المصدر: إسلام ويب، 4/ 3/ 2013م، عن مفكرة الإسلام.
لربما يتعجب كثير من المسلمين إن لم يكن جميعهم من وجود دولة اسمها "سورينام" فضلاً عن أن يكون بها مسلمون وهكذا تكون نكبة المسلمين المنسيين من قبل إخوانهم.
أين تقع سورينام ؟
تقع دولة سورينام شمال قارة أمريكا الجنوبية على ساحل المحيط الأطلنطي تحدها من الشرق غويانا الفرنسية، من الغرب غويانا الإسبانية ومن الجنوب البرازيل ومن الشمال المحيط الأطلنطي.
وتبلغ مساحتها 163.265 كيلومتراً مربعاً، وعاصمتها مدينة "باراماريو"، عرفها الإسبان سنة 898هـ أي بعد سقوط الأندلس بعام واحد، وادعوا ملكيتها لأن من سياستهم تملك أي أرض ينزلون بها وادعاء أنها أرض نصرانية، وقد نازعهم الإنجليز والهولنديون فيها حتى تمكن الهولنديون منها سنة 1078هـ بعد أن احتلها الإنجليز عدة مرات، وقد حصلت سورينام على استقلالها الداخلي سنة 1374هـ ثم شكلت مع هولندا اتحاداً إضافة لجزر الأنتيل الهولندية.
المسلمون في سورينام :
جلب الهولنديون الرقيق من أفريقيا لتعمير البلاد ونتيجة لسياسة الاستعباد والظلم ثار الأفارقة بقيادة أحد المسلمين والتجئوا إلى الغابات وبدؤوا بصراع مع الهولنديين الذين أرغموا تحت قوة وصلابة المقاومة للتفاوض مع المسلمين الأفارقة الذين عرفوا باسم "جيوكا" أي زنوج الغابة وذلك سنة 1172هـ، وعندما هدأت الثورة بدأ الهولنديون في استقطاب العمال من مستعمراتهم في الهند والصين وإندونيسيا ثم هاجر إلى البلاد بعض الشوام وزاد حجم المسلمين بالبلاد.
تبلغ نسبة المسلمين من إجمالي السكان - لا تتعجبوا من الرقم- 40% من إجمالي السكان وهي نسبة كبيرة جداً بالنسبة لكونهم أقلية وترجع أسباب زيادة نسبة المسلمين لعدة أسباب منها:
1- إقبال أعداد جديدة كل سنة على الدخول في الإسلام.
2- هجرة جماعات من السكان من البلاد وغالباً ما تكون هذه الجماعات غير مسلمة.
3- زيادة نسبة المواليد عند المسلمين عن غيرهم.
وبذلك تكون سورينام أعلى البلدان الأجنبية نسبة في المسلمين وربما تصبح بعد قليل من جملة أمصار العالم الإسلامي وتنضم لمنظمة المؤتمر الإسلامي.
أوضاع مسلمي سورينام :
يعد الأفارقة الذين جلبوا كرقيق هم أول المسلمين وصولاً إلى سورينام غير أن الظلم وتفكك الأسرة والجهل والأشغال الشاقة ونشأة الأجيال في مجتمع بعيد عن الإسلام كل تلك العوامل جعلت هؤلاء المسلمين ينقرضون ويذوبون في المجتمع حتى جاء العمال من إندونيسيا وكانوا كلهم من المسلمين ثم جاء عمال من الهند كان أغلبهم مسلمين وكان مجيء المسلمين للبلاد فاتحة خير عليها فعاد الإسلام للظهور وأقيمت المساجد ورفع الآذان وأقيمت الشعائر بحرية مما جعل كثير من الأفارقة يعودون إلى الإسلام مرة أخرى.
وأسس المسلمون الهنود جمعية لهم باسم جمعية المسلمين السورينامية 'أهل السنة والجماعة على المذهب الحنفي' سنة 1375هـ عقب الاستقلال مباشرة وبنوا عدة مساجد وجوامع كبيرة وشيدوا عدة مدارس ابتدائية وثانوية ولهم منظمة جامعة العلماء التي تضم أئمة المساجد ويصدرون مجلة الإسلام باللغة الهندية ويعتبر الهنود أكثر المسلمين نشاطاً في مجال الدعوة والعمل الإسلامي.
وفي المقابل أسس أهل جاوة الإندونيسيون الاتحاد الإسلامي السورينامي على المذهب الشافعي وهذا الأمر يعتبر في حد ذاته أكبر عائق يواجه المسلمون هناك حيث أن مشكلة التعصب والمذهبية تعيق كثيراً من جهود الدعوة وإنشاء أمثال تلك الجمعيات على أساس مذهبي يولد العصبية والفرقة والخلاف ولربما النزاع.
ويجد المسلمون عقبة أخرى كؤودا في طريقهم وهم القاديانيون الضالون الذين يقدر تعدادهم بعشرة آلاف وهم إضافة لبدعتهم الكفرية ودينهم الباطل وقفوا حائلاً دون توحيد المسلمين وذلك عندما تشكلت جمعية سورينام الإسلامية سنة 1367هـ وكانت تهدف للقضاء على التعصب المذهبي بين الأحناف والشافعية غير أن القاديانيين قد تسللوا إلى هذه الجمعية وبدؤوا بالدس والتآمر حتى فشلت تلك الجمعية وفشل معها مشروع الوحدة التي تمثل أكبر مشكلة يتعرض لها المسلمون بتلك البلاد النائية.
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.