المسلمون في جزيرة سانت لوسيامقالات

مفكرة الإسلام

المصدر: موقع الإسلام الحق، عن مفكرة الإسلام.

 

أحبتي في الله، مازلنا نجوب أرجاء المعمورة باحثين عن إخواننا المسلمين في كل مكان، لنتفقد أحوالهم ونقف على أخبارهم من باب من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، ولعل منهم من يكون في حاجة بعد فضل الله إلى عون إخوانهم ممن يقطنون في ديار الإسلام، وكم هي شحيحة المعلومات المتاحة حول أحبابنا من أبناء الأقليات الإسلامية، واليوم ما زلنا بين دول الكاريبي، وفي هذه الحلقة نزور دولة جزيرة سانت لوسيا، ولعلّ أحداً لم يسمع عنها، ويعرف أن بها إخوة له في الإسلام، فهيا إخوتي نتفقد أحوال إخواننا المسلمين هناك ما تيسر لنا.

سانت لوسيا هي دولة جزيرة في شرق البحر الكاريبي على حدوده مع المحيط الأطلسي. ومن دول أمريكا الشمالية، وجزء من جزر الأنتيل الصغرى، وتقع شمال شرقي جزيرة سانت فنسنت، وإلى الشمال الغربي من بربادوس وإلى الجنوب من مارتينيك.

سانت لوسيا:

العاصمة: كاستريس.

المساحة: تبلغ مساختها620 كم2.

عدد السكان: يقدر عدد سكانها بنحو 182٬273 نسمة بحسب احصائية عام 2013م.

الديانة: حوالي 70% من السكان كاثوليك، وذلك بتأثير فترة الحكم الفرنسي والتبشير الكاثوليكي. وينتمي معظم من تبقى إلى الطوائف المسيحية الأخرى، بما في ذلك الأدفنتست 7 ٪ والخمسينية 6 ٪ والأنجليكانية 2 ٪ والمسيحية الإنجيلية 2 ٪، والعقيدة المعمدانية؛ بالإضافة إلى ذلك يتمسك حوالي 2 ٪ من السكان بالحركة الراستافارية، وهناك الإسلام أيضاً ونصل نسبته إلى 0.2% تقريباً.

عدد المسلمين:

يقدر عدد المسلمين بما يقارب 1000 مسلم حسب احصائيات غير رسمية.

اللغة: اللغة الرسمية هي اللغة الإنجليزية، ومع ذلك يتحدث بالكريول [لغة هجينة]، وتستمد من الكريول الفرنسية بنسبة 95 ٪ بين السكان، يستخدم السانت لوسيون الكريول الفرنسية في الأدب وغيره، وتحصل اللغة على اعتراف رسمي. وتطورت هذه الكريول من اللغات الفرنسية والإفريقية والكاريبية، وسانت لوسيا عضو في منظمة الفرنكوفونية.

المجموعات العرقية:

يتوزع سكان البلاد البالغ تعدادهم 182٬273 نسمة تقريباً بالتساوي بين المناطق الحضرية والريفية على الرغم من أن العاصمة كاستريس تضم أكثر من ثلث السكان. ويعود سكان سانت لوسيا في جذورهم في الغالب إلى البلدان الإفريقية أو أعراق مختلطة من أصل أفريقي وأوروبية مع أقلية صغيرة هندوكاريبية 3 ٪. وأعضاء الجماعات الإثنية الأخرى أو غير المحددة تمثل حوالي 2 ٪ من السكان.

نبذة تاريخية:

وصل الأوروبيون إلى الجزيرة في 1492 أو 1502 أثناء الحملات الاستكشافية الإسبانية المبكرة في البحر الكاريبي. وكان الفرنسيون أول من استوطن الجزيرة والذين وقعوا معاهدة مع السكان الكاريب المحليين في 1660، ومثلهم مثل الإنجليز والهولنديين، بدأ الفرنسيون تطوير الجزيرة لزراعة قصب السكر في مزارع شاسعة. بعد سبع سنوات من الحرب بين بريطانيا العظمى (كما ادعت لنفسها) والتحالف الفرنسي الإسباني وضعت معاهدة باريس حداً للنزاع حيث وافق الموقعون على تبادل الأقاليم المستعمرة.

جدير بالذكر أنه عندما حصل البريطانيون على الجزيرة حاولوا استخدام الكاريب كعمال، كما أنهم جلبوا العبيد الأفارقة كعمال أيضاً. ولقي الكثير من الكاريبيين حتفهم لعدم حصانتهم من الأمراض الأوراسية مثل الجدري والحصبة إضافة إلى إجهادهم أثناء العمل وسوء المعاملة من جانب الأوروبيين. هذا وقد كانت الظروف الكاريبية قاسية ومات العديد من العبيد أيضاً. وواصل البريطانيون استيراد العبيد، حتى تم إلغاء تجارة الرقيق بسبب الحروب التي شنها الكاريب والعبيد ضدهم. وبحلول ذلك الوقت، كانت أعداد السكان من أصول أفريقية وكاريبية أكبر بكثير من أولئك ذوي الأصول الأوروبية.

تنازعت القوتان الأوروبيتان بعدها على الجزيرة حتى ضمنها البريطانيون في 1814.كانت جزءاً من مستعمرة جزر ويندوارد البريطانية.

انضمت الجزيرة إلى اتحاد جزر الهند الغربية 1958-1962 حيث حلت المستعمرة بعدها. وفي 1967وأصبحت سانت لوسيا واحدة من الدول الست الأعضاء في دول الهند الغربية المرتبطة بحكم ذاتي. وفي 1979 نالت سانت لوسيا استقلالها الكامل تحت حكم السير جون كومبتون. وكان كومبتون أيضاً (من حزب العمال المحافظين المتحد) رئيس الوزراء عام 1982 حتى 1996، عندما خلفه فون لويس.

تعتبر سانت لوسيا إحدى دول الكومنولث فالملكة إليزابيث الثانية هي قائدة الدولة ويمثلها في الجزيرة الحاكم العام. إلا أن السلطة التنفيذية في يد رئيس الوزراء وحكومته.

سانت لوسيا دولة ديمقراطية ذات نظام برلماني من حزبين. تولى رئيس الوزراء ستيفنسون كينغ من حزب العمال الموالي للأعمال رئاسة الوزراء في عام 2007. سانت لوسيا عضو كامل العضوية والمشاركة في مجموعة الكاريبي ومنظمة دول شرق البحر الكاريبي (منظمة دول شرق الكاريبي) ومنظمة الفرانكوفونية. وتقسم سانت لوسيا إلى 11 حياً أو رعية. وهذه التقسيمات تعود إلى العهد الفرنسي وتابعها البريطانيون.

تأثرت ثقافة سانت لوسيا بالثقافات الأفريقية والشرق هندية والتراث الفرنسي والإنكليزي. ومن اللغات الثانوية لغة الكريول والتي هي شكل من أشكال اللهجات العامية الفرنسية. وينص قانون التعليم على التعليم المجاني والإلزامي في سانت لوسيا لمن تتراوح أعمارهم بين 5 و 15 عاماً. وبلغ الإنفاق العام على التعليم نحو 5.8٪ من الناتج المحلي الإجمالي 2002-2005. وتوجد في سانت لوسيا جامعة واحدة؛ وهي جامعة جزر الهند الغربية المفتوحة، وعدد قليل من المدارس الطبية، والتي أقدمها جامعة العلوم الصحية السبارتية، بينما لا توجد مدارس ولا جامعات إسلامية.

ووفقاً لتقرير مركز بيو للدراسات عام 2009، يشكل المسلمون ما يقرب من 0.1٪ من سكان سانت لوسيا. معظم المسلمين في سانت لوسيا من أصل هندي أو أفريقي، وتوفر الدولة حرية الاعتقاد، والمسلمون أحرار في ممارسة الإسلام بشكل مريح في سانت لوسيا. وفي السابق "كان هناك مصليان في الجزيرة ومع مرور الوقت، تم بناء عدد قليل من المساجد في سانت لوسيا.

تقدم المساجد الخطب إما باللغة الإنجليزية أو باللهجة المحلية، وهناك حاجة لإرسال بعثات من الدعاة والمعلمين لنشر الإسلام وتعليم اللغة العربية. وتعتبر الجمعية الإسلامية في كاستري واحدة من الهيئات الإسلامية الأبرز في سانت لوسيا، ويعتبر نشر الإسلام وإحداث الوعي أحد أبرز أهدافها.

وهناك مسجد بارز في كاستري هو مسجد آل نور.

وهناك المؤسسة الإسلامية لسانت لوسيا في فيوكس فورت، ولديها مسجد يقوم بعمل درس يومي بعد صلاة العصر لتفسير القرآن، وهي تشارك في نشر الإسلام وتوحيد المسلمين.

وهناك أيضاً مسجد الرحمن على الطريق السريع في سانت جود، وهو مسجد صغير.

وجميع المساجد لديها مداخل منفصلة للنساء، ومعظم المساجد تقدم أيضا دروس اللغة العربية وتعليم القرآن الكريم، وتقوم أيضاً بتدريس الأطفال يومياً في العاشرة صباحاً، وكذلك تقوم بعمل برامج أسرية في الأحد الأخير من كل شهر.

انتهت رحلتنا اليوم ونعدكم بلقاء جديد في حلقة قادمة إن شاء الله