كيف ينظر الأمريكيون إلى المسلمينمقالات

إيريكا ماتشولاك

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

كيف ينظر الأمريكيون إلى المسلمين[1]

إيريكا ماتشولاك

 

تصور أمريكا عن سكانها المسلمين واسع للغاية، وهو مشوه من نواحٍ معينة وفقًا للبيانات التي تم جمعها من قبل مركز بيو للأبحاث، وقد قدم بشير محمد الباحث البارز في مؤسسة Pew  النتائج التي توصل إليها حول الاختلافات بين التركيبة السكانية الفعلية للمسلمين في الولايات المتحدة، وتصورات الجمهور العام في مسرح فولجر بواشنطن العاصمة، وكان حديث 8 يوليو جزءًا من Folger's CrossTalk DC. ، وهو مشروع مدعوم من NEH من خلال Humanities in the Public Square ، وهي مبادرة على مستوى الأمة تهدف إلى تعزيز الحوار الهادف في المجتمعات حول القضايا الأكثر إلحاحًا اليوم.

إن الحديث عن المسلمين بشكل عام دقيق مثل الحديث عن المسيحيين بشكل عام، ويقول محمد: "يكاد الجمهور لا يرى هذه الاختلافات أبدًا"، فعلى سبيل المثال تُظهر استطلاعات مركز بيو التي صدرت خلال السنوات الخمس الماضية أن 26 في المائة فقط من جميع البالغين الأمريكيين المسلمين هم مهاجرون من الشرق الأوسط أو شمال إفريقيا، وخُمس البالغين المسلمين في الولايات المتحدة من المعتنقين للإسلام (المسلمين الجدد)، ومعظمهم ولدوا في هذا البلد لأبوين ولدوا هنا أيضًا، و40% من المسلمين المولودين في الولايات المتحدة يصفون أنفسهم بأنهم سود في إشارة إلى مفهوم خاطئ شائع، حيث أشار محمد إلى أن "معظم المسلمين الأمريكيين من أصل أفريقي ليسوا أعضاء في أمة الإسلام".

ويقول محمد كذلك: "إن الاستنتاجات التي يستخلصها عامة الناس عن المجتمع المسلم لا تأتي من تجربة شخصية، مشيرًا إلى أن نصف الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع أفادوا بمعرفة الإسلام معرفة عابرة"، وعلى الرغم من هذا النقص في التآلف، فإن ما يقرب من نصف الأمريكيين الذين شملهم الاستطلاع يقولون إن الإسلام يشجع على العنف، ويقول محمد: "إن ربع الجمهور يعتقدون أن نصف مسلمي الولايات المتحدة على الأقل معادون لأمريكا"، ومع ذلك تشير بيانات بيو إلى أن المسلمين الأمريكيين يميلون إلى الشعور بالرضا عن الطريقة التي تسير بها الأمور في الولايات المتحدة أكثر من نظرائهم غير المسلمين، ويقول محمد: "إن الأمريكيين المسلمين لديهم أيضًا قواسم مشتركة مع عامة الناس أكثر مما قد يتوقعه الكثيرون، فهم يميلون إلى التوافق بشكل وثيق مع المعدلات الوطنية من حيث الثروة والالتزام بالممارسة الدينية، وأفاد المسلمون في الولايات المتحدة عن درجات من مشاهدة الألعاب الرياضية وألعاب الفيديو تمامًا مثل أي أمريكي آخر"، فالمهاجرون المسلمون هم من أكثر المجموعات التي يهاجرون إلى الولايات المتحدة ليصبحوا مواطنين (70 بالمائة)، ويقول محمد: "إن الباحثين يستخدمون نقطة البيانات هذه لمحاولة الإجابة على السؤال القائل: ما مدى محاولة المسلمين في أن يصبحوا أمريكيين، وأن يحاولوا الاندماج في المجتمع الأمريكي؟، إذ على الرغم من هذه الأرضية المشتركة، فقد انخفض التسامح مع الأمريكيين المسلمين بشكل مطرد خلال العقد الماضي".

ويقول محمد أيضًا: "مثل العديد من الأقليات الأخرى في أمريكا يبلّغ المسلمون عن حالات تحيز ضد أنفسهم أكثر مما يدركه أو يعترف به عامة الناس وفقًا لدراسة أجراها مركز بيو عام 2011 أفاد أن 28 بالمائة من الأمريكيين المسلمين عوملوا بشبهة بسبب هويتهم الدينية في العام الماضي، وتُظهر استطلاعات مركز بيو للسود واليهود والإنجيليين تباينات بين درجة المعاملة غير العادلة التي يتعرض لها أعضاء المجموعة، والتي يلاحظها الغرباء"، وفي مقابلة له شدد محمد على هذا "الانفصال" بين التصورات الداخلية والخارجية، مضيفًا أن العديد من الأقليات العرقية والدينية لديهم تجربة لا يراها غير الأعضاء، أو لا يتعرفون عليها في كثير من الحالات وفقًا لمحمد، فالمسلمون هم المجموعة الدينية الأكثر سلبية في الولايات المتحدة، ويتبعهم الملحدون في ذلك، وقال إن السلبية العامة تجاه المسلمين في أمريكا قد اشتدت منذ عام 2002، ولكنه قال أيضًا إنه حتى الإلمام الأساسي بالإسلام أو أتباعه يؤدي غالبًا إلى مواقف أكثر إيجابية بين الأمريكيين، حيث يشكل المسلمون مجموعة سكانية صغيرة، ولكنها تتزايد بشكل مطرد، حيث من المتوقع أن يصل 1 في المائة من السكان اليوم إلى 2.1 في المائة بحلول عام 2050، وفق دراسة بيو المنشورة في عام 2011 والمتاحة على موقع المنظمة على الإنترنت، إلى جانب جميع البيانات التي أشار إليها محمد خلال حديثه حيث قال: "لا يوجد دليل على تزايد الدعم للتطرف الإسلامي بين المسلمين الأمريكيين منذ 11 سبتمبر، إذ من الصعب الحصول على معلومات عن المواقف تجاه الإسلام وأتباعه قبل 11 سبتمبر"، ويقول محمد: "إن البيانات الشاملة عن الأمريكيين المسلمين هي ظاهرة حديثة نسبيًا؛ لأنه لم يكن هناك تمويل تقريبًا للبحث قبل عام 2002، وأضاف أنه نظرًا لأن مركز بيو هو لاستطلاعات الرأي للبالغين فقط، فإن الباحثين لم يستفيدوا بعد من ديناميكيات مجموعات المدارس اليوم مع نمو السكان وكبر السن، فالمسلمون عمومًا هم من الشباب نسبيًا، ومن المرجح أن تتطور أوصاف الذات والتصورات الخارجية.

 


[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب.