الأديان في إمبراطورية المغولمقالات

جاك وثرفود

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

الأديان في إمبراطورية المغول[1]

جاك وثرفود

 

كان المغول متسامحين للغاية مع معظم الأديان إبّان فترة الإمبراطورية المغولية المبكرة، وقاموا برعاية العديد منها في نفس الوقت، وفي زمن جنكيز خان في القرن الثالث عشر حصل تحول بين أتباع كل دين، مثل المتحولين من البوذية إلى المسيحية، ومن المانوية إلى الإسلام، وقد أنشأ جنكيز خان مؤسسة تضمن الحرية الدينية الكاملة بالرغم من كونه شامانيًا، وفي ظل حكمه تم إعفاء جميع القادة الدينيين من الضرائب، هذا وقد عُرف أباطرة المغول بتنظيم المناظرات الدينية بين رجال الدين، والتي كانت تجذب أعدادًا غفيرة من الجماهير. وكانت الديانات المهيمنة في ذلك الوقت هي الشامانية والتنجرية والبوذية، وفي السنوات اللاحقة للإمبراطورية، اعتنق ثلاث من الخانات الأربع الإسلام، حيث كان الإسلام مفضلًا على الديانات الأخرى، وقد تبنت أسرة يوان البوذية بشكل أساسي، بينما كانت هناك ديانات أخرى تمارس في شرق الإمبراطورية المغولية.

الشامانية

كانت الشامانية ديناً شائعاً في آسيا الوسطى القديمة وسيبيريا، وكان الفعل المركزي في العلاقة بين الإنسان والطبيعة هو عبادة السماء الزرقاء، واحتفظ الخانات تحت إمبراطورية المغول بمجموعة كاملة من الشامان الذكور، كما تم تصنيف هؤلاء الشامان إلى درجات، وقاد هؤلاء الشامان الجيوش، ولعبوا دورًا سياسيًا قويًا في البلاط المغولي.

 

ديانات الدولة

البوذية

دخل البوذيون في خدمة الإمبراطورية المغولية في أوائل القرن الثالث عشر، ومُنحت الأديرة البوذية الإعفاء الضريبي، وعلى الرغم من أن الدين لم يُمنح صفة رسمية من قبل المغول إلا في وقت لاحق، فقد ازدهرت جميع أشكال البوذية، مثل البوذية الصينية، والتبتية، والهندية، وذلك رغم كون البوذية التبتية مفضلة على المستوى الإمبراطوري تحت حكم الإمبراطور مونجكي الذي عين نامو من كشمير رئيسًا لجميع الرهبان البوذيين.

الإسلام

اعتنق خانات تشاجاتاي -ثلاثة من الخانات الأربعة الرئيسة باستثناء أسرة يوان- الإسلام، حيث فضلت النخبة المغولية الإسلام لتعزيز حكمهم على الأغلبية المسلمة، كما قام المغول غير المسلمين بتوظيف العديد من المسلمين في مختلف المجالات، وأخذوا بنصائحهم في الشؤون الإدارية، فعلى سبيل المثال كان مستشار جنكيز خان "محمود يالافاش"، ووزير مالية قوبلاي خان "أحمد فناكاتي" من المسلمين، ومع ذلك ظلت الأراضي الرئيسية للمغول بوذية وشامان بقوة.

ونظرًا لأن المسلمين كانوا متعلمين، ويعرفون اللغة التركية والمنغولية، فقد أصبحوا فئة مفضلة من قبل المسؤولين، إلى جانب المغول البارزين الذين تحولوا إلى الإسلام بما في ذلك مبارك شاه، وتارماشيرين من خانات تشاجاتاي، وتودا مينجو، ونيجودار، وكان بيرك الذي حكم القبيلة الذهبية من 1257 إلى 1266 أول زعيم مسلم، كما كان غازان أول خان مسلم يتبنى الإسلام كدين وطني لإلخانات، وفي نفس الوقت الذي استورد فيه المغول مسلمي آسيا الوسطى للعمل كمسؤولين في الصين، فقد أرسل المغول الصينيين الهان والخيتانيين من الصين للعمل كمسؤولين على السكان المسلمين في بخارى في آسيا الوسطى مستخدمين بذلك الأجانب للحد من سلطة السكان المحليين في كلا البلدين.

وقد منع جنكيز خان وأباطرة اليوان اللاحقون الممارسات الإسلامية مثل الذبح الحلال، مما أجبر المسلمين على استخدام أساليب المغول في ذبح الحيوانات، كما أطلق جنكيز خان على المسلمين واليهود لقب "عبيد"، وأمرهم باتباع طريقة المغول في الأكل بدلاً من طرقهم، ومنع المسلمين من الختان، ووضع القيود على اليهود كذلك، وحرمهم من أكل الكوشر.

النصرانية

تم تبشير بعض المغول من قبل المسيحيين النساطرة منذ القرن السابع، وتم تحويل عدد قليل من المغول إلى الكاثوليكية، بخاصة من قبل جون مونتيكورفينو الذي تم تعيينه من قبل الدول البابوية في أوروبا، ولم يصل الدين المسيحي إلى مكانة عظيمة في الإمبراطورية المغولية، إلا أن العديد من الخانات العظماء تربوا على يد أمهات مسيحيات، وتعلموا على يد معلمين مسيحيين، ومن بعض الشخصيات المسيحية الرئيسة بين المغول: سورغاغتاني حفيدة جنكيز خان ووالدة الخان العظيم مونجكي، وهولاكو، وكتبوقا قائد القوات المغولية في بلاد الشام الذي تحالف مع المسيحيين هناك، كما حدثت تحالفات زواج مع القوى الغربية، كما حدث في زواج ماريا باليولوجينا عام 1265 ابنة الإمبراطور ميخائيل الثامن بأباقة، وضمت الإمبراطورية المغولية أراضي الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية في القوقاز وروسيا، والكنيسة الأرمنية الرسولية في أرمينيا، والكنيسة الآشورية في آسيا الوسطى.

الدين في عهد جنكيز خان

عندما وحّد جنكيز خان القبائل المغولية، وشن حربًا على معظم آسيا أصبح معروفًا كواحد من أمراء الحرب الأكثر قسوة ووحشية على مدى العصور، ورغم ذلك كانت إحدى سماته المميزة خلال غزوه العسكري هي تسامحه مع جميع الأديان، وأعلن الحرية الدينية للجميع، وقد جاء في كتاب إيمي تشوا "يوم الإمبراطورية": "أن المغول كانوا أكثر انفتاحًا من الناحية الدينية من أي قوة أخرى في العالم"، وحين جاء المسلمون من آسيا الوسطى لطلب حماية جنكيز خان من الاضطهاد الديني الذي تعرضوا له تحت حكم خان جوشلوغ المسيحي كان جنكيز خان سعيدًا بتقديم المساعدة، فقاد حملة في بالاساغون، وقتل جوشلوغ، وأعلن الحرية الدينية في أراضيه، وقد أكسب هذا جنكيز خان لقب "المدافع عن الأديان".

 

[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب. يمكنكم الوصول إلى المقالة عبر الرابط التالي: http://testing.brightcreations.com/cgi-bin/data.php?article=genghis+khan+and+the+making+of+the+modern+world+pdf&encrypt=409c3c19337c39fe3e5e8c16255bf2fc

0 شخص قام بالإعجاب


شاهد أيضاً