الكاميرون: تعريف عام وحقائق حول الأديانمقالات

جورج بينيه

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

الكاميرون: تعريف عام وحقائق حول الأديان[1]

جورج بينيه

أستاذ الجغرافيا وتنمية الموارد - جامعة غانا ، ليغون

 

الكاميرون بلد يقع عند ملتقى غرب ووسط إفريقيا، وسكانها المتنوعون عرقيًّا من بين أكثر المناطق الحضرية في غرب إفريقيا، والعاصمة هي ياوندي، وتقع في الجزء الجنوبي الأوسط من البلاد، واسم البلد مشتق من Rio dos Camarões، وهو الاسم الذي أطلقه المستكشفون البرتغاليون في القرنين الخامس عشر والسادس عشر على مصب نهر ووري.

 

التركيب العرقي واللغوي لشعب الكاميرون

وُصفت الكاميرون بأنها "مجمّع عرقي" بسبب وجود أكثر من 200 مجموعة عرقية مختلفة، فهناك ثلاث مجموعات لغوية رئيسة فيها هي: الشعوب الناطقة بالبانتو في الجنوب، والشعوب الناطقة بالسودانية في الشمال، وأولئك الذين يتحدثون لغات شبه البانتو، وتقع بشكل أساسي في الغرب، وتشمل الشعوب الناطقة بالسودانية ساو، والتي تعيش على هضبة أداماوا الفولاني والكانوري، وقد كان الفولاني مسلمين جاؤوا من حوض النيجر على موجتين في القرنين الحادي عشر والتاسع عشر.

 

الدين في الكاميرون

ينتمي ما يقرب من خمسي السكان إلى الروم الكاثوليك، وأكثر من ربعهم من البروتستانت، بينما يشكل المسلمون السنّة حوالي خمس السكان، كما يمثل أتباع الديانات الروحانية أو التقليدية نسبة صغيرة من السكان، كما أن هناك تقسيمًا ثقافيًّا بين شمال الكاميرون وجنوبه، إذ يسكن هضبة السافانا الشمالية رعاة سودانيون وعرب يهاجرون موسمياً بحثاً عن المراعي وهم من المسلمين، في حين يسكن الجنوب الحرجي والتلال مزارعو البانتو الذين يعيشون في قرى دائمة، وهم يعتنقون المسيحية والديانات الأفريقية التقليدية.

 

التاريخ المبكر للكاميرون

من المعروف أن البشر قد سكنوا الكاميرون لما لا يقل عن 5000 عام، وهناك أدلة على وجود ممالك قطنوا تلك البلاد منها الساو، والتي نشأت بالقرب من بحيرة تشاد، وقد بلغت هذه المملكة ذروتها من القرن التاسع إلى القرن الخامس عشر، ثم تم غزوها وتدميرها من قبل ولاية كوتوكو التي امتدت على أجزاء كبيرة من شمال الكاميرون ونيجيريا، وتم دمج كوتوكو في إمبراطورية برنو في عهد ربيع الزبير في أواخر القرن التاسع عشر، وأصبح شعبها مسلمين.

هذا وقد أصبح الإسلام قوة جبارة في الأجزاء الشمالية والوسطى من البلاد إبّان الفتح والهجرة وانتشار التجارة في شمال وشمال غرب إفريقيا، حيث دخل أهم حاملي هذا الدين "كالفولاني" شمال الكاميرون في القرن الثامن عشر، وكان لدخول الإسلام للكاميرون من الشمال تأثير كبير، إذ اعتنقته مجموعات محلية من السكان إبّان وصول طلائع التجار المسلمين هناك منذ أمد بعيد يعود لألفي عام خلت من قبل بعض البحارة المسلمين مثل هانو القرطاجي، وغيره، وقد تبع البحارة المسلمين في الوصول إلى سواحل الكاميرون البحارة البرتغاليون، والهولنديون، والبريطانيون، والألمان الذين حملوا السكان الأفارقة الأصليين كعبيد إلى بلدانهم للاتجار بهم، كما بدأ المبشرون المسيحيون يلعبون دورًا في تلك البلاد تحت قيادة الإنجليزي ألفريد ساكر والهنود الغربيون مثل جوزيف ميريك، إذ تم إنشاء محطة معمدانية عام 1845 في أكوا تاون (دوالا الآن)، كما أنشأ ساكر مركزًا أكبر في فيكتوريا (ليمبي حاليًا) في عام 1858، وقد لعبت البعثة الأمريكية المشيخية دورًا في تلك الأحداث، حيث أنشأت أول محطة لها في عام 1871، هذا وقد تغير أصل البعثات الموفدة هناك من القيام بالأعمال الدبلوماسية إلى التبشير، إذ كان معظمهم بل وأبرزهم من المشيخية والمعمدانيين والروم الكاثوليك.

 

[1] الترجمة نقل دقيق لجزء من محتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي: https://www.britannica.com/place/Cameroon/People#ref281026