المصدر: موقع رسالة الإسلام.
دخلت راية التوحيد، إلى دولة ناميبيا، التي تقع في جنوب القارة الإفريقية متأخرة، وبالتحديد في العقد الرابع من القرن العشرين، على يد عدد من التجار المتجولين، من جنوب إفريقيا، غير إن أول ناميبي دخل في الإسلام كان في عام 1979، إلى أن وصل عددهم حاليا، إلى ما يزيد عن خمسة آلاف مسلم، في دولة يبلغ عدد سكانها 2 مليون نسمة.
وفي تلك البلاد، التي تقع في مجاهل إفريقيا، ينتظر الدعوة الاسلامية مستقبل باهر وواعد، في بلد ينتشر فيه مرض نقص المناعة " الإيدز"، وإدمان المخدرات والخمر، حيث لا يجد سكان البلاد، ملاذا وملجأ آمنا لحياتهم، سوى في الإسلام، الذي دخل فيه الكثيرون، فغيّر من حياتهم رأسا على عقب، ورزقهم الله الطمأنيئة والراحة والسلام، بعد ضياع مع الحياة العابثة في الزنا والخمر والمخدرات.
إلا إن المسلمين في تلك البلاد، يعانون أشد المعاناة، من قلة الإمكانات المادية، والفقر المدقع وعدم الاهتمام بالدعوة الإسلامية، فضلا عن حملات التنصير الواسعة، وعدم اعتراف ناميبيا بالإسلام رسميا، فالدعوة الإسلامية في ناميبيا تحتاج إلى جهود متضافرة، ودعم متواصل من العالم الإسلامي، بمختلف مؤسساته وعلمائه ورجاله.
تأخر الإسلام في الدخول إلى ناميبيا:
تأخر الإسلام في الدخول إلى نامبيا إلى عدة أسباب تاريخية، من أبرزها أن ناميبيا ظلت قرونا تحت نير الاستعمار، حيث كانت مستعمرة ألمانية، حتى الحرب العالمية الأولى، ووقع بعضها تحت انتداب جنوب إفريقيا، عانت خلاله من النظام العنصري، حتى نالت استقلالها عام 1990، إضافة إلى قصور الدعوة الإسلامية في الوصول إليها، فضلا عن تبعثر سكانها في مساحتها الشاسعة، إلا إن الدعوة الإسلامية في ناميبيا، ينتظرها مستقبل بعد استقلال البلاد، واهتمام مؤتمر الشباب المسلم في جنوب أفريقيا بالدعوة هناك.
وقد دخل الإسلام إلى هذا البلد، في العقد الرابع من القرن العشرين، عبر التجار القادمين من جنوب إفريقيا، وكان "جعفر جاسوج"، أول ناميبي يدخل الإسلام عام 1978م، وهو من قبيلة "ناما"، ثالث أكبر قبيلة في ناميبيا.
ناميبيا.. دولة مسيحية:
تفتخر ناميبيا بكونها دولة مسيحية، وتنتشر فيها حملات التنصير بقوة، في المقابل، فإنها لا تعترف بالإسلام رسميا، وإن تركت للمسلمين حرية ممارسة شعائرهم الدينية، وفقا لدستورها، الذي نص على أنها دولة علمانية ديمقراطية، غير إن عدم الاعتراف الرسمي بالإسلام، يسبب معاناة كبيرة للمسلمين هناك، سواء في الدارسة أو المعاملات أو الزواج أو المورايث ونحو ذلك من شئون حياتهم، التي تنظمها الشريعة الإسلامية، وتنكرها الحكومة الناميبية.
ناميبيا جغرافياً:
تقع في الجنوب الغربي من القارة الإفريقية، وتبلغ مساحتها 824.292 كيلو متر مربعًا، تحدها أنجولا من الشمال، وبتسوانا من الشرق، وجمهورية اتحاد جنوب إفريقيا من الجنوب والجنوب الشرقي، والمحيط الأطلنطي من الغرب، وتتكون أرض ناميبيا من سهول ساحلية، ترتفع بعدها أرضها نحو الداخل، حيث توجد هضبة بيهة، وهضبة دامارا، يليها صحراء كلهاري، ومناخ ناميبيا صحراوي في القطاع الشرقي، وشبه صحراوي في الغرب.
يزيد عدد سكانها عن 2 مليون نسمة، يعملون في الرعي والزراعة والتعدين، وأهم المعادن الماس والذهب، وتربى الحيوانات بأعداد كبيرة.
انتشار المسلمين في ناميبيا:
كما سبق أن ذكرنا يزيد عدد المسلمين في ناميبيا على 5000 مسلم، ورغم قلة عددهم إلا إنهم ينتشرون في مناطق متعددة، وأكبر تجمع للمسلمين في ناميبيا في العاصمة وندهوك، وفي منطقة لودريتز، وفي منطقة ولفش، وفي منطقة كيتيمان شوب، ومنطقة أورنجموند.
وللمسلمين في نامبيا 13 مسجدا، ومعظمهم من السُنة، إلى جانب عشرات الشيعة، ولا يوجد للصوفية مكان في ناميبيا ولا يعرفها مسلمو هذا البلد.
المراكز والمؤسسات الإسلامية:
توجد منظمة الحركة الإسلامية الناميبية، ولهذه المؤسسة عدة مشروعات إسلامية، منها: تأسيس مركز للدعوة الإسلامية في وندهوك، وجمعية إسلامية في ناميبيا، وتنشيط الحركة النسائية في البلاد، ومشروع مدرسة إسلامية، وتكوين لجنة للدعوة، ومشروع مركز إسلامي في ضاحية من ضواحي العاصمة، وهي كاتوتورا، وأهم متطلباتها تدعيم الدعوة، والحاجة إلى الكتب الإسلامية باللغة الإنجليزية، واستكمال مشروع المدرسة الإسلامية، ودعم المنظمات الإسلامية خصوصًا حركة الشباب المسلم.
والمركز الإسلامي في وندهوك، تم افتتاحه عام 1999م، وكان عبارة عن كنيسة قام بشرائها الشيخ سليمان الراجحي، وتتركز نشاطاته في نشر الإسلام وتبليغ رسالته، ومن أبرز ما أنجزه: الدعوة الإسلامية في السجون، حيث تشهد إقبالا كبيرا من المسجونين على دخول الإسلام،
كما يتبع للمركز أيضا، ما يسمى بالمركز التعليمي لمالكوم اكس، وهو مركز تعليمي دعوي، تم إنشاؤه بواسطة بعض الشباب الناميبيين المسلمين، وطلبة من جامعة ناميبيا، ويعتبر قناة أساسية للدعوة الإسلامية، بين شباب الجامعة.
مشكلات تواجه المسلمين في ناميبيا:
يواجه المسلمين في ناميبيا، العديدُ من المشكلات والمصاعب والتحديات، من أبرزها رواسب التفرقة العنصرية، التي مازالت مستمرة في البلاد، إضافة إلى حملات التنصير، التي وصلت إلى أن القساوسة، كانوا يأتون إلى المساجد في ناميبيا، وهم يحملون الأناجيل لدعوة المسلمين إلى المسيحية.
وهناك أيضا مشكلات التنقل في مساحة البلاد الشاسعة، إضافة إلى قلة الدعاة، حتى إنه لا يوجد داعية ناميبي، فضلا عن قلة الإمكانات المادية، لخدمة الأقلية المسلمة، ولصيانة المساجد وتوفير الخدمات لها، كما إن المسلم الجديد في ناميبيا، يواجه مشاكل عديدة، سواء من عائلته أو في عمله.
كذلك فإن عدم اعتراف ناميبيا رسميا بالإسلام، يضع صعوبات كثيرة أمام المسلمين، في إتمام الزواج وتوزيع المواريث، وغيرها من شئون الشريعة الإسلامية.
غياب المدارس الإسلامية:
يعاني المسلمون في ناميبيا، من غياب المدراس الإسلامية؛ فالدراسة في المدارس الحكومية في ناميبيا، باللغة الإنجليزية، ولا توجد في مناهجها مادة خاصة بالتربية الإسلامية، مما يضطر أبناء المسلمين، الملتحقين بالمدارس الحكومية، إلى دراسة الدين المسيحي، ضمن المناهج الدراسية.
ويحاول المسلمون تصحيح ذلك الوضع، من خلال المساجد، ومراكز الدعوة الإسلامية القليلة هناك.
تأثير الإسلام في ناميبيا:
تعتبر دولة ناميبيا، من الدول التي ترتفع فيها، نسبة الإصابة بفيروس نقص المناعة (الإيدز)، وتنتشر فيها المخدرات والكحول، على نطاق واسع، وفي حين أن تأثير الإسلام على الأفراد كبير وقوي، وذو أهمية, وخاصة في مساعدة شباب ناميبيا، في تَحَدّي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية السائدة، إلا إنه من الناحية السياسية، ليس له صوت قوي ومسموع في المجتمع بعدُ، فلا يوجد الآن أي وزير أو نائب في البرلمان من المسلمين .
احتياجات الدعوة الإسلامية في ناميبيا:
يحتاج المسلمون في ناميبيا، إلى دعم واسع وهائل، من المؤسسات الدعوية في العالم الإسلامية من خلال إمدادهم بالتبرعات والإمكانات المادية، فضلا عن إرسال الدعاة إلى هناك، لنشر الدعوة بين صفوف الشعب الناميبي، إضافة إلى تقديم منح للطلبة المسلمين من ناميبيا، للدراسة في الجامعات الإسلامية.
وقد طالب المسلمون في ناميبيا، بتوسيع المركز الإسلامي في العاصمة وندهوك، وشراء الأراضي المجاورة له، وتحويلها إلى مركز دعوي حضاري، تستخدم فيه كل وسائل الدعوة الحديثة المتاحة، وبناء مسجد في حرم جامعة ناميبيا، وإنشاء مجلس شورى إسلامي، وهيئة وطنية للزكاة، إلى جانب منح المزيد من الاهتمام، بزيادة فرص التعليم للطلبة المسلمين الناميبيين، للدراسة في الكليات والجامعات الإسلامية في العالم الإسلامي.
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.