التركيبة الدينية في الهندمقالات

ستيفاني كرامر

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

التركيبة الدينية في الهند: بعض الاستنتاجات الرئيسية[1]

 

تعد التعددية الدينية قيمة أساسية في الهند التي تضم أغلبية كبيرة من الهندوس، وأقلية من المسلمين، والنصارى، والسيخ، والبوذيين، ومجموعات أخرى، وفي السنوات الأخيرة حظي التكهن بحجم هذه المجتمعات ونموها المستقبلي باهتمام كبير من الجمهور الهندي، وقد أظهر تقرير جديد لمركز بيو للأبحاث أن التكوين الديني للهند كان مستقرًا إلى حد ما منذ تقسيم عام 1947 الذي قسم شبه القارة الهندية إلى الهند ذات الأغلبية الهندوسية، وباكستان ذات الأغلبية المسلمة، وتغطي هذه الدراسة ستة عقود ما بين عام 1951 عندما تم إجراء أول تعداد سكاني بعد التقسيم، وعام 2011 تاريخ أحدث تعداد سكاني للدولة، وفيما يأتي بعض النتائج الرئيسة للتقرير:

  • تضاعف إجمالي عدد سكان الهند أكثر من ثلاثة أضعاف بين عامي 1951 و2011، ورغم تباطؤ معدلات النمو منذ التسعينيات فقد نما العدد الإجمالي للهنود إلى 1.2 مليار في تعداد 2011 من 361 مليون في تعداد عام 1951، ونما عدد الهندوس إلى 966 مليون (من 304 مليون في 1951)، والمسلمين إلى 172 مليون (من 35 مليون)، والنصارى إلى 28 مليون (من 8 ملايين)، والسيخ إلى 20.8 مليون (من 6.8 مليون)، والبوذيين إلى 8.4 مليون (من 2.7 مليون)، والجاينيين إلى 4.5 مليون (من 1.7 مليون)، ويعتبر البارسيس في الهند أقلية صغيرة تقلص عدد سكانها بمقدار النصف تقريبًا ليصل إلى 60 ألفًا في عام 2011.

وقد تباطأ النمو السكاني الإجمالي في الهند إلى حد كبير، وبخاصة منذ التسعينيات بعد إضافة ما يعادل ربع سكانها تقريبًا كل عقد في ستينيات وسبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، إذ انخفض معدل النمو في البلاد إلى 22٪ في التسعينيات، وإلى 18٪ في تعداد آخر عقد، هذا وتباطأ النمو بين الهندوس من أعلى مستوى له بحوالي 24٪ إلى حوالي 17٪ في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بينما تباطأ نمو المسلمين إلى حوالي 25٪، وانخفض المعدل بين النصارى إلى 16٪.

  • يشكل الهندوس 79.8٪ من سكان الهند، والمسلمون 14.2٪، ويشكل النصارى والسيخ والبوذيون معظم النسبة المتبقية البالغة 6٪، ونمت نسبة المسلمين بين عامي 1951 و2011 بشكل متواضع بنحو 4 نقاط مئوية، وانخفضت نسبة الهندوس بنحو 4 نقاط كذلك، وظلت نسبة الديانات الأخرى ثابتة نسبيًا.
  • يتمتع المسلمون في الهند بمعدلات خصوبة أعلى من المجموعات الأخرى، ولكنهم شهدوا أكبر انخفاض في الخصوبة في العقود الأخيرة، ففي عام 1992 كان لدى المرأة المسلمة في المتوسط طفل واحد على الأقل أكثر من المتوسط الهندوسي، أو النصراني، أو البوذي، أو السيخ، وبحلول عام 2015 انخفضت معدلات الخصوبة في جميع الفئات، حيث عانى المسلمون من أكبر انخفاض من متوسط 4.4 طفل لكل امرأة في عام 1992 إلى متوسط 2.6 في عام 2015، وكان لدى النساء الهندوسيات متوسط 3.3 أطفال في عام 1992، وهو ما انخفض إلى 2.1 بحلول عام 2015، ونتيجة لهذه التحولات تقلصت فجوة الخصوبة بين النساء المسلمات والهندوسيات في الهند من 1.1 إلى 0.5 طفل.
  • ترتبط الخصوبة في الهند ارتباطًا وثيقًا بتعليم المرأة، فالهنديات النصرانيات يقضين وقتًا أطول في المدرسة من بين النساء في الأربعينيات من العمر اللائي أكملن عمومًا التعليم الرسمي، وكان لدى النصارى متوسط سبع سنوات من التعليم وفقًا لبيانات عام 2015 مقارنة بـ 4.2 سنوات بين الهندوس، و3.2 سنوات بين المسلمين، ويقترن كل عام إضافي من التعليم بانخفاض كبير في الخصوبة وفقًا لتحليل متعدد المستويات أجراه مركز بيو للأبحاث، والذي يراعي التعليم، والثروة، والعمر، ومكان الإقامة، واللافت للنظر أنه إذا كانت النساء النصرانيات متشابهات مع النساء الهنديات الأخريات في الأربعينيات من العمر، فمن المتوقع أن يكون لديهن طفل تقريبًا أكثر مما ينجبن في الواقع في المتوسط، وأسر أكبر من الهندوس وفقًا للتحليل، وهذا الاختلاف مقترن إلى حد كبير بمستويات التعليم المرتفعة نسبيًا بين النساء النصرانيات في الأربعينيات من العمر.
  • لم تؤثر الهجرة بشكل كبير على التكوين الديني للهند، ففي عام 2019 قدرت الأمم المتحدة أن حوالي 17.5 مليون شخص ولدوا في الهند يقيمون في أماكن أخرى، وأن هناك 5.2 مليون مولودًا في الخارج يعيشون في الهند، أي ما يعادل حوالي 0.4٪ من سكان الهند، وهذه الأرقام ليست كبيرة بما يكفي لإحداث تأثير كبير على التكوين الديني لبلد بحجم الهند.
  •  الهجرة غير المصرح بها موضوع مثير للجدل في الهند، ويكاد يكون من المستحيل قياسه بدقة بمرور الوقت، إذ وفقًا لبعض التقارير الإخبارية هناك عدة ملايين من الأشخاص من البلدان ذات الأغلبية المسلمة الذين يعيشون في الهند بدون وضع قانوني أو وثائق، وتم طرح مثل هذه التقديرات المرتفعة دون أدلة داعمة، ويبدو أنها غير قابلة للتصديق على أساس الافتقار إلى التدفقات الخارجة المقابلة من بلدان المنشأ، ووفقًا لتقديرات مركز بيو للأبحاث لعام 2012 كان احتمال مغادرة المسلمين والنصارى للهند أكبر من الهندوس، وكان حوالي ثلثي المهاجرين إلى الهند من الهندوس.
  • يبدو أن التحول الديني نادر في الهند، ففي الاستطلاع الأخير الذي أجراه المركز لما يقرب من 30 ألف بالغ هندي قال عدد قليل منهم إنهم غيروا دياناتهم منذ الطفولة، وفي الواقع فإن 99٪ من البالغين الذين نشأوا على الهندوسية ما زالوا من الهندوس، ومن بين أولئك الذين نشأوا مسلمين لا يزال 97٪ مسلمين، و94٪ من الذين نشأوا نصارى ما زالوا يعتبرون نصارى، ويميل الأشخاص الذين يغيرون دياناتهم إلى إلغاء بعضهم البعض، فعلى سبيل المثال من بين جميع البالغين الهنود نشأ 0.7٪ من الهندوس، ولكنهم لم يعودوا يعرفون على هذا النحو، و0.8٪ نشأوا خارج الدين وهم الآن هندوس.
  • الهند موطن لحوالي 94٪ من الهندوس في العالم إلى جانب نيبال، فهي واحدة من دولتين فقط ذات أغلبية هندوسية، ووفقًا لتحليل مركز بيو للأبحاث لعام 2015 تعد الهند أيضًا موطنًا لواحد من أكبر عدد من السكان المسلمين في العالم، ولم تتجاوزها سوى إندونيسيا التي كان بها 209 ملايين مسلم عام 2010، ويبلغ عدد سكان باكستان المسلمين تقريبًا نفس حجم سكان الهند، وتليها بنغلاديش في المرتبة الرابعة بعدد 134 مليون مسلم، وتضم كل من باكستان وبنغلادش نسبة مسلمين كبيرة جدًا، ولكن إجمالي عدد سكان هذه البلدان أقل بكثير من سكان الهند التي لديها ثاني أكبر عدد سكان في العالم، ومن المتوقع أن تتجاوز الصين بحلول عام 2030.
  • الهندوس هم الأغلبية في 28 ولاية من أصل 35 ولاية في الهند بما في ذلك الولايات الأكثر اكتظاظًا بالسكان: أوتار براديش (إجمالي عدد السكان 200 مليون)، ماهاراشترا (112 مليونًا)، وبيهار (104 مليون)، ويشكل المسلمون أغلبية في الأرخبيل الغربي الصغير لاكشادويب (أقل من 100.000)، وفي جامو وكشمير (13 مليون) على الحدود مع باكستان.
  • يشكل النصارى غالبية سكان ناجالاند (2 مليون)، وميزورام (مليون)، وميجالايا (3 ملايين)، وكلها ولايات صغيرة ذات كثافة سكانية منخفضة في شمال شرق الهند المتاخمة للصين، وبنغلاديش، وميانمار، وبوتان، ونيبال، وهناك دولة واحدة فقط تشكل فيها مجموعة غير الهندوس، والمسلمين، والنصارى أغلبية وهي مجموعة البنجاب، إذ تم تحديد حوالي 16 مليون من سكان البنجاب على أنهم السيخ في تعداد 2011، مما يجعل هذه الولاية موطنًا لمعظم السيخ في العالم.

 


[1]  الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي:  https://www.pewresearch.org/fact-tank/2021/09/21/key-findings-about-the-religious-composition-of-india/