عواطف بنت محمد بن يوسف نواب
نبذة
من السهل الحديث عن تاريخ الدول المتحضرة التي كانت في قارة آسيا في القرن السادس الهجري، والتي ارتبطت فترة من تاريخها بتاريخ المغول.
ولكن البحث عن طوائف الأتراك والمغول التي سكنت أيضاً تلك القارة في ذلك الوقت من الصعب علينا أن نصل إلى حقائق ثابتة في هذا الموضوع للأسباب الآتية:
1 - سيرة تلك القبائل لم تنسق أو تنتظم.
2 - أحداثها التاريخية شديدة الاضطراب، مما يجعل من المستحيل التماس خيط واحد يضم هذه القبائل بأسرها، فالأحداث الداخلية والحروب التي نشبت دائماً بين القبائل والتي يجب أن يتتبعها الباحث حتى يقف على ما يجري بين هذه القبائل من محالفات؛ فهذا أدى إلى معوقات في وجه الباحث، مما يعطله عن المضي في دراسته.
وبالرغم من ذلك وجدت مصادر كثيرة كتبت في تاريخ المغول، ولكنها لا تمدنا بمعلومات كافية عن أصل القبائل المغولية والتركية ولا أجناس الأمراء والشخصيات الأخرى البارزة.
ومن المعوقات في هذه المصادر التي كتبت في تاريخ المغول المبكر: أنها قليلة، علاوة على عرضها في سلسلة معلومات ناقصة وتعوزها الدقة.
والنتيجة : نجد أن تاريخ المغول البدائي لا يزال يكتنفه الغموض ويخيم عليه الظلام وتختلط به الخرافات والأساطير. وبالرغم مما ورد في هذه المصادر من أخبار قليلة عنهم، لم يوجد من يتحقق أخبارهم، فالأتراك والمغول وشعبهم يتشابهون، ولغتهم في الأصل واحدة، فالمغول صنف من الأتراك بينهم تفاوت كثير واختلاف، فعلى الباحث التمييز بين الحقائق التاريخية المقبولة وبين الأساطير.
المحتوى