دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الإسلاموفوبيامقالات

آتيلجان أوزديل

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

دور وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الإسلاموفوبيا[1]

آتيلجان أوزديل

 

في آب (أغسطس) 2021 تعرضت حملة إعلانية على فيسبوك لانتقاد "إلهان عمر ورشيدة طليب" أول عضوتين مسلمتين في الكونغرس الأمريكي، واتهمت العضوتان بأن هذه الحملة ربطت عضوات الكونغرس بالإرهاب، حيث ندد بعض الزعماء الدينيين بالحملة، ووصفوها بأنها "معادية للإسلام"، وهو ما ينشر الخوف من الإسلام ويثير الكراهية ضد المسلمين في المجتمع، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها الزوجان تصريحات عنصرية معادية للإسلام على الإنترنت.

وتجدر الإشارة إلى أن الهجمات على المسلمين عبر الإنترنت لا تقتصر على السياسيين، فبعد عشرين عامًا من هجمات الحادي عشر من سبتمبر تجاوزت الصور النمطية التي تربط المسلمين بالإرهاب إلى حد بعيد التصوير في الصحف والتلفزيون، هذا وتدق الأبحاث الحديثة ناقوس الخطر بشأن تفشي ظاهرة الإسلاموفوبيا، والتي تستغلها الجماعات اليمينية المتطرفة لنشر المعلومات المضللة بهدف تشويه سمعة المسلمين وعقيدتهم.

تضخيم الكراهية

في يوليو 2021 وعلى سبيل المثال نشر فريق بقيادة الباحث الإعلامي لورانس بينتاك بحثًا حول التغريدات التي ذكرت عمر في حملتها ضده، وقد توصل البحث إلى أن نصف التغريدات التي درسوها تضمنت "لغة معادية للإسلام، أو معادية للأجانب، أو أشكال أخرى من خطاب الكراهية"، وقد جاءت غالبية المنشورات المسيئة من عدد صغير من "المحرضين" أصحاب الحسابات التي تثير المحادثات المعادية للإسلام على تويتر، كما أفاد هؤلاء الباحثون أن مثل هذه الحسابات لم تكن وليدة بالصدفة.

الحسابات "المخفية"

لدى Twitter ما يزيد قليلاً عن 200 مليون مستخدم نشط يوميًا، وفي الوقت نفسه يمتلك موقع Facebook ما يقرب من ملياري شخص، ويستخدم بعض مستخدمي التطبيقين استراتيجيات تلاعب وتضليل لتصعيد حملة الإسلاموفوبيا، وقد درس الباحث في المعلومات المضللة يوهان فاركاس وزملاؤه صفحات فيسبوك مخفية في الدنمارك، والتي يديرها أفراد أو مجموعات يتظاهرون بأنهم إسلاميون متطرفون من أجل إثارة الكراهية ضد المسلمين، فنشروا ادعاءات مسيئة تنم عن حقد دفين ضد الدين الإسلامي، وقد أزال Facebook هذه الصفحات لانتهاكها سياسة المحتوى المسموح به على منصتها.

هذا وقد نجحت هذه الصفحات المستترة تحت عباءة الإسلام في إثارة آلاف التعليقات العدائية والعنصرية تجاه الإسلام فكان لذلك بالغ الأثر السلبي تجاه الجالية المسلمة في الدنمارك، وبالأخص فئة اللاجئين، حيث انسجمت هذه التعليقات مع النظرة السائدة عن المسلمين والتي تصورهم على أنهم تهديد "للقيم والمثل الغربية" و "للعرق الأبيض"، مما يؤكد على أن الإسلاموفوبيا تذهب إلى ما هو أبعد من التعصب الديني.

الخطر الأعظم

تُظهر التجارب أن تصوير المسلمين على أنهم إرهابيون يمكن أن يزيد من القيود المدنية على المسلمين الأمريكيين، بالإضافة إلى كون ذلك داعمًا للعمل العسكري ضد الدول ذات الأغلبية المسلمة، وقد تم الإبلاغ عن حالات عنف ضد المسلمين، وتخريب المساجد، وحرق القرآن على نطاق واسع في الولايات المتحدة على مدار العشرين عامًا الماضية، والأخطر من ذلك أن هناك مؤشرات على استمرار تزايد ظاهرة الإسلاموفوبيا.

وتشير الدراسات التي تلت انتخابات عام 2016 إلى أن المسلمين يعانون الآن من الإسلاموفوبيا بشكل متكرر عبر الإنترنت أكثر من المعاناة منها وجهاً لوجه، وفي وقت سابق من عام 2021 رفعت مجموعة مناصرة للمسلمين دعوى قضائية ضد مديري فيسبوك متهمة الشركة بالفشل في منع خطاب الكراهية ضد المسلمين، وأن Facebook نفسه كلف بالتدقيق للحقوق المدنية، بحيث يخلق الموقع جوًا يشعر فيه المسلمون بالحصار.

وفي عام 2011 في الذكرى العاشرة لأحداث 11 سبتمبر وثق تقرير صادر عن مركز التقدم الأمريكي شبكة واسعة تدار من قبل اليمين المتطرف في أمريكا، وتثير قضية الإسلاموفوبيا وتنشر الدعايات المعادية للمسلمين في أنحاء البلاد، وبعد خمس سنوات من ذلك التاريخ كانت الولايات المتحدة بأكملها غارقة في الحديث عن خبراء "معلومات مضللة" يستخدمون استراتيجيات معادية لا تستهدف المسلمين فحسب، بل وغيرهم من مكونات المجتمع كالسّود على سبيل المثال.

 

[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي: https://theconversation.com/how-social-media-aided-by-bots-amplifies-islamophobia-online-166080