• يرجع أصل الشوفاش إلى القبائل البلغارية التي كانت تعيش في الفولجا الأوسط؛ لذلك حدث نوع من الارتباط العِرْقي بينهم وبين جماعات "التتار" و"الباشكير". • كانت تجمع التتار والباشكير والشوفاش دولةٌ أُقيمت بين مجرى نهري "کاما" و"الفولجا" فيما بين القرنين السابع والثامن الميلاديين. • تاريخ "الجوفاش" هو ذاته تاريخ "الباشكير" و"التتار". • انتشر الإسلام على ضفاف نهر الفولجا بشكل سلمي عن طريق التجارة، ويؤرخ البعض بدء هذا الانتشار إلى عهد الخليفة الأموي "عبد الملك بن مروان"، بينما يربطه البعض الآخر بفترة الخليفة العباسي "المأمون". • وصل الإسلام إلى هذه المنطقة في بداية القرن الرابع الهجري، عندما وصل التجار المسلمون حوض نهر الفولجا، وأسلم شعب البلغار والتتار ومَن جاورهم من السكان كشعب الجوفاش. • في عصر الخليفة العباسي "المقتدر" (295هـ - 320هـ) وصلت سفرة من الدولة العباسية لأهل المنطقة من العلماء الذين فقَّهُوهم في الدين. • الدفعة الأساسية للدعوة الإسلامية في حوض الفولجا وصلت بإسلام المغول، وإنشاء دولة "القبيلة الذهبية" التي نشرت الإسلام بالمنطقة وما جاورها خلال القرن السابع الهجري. • انضمت الجوفاش تحت حكم "خانية قازان" الإسلامية وشكلت أساس نهضة حضارية بالمنطقة قضى عليها الروس عند احتلال قازان والجوفاش عام 1552 م. • اضطر أهل الجوفاش للتنصير رغمًا أيام الروس، غيرَ أنهم ظلوا على إسلامهم، وأثناء فترة الحرية الدينية رجع منهم أكثر من مليون شخص للإسلام. • في أهل الشوفاش غيرة وحماسة على الإسلام، ولهم جهود طيبة في الدعوة والتمسُّك ببقايا الإسلام في مقاطعتهم. |
نبذة عامة عن مقاطعة تشوفاشيا:
جمهورية شوفاش تقع ضمن حوض (فولجا - فياتكا)[1]، في شمالها جمهورية "ماري"، وفي جنوبها الغربي جمهورية "موردفيان"، وفي غربها مقاطعة "جوركي"، وفي شرقها جمهورية "تتارستان"، وتبلغ مساحتها (۱۸۰۰۰ کيلو متر مربع)، يصل عدد سكانها حاليًّا حوالي مليون ونصف المليون نسمة، ويشكل الشوفاش ۷۰ ٪، وهم من المسلمين، أما عاصمتها فهي "شيبوكساري"، وسكانها حوالي نصف مليون نسمة، وتحوَّلت "الشوفاش" إلى جمهورية ذاتية الحكم في سنة 1925م.
أرضها سَهْليَّة، تنتشر بها التلال في الجنوب، ويخترقها نهر الفولجا، والمناخ بارد في فصل الشتاء؛ حيث تتساقط الثلوج لفترة طويلة (172 يومًا في السنة)، والزراعة من الحرف الهامَّة بالجمهورية، والمحصولات الغذائية أهم ما يُزرَع خصوصًا الحبوب وبنجر السكر والأعلاف[2].
الجوفاش مقاطعة إسلامية:
هي الجمهورية الثالثة بعد "باشكيريا" و"تتارستان" والتي تُعرَف باسم "الجمهوريات الأشقاء"، أُسِّسَت في عام 1343هـ-1925م، وتقع على الساحل الأيمن للفولجا الأوسط بين فرعين من فروعه هما: نهر "صورا" في الغرب، ونهر "سفيجيا" في الشرق.
ويرجع أصل الشوفاش إلى القبائل البلغارية، التي كانت تعيش في الفولجا الأوسط؛ لذلك حدث نوع من الارتباط العرقي بينهم وبين جماعات "التتار" و"الباشكير"، التي سكنت المنطقة عينها؛ حيث كانت تجمعهم دولة أُقيمت بين مجرى نهري "کاما" و"الفولجا" فيما بين القرنين السابع والثامن الميلاديين؛ لذلك فإن تاريخ "الجوفاش" هو ذاته تاريخ "الباشكير" و"التتار"[3].
وقد ظل "الجوفاش" على إسلامهم حتى بعد الغزو المغولي لبلادهم في القرن السابع الهجري- الثالث عشر الميلادي، وعندما ضعفت دولة المغول، وانهارت، وانقسمت إلى خانيات أو إمارات، خضع الجوفاش أو الشوفاش مثلهم مثل "الباشكير" و"التتار" لخانية واحدة وهي "خانية قازان".
كيف وصل الإسلام الجوفاش؟
• انتشر الإسلام على ضفاف نهر الفولجا بشكل سلمي عن طريق التجارة، ويُؤرِّخ البعض بدء هذا الانتشار إلى عهد الخليفة الأموي "عبد الملك بن مروان" (646 م- 715 م)، بينما يربطه البعض الآخر بفترة الخليفة العباسي "المأمون" (786 - 833 م).
• وقد وصل الإسلام إلى هذه المنطقة في بداية القرن الرابع الهجري، عندما وصل التُّجَّار المسلمون حوض نهر الفولجا، وأسلم شعب البلغار والتتار ومَن جاورَهم من السكان كشعب الجوفاش، وأرسل إليهم الخليفة العباسي "المقتدر" (295هـ - 320هـ) من يُفَقِّهُهم في الدين[4]، وكان الإسلام يسود منطقة الحوض الأدنى من نهر الفولجا، بل تجاوزها إلى منطقة القرم في شمال البحر الأسود، غير أن الدفعة الأساسية للدعوة الإسلامية في حوض الفولجا وصلت بإسلام التتار، فعندما احتلها قياصرة روسيا في عام 960هـ - 1552م كان الإسلام منتشرًا ومتوطنًا بين سكانها، وحاول الرُّوس جذبهم إلى المسيحية بالقوة والقهر ولكنهم فشلوا.
• ويمكن التأكيد أن نهر الفولجا كان نهرًا إسلاميًّا خالصًا بداية القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)، وكان أهله يعيشون في سلام حتى ظهر المغول في القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي)، وبدأوا في اجتياح المناطق المجاورة لهم، ثم دخلوا في الإسلام، وكان من أبرز ملوكهم "باتو خان" - حفيد جنكيز خان - مؤسس دولة "ألتون أورده" الإسلامية العظيمة أو "القبيلة الذهبية"، ونتيجة للخلافات بين أمرائها انقسمت إلى عدة دويلات وذلك منذ سنة 841 هـ (1438 م) كان من أبرزها "خانية قازان" التي كانت دولة إسلامية ذات رخاء اقتصادي (841-959 هـ)، (1438 - 1552 م)، وانضمت تحت حكمها منطقة "الجوفاش" التي قطنت الجنوب الغربي من خانية قازان[5].
[1] يقع هذا الإقليم إلى شرق الإقليم المركزي، ويعتبر امتدادًا له نحو الجنوب الغربي والشمال الشرقي لحوض فولجا الأوسط، وتنصرف مياهه إلى نهر فياتكا "واتكا"، الذي ينتهي إلى نهر كاما أحد روافد نهر الفولجا، ويضم الإقليم ثلاث جمهوريات ذاتية الحكم؛ هي: ماري وموردفيا وشوفاش، كما يضم مقاطعتي جوركي وكيروف، وتبلغ مساحة الإقليم حوالي (263000 كيلو متر مربع) ويعتبر ملتقى شعوب تركية قدمت إليه من وسط آسيا، وشعوب فنلندية قدمت إليه من شمال غربي أوروبا، ويتركَّز الرُّوس في مقاطعتي جوركي وكيروف، بينما ينتشر الفنلنديون في جمهورية ماري "ذاتية الحكم"، وفي جمهورية موردفيا ذاتية الحكم، يشكل المردوف والروس سكانها، أما الشوفاش "جوفاش" في جمهورية شوفاشيا ذاتية الحكم فيمثلون حوالي 70 بالمئة من السكان، والرُّوس 25 بالمئة من السكان، وينتشر الإسلام بين شعوب ماري (شرميس)، ومردوف، والشوفاش.
[2] الموسوعة الجغرافية للعالم الإسلامي، مج 14، منشورات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1419 هـ - 1999م، صـ315.
[3] الإسلام والمسلمون في حوض الفولجا، د. ليلى عبد الجواد إسماعيل، دار الثقافة العربية- مصر، 1427 هـ - 2006 م، صـ166.
[4] رحلة ابن فضلان إلى بلاد الترك والروس والصقالبة، أحمد بن فضلان، دار السويدي- أبو ظبي، 2003 م، صـ75-100.
[5] انتشار الإسلام بين المغول، رجب محمد عبد الحليم، دار النهضة العربية - القاهرة، 1986 م، صـ134 - 135.
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.