دور تقاليد الإسلام في الفن والعلوم على المستوى العالميمقالات

كالبانا جين

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

دور تقاليد الإسلام في الفن والعلوم على المستوى العالمي[1]

كالبانا جين

 

ستعرض هذه المقالة بعض المساهمات الإيجابية والتاريخية للإسلام، وكيفية تأثيره على الأديان الأخرى عبر المناطق الجغرافية.

فلربما يسهم الفهم غير المكتمل للإسلام في عدم إيلاء تقدير كاف لتاريخه الثقافي والفكري، كما يمكن أن تعطي كتب التاريخ في الولايات المتحدة صورة غير واضحة عن ثراء ماضي الدين الإسلامي؛ لذلك لا تولي الأجيال الناشئة أية تقدير وأهمية لهذا التاريخ الثري والعبق.

فقد ساهم علماء الإسلام في إثراء المكتبة العالمية بالكثير من الاختراعات والاكتشافات المبكرة في مختلف العلوم كالفلك، والطب، والرياضيات، والهندسة، فعلى سبيل المثال ساعد عالم الفلك القبيسي في القرن الحادي عشر، وهو أحد علماء الفلك المسلمين المشهورين في صياغة نقد للفكرة السائدة آنذاك، والقائلة بأن الأرض كانت مركز الكون، وقالت ستيفاني مولدر الباحثة في دراسات الشرق الأوسط عن ذلك بأن: "هذه النظرية سبقت وجهة نظر نيكولاس كوبرنيكوس عالم الفلك في عصر النهضة"، كما كان لعلماء المسلمين مساهمات مهمة في علم الرياضيات، مثل وضعهم لأسس علم الجبر ومساهماتهم في تطويره، كما كان لأطباء العيون المسلمين قصب السبق في ابتكار وصفة لكيفية إزالة المياه البيضاء من العين وذلك في عام 1010.

وكان العديد من هؤلاء العلماء المسلمين متمركزين في الموصل في العراق الحديث، والتي احتلتها الدولة الإسلامية من 2014 إلى 2017، حيث كانت لموقع الموصل الإستراتيجي المتمركز على طريق الحرير -وهي شبكة من الطرق التجارية- أثر كبير في ثرائها، وتنوع التقاليد والإرث الثقافي للناس الذين قطنوها، كما تشير إلى ذلك مولدر بقولها: "كانت المدينة موطنًا لمجموعة متنوعة من الناس: العرب، والأكراد، والإيزيديين، واليهود، والمسيحيون، والسنة، والشيعة، وعشرات من علماء ورجال الدين للعديد من الأديان"، حيث كان للإسلام تأثير كبير في التاريخ الثقافي للعديد من البلدان، ويوضح الباحث كيشوار رضوي على سبيل المثال أن شعراء التروبادور في العصور الوسطى في إسبانيا، والمعروفين بشعرهم الغنائي استعاروا إرثهم الغنائي من اللغة العربية، وأنه حتى القرن الخامس عشر كانت اللغة العربية هي لغة البلاط في جنوب إسبانيا كما يقول رضوي.

هذا وقد امتد التبادل بين الإسلام والديانات الأخرى إلى فن العمارة، إذ أخذت كنيسة Palatine الشهيرة التي يعود بناؤها إلى القرن الثاني عشر في صقلية بعضًا من طرازها المعماري من العصر الفاطمي الذين حكموا مصر بين القرنين العاشر والثاني عشر، فقد كتب رضوي واصفًا هذا النوع من التبادل: "كانت مثل هذه التبادلات شائعة بفضل تنقل الأشخاص والأفكار".

ويمكن أن يساعد فهم التاريخ الغني للفن الإسلامي في مواجهة العديد من التصورات عن الإسلام والتي شاعت حوله اليوم.

ويقدم رضوي مثالًا من الشعر الصوفي المسلم في القرن الثالث عشر، والذي يلخص الاعتقاد بوجود التعايش السلمي بين سائر فئات المجتمع وبمختلف أديانها ومشاربها الثقافية والفكرية فيقول: "كل الأديان، وكل هذا الغناء هو أغنية واحدة، فالاختلافات مجرد وهم وغرور ".

وقد كانت هناك تبادلات كبيرة بين الشرق والغرب، حيث شملت هذه التبادلات مختلف المجالات الثقافية منها والصناعية والتجارية، ونذكر من هذه التبادلات على سبيل المثال لا الحصر، أن الحرير الذي كان موجودًا بكثرة في الإمبراطورية الصفوية مشهورًا جدًا لدرجة أنه كان يصدّر إلى أوروبا وشتى بقاع الأرض، فكان ينسج منه الملوك البولنديين وغيرهم ألبستهم ومعاطفهم منه.

 

[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي: https://theconversation.com/islams-deep-traditions-of-art-and-science-have-had-a-global-influence-155107