المصدر: شبكة الألوكة، 29/ 7/ 2012م.
حوار: إسماعيل قبلان، ترجمة من اللغة التركية: مها مصطفى.
حتى في أقصى بقاع العالم هناك دائمًا من يعيش من إخواننا المسلمين، حتى في إستونيا؛ حيث أجرينا حوارًا مع بعض المسلمين حول طريقةِ معيشتهم.
والآن كسائر المسلمين يقضي إخواننا الإستونيون شهرَ رمضان المبارك ويَصومونه، ربما لا تعمُّ الفرحةُ البلادَ بأسرها كما هو الحال لدينا، ولكنهم بلا شك يكتشفون أوجُهَ جمالٍ مختلفة خلال شهر رمضان، فهم يصومون ما يقرب من 17 ساعة ونصف يوميًّا، ويقرؤون القرآنَ الكريم بتفكُّر، ويتدبرونه.
ولقد سألنا إخواننا هناك: كيف يقضون شهر رمضان، وحصلنا على إجاباتٍ متنوعة، وفيما يلي الأسئلة التي طرحناها على مسلمي إستونيا:
• بالطبع، إن شهرَ رمضان شهر مميز، فكيف تشعرون لدى قدوم هذا الشهر المبارك؟ وما هي العادات الحميدة التي اكتسبتموها في رمضان وداومتم عليها بعد انقضائه؟
• إن رُوح رمضان تكمن في الصوم بشكلٍ كبير، ماذا تعتقدون بخصوص الصوم؟ وهل من الصعب الصيامُ هذه الساعات الطويلة؟
• وفي نفس الوقت شهرُ رمضان هو شهر القرآن، فهل تهتمُّون بتلاوة القرآن الكريم خلال هذا الشهر؟
• إن الأجواء في تركيا تختلف كليًّا خلال شهر رمضان، وهكذا هو الحال بالنسبة للدول الإسلامية الأخرى، هل تمنيتم قضاءَ رمضان في إحدى تلك الدول؟ ولماذا؟
• ماذا تريدون أن تقولوا لإخوانكم المسلمين في جميع أنحاء العالم بمناسبة شهر رمضان؟
وها هي الأجوبة التي حصلنا عليها من إخواننا ردًّا على ما وجهناه من أسئلة:
كاتلين هوميك - مرابتي: يمكنكم أن تستوعبوا المعنى الحقيقيَّ للصوم في البلاد غير الإسلامية بصورة أسهل.
إن شهر رمضان يمثِّل لي العامَ بأسره، وهو الشهر الذي أنطوي فيه على نفسي، وأفسح وقتًا أطولَ للصلاة وقراءة القرآن، وتعلُّم أحكام ديني، وأنا أرى في هذا نوعًا من الانسجام مع مفهوم الشهر الفضيل، حتى لو لم أقم بتلك العبادات في المسجد، وبالإضافة إلى ذلك أهتمُّ أكثرَ في شهر رمضان بأداء صلواتي في موعدِها.
في العام الماضي كان ينتابني القليلُ من المخاوف حول صيام رمضان؛ لأننا نصوم لفتراتٍ طويلة هنا، إلا أنَّ العام الماضي كان أسهلَ رمضان مر عليَّ والحمد لله، فعلى الرغم من طول الأيام، فإني لم أقاس العطشَ أو الجوع، يبدو أن هذه هي واحدة من آياتِ الله التي يرينا بها رحمتَه، كما أدركتُ أن انشغال المرء بعملٍ ما وقيامَه بالأنشطة المختلفة، يمنعُه من الإحساس بالجوع والعطش.
نعم، أنا أقرأ القرآن الكريم بقدر استطاعتي خلال هذا الشهر.
حتى الآن قضيتُ معظم شهور رمضان في بلاد غير إسلامية، مثل: إستونيا وفرنسا، لكن هناك بعض السنوات التي قضيتُ فيها رمضان في بلاد إسلامية مثل المغرب، ولكي أصدُقَكم القولَ: أنا أفضِّل الصومَ في البلاد غير الإسلامية؛ لأنه في مكانٍ كهذا يمكنكم أن تستوعبوا المعنى الحقيقيَّ للصوم بصورة أسهلَ، فلستم مضطرين لتحضير الطعام طوال اليوم وقضاء الليل في اللهو والتسلية؛ لأنه في وقتنا الحاضر بدأ رمضان في الدول الإسلامية يشبه تدريجيًّا رأس السنة بالنسبة للنصارى.
إن رمضانَ يرينا رحمةَ الله المطلقة، وتبدو قراءةُ القرآن وأداء الصلاة وتعلُّم الدين في هذا الشهر أكثرَ جمالاً ومعنًى، وإضافة إلى هذا، فإن الصومَ صحيٌّ جدًّا لأجسادنا إذا أديناه كما يجب دون الإفراط في تناوُلِ الأطعمة في الإفطار والسحور، فلنستَفِدْ بإذن الله من رحمة هذا الشهر الفضيل.
أيفار لوبالو: فلنسعَ للحِفاظ على خصالنا الحميدةِ بعد انقضاء شهر رمضان أيضًا.
عندما يحل رمضان أحمَدُ اللهَ أكثر، وأشعر بسعادة غامرة، وبالطبع أشعر قليلاً بالجوع والعطش بفعل الصوم، لكن لا يمثِّل هذا أهميةً كبيرة بالنسبة لي، وأنا أقضي هذا العام أول رمضان لي مع مسلمين آخرين، نقوم بتناول الإفطار، ونذهب بعد الإفطار إلى صلاة التراويح معًا، ومن جهة أخرى أحاول حسابَ مقدارِ زكاتي لهذا العام.
نعم، قد يكون الصوم صعبًا، لكن هذا يرتبط أكثرَ بنمطِ حياتنا وطبيعة عملنا، فعلى سبيل المثال: كنتُ أعمل العام الماضي في الهواء الطَّلق تحت الشمس؛ لذلك لم أقوَ على الصيام في بعض الأيام، إلا أنني عوضتُهم جميعًا بعد رمضان، أما هذا العام، فأنا أكثر راحة؛ لأنني أعمل في مكان مغلق، والصوم يعلِّمنا شكرَ الله على نعمه علينا، فما أتناوله من لقيمات صغيرة ورشفات للمياه على الإفطار، يجعلني أحمد اللهَ أكثر.
لا أستطيع أن أقول: إنني أقرأ مزيدًا من القرآن في شهر رمضان مقارنة بالأوقات الأخرى، لكنني أسعى إلى هذا.
أفضِّل أن أقضيَ رمضان مع أصدقائي في إستونيا على أن أقضيَه مع أشخاص لا أعرفهم في أي دولة أخرى، فعلى الرغم من مدى جمال شهر رمضان في الدول الإسلامية، فإنني لا أعتقد أنني سأكون بحالٍ جيدةٍ هناك بقدر إحساسي هنا، ما دمت لا أعرف أشخاصًا هناك.
أتمنى أن يعمّنا رمضانُ جميعًا بالخير واليمن، ونتقرَّب إلى الله أكثرَ في هذا الشهر بإذن الله، ونسعى في نفس الوقت للحفاظ على خصالنا الحميدةِ بعد انقضاء شهر رمضان أيضًا، كما نحاول أن ننتبهَ لطريقة تعاملنا مع الآخرين كذلك، وأنا أهنِّئ جميع المسلمين بمناسبة شهر رمضان المبارَك!
كريستال ربانيه: هذا أول رمضان لي.
هذا هو أول رمضان لي، وأودُّ أن أكتسبَ عادات حميدةً في هذا الشهر، وأحاول الحِفاظَ عليها طوال العام، ومن جهة أخرى ينبغي علينا في رمضان الاستزادةُ من العبادات؛ مثل: أداء الصلاة، وتلاوة القرآن، وإنفاق الصَّدقات، وتعلُّم شؤون دينِنا.
في بداية الشهر كانت لدي بعضُ التخوفات؛ حيث إنني أصوم لأول مرة، وشعرت أن البقاءَ 17 ساعة دون تناول الطعام والشراب، أمرٌ صعب للغاية، لكن يمكنني القول: إنني تعوَّدت الآن على الصوم، فلا أشعر بالجوع أو التعب، والحمد لله.
أنا أقرأ القرآن الكريم طوال العام، لكنني أحاول قراءة المزيد في شهر رمضان بطبيعة الحال، فأنا أقرأ جزءًا كل يوم، وأخطط لختم المصحف قبل نهاية رمضان، وبخلاف ذلك هناك الكثيرُ في ديننا مما يجب أن نتعلَّمَه، وهذا ما يشغل حيزَ اهتمامي في الوقت الحالي.
نعم، أود أن أقضي شهر رمضان في دولة إسلامية في المستقبل، فنحن نشعر بنقصٍ في عدد المسلمين من حولنا هنا، مثلاً لا يوجد سوى شخصين مسلمينِ يعيشان بالقرب مني، لكنني أتحدَّث مع أصدقاءَ مسلمين عبر الإنترنت، ومعظمهم يعيش في مدينة (تالين)، لكنهم يمدون لنا يدَ العون في كافة المجالات، ويمكننا أن نتشاركَ معهم مشاكلَنا، وعندما نريد أن نستفسرَ عن أمرٍ ما، نسألهم، وأنا أحب كذلك الحديثَ عن ديننا الحنيف مع أصدقائي، لكن مشكلتي الكبيرة هي عدمُ وجود كثيرٍ من المسلمين في محيطي كما ذكرت آنفًا، وإن شاء الله ينال عددٌ أكبرُ من أهالي إستونيا شرَفَ اعتناقِ الدِّين الإسلامي.
أقول لهم: صوموا من أجل الله، فلا تقصُروا صيامَكم على الناحية المادية فحسب، بل لِيَكنْ صومُكم حالة فكرية أيضًا، وصلُّوا كثيرًا، وأكثِروا كذلك من الدعاء، وزورا المساجدَ وإخوانَنا من المسلمين، وأخيرًا تعلَّموا دينَنا وعلِّموه للآخرين.
أنيلي راهوما: الله يعين الصائمين، إن شهر رمضان شهرٌ متميز بالنسبة لي كما هو الحال بالنسبة لكل مسلم، وخلال الشهر الكريم أُولِي عناية خاصة بأداء عبادتي كما يجب. الصوم أمرٌ جميل حقًّا، وليس صعبًا على الإطلاق، فالله يعين الصائمين.
نعم، يمكنني القول: إنني أُكثِر من قراءة القرآن خلال شهر رمضان مقارنةً بالشهور الأخرى.
بالطبع أوَد أن أقضي شهر رمضان في دولة إسلامية، فهناك يمكنني أن أجدَ - بصورة أسهل - الأشياءَ الخاصة برمضان.
أود أن أقول لإخواني المسلمين: يجب أن تحمَدوا اللهَ على إسلامكم.
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.