المصدر: منتديات الإسلام في كل مكان، 17/ 12/ 2010م.
تشهد جزر البهاما نشاطاً ملموساً في مجال التعريف بالإسلام، وقد أدى ذلك إلى زيادة أعداد المسلمين هناك، فقد رصدت مصادر الجمعية الإسلامية في البهاما أعداد المسلمين وقدّرتهم بأكثر من 600 نسمة، وهذا العدد رغم ضآلته يمثل زيادة تقدر بعشرة أمثال حجم الوجود الإسلامي في هذه الجزر منذ خمس سنوات فقط، وبالرغم من أن البهاما تتكون من مئات الجزر الاّ أن عدد الجزر المأهولة بالسكان لا يزيد عن 30 جزيرة.
وعندما وصل المكتشف كريستوفر كولمبس إلى هذه الجزر في عام 1492 ميلادية، وجد في بعض الجزر جماعة من المسلمين الذين وفدوا إلى هذه المنطقة من بعض بلدان غرب أفريقيا، وقد قضى المستعمر الإسباني على الوجود الإسلامي المبكر في جزر البهاما، وقد استقدم الإسبان عدداً من الأفارقة لإعمار الجزر، كما قامت بريطانيا بجلب عدد من الهنود لذات الهدف، وذلك لأن بريطانيا احتلت البهاما لمدة 247 عاما في الفترة من 1717 إلى 1964 ميلادية، ثم حصلت البلاد بعدها على استقلال جزئي، إلى أن تم إعلان استقلالها الكامل في عام 1973 ميلادية، وأصبحت البهاما على أثرها عضوا في الكومنولث البريطاني.
ويبلغ عدد سكان جزر البهاما 310 ألف نسمة من بينهم 600 مسلم، بينما تبلغ مساحة البلاد 13 ألف و938 كيلومتراً مربعاً،
والعاصمة هي مدينة "ناساو"، والغالبية العظمى للسكان من أصل أفريقي، إذ تصل نسبتهم إلى 85% من إجمالي عدد السكان، والباقي يمثلون جنسيات أمريكية وكندية، وتعتبر السياحة هي المورد الاقتصادي الأول في البلاد، وتمثل 58% من الدخل القومي للبهاما، كما تستوعب السياحة 66% من الأيدي العاملة هناك.
وكانت جزر البهاما من أهم مراكز تجارة الرقيق، حيث ضمت جزيرة بِرْيُو- فِينْدنِسْ 135 ألف نسمة، كما ضمت جزيرة جراند بهاما 33 ألف نسمة من الرقيق، وقد تم توزيعهم على باقي الجزر لإعمارها، وقد عمل سكان الجزر في الزراعة وصيد الأسماك، وتقع هذه الجزر في مياه المحيط الأطلنطي وتمتد لمسافة 1300 كيلومتراً في مياهه، وتقع في شرق جزيرة كوبا، التي تفصل بينها وبين البحر الكاريبي، كما أن الجزر تقترب من الحدود الجنوبية الشرقية للولايات المتحدة الأمريكية، وفي مواجهة أمريكا الوسطى، ونظراً لأن مدار السرطان يمر بوسط هذه الجزر، جعل مناخها يتسم بالطابع المداري، إلاّ أن وقوعها وسط المياه ساعد على اعتدال مناخها إلى حد كبير.
وقد بدأت في جزر البهاما صحوة إسلامية استهدفت إعادة الأفارقة إلى حظيرة الإسلام من جديد، وتم إعادة كتابة التاريخ الإسلامي في البهاما من جديد، على أساس أن الإسلام هو أول دين يعرف في هذه البلاد، وأن المسلمين هم أول استوطنوه هذه الجزر، وتقوم الدعوة الإسلامية على الجهود التطوعية، حيث قام جماعة من المسلمين بإنشاء جمعية إسلامية في العاصمة "ناساو"، وجمعوا التبرعات التي مكنتهم من شراء أحد المباني وتحويلها إلى مسجد ومقر للجمعية وأسسوا بها مكتبة إسلامية تضم المصاحف الشريفة وترجمات
معانيها باللغة الإنجليزية، كما ضمت المكتبة وثائق تؤكد هجرات المسلمين الأفارقة إلى هذه الجزر من قبل حركة الكشوف الجغرافية التى تمت منذ خمسة قرون وبالتحديد في عام 1492 ميلادية، وشاع بين المسلمين هناك أنهم أصحاب الجزر، كما قام المسلمون ببناء أول مقبرة لدفن موتى المسلمين، وتقدموا إلى السلطات الحاكمة لإشهار "جمعية الإسلام" في البهاما، وقد قامت الحكومة بمراجعة دستور هذه الجمعية حتى لا يتعارض مع دستور الدولة، وتعتبر هذه الجمعية هى المتحدث الرسمي باسم المسلمين في البهاما.
ويسعى المسلمون في جزر البهاما إلى إنشاء مركز إسلامي في العاصمة "ناساو"، وأجروا اتصالات بهذا الشأن مع المؤسسات الإسلامية في دول البحر الكاريبي، وخاصة فنزويلا، وقد كلفّ الأزهر الشريف ورابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، مدير المركز الإسلامي في كاراكاس عاصمة فنزويلا، بإجراء اتصالات مع المسؤولين عن الجمعية الإسلامية في البهاما، والتعرف على مطالبهم، وذلك لتقديم الدعم اللازم لهم، وقد أورد التقرير الذي أعده مدير المركز، أن الإسلام يلقى قبولاً طيباً بين سكان جزر البهاما، وأنهم يتمتعون بالحرية التامة في إقامة شعائر دينهم الإسلامي الحنيف.
وقد طالب مسلمو جزر البهاما بإنشاء 10 مساجد في بعض الجزر الكبرى مثل جزيرة "جريت أباكو" و"جزيرة أندروس" وجزيرة " كات" وجزيرة "أناجو" وغيرها، بالإضافة إلى العاصمة، نظراً لتواجد المسلمين في هذه الجزر، وتزويد المسلمين بالكتب الإسلامية والدعاة الذين يجيدون التحدث باللغة الإنجليزية، وتوجيه الدعوة لقادة العمل الإسلامي للمشاركة في المؤتمرات الإسلامية، وتخصيص بعض المنح الدراسية لأبنائهم لدراسة علوم الإسلام بالأزهر الشريف والمعاهد والكليات الإسلامية ومساعدتهم لأداء فريضة الحج في كل عام، مما يؤكد أن المجتمع الإسلامي في البهاما يعمل على تأصيل هويته الإسلامية.
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.