الأقليات المسلمة في جنوب المحيط الهاديمقالات

د. أحمد الخاني

المصدر: شبكة الألوكة، 7/ 7/ 2014م، من كتاب "الأقليات المسلمة في العالم".

 

الأقليات المسلمة في أستراليا:

أستراليا توجد في النصف الجنوبي من الأرض، تفصل بين المحيط الهادي والمحيط الهندي، تطل سواحلها الشرقية على الأول وسواحلها الغربية على الثاني.

مساحتها 7 مليون و700 ألف كم2.

وسكانها يزيدون على 30 مليون نسمة.

تتكون أستراليا من اتحاد فيدرالي يضم ست ولايات ومقاطعتين، عاصمة الاتحاد كنبرا، واكبر المدن سدني ثم ملبورن.

ظلت أستراليا قارة مجهولة حتى سنة 1642 م إذ استطاع تسمان الهولندي أن يصل إلى سواحلها الجنوبية.

بعد ذلك توجهت أنظار البريطانيين إلى القارة البكر وتحولت أستراليا إلى مستعمرة بريطانية واتخذتها بريطانيا منفى للمجرمين.

يعيش السكان الأصليون في القسم الشمالي وقد تناقص عددهم لأن المستعمرين البريطانيين كانوا يبيدونهم ويستخدمونهم في الحروب فهم آكلة لحوم البشر، استخدموا فرقة منهم في الحرب العالمية الثانية فأكلوا أسرى الجنود الإيطاليين.

تعد أستراليا منجماً للثروات الطبيعية.

كيف وصل الإسلام إلى أستراليا؟

وصل الإسلام إلى أستراليا عن طريقين:

الأول: سنة 1850 م، فقد استقدمت السلطة الأسترالية اثني عشر جمالاً ومئة وعشرين جملاً لاكتشاف مجاهل الصحراء الأسترالية، وكان الأفغانيون من أوائل القادمين، ثم استوردت أستراليا 6600 جمل خلال ثلاث سنين بين 1894 و 1897 م واستقدم الأفغان مع الجمال.

وازداد عدد المسلمين مع ازدياد عدد الجمال فعملوا بالتجارة وكانوا لأمانتهم محل ثقة الأستراليين وتقديرهم، وبلغ عدد المسلمين في سنة1300 حوالي 5آلاف رجل، ولما مدت أستراليا الخط الحديدي عبر القارة الاسترالية بين أدليد و أليس سبرمج، أطلق عليه اسم: غان، وهو اختصار: أفغان تخليداً لذكرى قوافل المسلمين، واندمج المسلمون في المجتمع الأسترالي.

والطريق الثاني:

هو الهجرة من المناطق القريب مثل غينيا الجديدة، ومن أندنوسيا وباكستان والهند وتركيا ولبنان وقبرص ومصر وألبانيا ويوغسلافيا، وهذا الخط هو الأقوى.

يقدر عدد المسلمين في أستراليا بما يزيد على 300ألف مسلم90 ألفاً منهم في سدنيو80 ألفاً في ولاية فيكتوريا و70ألفاً غي ملبورن وباقي المسلمين ينتشرون في باقي الجهات.

في أستراليا أكثر من 50 مسجداً.

يقوم اتحاد المجالس الإسلامية الاسترالية بجهود كبيرة لخدمة الإسلام والمسلمين وقدم المرحوم الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود مليون دولار مساهمة منه للمسلمين بأستراليا وتم بناء مدرسة الملك خالد سنة1404 هـ- 1984م.

وتقوم جماعة التبليغ بجهود مشكورة في أستراليا على الرغم من قصورهم في منهجهم.

في أستراليا منظمة الاتحاد الأسترالي لجمعيات الطلاب المسلمين.

الهيئات الإسلامية:

تتمتع الدعوة الإسلامية في أستراليا بحرية الحركة من تدريس الدين الإسلامي وإصدار المجلات الإسلامية باللغتين العربية والإنجليزية.

التحديات:

يواجه المسلمون في أستراليا العديد من التحديات منها:

الخلافات بين الهيئات والجمعيات الإسلامية وهي كثيرة العدد وهذا يعرقل مسيرة الدعوة ويشتت تجمع المسلمين.

ومن التحديات: الماسونية والقاديانية والعلمانية والباطنية.

الأقلية المسلمة في غينيا الجديدة:

أحدى جزر النصف الجنوبي من الكرة الأرضية ومن توابع المحيط الهادي تقع إلى الشمال من أستراليا ضمن أرخبيل جزر الهند الشرقية.

تنقسم جزيرة غينيا الجديدة بين إندونيسيا واستراليا، وتتبعها مجموعة من الجزر تقع في شرقها وتبلغ مساحتها 234 ألف كم2 ويقدر عدد سكانها 380 ألف نسمة عاصمتها بورت مورسبيبي.

يدين سكانها بالهندوسية والمسيحية وفيها قلة مسلمة وعدد كبير من الوثنيين إلى جانب البوذية والقاديانية.

كيف وصل الإسلام إلى غينيا الجديدة؟

وصلها الإسلام حديثاً من الهند والباكستان وبنجلادش وفيجي وماليزيا إندونيسيا.

يقدر عددهم بحوالي 1000 نسمة وقد أهملت هذه الأقلية هذه الأقلية فترة طويلة وتبذل الجهود لتنشيط الدعوة هناك.

وقد تأسست جمعية إسلامية حديثة في العاصمة اعترفت بها حكومة البلاد كما اعترفت بالدين الإسلامي.

وبدأت الهيئات الإسلامية تهتم بالمسلمين في غينيا الجديدة حيث وصلت إليهم وفود من رابطة العالم وهيئة الدعوة والإرشاد والندوة العالمية للشباب الإسلامي كما وصلت جماعات من الباكستان ومن جماعة التبليغ ومن أستراليا وماليزيا.

التحديات:

تتمثل في الطفيليات القاديانية والاخطبوط الماسوني والتنصير والهندوس، كما تتمثل في قصور الدعاة أو إعدادهم إعداداً ناقصاً، فالجهل والسطحية من العوامل السلبية.

المتطلبات:

غينيا الجديدة مزرعة خصبة للدعوة يمكن استثمارها بإخراج الوثنيين بإذن الله من ظلام الكفر إلى نور الإسلام بسهولة ويسر مع إخلاص العمل الدؤوب.

الأقلية المسلمة في نيوزيلاندة:

تتكون من اتحاد ظهر سنة 1907 وتضم 9 ولايات تشمل جزيرتين كبيرتين.

تبلغ مساحة نيوزيلاندة 269ألف كم2 سكانها حوالي 3مليون ونصف المليون نسمة وعاصمة الاتحاد ولنجتن.

اكتشف الهولنديون هذه المنطقة وأكد البريطانيون هذا الاكتشاف وحلوا فيها مستعمرين.

كان سكان هذه المنطقة من البولينيز.

كيف وصل الإسلام إلى هذه المنطقة؟

وصل الإسلام حديثاً إلى هذه المنطقة، فيها 6000 مسلم من عرب وعجم.

يتجمع المسلمون في مدينة أوكلاند أكبر مدن نيوزيلاندة سكاناً ونشاط المسلمين في هذه الجزيرة لا يقل عن نشاطهم في أستراليا.

معظم المسلمين في هذه الجزيرة من الطبقة الكادحة والقليل منهم من الفنيين المدربين.

يوجد فيها مركز إسلامي في مدينة أوكلاند وفرع تابع في مدينة ولنجتن العاصمة وللمركز نشاط محمود، له صلة بالمسلمين في جزر فيجي القريبة وجنوب أفريقيا والهند وأستراليا.

وتتمثل مشكلات المسلمين في نيوزيلاندة في نقص المعلمين وقلة المدارس الإسلامية والحاجة إلى دعاة يجيدون اللغة الإنجليزية.

الأقلية المسلمة في جزر فيجي:

مجموعة من الجزر الصغرى في المحيط الهادي تضم أكثر من 820 جزيرة صغيرة في جنوب غرب المحيط الهادي.

استولت بريطانيا عليها سنة 1874م ثم نالت فيجي استقلالها سنة 1970م وعاصمة البلاد سيوفا.

أبرز جزر فيجي فيتي لفيو وجزيرة فانيو الفيو.

مساحة فيجي 18376كم2.

يشكل الهنود حوالي نصف السكان وعددهم 727 ألف نسمة، ربعهم من السكان الأصليين والباقي من جنسيات مختلفة.

كيف وصل الإسلام إلى فيجي؟

انتقل الإسلام إلى فيجي مع هجرة العمالة من شبه القارة الهندية الباكستانية بين 1879 – 1916 حيث وصل إلى فيجي 7635 مسلماً مع بقية العمال وقد وصل عدد المسلمين في فيجي إلى حوالي 70 ألف مسلم، ويوحد 20 مسجداً بالبلاد، وشيد حديثاً 5 مساجد جديدة بنيت كلها بجهود ذاتية.

التعليم:

يوجد في فيجي 13 مدرسة ابتدائية إسلامية تشرف عليها الهيئة الإسلامية بفيجي، ومعظم المدارس ملحقة بالمساجد وشيد بفيجي 6 مدارس متوسطة وثانوية.

أحوال المسلمين:

يعاني المسلمون في فيجي من عدة تحديات أولها من الهندوس وصل الأمر إلى المصادمات معهم كالتي تحصل في أرض الوطن مع أنهم ينتمون إلى وطن واحد.

الأقلية المسلمة في نيوكاليدونيا:

تقع شرق أستراليا خضعت للاستعمار الفرنسي مساحتها 19ألف كم2 عدد سكانها 160 ألف نسمة، العاصمة نيوميا.

يعمل معظم سكانها بالزراعة والرعي.

كيف وصل الإسلام إلى هذه المنطقة؟

بجهود السلطات الفرنسية حيث نفوا إليها مسلمين من الجزائر والمغرب، فنشر هذا الزائر المنفي الإسلام في تلك الجزيرة منهم ومن الإندونيسيين.

وصل عدد المسلمين إلى 25 ألفاً.

تم إنشاء مركز إسلامي في مدينة نيوميا العاصمة.

وهناك مشروع آخر في مدينة بورايل وفي كاليدونيا داعية واحد يقوم بتعليم أبناء المسلمين وبالوعظ والإرشاد.

أبرز التحديات:

الجهل بالإسلام والزواج المختلط، والهندوس الذين يشربون بول البقر.

المتطلبات:

إرسال الدعاة الذين يجيدون اللغة الفرنسية وإنشاء مدارس لتعليم أبناء المسلمين ومدها بالمدرسين والتثقيف الديني.

وفي نيو كاليدونيا هيئة إسلامية واحدة هي جمعية المسلمين.

الخاتمة:

تعرفنا من خلال هذه الرحلة الشيقة المؤلمة، على طرف من مسيرة الأقلية المسلمة في العالم.

هناك قوتان يجب أن يتحدا معاً:

أولاً: القوة الذاتية لكل أقلية:

يجب أن يتكون لدى كل أقلية أو جالية إحساس بالتفوق المعنوي؛ أنهم مسلمون ينتمون إلى الإسلام، وهذا الإحساس وحده يكفي لبث روح القوة وضخها في دم هذا الشعب وفي أعصابه.

الأقلية والجالية في كل بلد، إن هم إلا رسل سلام ومحبة ودعوة للإسلام ودعاة للسلام، ويجب أن يشعروا انهم جزء من الأمة الإسلامية الكبيرة.

ثانياً: القوة الداعمة لهذه الأقليات:

وهي الأمة الإسلامية الكبيرة في كل أقطارها العربية والإسلامية، يجب أن يشعروا بإخوانهم المهجرين والمقطوعين والمحتاجين فهم عون لهم على رسالة الإسلام.

أما المعوقات، فإن أقساها تشتت رأي الجماعة الواحدة والله تعالى يقول ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا ﴾.

إذا كان رأي الجماعة مجتمعاً فلا تؤثر به الفرق الضالة ولا القوانين الجائرة ولا الأعداء المتربصون، وليكن كل مسلم كصاحب النقب؛ ينكر ذاته في سبيل هذا الدين، وإذا كان الله معنا فمن علينا؟

أرجو للأقليات والجاليات المسلمة في العالم السلامة والأمن والمحبة والسلام.

وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين.