مسلمو البرازيل في رمضانمقالات

THE ISLAM AWARENESS BLOG

مترجم عن اللغة الإنجليزية

 

المصدر: THE ISLAM AWARENESS BLOG.[i]

 

في كل رمضان، تكافح زبيدة لجمع أفراد أسرتها مرةً واحدة على الأقل في الأسبوع لكي يتناولوا الإفطار الرمضاني معًا.

تقول زبيدة، وهي من أصل لبناني: "أحب أن أرى أفراد عائلتي يجلسون معًا خلال الشهر الكريم، هذا يعطيني إحساسًا بأن الإسلام موجود دائمًا داخل بيتي"، وتضيف أنها تشعر بفرح غامر عندما تدعو الأقارب والجيران لتناول الإفطار خلال شهر الصيام: "الأقارب معتادون على القدوم لتناول الإفطار معنا، وحتى بعض الأقارب البرازيليين من جانب والدتي البرازيلية"، وعلى الرغم من أن هذه المرأة المسلمة تعيش في مجتمع غربي، إلا أنها تحرص على تعليم أبنائها معاني الصيام في رمضان.

وتقول زبيدة، التي نشأت في البرازيل: إن أطفالي يصومون منذ أن كانوا في التاسعة من العمر، وعلى الرغم من أن الناس حولي يُدينون موقفي للسماح للأطفال بالصيام، إلا أني أعلم أن ما أفعله يُنظر إليه بعيون الرضا من قبل أي أسرة مسلمة.

في رمضان, يساعد المسلمون المرضى والمسافرين، ويمتنعون عن الطعام والشراب والجماع بين الفجر والغروب، ويكرس المسلمون أوقاتهم ليتقربوا إلى الله من خلال الصلاة وضبط النفس والعمل الصالح، ومن المعتاد أيضاً أن يقضي المسلمون جزءًا من أيام شهر رمضان في تلاوة وتدارُس القرآن الكريم.

كما تقوم المرأة المسلمة بنقل فن الطهو العربي إلى أبنائها في هذا الشهر، تقول زبيدة: لا أجتهد خلال الأيام المعتادة في فنون الطهي العربية كما أفعل في رمضان. وتضيف: أشعر بأنه يجب علينا أن نبقى أقرب قدر المستطاع من كل ما يتعلق بثقافتنا وديننا، وغالبًا ما تشتمل مأدبة إفطارنا على الأطباق اللبنانية الشهيرة. وتضيف أيضاً: على الرغم من أنني ولدت في البرازيل، إلا أن قلبي قريب من أي ثقافة عربية.

وهناك عدد متزايد من العائلات المسلمة في البرازيل، والتي تحرص على مراعاة تقاليد رمضان، يقول محسن جليل، رئيس المنظمة البرازيلية الإسلامية: لقد لاحظنا أنه على الرغم من معيشتنا في بلد غربي وحديث، فإن العائلات المسلمة في البرازيل تكافح من أجل الحفاظ على تقاليدها ودينها على أكمل وجه، خاصة خلال شهر رمضان. ثم يضيف: المفاجأة هي أن عددًا كبيرًا من المسؤولين عن إبقاء أجواء رمضان بين عائلاتهم هم من النساء اللواتي ولدن في البرازيل ولكنهن من أصل عربي.

ووَفقًا لتعداد عام 2001 فإنه يعيش 27.239 مسلمًا في البرازيل, ومع ذلك فإن الاتحاد الإسلامي البرازيلي يقدر عددهم بحوالي 1.5 مليون مسلم، وغالبية مسلمي البرازيل هم من نسل مهاجرين سوريين وفلسطينيين ولبنانيين استقروا في البرازيل في القرن التاسع عشر خلال الحرب العالمية الأولى وفي السبعينيات، كما وصل الكثير من العراقيين إلى البرازيل بعد الحرب.

يعيش كثير من مسلمي البرازيل في ولايات: بارانا وغوياس وريو دي جانيرو وساو باولو، وهناك أيضًا مجتمعات مسلمة مهمة في ماتو غروسو دو سول وريو غراندي دو سول.

ويواجه العديد من المسلمين البرازيليين مشكلاتٍ أثناء محاولتهم تعليم أطفالهم الصوم خلال الشهر الكريم، يقول جليل: يشعر بعض الناس بالقلق عندما يرون أطفالًا صائمين، ولكننا نعلم أن ذلك لن يؤثر على حياتهم، بل سيجلب لهم المزيد من الفائدة والأمل. ويوافقه الرأي غسان علي عبد الله - 39 عامًا: "في المرة الأولى التي صمت فيها في حياتي كنت في السابعة من عمري، ولا أندم على ذلك لثانية واحدة". ويضيف قائلًا: أتذكر كيف كان أصدقاء والدي ينتقدونه، ولكنه وقف ضد اعتراضاتهم، واليوم لدي عائلة وعمل جيد وأتوقع أن أتبع خطواته تجاه أطفالي، فرمضان هو لحظات نشعر فيها بأننا نتطهر من الشوائب الموجودة خارج المنزل، والصيام لا يغير سلوكياتنا وتصرفاتنا سلبيًّا.. أنا أحب رمضان، ويسعدني أن أرى أطفالي يتشاركون هذه الأفكار أيضًا".

ويقول عبدالرحمن يحيى (سائح مصري - 51 عاماً): لدينا فرصة لنكوِّن أنفسنا في البرازيل، لقد اخترنا هذا البلد لقضاء الإجازة ثلاث مرات متتالية. وأضاف قائلًا: إن بعض البرازيليين يظهرون اهتمامًا كبيرًا بمعرفة المزيد عن الإسلام كلما التقوا بسائح مسلم. وقال: في إحدى المرات برد طعامي لأن النادل لم يتوقف عن سؤالي عن بلدي وديني.

وتأتي البرازيل كوجهة سياحية مفضلة لبعض السياح المسلمين، وقد قال المسؤول الإعلامي بوزارة السياحة والإعلام: إن الأعداد الهائلة من العرب في هذا البلد، الذين حققوا إنجازات جيدة وبعثوا بشرى سارَّة إلى أقاربهم، جعلوها مناسبة للزيارة.

 

[i] رابط المادة الأصلية: اضغط هنا

0 شخص قام بالإعجاب