• يرجع اسم الشيشان إلى قرية تقع على "نهر أرجون" Argun حيث وقعت أول معركة بينهم وبين الروس في سنة 1722م. • تصل نسبة المسلمين بمنطقة الشيشان أكثر من 70 ٪ من عناصر شتى منهم: (الميكيك والأيشيري والأوخ والداغستانيين والإنجوش والنازران). • كان لفتح "دربند" في "داغستان" دوره في معرفة أهل المنطقة بالإسلام منذ القرن الأول الهجري. • توسع "السلاجقة" في بلاد القفقاس وفتحوا الأجزاء الشرقية منها وذلك خلال القرن الخامس الهجري. • نتيجة انتشار الإسلام بطول نهر الفولجا ومنطقة جبال الأورال ونهر الأورال على يد أمراء "القبيلة الذهبية" من المغول المسلمين خلال القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) امتد الإسلام إلى منطقة الشيشان وأنغوشيا. • في شمال القوقاز جاء انتشار الإسلام متأخرًا، وفي القرن السادس عشر الميلادي لعب الدعاة من داغستان دورًا مهمًّا في نشر الدين الإسلامي في بلاد الشيشان ولاحقًا في إنغوشيا. • لعب العثمانيون ومسلمو "خانية القرم" دورًا كبيرًا في تثبيت الإسلام في قلوب الشيشانيين، ودان لهم الشيشانيون بالتبعية الروحية في الفترة بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر الميلادي. • نتيجة تصاعد قوة الروس واستيلائها على الخانيات الإسلامية المجاورة خلال القرن السادس عشر الميلادي، قاموا بالتوسُّع في القوقاز في عام 1722 م وسط مقاومة باسلة من جانب الشيشانيين. |
نبذة عامة عن جمهورية الشيشان وأنغوشيا:
يرجع اسم "الشيشان" إلى قرية تقع على "نهر أرجون" Argun حيث وقعت أول معركة بينهم وبين الروس في سنة 1722م، وقد أطلق الاسم على القبائل المسلمة التي تعيش على الروافد الجنوبية لنهري "سونجا" و"ترك" شمالي القوقاز، وتقع جمهورية "شيشان - إنجوش" في شمال شرق القوقاز[1]، تحدها جمهورية "داغستان" من الشرق، وجمهورية "أوسيتيا الشمالية" من الغرب، وجمهورية "جورجيا" من الجنوب، وباقي أراضي "روسيا الاتحادية" من الشمال.
وتبلغ مساحتها حوالي 19000 كيلو متر مربع، وسكانها حوالي 000¸750¸1 نسمة، وأعلنت جمهورية ذاتية الحكم قبل الحرب العالمية الثانية، ثم ألغيت بعد الحرب؛ حيث اتهمهم السوفيت بالتعاون مع الألمان وشرَّدوا أهلها، ثم أُعِيدت بعد أن نفى "مجلس السوفيت الأعلى" تهمة التعاون في سنة 1956 م عنهم[2].
إلا أنه قد تم فصلهما وبشكل رسمي منذ عام 1992 م، وكل جمهورية منهما ذات حكم ذاتي تحت سيطرة روسيا الاتحادية.
والقسم الشمالي من هذه الجمهورية سهلي، والقسم الجنوبي توجد به سلاسل جبال القوقاز العظمى، ويخترقها "نهر ترك" وروافده وأهمها "نهر سونجا"؛ حيث العاصمة "غروزني"، وتصل نسبة المسلمين في المنطقة أكثر من 70 ٪ من عناصر شتى منهم: (الميكيك والأيشيري والأوخ والداغستانيين والإنجوش والنازران)[3].
كيف وصل الإسلام الشيشان؟
كانت منطقة القوقاز قبل دخول الإسلام من أملاك الإمبراطورية الفارسية الساسانية، وبهزيمة الفرس على يد المسلمين وسقوط عاصمتهم "المدائن" عام 16هـ - 637م، إلى جانب "فتح نهاوند" الذي سُمي بـ(فتح الفتوح) عام 20هـ، اتجه المسلمون شمالًا لفتح معظم ممتلكات الفرس في المنطقة، وكان ذلك منذ القرن الأول الهجري - السابع الميلادي.
وقد أدى فتح المسلمين لباب الأبواب (دربند) في "داغستان" عام 22 هـ - 643 م دوره في انتشار الإسلام في ذلك الإقليم بأكمله في عهد كل من الخليفة الراشد: "عمر بن الخطاب" و"عثمان بن عفان" رضي الله عنهما واصطدم المسلمون مع "دولة الخزر"[4] المستوطنة بالمنطقة، في عهد الدولة الأموية والعباسية، ويدين فتح القوقاز وانتشار الإسلام في الإقليم إلى جهود "السلاجقة"؛ حيث دانت لهم بلاد "القفقاس" والأجزاء الشرقية منها عام 459هـ - 1066م [5].
مغول القبيلة الذهبية وانتشار الإسلام:
وعندما ظهر المغول اكتسحوا العالم ودانت المنطقة لهم؛ حيث سيطروا على كل أجزاء القوقاز، التي كانت من نصيب أسرة "جوجي بن جنكيز خان"، فبعد أن أسس "جنكيز خان" دولته وتغلب على جيرانه، اجتاح بجحافله شرق أوروبا وأخضع سكانها لهيمنته، وبعد وفاته تقاسم أبناؤه إمبراطورية شاسعة، وكانت بلاد "القفقاس" و"البلغار" و"روسيا" من نصيب ابنه الكبير "جوجي"، وكانت بلاد "الإيغور" و"تركستان" من نصيب ابنه "جغطاي"، وكان لجهود مغول "القبيلة الذهبية" في عهد السلطان العادل "بركة خان بن جوجي بن جنكيز خان" الدور الكبير في انتشار الإسلام بالمنطقة واستقراره في قلوب الشيشانيين، وقد فتح أبناء "جنكيز خان" بلاد الروس، ودخلوا "خاركوف" و"كييف" و"بساربيا" و"البغدان" (بلغاريا ورومانيا) ثم اتجهوا نحو "كرواتيا" وبلاد "البوسنة والهرسك" و"ألبانيا" وذلك خلال القرن الثالث عشر الميلادي.
ونجد أنه في شمال القوقاز كان انتشار الإسلام متأخرًا، ولم يكن عدد المسلمين ملحوظًا في هذه المنطقة باستثناء "داغستان" قبل مطلع القرن الخامس عشر الميلادي. وفي القرن السادس عشر الميلادي لعب الدعاة من داغستان دورًا مهمًّا في نشر الدين الإسلامي في بلاد الشيشان، ولاحقًا في إنغوشيا.
وفي الفترة بين القرنين الخامس عشر والسابع عشر الميلادي انتشر الإسلام في المناطق الساحلية المطلة على البحر الأسود، وهذا بسبب مساعي "الإمبراطورية العثمانية" و"خانية القرم" لتوسيع أراضيهما، بعد ذلك اعتنقت الإسلام الشعوب الأديغية، وفي الفترة بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر الميلاديين وصل الدين الإسلامي إلى الأوسيتيين وشعبي القره شاي والبلقار[6].
[1] منطقة القوقاز، أو "القفقاز" أو "القفقاس" أو بلاد القَبْق، تمتد من بحر قزوين شرقًا وحتى البحر الأسود وبحر "آزوف" غربًا، ومن نهرَي "كوما" و"قوبان" شمالًا، إلى نهرَي "كورا" و"ريفون" جنوبًا، وغالبًا ما يقسم القوقاز إلى القوقاز الجنوبي والقوقاز الشمالي، حيث تعتبر هذه المناطق الحد الفاصل بين أوروبا وآسيا.
[2] الموسوعة الجغرافية للعالم الإسلامي، مج 14، منشورات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1419 هـ - 1999 م، صـ221.
[3] قفقاسيا، محمود شاكر الحرستاني، منشورات المكتب الإسلامي- بيروت، 1392 هـ - 1972 م، صـ31- 32.
[4] الخزر هم من الشعوب التركية القديمة التي ظهرت بين سواحل أتيل وشبه جزيرة القرم في شمال القوقاز واستقرت في منطقة الفولجا السفلى.
[5] مأساة القوقاز وملحمة الشيشان الصامدة، سعيد عبد الحكيم زيد، مكتبة وهبة، القاهرة، 1421 هـ - 2000 م، صـ97.
[6] أحوال الأقليات الإسلامية في العالم، دراسة حالة: الأقليات الإسلامية في بورما والصين وروسيا، ياسر نايف قطيشات، نشر إلكتروني، أيلول/ سبتمبر 2012م، صـ81.
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.