قبرص أثناء الحروب الصليبية:
في أواخر عهد الدولة العباسية، ومع ضعف حكامها، فكرت الإمارات الصليبية في الإغارة على بلاد المسلمين، وفي هذه الحملات استولى "ريتشارد قلب الأسد" ملك إنجلترا على "قبرص" عام 587 هـ (1191 م) ليتخذ منها قاعدة لمد الصليبيين المتجهين إلى الشام بالمساعدات الحربية.
وأثناء الحروب الصليبية نتيجة حالة الاحتقان بين المسلمين والنصارى المحليين بالشام قام بعض النصارى الموارنة بالارتحال إلى جزيرة قبرص والإقامة بها.
ونجد أنه بعد جلاء الصليبيين عن الشام عام 692 هـ (1292 م) تجمَّعت القوى الصليبية الباقية في الشرق واتجهت إلى جزيرة قبرص واتخذتها مقرًّا لها للإغارة على سفن المسلمين، والقرصنة عليها؛ مما سبب المتاعب لتجارة دولة "المماليك" في البحر المتوسط[1].
المماليك يفتحون قبرص من جديد:
في عهد السلطان المملوكي "برسباي" فكر المماليك في غزو "قبرص" لحماية تجارتهم من إغارة الصليبيين، فشنَّ ثلاث حملات أعوام (1424 م، 1425 م، 1426 م)، انتهت تلك الحملات بأسر ملك قبرص "جيمس لوزينيان" وحمله للقاهرة مع الأسرى من سكان "قبرص"، واضطرت "قبرص" لدفع الجزية لمصر، ولكنها رغم تلك الحملات بقيت تحت حكم الصليبيين، ثم غزتها جيوش جمهورية "البندقية" - إحدى المقاطعات الإيطالية - واستطاعت الانفراد بحكمها، وذلك عام 895 هـ (1489 م) حتى فتحها العثمانيون عام 979 هـ (1571 م).
قبرص تحت حكم العثمانيين:
بدخول العثمانيين "القسطنطينية" عاصمة الإمبراطورية البيزنطية الشرقية عام 857 هـ (1453 م) أصبحت الدولة العثمانية أقوى دولة إسلامية في ذلك الوقت؛ حيث اتجهت إلى أوروبا لفتحها، واستطاعت بعد زمن أن تطرد "البنادقة" من "قبرص" عام 979 هـ (1571 م)، كما لاحقوا أيضًا دولة البندقية التجارية في جزيرة "كريت" وأخرجوها منها عام 1080 هـ (1669 م)، وبذلك قضوا على الوجود الصليبي في حوض المتوسط، وبقَوا في قبرص ثلاثة قرون أسسوا فيها حضارة إسلامية راسخة الأركان ما زالت آثارُها باقيةً في نواحٍ ومظاهر كثيرة.
ولم يمضِ قرنٌ على فتح "قبرص" حتى صار مسلموها ثلاثة أمثال النصارى بها، وقد كان تعداد سكان الجزيرة عام 1205 هـ (1790 م) ثمانين ألفًا، منهم ستون ألفًا من المسلمين!
"الرجل المريض" في أوروبا.. واقتسام أملاكه:
مع ضعف الدولة العثمانية بدأت الدول الأوروبية في اقتسام أملاكها في أوروبا، وطمعت "إنجلترا" في "قبرص" كي تكون قاعدة إنجليزية في طريق "الهند"؛ لذا أقامت معاهدة عام 1926 هـ (1878 م) مع الدولة العثمانية عرفت باسم "التحالف الدفاعي"، أكره فيها السلطان على قبول الاحتلال البريطاني لجزيرة "قبرص" مقابل ضمان بريطانيا الدفاع عن الممتلكات العثمانية في آسيا ضد روسيا.
وقد احتلت إنجلترا "قبرص" وقامت بتشجيع النصارى من اليونان على الهجرة إليها، مقابل اضطهاد المسلمين الأتراك للهجرة إلى الدولة العثمانية، وهو ما أدى بمرور الوقت لارتفاع عدد النصارى وانخفاض نسبة المسلمين، وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914 م عرضت إنجلترا ضمَّ جزيرة "قبرص" مقابل دخولها مع الحلفاء في الحرب ضد ألمانيا، ومنذ ذلك الوقت والقبارصة اليونانيون الذين غدوا أكثرية في عهد السيطرة الإنجليزية يطالبون باستقلال الجزيرة وإلحاقها بالأرض اليونانية.
وفي عام 1925م، أصبحت "قبرص" مستعمرةً بريطانيةً، من ممتلكات التاج البريطاني.
الحرب اليونانية التركية على قبرص:
وقد استقلت قبرص عام 1960م. وبعد ذلك بفترة قصيرة (1963م)، بدأ النزاع بين القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين، بسبب إبعاد القبارصة الأتراك عن مواقع الحكم في الجزيرة.
وقد أطاح انقلاب 15 يوليو 1974 م بنظام "مكاريوس"، وجاء (نيكوش سامبسون) المتحمس للوحدة مع اليونان، وقد تدخلت القوات التركية بعد الإطاحة بالنظام الحاكم في اليونان، وفرض الأتراك سيطرتهم على شمالي الجزيرة؛ أي: على حوالي 38 ٪ من الأراضي، وأقاموا حكومة اتحادية مع تركيا 1975م برئاسة (رؤوف دكنتاش) لم تعترف بها أي دولة رسمية سوى "تركيا"، وما زالت المشكلة بين القبارصة الأتراك واليونان لم تحل بعد[2].
• فتحت قبرص في عهد الخليفة الراشد "عثمان بن عفان" عام 28 هـ / 648 م، وكان صاحب فكرة فتح قبرص الصحابي "معاوية بن أبي سفيان". • أسس المسلمون أسطولًا بحريًّا في القرن الأول الهجري، وفي خلال ثلاثة قرون دانت لهم الغلبة في البحر المتوسط، حتى قيل: إن القرن الثالث الهجري/ التاسع الميلادي هو عصر السيادة الإسلامية البحرية في البحر الأبيض. • بشَّرَ النبي صلى الله عليه وسلم أُمَّتَه بركوب البحر، وغزوهم الروم، وروت هذه البشارة "أم حرام بنت ملحان" أول شهيدة من المسلمات في "قبرص"، وقُبِرَتْ هناك، وكان قبرها معروفًا بقبرص. • يقال: إن مسجد "لارنكا" الكبير بُنِيَ في البقعة التي دُفِنتْ فيها "أم حرام بنت ملحان" رضي الله عنها، وقد بناه الشيخ "حسن التركي". • تكررت حملات المسلمين على قبرص أيام الدولة الأموية، وكانت السيطرة عليها سجالًا بينها وبين الروم؛ حيث كانت مصر و"قبرص" هدفي الهجوم الإسلامي والرومي في شرق البحر الأبيض المتوسط. • أثناء الحروب الصليبية، نتيجة حالة الاحتقان بين المسلمين والنصارى المحليين بالشام قام بعض النصارى الموارنة بالارتحال إلى جزيرة قبرص والإقامة بها. • بعد جلاء الصليبيين عن الشام عام 692 هـ (1292 م) تجمَّعت القوى الصليبية الباقية في الشرق واتجهت إلى جزيرة "قبرص" واتخذتها مقرًّا لها. • حاول المماليك فتح "قبرص" في عهد السلطان "برسباي"؛ لكنها ما لبثت أن وقعت تحت سيطرة إمارة البندقية الإيطالية. • فتح العثمانيون "قبرص" عام 979 هـ (1571 م)، وبقيت تحت السيطرة الإسلامية ثلاثة قرون. • أسس العثمانيون في قبرص حضارة إسلامية ما زالت آثارُها باقيةً في نواحٍ ومظاهر كثيرة بالجزيرة. • لم يمضِ قرنٌ على فتح العثمانيين "قبرص" حتى صار مسلموها ثلاثة أمثال النصارى بها، وقد كان تعداد سكان الجزيرة عام 1205 هـ (1790 م) ثمانين ألفًا، منهم ستون ألفًا من المسلمين! • في عام 1925م، أصبحت "قبرص" مستعمرةً بريطانيةً، من ممتلكات التاج البريطاني. • عمد الإنجليز إلى إحلال النصارى اليونانيين في الجزيرة، وإسناد مناصب الإدارة والحكم بها لهم، واضطهاد المسلمين الأتراك بالجزيرة. • بعد استقلال "قبرص" صارت محل نزاع سياسي بين اليونان وتركيا، وقد سيطر الأتراك على شمالي الجزيرة، بينما يحكم النصارى الموالين لليونان في باقي أنحاء الجزيرة. |
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.