله على يديه تسعين شخصًا كوريًّا، ومنهم قاضٍ في المحكمة الكورية وطبيبان وثلاثة مدرسين في الثانوية وثلاثة مفتشين وخمسة موظفين في الحكومة[5].

 

الإسلاموفوبيا.. وسيلة للدعوة:

اهتمت الأجيال الجديدة من الكوريين بدين الإسلام وما يحمله هذا الدين، وبدأت في القراءة والتعرف على الإسلام لمعرفة هل صحيح ما يُشاع في وسائل الإعلام العالمية من أمور سلبية يتم ربطها بالإسلام؟ حيث لم تكن تلتفت وسائل الإعلام الكوري إلى دين الإسلام، وكانت تنظر إلى الإسلام كدين الدول العربية التي ذهب إليها كثير من العُمَّال الكوريين لأجل اكتساب الوظائف فيها؛ ولكن تغيَّر الأمر بعد ذلك، وأكثرَ الإعلام الكوري من كتابة المواد المتعلقة بشؤون الإسلام، وهو ما أدَّى إلى توسيع نطاق البحث عن الحق لعامة الكوريين الذين كانوا في عماء عن أي مادة إعلامية أو مرئية عن الإسلام[6].

 

• تحدثت بعض المصادر العربية القديمة عن وصول المسلمين واستقرارهم في مناطق أقصى شرق الصين، سموها الشيلا"، و"السلا"، و"الأشبيلا"، دلالة على شبه الجزيرة الكورية.

• سبق المسلمون الغربيين في التجارة مع "شيلا" كوريا وتسجيل اسمها في كتبهم، وسجل "الإدريسي" موقعها على خريطته، وخريطته أسبق من خريطة "مركاتور" بـ441 عامًا. 

• ورد على كوريا في ظل حكم مملكة "غُوريُو" بعض المسلمين الإيغور من موظفي مغول الصين، وكانت لهم عدة امتيازات في بلاط مملكتي "غوريو" و"جوسون".

• يكثر الكلام عن المسلمين في كتب التاريخ الكوري من بداية القرن الثالث عشر الميلادي.

• بانهيار مملكة "جوسون" باحتلال اليابان أرض كوريا (1910-1945 م) هاجر مليون كوري على الأقل إلى منشوريا إبان تلك الفترة، واختلطوا بالمسلمين هناك، وأسلم بعضهم في منشوريا.

•  يعتقد أن الوصول الفعلي للإسلام جاء أثناء الحرب الكورية، بعد سنة 1370 هـ - 1950م، حيث وصلت إلى كوريا الجنوبية قوات تركية قامت بالدعوة للإسلام بين الكوريين.

• أقبل الكوريون على اعتناق الإسلام، فاعتنق 4000 كوري الإسلام، وتكون "الاتحاد الإسلامي الكوري" في سنة 1383 هـ - 1963م.

• أبدت الدول الإسلامية المجاورة بكوريا اهتمامًا كبيرًا بالمجتمع الإسلامي الجديد في كوريا الجنوبية في عقد الستينيات، ومن ضمن تلك الدول: ماليزيا وباكستان.

• اهتمت الأجيال الجديدة من الكوريين بدين الإسلام والبحث عنه في وسائل الإعلام.

 


[1] انتشار الإسلام في كوريا، وحالة المسلمين في كوريا، فؤاد عبد السلام، رسالة ماجستير، جامعة كيونغ هي (سيئول- كوريا)، 1405 هـ - 1985 م، صـ25 (بالكورية).

[2] الأقليات المسلمة في آسيا وأستراليا، سيد عبد المجيد بكر، دار الأصفهاني للطباعة بجدة، 1393هـ، صـ69.

[3] الإسلام والثقافة الكورية، لي هي سو، صـ347 (بالكورية).

[4] الدعوة الإسلامية في كوريا الجنوبية: واقعها ومعوقاتها وسبل علاجها (دراسة وصفية تحليلية)، وُنْ سُو كِيم، صـ125- 126.

[5] الدعوة الإسلامية في كوريا: ماضيها، حاضرها، مستقبلها، يونغ كيل تشوي، رسالة دكتوراه، جامعة أم درمان- السودان، 1404 هـ - 1984 م، صـ135.

[6] تكوُّن الشوارع الإسلامية وطرق إسلام الكوريين، كيم تشول هو، رسالة ماجستير، قسم العلوم الإنسانية من جامعة يونغ نام، (كيونغ سان، كوريا الجنوبية)، 1432 هـ - 2011 م، صـ35.