لمحة عن الإسلام في إريتريامقالات

جوناثان ميران

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

لمحة عن الإسلام في إريتريا[1]

 

يسرد كاتب المقال معلومات حول تاريخ الإسلام في "إريتريا"، ووفقًا للباحث فإنه قد يُنظر إلى المنطقة الإريترية من حيث المنظور المكاني والسياسي على أنها نقطة التقاء تاريخية للحدود الواقعة بين البحر الأحمر وشاطئ العرب شبه الجزيرة، ووادي النيل السوداني، وشمال إثيوبيا، وتبعًا لذلك فقد ظهر الإسلام في المنطقة بشكل ملحوظ من خلال التطورات السياسية، والاقتصادية، والهجرات الدينية، والتي أدت إلى نشوء جماعات عرقية عديدة يتكلمون مجموعة متنوعة من اللغات السامية، والكوشية، والنيلية الصحراوية، ويتبنون ديانات متعددة كالإسلام الذي تبنته المجتمعات المسلمة في إريتريا بشقّهِ السني، واتبعت تلك المجتمعات في معظمها مذهبين فقهيين هما المذهب الشافعي الذي دخل البلاد عن طريق التجار والدعاة من اليمن، وانتشر بخاصة في عفار، وبعض مرتفعات الجبرتي، وكذلك المذهب الحنفي الذي دخل البلاد وانتشر فيها رسميًا من قبل العثمانيين، وكان لكل من وادي النيل، وشبه الجزيرة العربية تأثير كبير ودور فعال في تشكيل وتطور المجتمعات الإسلامية ومؤسساتها في إريتريا على المستوى المحلي والإقليمي، وساهمت في إنشاء مساحات التقاء ديني وسياسي واجتماعي بين المسلمين في المنطقة.

انتعاش الإسلام في إريتريا منذ الاسقلال

منذ استقلال البلاد عام 1991، وبغض النظر عن المواقف الأيديولوجية العلمانية للحكومة الإريترية الحالية، إلا أن الحياة المجتمعية الإسلامية شهدت نشاطًا في مؤسساتها الدينية والدعوية، واكتسبت زخمًا كبيرًا ، حيث أعادت الحكومة الإريترية فتح مكتب الإفتاء، وعينت فضيلة الشيخ عثمان الأمين مفتيًا عامًّا للبلاد في آب 1992، كما أعادت الحكومة فتح المحاكم الشرعية الإقليمية والمحلية، ومديريات الأوقاف، ولجنة الحج والعمرة، كما أعادت فتح المدارس والمعاهد الدينية التي تولى تدريس الطلاب فيها أساتذة من جامعة الأزهر في منتصف التسعينيات، وقد قدمت المملكة العربية السعودية الدعم المادي واللوجستي اللازم لبناء المساجد في جميع أنحاء البلاد، وحاليًا يوجد حوالي ثلاثين مسجدًا موزعين في جميع أنحاء العاصمة أسمرة، كما كان للغة العربية نصيبها من الازدهار الذي شهدته الحركة الإسلامية عمومًا، إذ عززت عودة الإريتريين من المنفى في الشرق الأوسط والسودان من استخدام اللغة العربية في البلاد، وهذا ما جعل اللغة العربية إلى جانب اللغة التغرينية لغتين رسميتين معترفتين من قبل الحكومة الإريترية، وكنتيجة لذلك فإن العربية تحتل حيزًا كبيرًا في الصحف، والمجلات، والبرامج الإذاعية والتلفزيونية المحلية، كما أن الإسلام اكتسب زخمًا واسعًا في أواسط تسعينيات القرن الماضي، وشهد نشاطًا حيويًا في المجتمع الإريتيري في كل من أسمرة، وكرين، ومصوع، ومناطق أخرى في جميع أنحاء البلاد، هذا ولا تتوفر بيانات دقيقة حول أعداد أتباع الأديان في إريتريا، بيد أنه في حالة الإعادة الكاملة للمنفيين واللاجئين -على وجه الخصوص من السودان- فإن التوازن يتحقق إلى حد ما بين المسلمين والمسيحيين، الذي ناضلوا جنبًا إلى جنب في حرب التحرير والاستقلال، ووقفوا في وجه القوى التي تروج لفكرة الطائفية والتفرقة بين أبناء المجتمع الإريتيري الواحد، وقد حافظت الحكومة المحلية على هذه الاستراتيجية والتوازن بين سائر أطياف الشعب من المسلمين والمسيحيين بعناية، بيد أن تشبثها بالسلطة بكل الوسائل ساهم إلى حد ما في تقويض إمكانية إحلال السلام المجتمعي التام في نظر بعض المنتقدين للسياسات الحكومية العامة في البلاد.

 

[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي:  https://www.jstor.org/stable/pdf/1571280.pdf