المصدر: شبكة الألوكة، نقلًا عن موقع الإسلام، 31/ 10/ 2011م.
إيطاليا هي إحدى دول البحر المتوسط، تنتمي إلى دول جنوب أوروبا، وتبلغ مساحتها (301.263)، وبلغ عدد سكانها في سنة 1408 هـ - 1988م 57.444.000 نسمة، والعاصمة روما، ومن المدن الهامة ميلانو، ونابولي، وتورينو، وجنوا، وتضم إيطاليا دولة الفاتيكان عاصمة المذهب المسيحي الكاثوليكي، وتتبع إيطاليا عدة جزر من أهمها جزيرتا صقلية وسردينيا.
الموقع:
تتكون إيطاليا من قسم يقع في صلب القارة الأوروبية، وآخر يتمثل في بروز من القارة وهو شبه جزيرة إيطاليا والجزر المجاورة لها، تحدها سويسرا من الشمال، والنمسا ويوغسلافيا من الشمال الشرقي، وفرنسا من الشمال الغربي، ويحدها بحر الأدرياتيك من الشرق، والبحر التيراني من الغرب، والبحر المتوسط من الجنوب، وتكاد شبه جزيرة إيطاليا تنصف البحر المتوسط إلى حوضين شرقي وغربي.
الأرض:
تتكون أرض إيطاليا من عدة أقسام، أولها القسم المضرس في الشمال وتشغله جبال الألب الإيطالية، وتشكل هذه الجبال قوسا يحيط بسهل لومبارديا (البو)، وبهذا النطاق أعلى قمة جبلية بإيطاليا يصل ارتفاعها إلى 4640 مترًا وهي قمة مونتي روزا، وتتخلل هذه الجبال الأنفاق التي تصل إيطاليا بجيرانها، ومنها مونت سني، وممر سان برنار بينها وبين فرنسا، وممر سيمبلون وممر سان جوثار بينها وبين سويسرا، وممر برينر بين إيطاليا والنمسا.
والقسم الثاني: هو السهل الإيطالي الشمالي، وطوله 320 كيلومترا وعرضه 120 كيلومترا ويمتد بين الألب وجبال أبنين، وهو أخصب بقاع إيطاليا ويجري خلاله نهر البو بالقرب من الهامش الجنوبي للسهل.
والقسم الثالث: هو شبه جزيرة إيطاليا ويبلغ طولها حوالي 1223 كيلومترا، ومتوسط عرضها حوالي 241 كيلومترا وتتخللها جبال أبنين من الشمال إلى الجنوب وهي جبال التوائية تنثني في قوس عريض من خليج جنوا عبر شبه الجزيرة، وتحصر بينها وبين الساحل تلالا قليلة الارتفاع، وتجري خلال جبال أبنين أنهار قصيرة سريعة، كما تضم بركان فيزوف النشيط، ومن ممتلكات إيطاليا جزيرتا صقلية وسردينيا، وتزيد مساحة كل منها على خمسة وعشرين ألف كيلومتر.
المناخ:
تضم إيطاليا أنماطا مختلفة من المناخ، فمن طراز مناخ البحر المتوسط الذي يسود الجزيرة، ويختلف في السمات حسب الموقع والارتفاع، والسواحل الغربية أكثر أمطارًا من الشرقية التي تقع في ظل المطر، ثم طراز قاري في الوسط حيث الشتاء البارد والصيف الحار، ويغزر المطر في الصيف، والسفوح الجنوبية تتمتع بشتاء دافئ نسبيًّا، أما المناطق المرتفعة فيسودها شتاء شديد البرودة.
السكان والنشاط البشري:
يعيش في إيطاليا حاليا حوالي 57.5 مليون نسمة تقريبا، وهي من الدول المكتظة بالسكان ذات الموارد المحدودة، لهذا يهاجر الإيطاليون إلى الخارج، والقسم الشمالي أكثر ازدحاما من الجنوب الذي يسوده الفقر وتكثر به البطالة، وتنقسم الأنشطة البشرية إلى الصناعة والزراعة والرعي والحرف البحرية، ويعمل بالزراعة حوالي عشر القوى العاملة، وأهم الغلات القمح والذرة والشعير والأرز، وإلى جانب هذا البنجر السكري، والخضر والزيتون والفاكهة، وقد وجهت السلطات الإيطالية جهودها لتنمية الزراعة خصوصا في الجنوب، وهناك أنماط عديدة من المزارع صغيرة المساحة ومتسعة المساحة وغنية بثروتها الحيوانية من الأبقار، والأغنام، والماعز، وتشكل الصناعات أهم موارد الدخل في إيطاليا حيث تسهم بأكثر من نصف الدخل القومي، ومن الصناعات الهامة الصناعة النفطية والصناعة الثقيلة، والصناعات النسيجية، والصناعات الغذائية والصناعات الكيميائية، ومن أبرز موارد الدخل السياحة، وجدير بالملاحظة أن الجنوب متخلف عن الشمال.
كيف وصل الإسلام إلى إيطاليا؟
وصل الإسلام إلى مناطق تتبع إيطاليا حاليا، المنطقة الأولى جزيرة صقلية، والمنطقة الثانية جزيرة سردينيا، والمنطقة الثالثة شبه جزيرة إيطاليا، ووصل الإسلام إلى صقلية في سنة (212 هـ - 827م) وذلك عندما فتحها إبراهيم بن الأغلب والي تونس، وقاد حملة الفتح أسد بن الفرات، وكان للأغالبة أسطول قوي في البحر المتوسط، وسوف يأتي تفصيل وصول الإسلام إلى صقلية، وفتحت سردينيا في (194 هـ - 809م)، وورث الفاطميون حكم سردينيا عن الأغالبة في سنة (297 هـ - 909م)، أي بعد أن حكمها الأغالبة مدة قرن تقريبا، وبقيت جزيرة سردينيا في أيدي الفاطميين قرنا آخر حتى استولى عليها ملوك الطوائف المسلمون بالأندلس في سنة (406هـ - 1015م) وحاول أن يستولي عليها الأمير مجاهد العامري، ولكنه فشل في استعادة الجزيرة، وذلك بسبب قوة الحلف المسيحي الذي سيطر على سردينيا في سنة (406 هـ - 1015م).
وهكذا دام الحكم الإسلامي لجزيرة سردينيا أكثر من قرنين، وانتشر الإسلام خلالها في الجزيرة، وفي نهاية الحكم الإسلامي لسردينيا حكمها أمراء مسلمون من أبنائها، ولكن التحالف المسيحي الذي تكون من دولتي بيزا وجنوا سيطر في النهاية على الجزيرة، وعندئذ تغير وضع المسلمين، فمنذ الاستيلاء على سردينيا ظهر الاضطهاد والتحدي للمسلمين بالجزيرة، فكثرت الهجرات الإسلامية منها وشنت حرب الإبادة على المسلمين بسردينيا، وكان هذا السبب الرئيسي في إخلاء الجزيرة من المسلمين.
والمنطقة الثالثة: في إيطاليا والتي وصلها الإسلام، تتمثل في جنوب شبه جزيرة إيطاليا فلقد توجه الأغالبة إلى هذه المنطقة بعد فتحهم جزيرة صقلية، فهاجم المسلمون مدينة برنديزي سنة (221 هـ - 836م)، ثم استولوا على نابولي في السنة التالية لها، واستولوا على كابوه في سنة (227 هـ - 841م)، وفتح المسلمون تارانتو، ودخلت جيوش محمد الأول الأغلبي مدينة روما سنة (232 هـ - 846م) وأجبرت البابا على دفع الجزية.
وبعد فترة استطاع التحالف المسيحي استرجاع بعض المدن الإيطالية على إثر الخلافات التي نشبت بين القوى الإسلامية في المشرق والمغرب، فاسترجعت قوات التحالف المسيحي مدن برينديزي في سنة (257هـ - 870م) وباري، وتارانتو، وحاول الحفصيون والفاطميون استعادة فتح جنوبي إيطاليا في مستهل القرن الخامس الهجري، فهاجم الحفصيون نابولي وجاتيه، وهاجم الفاطميون جنوه في سنة (322 هـ - 934م)، كما حاول الأتراك العثمانيون الاستيلاء على جنوبي إيطاليا في سنة (886م، 1481هـ).
المسلمون اليوم بإيطاليا:
برزت الجالية الإسلامية في إيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك عندما هاجر إليها بعض المسلمين، فأخذوا يلجئون إليها من أوروبا الشرقية، ثم أتت هجرات إسلامية محدودة من بعض المناطق الإسلامية التي خضعت للاستعمار الإيطالي في إفريقيا، وهاجر إليها بعض العمال المسلمين من تونس، يضاف إلى هذا اعتناق بعض الإيطاليين الإسلام، كما يوجد في إيطاليا أعداد كبيرة من الطلاب المسلمين الذين يدرسون بالجامعات الإيطالية، ولقد اعتنق الإسلام أكثر من ألف إيطالي، أشهروا إسلامهم في المركز الإسلامي بروما على دفعات منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ويبلغ عدد المسلمين في إيطاليا حاليا حوالي 500 ألف مسلم، ويقبل على الإسلام عدد من الإيطاليين كل عام، ويتكون المسلمون من جنسيات متعددة، وعدد المسلمين من الإيطاليين حوالي 3 آلاف نسمة.
المساجد والهيئات الإسلامية:
لقد تأسست جمعية إسلامية بعد الحرب العالمية الثانية لرعاية شؤون المسلمين اللاجئين من أوروبا الشرقية، وهي "جمعية الاتحاد الإسلامي في الغرب"، وكانت أول جمعية إسلامية بإيطاليا، ويرأسها الدكتور "منتور تشوكو" وهو محامي ألباني، ثم رأسها الحاج محمد الصيفاط، ومقر هذه الجمعية في روما، وقامت بتأسيس مدرسة إسلامية بمساعدة رابطة العالم الإسلامي، وعنوان الاتحاد الإسلامي "55 شارع بوجيو موبانو في روما"، ثم تكون المركز الإسلامي في روما في سنة (1386 هـ - 1966م)، ولقد ساهمت رابطة العالم الإسلامي في دعم هذا المركز، وأصبح من أنشط المراكز الإسلامية بأوروبا، ويتكون مجلسه التنفيذي من السفراء العرب والمسلمين، ويصدر المركز مجلة شهرية، كما ينشر الكتب الإسلامية باللغة الإيطالية لتعريف الإيطاليين بالإسلام (ومقر المركز في 51 شارع كاسيلا في روما)، ويوجد بإيطاليا اتحاد الطلاب المسلمين، وله 23 فرعا في أنحاء إيطاليا، ولقد تم إقامة مسجد الرحمن في ميلانو، كما تم إنشاء مركز إسلامي بها أيضا، ويطالب المركز الإسلامي في ميلانو الحكومة الإيطالية بالاعتراف بالجالية المسلمة، ولقد تم تكوين اتحاد المنظمات الإسلامية، ويصدر من المركز مجلة رسالة الإسلام الإيطالية.
هذا ويبلغ عدد المؤسسات الإسلامية حوالي 23 مؤسسة منها معهد علوم الدين في بولوجينا، والمركز الإسلامي في ميلانو، ومعهد الدراسات الشرقية في نابولي، واتحاد الطلاب المسلمين في بارما، واتحاد الطلاب المسلمين في بروجيا، وأكاديمية الثقافة الإسلامية في روما، وجمعية المسلمين الإيطاليين في روما، ومعهد الدراسات الإسلامية في روما، وفي روما وحدها حوالي 16 مؤسسة إسلامية.
مبنى المركز الإسلامي في روما:
وعندما زار الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود يرحمه الله مدينة روما سنة 1393 هـ، بذل جهوده للحصول على قطعة أرض بلغت مساحتها ثلاثين ألف متر مربع لبناء المركز الإسلامي بروما، وصمم المركز والمسجد الإسلامي بروما آنذاك، وساهمت بعض الدول الإسلامية في النفقات المطلوبة للبناء، غير أن المشروع ظل لفترة طويلة مجرد رسم مخطط، ويضم مسجدًا وقاعة للمحاضرات، وأخرى للندوات، ومكتبة، وفندقا للطلبة الوافدين من العالم الإسلامي فهو مركز حضاري إسلامي كامل، والمشروع من تصميم المهندس الإيطالي "بورتوجيزي"، ويشرف على المشروع مجلس يضم 15 سفيرًا من الدول الإسلامية، ومكان المشروع في نهاية حديقة "سافوي" وتقدر التكاليف بـ 25 مليونا من الدولارات الأمريكية، وتبرعت المملكة العربية السعوية بثلاثة ملايين، والكويت بثلاثة ملايين أيضا، وليبيا بمليون والمغرب بنصف مليون، كما أسهمت في التبرع بعض الدول العربية الإسلامية، ولقد وافق مجلس مدينة روما على البناء، وذلك بعد طول انتظار ولهذه الموافقة معناها في عاصمة المذهب الكاثوليكي.
ويوجد في روما المركز الصحافي للدراسات الإسلامية، ولقد نشطت الجالية المسلمة في ترجمة الكتب الإسلامية لتقضي على التحديات التي تزيف التراجم الإيطالية لأمهات الكتب الإسلامية.
القرآن الكريم:
ترجمت معاني القرآن الكريم في سنة (905 هـ - 1547م) وقام بهذه الترجمة أندراير فابين نقلًا عن اللاتينية، ومن التراجم الإيطالية لمعاني القرآن الكريم ترجمة (أتيليو فراكاسي) في سنة 1333 هـ - 1914م، ويجب إعادة النظر في هذه التراجم.
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.