واقع الإسلام في سوريناممقالات

كين شيتوود

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

واقع الإسلام في سورينام[1]

كين شيتوود

 

كانت بداية اكتشاف سورينام من قبل الأسبان، بعد ذلك تناوب الأسبان والبريطانيون والهولنديون على استعمارها، فتنافسوا فيما بينهم بعد ذلك فكانت بريطانيا تحتلها حينا وهولندا حينا آخر إلى أن آل الأمر إلى احتلال هولندا لها أخيرا عام 1667 واستمرت فيها إلى عام 1975 وهو العام الذي نالت فيه سورينام استقلالها لتنظم مع المستعمرات الهولندية في اتحاد يشبه الكومنولث البريطاني. سورينام هي إحدى دول أمريكا الجنوبية وعدد سكانها لا يزيد على 400 ألفا.

 

وصول الإسلام

وصل الإسلام إلى سورينام عن طريق الأفارقة الذين هاجروا إليها في القرن السابع عشر الميلادي، بالإضافة إلى الآسيويين في القرن التاسع عشر الميلادي، وبعد ذلك هجرة العرب من بلاد الشام. لم يكن من السهل ممارسة الشعائر الدينية في سورينام خاصة عندما كانت الدولة تحت حكم الاستعمار الهولندي، ولكن تحسن الحال بعد أن تم توقيع معاهدة بين المسلمين والهولنديين عام 1863م وهي المعاهدة التي عرفت باسم (يوكا).

 

نسبة المسلمين

تشير بعض المراجع إلى أن نسبة المسلمين في سورينام حاليا تصل إلـى 35%، فيما تشير مصادر أخرى إلى أن نسبتهم لا تتعدى الـ20%، لكن مع كل ذلك تكون جمهورية سورينام أكثر دولة بين دول أمريكا اللاتينية جميعها، من حيث نسبة السكان المسلمين، حيث يصل تعدادهم إلى حوالي 110 آلاف مسلم منهم 75 ألف إندونيسي و30 ألف هندي وباكستاني وبضعة آلاف من الأفارقة ومن السوريناميين ممن دخلوا في الدين أخيرا. وترجع أسباب زيادة نسبة المسلمين لعدة أسباب منها:

  • إقبال أعداد جديدة كل سنة على الدخول في الإسلام.
  • هجرة جماعات من السكان من البلاد وغالباً ما تكون هذه الجماعات غير مسلمة.
  • زيادة نسبة المواليد عند المسلمين عن غيرهم.

 

وقد انضمت سورينام إلى منظمة التعاون الإسلامي سنة 1996. ومع أن اللغة الرسمية لسورينام هي الهولندية إلا أن كل فئة من المسلمين ترتبط غالبا بلغتها الأم. فالإندونيسيين وهم الذين يعملون في زراعة الأرز متمسكون بلغتهم وعاداتهم في حين أن الفئة الهندية تتمسك بلغتها الأوردو، وهي تعمل في التجارة وتسكن المدن الرئيسية بسورينام بينما الأفارقة الذين يعملون في المناجم غالبا يتكلمون لغاتهم الخاصة بهم وهكذا أصبحت اللغة مشكلة أساسية في توحيد الجالية المسلمة وتوحيد مشاعرها وأفكارها ولولا هذه المشكلة لأصبح الإسلام دين الأغلبية بسورينام خاصة وأن المسلمين لهم مركز كبير وثقل واضح في الحياة العامة بكل وجوهها.

 

المساجد والمدارس

يزيد عدد المساجد في سورينام عن مئة وخمسين مسجدًا، إلّا أنّها لا تقوم بدورها في نشر الإسلام في سورينام على أكمل وجه، ولا تُعتبر المساجد في سورينام مكانًا تجتمع فيه كلمتهم، ولا يجتمع فيها جميع المسلمين حتّى للصّلاة، لأنّ المسلمين في سورينام متفرّقون بين كثير من الطّوائف والمذاهب، وأغلب اشتباكاتهم ليست فكريّة، بل تصل إلى التّضارب والقتال، بالإضافة إلى انتشارهم في مناطق سورينام المختلفة، وبمقارنة المسلمين مع غيرهم من الطّوائف، تظهر الكثير من المشاكل بينهم. على سبيل المثال قام المسلمون الهنود بتأسيس جمعيّة المسلمين السّوريناميّة، وهي تابعة للمذهب الحنفيّ، وبنوا لها عددًا من المساجد والمدارس الابتدائيّة والثّانويّة، وأكثر المسلمين نشاطًا في نشر الإسلام في سورينام هم الهنود، بالإضافة إلى نشاطهم في العمل الخيريّ، أمّا المسلمون الإندونيسيين فقد أسّسوا الاتّحاد الإسلاميّ السّوريناميّ على المذهب الشّافعيّ، وممّا يزيد الفرقة بين الطّوائف الإسلاميّة في سورينام، أنّهم يشعرون بالانتماء إلى البلد التي أتوا منها، أكثر من انتمائهم لسورينام، مثلًا يُصلّي المسلمون الإندونيسيون باتّجاه الغرب، لأنّهم في إندونيسيا كانوا يُصلّون باتّجاه الغرب.

 


[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي:https://link.springer.com/referenceworkentry/10.1007%2F978-3-319-08956-0_266-1