حال الإسلام في الأرجنتينمقالات

إسراء عابد

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

حال الإسلام في الأرجنتين[1]

إسراء عابد

متطوعة في عدد من الجمعيات الخيرية

 

منذ أن بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبليغ رسالته، والدين الإسلامي في توسع وانتشار حيث بلغ جميع أقطار الأرض، ووصل إلى جميع الملل. وبالنظر إلى مكانة الإسلام في الأرجنتين، فالملاحظ أن الأرجنتين هي موطن لواحدة من أكبر الأقليات المسلمة في أمريكا اللاتينية حيث تشير التقديرات إلى أن المجتمع المسلم يشكل حوالي 1.9 ٪ من إجمالي السكان وفقًا لـ "جمعية أرشيف البيانات الدينية". ويعود ذلك إلى موجات الهجرة الكبيرة التي حدثت في القرن الماضي، بالرغم من أن الكثير من المهاجرين المسلمين اندمجوا كلياً في المجتمع الأرجنتيني وتركوا معظم تقاليد دينهم الإسلامي، إلا أن فئة لا بأس بها من المسلمين ما زال ملتزماً ومحافظاً على تقاليد وشعائر دينهم الإسلامي.  

 

لمحة تاريخية

يمكن ربط وجود الإسلام في الأرجنتين بالفتح الإسباني واستكشاف الأمريكتين، ويذكر أن أول السكان المسلمين كانوا من مغاربي الموريسكوس في القرن الخامس عشر، الذين استكشفوا أمريكا مع المستكشفين الإسبان. يشير مصطلح "الموريسكيون أو الموريسكوس" إلى المسلمين الذين بقوا في الأندلس تحت الحكم المسيحي بعد سقوط الحكم الإسلامي للأندلس وأجبروا على اعتناق المسيحية بعد أن تم حظر ممارسة الإسلام علانية. ولتجنب الاضطهاد، هرب الكثيرون واستقروا في الأرجنتين، وشهدت الأرجنتين أيضًا موجة أخرى من المهاجرين العرب خاصة من سوريا ولبنان (التي كانت جزءًا من الإمبراطورية العثمانية في ذلك الوقت) حيث قدموا إليها بجوازات سفر عثمانية بين أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وتعتبر الجالية المسلمة في الأرجنتين واحدة من أكبر الأقليات المسلمة في أمريكا اللاتينية.

وقد تم بناء أول مسجدين في البلاد في الثمانينيات من القرن الماضي، ففي البداية تم افتتاح مسجد التوحيد للجالية الشيعية في بوينس آيرس عام 1983، بدعم من السفارة الإيرانية. ومن ثم تم بناء مسجد الأحمد للجالية السنية في عام 1985 وهو أول مبنى في البلاد يتميز بالعمارة الإسلامية. وأيضاً تم بناء مركز الملك فهد الثقافي الإسلامي (الذي موله ملك المملكة العربية السعودية في ذلك الوقت الملك فهد) في عام 1996 وهو أكبر مسجد في أمريكا الجنوبية، ويضم بجانب المسجد مكتبةً ومدرستين وحديقة.

ويغلب على نشاطات المركز التعليم الديني الذي يتراوح بين تعليم اللغة العربية وعقد الندوات وإلقاء المحاضرات التي تهم الجالية المسلمة، ثم توسع ليشمل مدرسة توفر التعليم لأبناء الجالية من رياض الأطفال حتى الثانوية، ومسجداً ومركزاً يشرف على ضمان ذبح اللحوم الحلال التي تصدِّرها الأرجنتين والتحدث باسم مسلمي الأرجنتين في المؤتمرات الدولية، فقد شارك رئيس المركز إلى جانب رئيس وزراء الأرجنتين في المؤتمر العالمي للبابا (تأملات من إعلان الإخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والتعايش المشترك) في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

 

المسلمون اليوم

انخفض عدد المسلمين الملتزمين في الأرجنتين خلال السنوات الأخيرة، وأصبحوا يعانون من مشاكل عديدة من أهمها: افتقادهم التواصل مع العالم الإسلامي، وتراجع الوعي الديني، وافتقادهم للدعاة المجيدين للغة الإسبانية، واحتياجهم إلى أعداد كبيرة من المصاحف المترجمة للغة نفسها، بالإضافة إلى عدم وجود قناة فضائية إسلامية ناطقة باللغة الإسبانية تتواصل مع مسلمي الأرجنتين.

والخلاصة هي أن مسلمي الأرجنتين اليوم بحاجة إلى المزيد من البرامج المتلفزة والإذاعية الأسبوعية حول تعاليم الدين الإسلامي ومبادئه، إضافة إلى إصدارات صحيفة شهرية تتناول مختلف الموضوعات الإسلامية من أجل إيصال تعاليم ومبادئ الإسلام لكافة فئات المجتمع، وخاصة الشباب. أيضاً، ينبغي الحرص على تنظيم موائد الإفطار الرمضانية وغيرها من المناسبات والاحتفالات حتى يتعرف المزيد من أفراد المجتمع على الدين الإسلامي.

 

[1] الترجمة نقل دقيق لمحتوى المقالة ولا يعني ذلك بالضرورة الموافقة على آراء الكاتب.