• جمهورية "باشكير ستان" هي جمهورية إسلامية ذاتية الحكم، تقع ضمن نطاق روسيا الاتحادية، تشكلت في وقت معاصر لتشكيل جمهورية "تتارستان" (۱۹۲۰م). • تشغل "بشكيريا" موقعًا متوسطًا بين آسيا وأوروبا؛ لهذا قام "الباشكير" بدور مُهِم في نشر الإسلام بين الشعوب المجاورة والعابرة بين القارتين. • دخل البشكير في الإسلام منذ وقت مبكر بعد دخول الإسلام إلى نهر الفولجا في القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي). • لم يأت القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي) إلا وقد كان البشكير جميعًا قد دخلوا في الإسلام وذلك على يد الدعاة إلى الله من التجار المسلمين. • أرسل الخلفاء العباسيون الدعاة إلى "بشكيريا" لتفقيه أهلها في الدين، ووصل إليها "ابن فضلان" الجغرافي المشهور وكتب عنها. • شارك "البشكير" مع مغول "القبيلة الذهبية" في الفتوح الإسلامية إبان القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي). • جَنَّد المماليك عددًا من البشكير كجنود، وشارك أهل البشكير في ممالك الإسلام على اختلاف عهودها في نشر الإسلام وتبليغ الدعوة. • استولت روسيا القيصرية على أراضي البشكير عام 1557 م، وساموا أهلها سوء العذاب، وساهموا في إبادة النسل البشكيري. • حاول البشكير أثناء الثورة البلشفية إنشاء وطن مستقل لهم؛ لكن خدعهم الجميع، ومنحوهم استقلالًا ظاهريًّا، وساهمت الشيوعية في جعل "بشكيريا" قطرًا إسلاميًّا منسيًّا جديدًا حتى بين المسلمين أنفسهم. |
نبذة عامة عن بشكيريا:
جمهورية "باشكير ستان" هي جمهورية ذاتية الحكم تقع ضمن نطاق روسيا الاتحادية، تشكلت في وقت معاصر لتشكيل جمهورية "تتارستان" (۱۹۲۰م)، وهي تقع في القسم الجنوبي الغربي من "جبال الأورال"، وتشمل قسمًا من حوض "نهر الفولجا"، كانت تتبع إقليم "الأورال" حتى سنة ۱۹۷۰م، حين أضيفت إلى إقليم حوض الفولجا.
تحِدُّها "تتارستان" من الغرب، و"أورنبورج" من الجنوب، وجبال "أورال" من الشرق، و"سيبيريا" من الشمال الشرقي، وهذا الموقع متوسط بين آسيا وأوروبا؛ لهذا قام "الباشكير" بدور مُهِمٍّ في نشر الإسلام بين الشعوب المجاورة والعابرة بين القارتين.
وتبلغ مساحة باشكيرستان (14316 ألف كيلو متر مربع)، وعاصمتها "أوفا"، وأرضها تجمع بين المرتفعات والسهول، فالقطاع الأوسط والشرقي جبلي، بينما القسم الغربي سهلي يخترقه نهر "كاما" رافد "الفولجا"، وتحدق المرتفعات بالسهول، بينما تتفتح السهول على الغرب، والمناخ متطرف بارد في الشتاء[1].
كيف وصل الإسلام إلى بشكيريا؟
• وصل الإسلام إلى بشكيريا (أو بشكرتوستان) مبكرًا، فلقد وصل الإسلام إلى "بلاد الخزر"[2] في النصف الأول من القرن الهجري الأول، وذلك بعد فتح مدينة "باب الأبواب" (دربند- في داغستان حاليًّا)، وأصبحت ثغرًا إسلاميًّا هامًّا، واستمر التوسُّع في انتشار الدعوة الإسلامية في العصرين الأموي والعباسي، فوصل إلى بلاد الصقالبة في حوض نهر الفولجا.
• وقد دخل البشكير في الإسلام منذ وقت مبكر بعد دخول الإسلام إلى نهر الفولجا في القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) وفي القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) إلى بشكيريا، ولم يأت القرن الخامس الهجري (الحادي عشر الميلادي) إلا وقد كان البشكير جميعًا قد دخلوا في الإسلام، وذلك على يد الدعاة إلى الله من التجار المسلمين[3].
• وقد أرسل الخلفاء العباسيُّون الدُّعاة إلى هذه المنطقة لتفقيه أهلها في الدين، ووصل إليها "ابن فضلان" الجغرافي المشهور، وظل الباشكير محافظين على عقيدتهم عندما تعرضوا لغزو المغول، وجند المغول الباشكير في جيوشهم؛ ولكنهم ظلوا على عقيدة الإسلام، وعندما ظهرت "القبيلة الذهبية"[4] واستولت على جميع أراضي الفولجا والبشكير في القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) كانت هذه القبيلة أيضًا قد دخلت في الإسلام وتوطَّن بينهم، واختلط هؤلاء التتار من القبيلة الذهبية (أحفاد جنكيز خان) بالسكان البشكير أيما اختلاط کما اختلطوا أيضًا ببلغار الفولجا حتى أصبحوا أُمَّةً واحدةً يجمعها الإسلام والمصاهرة واللغة المشتركة.
• وهاجر بعضهم إلى العالم العربي، وجنَّدَ المماليك عددًا منهم، وظل الباشكير على علاقة طيبة كذلك بالدولة العثمانية.
[1] الموسوعة الجغرافية للعالم الإسلامي، مج 14، منشورات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1419 هـ - 1999م، صـ311.
[2] الخزر هم من الشعوب التركية القديمة التي ظهرت بين سواحل أتيل وشبه جزيرة القرم في شمال القوقاز، واستقرت في منطقة الفولجا السفلى، وأسسوا دولة حكمت الأراضي الواسعة من القرن السابع إلى القرن الحادي عشر جوار بحر قزوين من بحيرة وان، ومن البحر الأسود إلى كييف، ومن بحر آرال إلى المجر، وهي دولة تركية في أوروبا الشرقية، وكلمة الخزر اشتُقت من (قاز) التي أتت من كلمة جز (كلمة تركية عثمانية، وأصل الفعل جزمك يعني تجول) ثم أصبحت (قازار) وتعني: الذي يتجول حُرًّا ولا يرتبط بأي مكان.. ومن بعد عام 586 م تذكرهم مصادر الإمبراطورية البيزنطية بالأتراك.
[3] المسلمون في الاتحاد السوفيتي عبر التاريخ، د. محمد علي البار، دار الشروق للنشر والتوزيع، 1983م، صـ111.
[4] خَانِيةُ القَبِيلَةِ الذَّهَبِية أو دَولَةُ مَغُولِ القَفجَاق أو دَولَةُ مَغُولِ الشمَالِ أو القَبِيلَةُ الذَّهَبِيةُ، هي دولةٌ قامت بدايةً كإحدى خانيات إمبراطورية المغول، واحتلَّت الرُّكن الشمالي الغربي منها، أسسها "باطو بن جوجي بن جنكيز خان"، وشغلت منطقةً واسعةً في بلاد القفقاس، تمتد من نهر إيرتيش شرقًا إلى أرض البلغار والفولجا غربًا، ومن روسيا وبلاد الصقالبة شمالًا إلى الدولة الإلخانية في إيران وآسيا الصُّغرى، بِالإضافة إلى بلاد ما وراء النهر وتُركستان في الجنوب، توسعت هذه الخانية التي كانت تتركَّز حول نهر الفولجا، فامتدت غربًا حتى وصلت إلى جبال الكربات عبر روسيا وبولونيا والمجر وساحل دلماسيا، وبنى "باطو" مدينة "سراي القديمة" على نهر الفولجا في مُنتصف الطريق بين مدينتَيْ فولكوكراد وأستراخان المُعاصرتين، واتَّخذها عاصمةً له، ثُمَّ بنى السلطان "بركة خان" "سراي الجديدة" في المنطقة نفسها واتخذها عاصمةً لِدولته.
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.