المسلمون في بشكيريا (2)مقالات


المساجد والمعالم الإسلامية:

• يُعَدُّ "مسجد أوفا الجامع" أهم مساجد المسلمين في بشكيريا؛ حيث كان يُعَدُّ المسجدَ الأهَمَّ في روسيا حتى عام 1920 م، ويُطلَق عليه "مسجد توقاي"، وتم بناؤه عام 1830 م، وظلَّ الجامع الوحيد المفتوح في مدينة "أوفا" خلال الحقبة الشيوعية بين 1960 - 1992 م.

وفي عام 1989 م تم افتتاح مدرسة جديدة في ساحة المسجد، تحولت فيما بعد إلى "الجامعة الروسية الإسلامية".

• ومن ضمن المساجد الحديثة المميزة "مسجد لالا تيولبان" الذي بُني في عام 1998 م، واستمر البناء ما يقرب من 10 سنوات، يشبه تصميم المسجد وألوانه زهرة التوليب في مرحلة الإزهار؛ إذ يتماشى شكل المبنى الرئيسي وألوانه مع شكل زهرة التوليب، وترمز مئذنتاه لبرعمَي هذه الزهرة، الأمر الذي لم يَرِدْ مصادفةً؛ بل هو انعكاس لتأثير الثقافة على العمارة؛ إذ إن زهرة التوليب هي رمز شعب التركمان منذ العصور القديمة، ووفقًا للأسطورة البشكيرية فإن السعادة تكمن في قلب برعم زهرة التوليب التي لم تتفتح بعد، ويستوعب المسجد حوالي 1000 من المصلين، ويبلغ ارتفاع كل مئذنة 53 مترًا، وتأتي في المرتبة الثالثة من حيث الارتفاع في روسيا بعد مسجد "قلب الشيشان" (62 مترًا) و"قول شريف" (57 مترًا)، والمسجد يُصنَّف ضمن العمارة الإسلامية العصرية بمؤثراتها الكازاخية.

• ونجد أن عدد المساجد في بشكيريا قد تضاعف في السنوات الأخيرة حتى زاد على 470 مسجدًا بعد حملة هدم المساجد، وتحويلها لكنائس ومستودعات، ومنع بنائها خلال الحقبة الشيوعية.

• أما أهم المدارس الإسلامية التي كانت في بشكيريا "المدرسة العثمانية"، والتي أُسِّسَت عام 1887م في مدينة أوفا، عاصمة بشكيريا، وتسميتها "عثمانية" تعود إلى مؤسسها الحاج القاضي "خير الله عثمانوف" (1846- 1907م)، خريج مدرسة بُخارى الشرعية، وإمام المسجد الجامع الأول في أوفا، وصاحب عدة مؤلفات مدرسية.

وكانت "المدرسة العثمانية" إحدى المدارس الشرعية الرائدة لمسلمي حقبة روسيا القيصرية أواخر القرن التاسع عشر، وكانت تُعَدُّ ثاني أشهر مدرسة شرعية في أوفا ببشكيريا، بعد مدرسة "عالية" (1906- 1919م)، وقد أشرفت عليها "الإدارة الدينية لمسلمي أورنبورغ".

أعلام بشكيرية:

• زكي وليدي طوقان (1890-1970 م): مؤرخ كبير مختص بتاريخ الترك، ومفكر ذو أيديولوجية قومية تركية، وقائدٌ للثورة البشكيرية (1917- 1920م)، وأحد مؤسسي جمهورية بشكيريا، هاجر لتركيا بعد فشل الثورة البشكيرية، ودَرَّسَ لطلابها بجامعة إسطنبول، وتُوفي بها.

• ميرزا سلطان غالييف: المعروف كذلك بمير سعيد سلطان غالييف، كان قائدًا بلشفيًّا من التتار المسلمين، وكان له دور قيادي في الحزب الشيوعي السوفيتي خلال بداية العشرينيات من القرن العشرين، حاول غالييف التوفيق بين الأيديولوجية الماركسية والإسلام من خلال تأويلات إسلامية للماركسية، وكان غالييف يحظى بثقة لينين، غير أن وفاة هذا الأخير، وتقلُّد ستالين للسلطة جعل الأمور تتغير إلى أن تم إعدام غالييف سنة 1940 م.

• صلوات يولايف (1754 - 1800 م): هو بطل قومي، وشاعر بشكيري، شارك في "ثورة بوغاتشيف" التي تُعرَف أيضًا بحرب الفلاحين، أو تمرد القوزاق (1773-1775 م)، الثورة الرئيسية من سلسلة التمردات الشعبية التي وقعت في الإمبراطورية الروسية عام 1762 م بعد أن استولت كاثرين الثانية على السلطة، اعتقلته السلطات الإمبراطورية في 24 نوفمبر 1774 م، وتُوفي في الأشغال الشاقة في 26 سبتمبر 1800 م.

عودة الروح إلى الجسد الإسلامي:

رغم أن مسلمي بشكيرستان يسيرون بخطوات بطيئة نحو استعادة الاستقلالية السياسية في إدارة أمور بلدهم، ويحاولون التمسك بالمظاهر الإسلامية المنسية إلا أن ربط الحركات الدعوية بالإرهابية في البلاد ألقى بعدد من المشاكل على سير حركة الدعوة، واستعادة الهوية الإسلامية.

ومع ذلك، ففي السنوات الأخيرة افتتح المعهد الإسلامي في العاصمة أوفا، وظهرت المدارس الثانوية؛ حيث تدرس اللغة العربية بجانب اللغات الأجنبية الأخرى، كما بُني عدد من المراكز الإسلامية، غير أن الشعب البشكيري يعاني من قلة الدُّعاة، وكثرة الجهل بتعاليم الإسلام بين العوامِّ في المدن والقرى؛ مما أدى إلى معرفة سطحية بالدين الإسلامي، خاصةً بين الشباب والأجيال الجديدة.  

 

• الإسلام هو الديانة الأكثر انتشارًا في باشكيرستان، وحسب الإحصائيات الرسمية الروسية فما يقارب 55.6 ٪ من سكان الجمهورية يدينون به.

• شارك البشكير مشاركة فعَّالة في النهضة العلمية والثقافية التي شهدها تتار الفولجا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وأوائل العشرين.

• سعى البشكير إلى محاولة إيجاد دولة إسلامية لجميع مسلمي الإمبراطورية الروسية تكون لها ارتباطات بدولة روسيا منذ عام 1905 م.

• اصطدم القوميون البشكير مع الروس البلاشفة عام 1918 م، واضطروا للتسليم بضرورة المقاومة المسلحة ضد الروس لنيل استقلالهم المنشود.

• وُئِدَتْ كل محاولات البشكير الاستقلالية، وتم إبادة جميع حركات المقاومة؛ حيث كانت حملات "ستالين" حملات إبادة رهيبة اقترنت بالدعاية الواسعة والبطش المنظم.

• من أعلام تلك الفترة: زكي وليدي طوقان، وميرزا سلطان غالييف.

• تأثرت اللغة البشكيرية الوطنية باللغة العربية، واستعارت منها كثيرًا من المفردات، واستخدمت فيها الأحرف العربية.

• نجد أن عددَ المساجد في بشكيريا قد تضاعف في السنوات الأخيرة حتى زاد على 470 مسجدًا بعد حملة هدم المساجد، وتحويلها لكنائس ومستودعات، ومنع بنائها خلال الحقبة الشيوعية.

• يُعاني الشعب البشكيري من قلة الدعاة، وكثرة الجهل بتعاليم الإسلام بين العوامِّ في المدن والقرى.