انتشار التشيع وتأثيره في النسيج الاجتماعي في غرب إفريقيامقالات

محمد الأمين سوادغو

المصدر: قراءات إفريقية - 2/ 6/ 2016م.

 

استوطنت إفريقيا كثيرٌ من المعتقدات الوافدة، ومن أبرز أسباب ذلك أنّ الشَّخصية الإفريقية شخصية مرنة، سهلة الاستجابة، تتقبل كلّ شيء، وقد أدرك الشِّيعة الرافضة هذه السمة في الشَّخصية الإفريقية؛ فسعتْ إلى القارة السّمراء، تروّج لمذهبها تحت دعاوى محبّة أهل البيت وموالاة عليّ رضي الله عنه.

وعلى الرَّغم من أنَّ المسلم في غرب إفريقيا سنّيّ العقيدة، مالكي المَذْهب، منذ قرون، فإنَّ التّشيّع أصبحَ يتوغَّل في إفريقيا عامّة، وغربها خاصّة، وأصبحَت الدعوة إلى التشيّع ظاهرة، وهذا ما يستلزم التَّناول العلمي، خصوصاً مع اتجاه الدراسات المنسوبة للمتشيّعين الأفارقة، من مختلف المرجعيات الشِّيعية، نحو أسلوب التَّضخيم والمبالغة عن التمدّد الشّيعي في غرب إفريقيا.

تاريخ الوجود الشيعي في غرب إفريقيا:

إنّ دراسة الوجود الشِّيعي من النَّاحية التَّاريخية في منطقة غرب إفريقيا عملٌ شاقٌّ ومهم؛ لأنّ غرب إفريقيا تمثّل منطقة شاسعة، تضمّ: (بوركينافاسو، موريتانيا، السنغال, غامبيا، الغابون, غينيا بيساو, غينيا كوناكري, ساحل العاج, مالي, غانا, نيجيريا, النيجر, سيراليون، توغو, ليبيريا, بنين, والرأس الأخضر)، ويزيد عدد سكان المنطقة على «250 مليون نسمة», وهي تمثّل أكبر كتلة مسلمة في إفريقيا، فأغلب سكانها مسلمون، إضافةً إلى أنّها أكثر أجزاء القارة من حيث الوحدات السياسية، والازدواجية في التَّقسيم الدِّيموغرافي.

والتَّمدّد الشِّيعي في غرب إفريقيا - أو غيرها - من المستجدات الميدانية التي تثير اهتمام الفعاليات الإسلامية والجهات المهتمة بالدعوة وغيرها في غرب إفريقيا اليومَ، وإنَّ المتتبع لتاريخ دخول الشِّيعة والمتشيّعين الأفارقة وغيرهم في إفريقيا بعامّة، وغربها بخاصّة، يُدركُ بوضوح أنَّ دخولهم مرّ بعدّة محطات؛ أهمها:

المحطة الأولى: الجاليات اللّبنانية، أولى نواة الشِّيعة في غرب إفريقيا:

منذ حقبةٍ من الزمن هاجر بعض اللبنانيين إلى إفريقيا لغرض التِّجارة والاستثمار فيها، وكان منهم الشِّيعي، والسُّنّي، والنصراني، والدرزي، وتزايد عددهم بشكلٍ واضحٍ مع النصف الأخير من القرن التَّاسع عشر، وكانت المستعمرات الفرنسية في إفريقيا أولى محطات الهجرة اللبنانية إلى القارة؛ لأنّ بعضهم يتقنون اللغة الفرنسية، وتركّزوا في ستة أقاليم كانت خاضعة للسّيطرة الفرنسية بعد الحرب العالمية الأولى، هي: (السِّنغال، وغينيا كوناكري، ومالي، وبنين، والنيجر، وموريتانيا)، بالإضافة إلى مستعمرتي: (غامبيا، وسيراليون) الإنجليزيتَين، ومستعمرة غينيا الاستوائية البرتغالية.

وفَد مع التُّجار اللّبنانيين متشيّعون لبنانيون لنشر العقيدة الشِّيعية في إفريقيا، فشكّلوا النواة الأولى للوجود الشِّيعي في غرب إفريقيا، وقد ازداد نشاطهم بعد تقلّد بعض أبناء جالياتهم مناصب عليا في بعض بلدان إفريقيا؛ فوفَّروا للمتشيّعين حمايةً قانونيةً وغطاءً سياسيّاً؛ وتُرجم «الثقل الاقتصادي للجالية اللبنانية إلى ثقلٍ سياسيٍّ بدخول بعض الأفراد ذوي الأصول اللبنانية إلى البرلمانات الوطنية في الدول الإفريقية، على نحو ما حصل في غينيا بيساو، بينما وصل آخرون إلى منصب مستشار الرئيس كما في غينيا الاستوائية وبوركينافاسو. يُضاف إلى ذلك الاتصالات الشَّخصية للعديد من رجال الأعمال اللّبنانيين بكبار المسؤولين ورجال الدولة في الدول الإفريقية بغية تأمين مصالحهم وحمايتها، وهي اتصالات تتمّ في معظمها على أُسس فردية ولمصالح خاصّة»(1) .

المحطة الثَّانية: الدبلوماسية الإيرانية:

وقد ظهرت الشِّيعة بشكلٍ منظّم في غرب إفريقيا منذ عام 1949م إلى 1990م تحت رعاية الدبلوماسية الإيرانية، وهناك مَن يرى أنَّ حقيقة الظهور المنظّم في غرب إفريقيا بدأ بين عامي 1980م و 1990م؛ لأنَّ معظم بلدان غرب إفريقيا ارتبطتْ علاقاتها الدبلوماسية بإيران في هذه الحقبة (2) .

المحطة الثَّالثة: الثورة الإيرانية الخُمَينية:

تعدّ الثورة الخمينية عام 1979م المحرِّك الأساس للشِّيعة في إفريقيا، حيث أطلق مشروعاً عالميّاً بعيد المدى؛ لتصدير ما أسماه: (الثورة الإسلامية) التي تستهدف العالم الإسلامي والمسلمين السنّيين؛ إذ إنَّه من المعروف أنّ النشاط الدعوي الشيعي مقصورٌ على الداخل الإسلاميّ في معظمه الغالب، ولا ينشط خارج إطار المسلمين؛ فهو غير معنيٍّ أصلاً بانتشار الإسلام، وإنما معني ّبذيوع الفكرة الشِّيعية المتمردة في المحيط السُّني، وفي إفريقيا (محلّ الدراسة)، وعند تتبع النشاطات والمؤسسات التي تأسّست في إفريقيا يُلاحَظ أنّ معظمها بدأْ عمله في الأعوام التي تلتْ الثورة الإيرانية؛ بدءاً من عام 1983م تقريباً (3) .

واستطاعتْ إيران طيلة ثلاثة عقود من العمل المنظّم والمستمر, ومن خلال المنظمات الخيريَّة الإيرانية والعراقية، والهيئات الحكومية والأهلية, والمراكز التَّعليمية والثَّقافية, والمشاريع الاقتصاديَّة الاستثماريَّة, إضافة إلى العمل الدبلوماسي الدِّيني، والتَّغطية الإعلامية القوِّية والمستمرة، إيجاد حواضن لعقيدة الشِّيعة الاثناعشريَّة في غرب إفريقيا، تتباين حولها المواقف؛ حيث «يعمد المناهضون للتقليل منها, والمناصرون إلى المبالغة فيها، يُضاف إلي ذلك دثار (التّقية) الذي يتلفع به أفراد الطائفة، على أنَّ هذا الحضور الشِّيعي يرقى إلى حدّ الظاهرة التي لا تخطئها العين في: غانا، ونيجيريا، والسِّنغال، وكوت ديفوار» (4).

عوامل انتشار الشِّيعة في غرب إفريقيا:

هناك العديد من العوامل، يتلخص أهمّها فيما يأتي:

1 - تقليل دعم النشاط الدعوي السنّي بحجّة مكافحة الإرهاب:

لقد طوَّقت الدول الغربية أبرز الجمعيات الإسلامية المموِّلة للدعوة الإسلامية في إفريقيا بحجّة مكافحة الإرهاب، واتخذتْ من أحداث 11 سبتمبر 2001م ذريعةً لمحاربة نشر الإسلام الصحيح في إفريقيا، فوضعوا قيوداً صارمةً وملزمةً على الدول العربيَّة السّنّية لتضييق الخناق على «قطاع العمل الخيري الخليجي (السُّني) وما يرافقه من نشاطات دعوية، ما أدى إلى تخوُّف كثيرٍ من المؤسسات الخيرية من دمج التوعية الدينية مع عملها الخيري...؛ لاسيما مع توافر أجواء تسمح بلصق تُهَم دعم الإرهاب به من قِبَل قوى دولية» (5)، إضافة إلى التَّفجيرات وأعمال العنف التي حدثت في أكثر من بلدٍ إفريقي، مثل: (تنزانيا، وكينيا، والصومال، والجزائر، ونيجيريا)، التي يستغلها الشيعة في «بعث رسالة إلى الحكومات والأنظمة والشعوب الإفريقية بأنّ البديل (الآمن) للفكر التكفيري العنيف هو الفكر الشِّيعي ومعتقداته (السلمية!)» (6)؛ فجمَّدت بعض الجمعيات الدعوية الإسلامية كلّ أنشطتها الضعيفة أصلاً؛ خوفاً من تهمة الإرهاب والملاحقة القانونية من دولها الإسلامية، أو من المنظمات الدولية الغربيَّة، فانتهز الشِّيعة هذه الفرصة لنفث عقيدتهم الفاسدة في غرب إفريقيا.

2 - عوائد النَّفط العراقية:

سقطت العراق السّنّية بيد الشّيعة، وتحكمها الآن مرجعيات شيعية مرتبطة بإيران، وأصبحت العراق مصدر تمويلٍ للشيعة الرافضة في كلّ إفريقيا، وبخاصّة غربها؛ حيث وُجّه «جزءٌ من عوائد النفط إلى النشاط الدعوي بإفريقيا، واستغلال ارتفاع أسعار النفط أثناء حرب الكويت، ثم العدوان على العراق، وما تلا ذلك من ضخِّ أموالٍ لتُصرف على التشييع بإفريقيا» (7) .

3 - ضعف دور المؤسسات التَّعليمية الإسلامية السنّية في غرب إفريقيا:

يلاحظ كلُّ متابع لحال الدعوة الإسلامية في إفريقيا تراجع دور المؤسسات التعليمية العريقة والقوّية من الدول العربية والإسلامية، مثل: جامعة الأزهر الشَّريف، الذي كان منبع العلوم الإسلامية ومصدراً لنشر الإسلام في القارة، كذلك الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وجمعية الدعوة الإسلامية العالمية بليبيا، وجامعة الزيتونة في تونس، وأدى ضعف دور هذه المؤسسات الإسلامية السنّية إلى ظهور بيئة مناسبة لنشر العقيدة الشِّيعية الرَّافضية.

4 - تضييق الدول الغَربية على نشر الإسلام الصحيح في غرب إفريقيا:

يمارس الغرب ضغوطاً على الدول الإفريقية لفتح أبوابها أمام المدّ الشِّيعي ليكون بديلاً للإسلام السّنّي الصّحيح، ففرنسا وأمريكا – مثلاً - راضيتان وداعمتان لوجستيّاً لـ «النشاط الشِّيعيّ في دولٍ إفريقية ذات غالبية مسلمة، كنيجيريا وغانا وإريتريا وكينيا والسنغال... وغيرها» (8)، يعرف الغربيّ النصرانيّ العلمانيّ الليبراليّ أنّ الإسلام الصحيح «يمثّل بالنسبة للجنس الأسود العامل الحضاري الأعمق أثراً»(9) ، كما يعرف الغربيّ أنّ الإسلام السنّي الصحيح وقايةٌ من كلّ المعتقدات المنحرفة والتَّغريب.

أثر التَّشَيُّع في النسيج الاجتماعي الإفريقي:

تَفرض قضية اتساع نطاق المدّ الشّيعي في غرب إفريقيا حزمةً من التأثيرات الخطيرة المحتملة على النسيج الاجتماعي التي تحمل في طياتها عدّة مخاطر جسيمة ومدمِّرة، لا سيما مع توافر بيئة خِصبة تتسم بحالة القلق؛ بسبب تزايد وتيرة الفقر وأصحاب النفوس الضعيفة، وتردي الظروف الاقتصاديَّة في غرب إفريقيا المسلمة؛ ويمكن تلخيص تلك التَّأثيرات في المخاطر الآتية:

الخطر الأوَّل: تفكيك النَّسيج الاجتماعي (الأسرة – الفرد):

دأبت إيران منذ قيام «دولة الشيعة الرافضة» عام 1979م في توظيف التّشيّع؛ بشكلٍ يهدّد وحدة المجتمعات في العالم الإسلامي.

ويمكن أنْ ألخص آثار التّشيّع  السَّلبي على المسلمين في غرب إفريقيا في الآتي:

1 - زرع الفُرقة وتعميقها في الأسرة الواحدة: زرعت الشيعة في إفريقيا الفُرقة بين العائلة الواحدة، حيث انقسمت بعض العائلات في غرب إفريقيا إلى قسمَين: قسم على عقيدة أهل السنّة والجماعة، وقسم آخر على عقيدة الشيعة، بينهما بغضٌ وكراهيةٌ وفُرقة وتناحرٌ كامل، وصل إلى انقطاع رحمٍ بينهما، والسّبب هو دخول الرافضة في إفريقيا.

يتخذ المشروع الإيرانيّ الفارسيّ الصفويّ من المذهب الشيعيّ غطاءً له يهددنا تهديداً عقديّاً ووجوديّاً، ويهددنا في قيمنا الإفريقية والإسلامية

 2 - تفكيك قوَّة المسلمين ووحدتهم: هناك ضعفٌ وارتباكٌ في صفوف المسلمين في غرب إفريقيا اليومَ، كان المسلمون قوَّةً متماسكةً في إفريقيا بعامّة، وغرب إفريقيا بخاصّة، لكن منذ أنْ ظهرتِ الشّيعة الرّافضة اختلفوا وذهبت قوَّتهم، فالمتشيع الإفريقيّ لا يصليّ في مساجد أهل السنّة والجماعة، والسّنّي ناصبيٌّ عند الشّيعة الرّافضة، والسّبب هو الشّيعة الرّافضة التي ظهرتْ بمعتقداتٍ باطلةٍ في إفريقيا.

3 - تمزيق أواصر الأخوّة والمحبّة بين المسلمين: السُّنِّي في غرب إفريقيا لا يصاهر الشِّيعيّ، وكذلك العكس، لوجود تناحرٍ بين الطائفتَين، في حين كان الأفارقة في الماضي يتصاهرون بالرغم من اختلاف مذاهبهم، فقد كان المعيار الوحيد عند المسلمين في إفريقيا هو «اعتناق الإسلام»، لكن لمّا دخلت الشيعة وطعنت في الكتاب والسنّة، وشكّكت في نصوص الدّين الصريحة النقلية والعقلية، وطعنت في الصحابة وأمّهات المؤمنين - رضي الله عنهم جميعاً -، أصبح السُّنِّي يفارق المتشيع ويبتعد عنه؛ لأنّه صار فيروساً خطيراً يسعى لتسميم جسد الإسلام في إفريقيا.

4 - إضعاف روح التَّضامن والتَّعاون بين المسلمين: بمجيء الشيعة ظهرت لهجة العداوة والجفاء التامّ في المعاملات الاجتماعية بين المسلمين والشيعة في غرب إفريقيا؛ فالشيعيُّ يلعن السّنّيَّ جهاراً، ويتمنّى لأهل السنّة الموت في أسوء ظروف، ويفرح بل يمرح بموت عالمٍ سنّيٍّ، أو بوباء نزل بساحتهم، فهناك عداوةٌ حقيقية في الأسواق والمؤسسات الاجتماعية، ويعامل الشيعيُّ زميله الشيعيّ بكلّ حبٍّ وودٍّ وسهولة، ويعبس في وجه السّنّيَّ ويعامله بقساوةٍ، وربّما تآمر عليه ليعرقل إجراءاته ومعاملاته الاجتماعية أو التجاريّة في الدولة.

5 - تفتيت الصرح التَّعليمي الإسلامي في غرب إفريقيا: انقسمت المدارس الإسلامية في إفريقيا إلى قسمَين، مدارس سنّية كانت منتشرة في غرب إفريقيا بشكلٍ واسعٍ، ومدارس شيعية رافضية حديثة، تمثّل حسينيات وحوزات وكليات شيعية، يُنفق عليها بسخاء، الهدف منها خلق هوّة وفرقة لطمس المؤسّسات السنّية، فتسعى لجلب أبناء أهل السنّة لهذه المؤسسات، وهي خطة لتدمير النسيج الاجتماعيّ والتّعليميّ في إفريقيا، لأنها تُدخل الأسرة الواحدة في جدالٍ عقيمٍ عن أسباب موت الحسين ويوم الجَمَل.. إلخ، ويتباغض أفرادها بسبب هذه الخلافات التي تشتعل بينهم وهم في غنىً عنها.

6 – إثارة التناحر والتباغض بين المتعلمين المسلمين: فهناك سِجَالٌ عقيمٌ بين طلاب العلم في المعاهد والمدارس الإسلامية في إفريقيا وفي الأنديّة الشبابية، إضافةً إلى الشّبكة العنكبوتية الإنترنت، وبين الوجوه الشّبابية التي تشيّعت، وقد وصل هذا السِّجال ببعضهم إلى صراعٍ دائمٍ وانقطاعٍ كاملٍ، شَحَنَ نفوسهم بالكره والبغضاء.

7 - فقدان الثقة بين المسلمين: بسبب انتشار التشيع في إفريقيا فُقدت الثقة بين المسلمين الأفارقة، حيث قسمهم التشيع إلى الإفريقيّ السنّيّ والإفريقي الشيعيّ الرافضيّ، ومن ثمّ ينظر الشيعيّ الرافضيّ إلى الإفريقيّ المسلم بوصفه ضالاً، فكلّ مسلم لا يؤمن بدين الرافضة ولم يبايع مراجعهم الشيعية فهو ضالٌّ حسب رؤية الشيعيّ الإفريقي.

الخطر الثَّاني: تزايد احتمالات نشوب صراعات مذهبية وطائفية:

إنّ انتشار الشيعة الرافضة في إفريقيا يزيد احتمالات نشوب صراعات مذهبية وطائفية في كلّ إفريقيا بعامَّة، وغرب إفريقيا بخاصَّة، حيث وُظفّ التشييع لأغراضٍ سياسيةٍ لخدمة إيران وحلفائها، قال الشَّيخ محمَّد الحاج حَسَن رئيس «التَّيار الشِّيعي الحرّ» في لبنان: إنَّ «إيران تستخدم الشِّيعة العرب وقوداً لمشروعها الخاص (في المنطقة) الَّذي لا يَخْدمُ الشِّيعة؛ بل يخدم هدفها السِّياسي» (10) ، هذا في الوطن العربي، وهو المشروع نفسه في إفريقيا، استخدمت إيران «حبّ آل البيت» في إفريقيا لخدمة أهدافٍ سياسيةٍ، ولهذا تدعم الصراعات الطائفية المذهبية بالمال والفكر.

ولم يعد خافياً أنّ التشيع في غرب إفريقيا أصبح يُنذر بإمكانية اندلاع صراعات ذات طابعٍ مذهبيٍّ بين السنّة والشيعة، لا سيما مع انتشار النزاعات والحروب الطائفية في الدول العربية كافة، وتوسعة رقعة هذه الحروب في العالم الإسلامي بما فيها إفريقيا، وستكون ردود الأفعال بلا حدود، وإفريقيا جزءٌ من العالم، تتوغل الشيعة الرافضة فيها بشكلٍ مريب، تخترق المجتمعات كما تخترق النار الهشيم، وتسعى لتفتيت المجتمعات المتماسكة اجتماعيّاً وثقافيّاً.

ويمكن أنْ ألخص تزايد احتمالات نشوب صراعات المذهبية والطائفية في إفريقيا في الآتي:

1 - احتمال انعكاس الصراعات (العربيَّة - الفارسية) على المسلمين في إفريقيا: فالدول السنّية لها حضورٌ قويٌّ في إفريقيا، حيث تموّل المشاريع في بناء الجامعات والكليات التي تنشر العقيدة الإسلامية الصحيحة المبنية على الكتاب والسنّة بفهم سلف الأمّة في إفريقيا، وتتبعها الجمعيات والمراكز التي تبني المساجد والمعاهد ودور الأيتام والمشافي وتحفر الآبار وغيرها، وفي المقابل الدول الراعية لنشر التشيّع في إفريقيا تبني جامعاتها ومعاهدها وإذاعاتها ومساجدها وعياداتها ومشافيها ومراكزها، فردود الأفعال متوقعة، ونسبة الاصطدام المتوقعة بين أبناء هذه الدول وأتباعها عالية.

2 - تصاعد حِدّة الطعن في الصحابة وأمّهات المؤمنين – رضي الله عنهم أجمعين - في الخطاب الديني للشيعة الرافضة في غرب إفريقيا: وقد تهوّر المتشيعون في نشر مطوياتهم وتسجيلاتهم التي تحوي ذلك، وسيُقابل هذا التهور الشيعيّ الرافضيّ من قِبل أهل السنّة بتصحيحٍ علنيّ، وقد يحدث اصطدامٌ بين الحقّ والباطل. 

3 - فتح جامعات شيعية في مناطق ذات أغلبية سنية، بدعمٍ ماديٍّ سخيٍّ لها: والغرض من هذا التنافس غير الشريف زرع البلبلة بين المسلمين السنّيين، وإشعال فتيل الفتن بينهم، ويعتمد الشيعة على علمانية الدول الإفريقية لاستفزاز السنّيين في مناطقهم.     

4 - تجاهل الحكومات الإفريقية لخطر الشّيعة الرافضة في إفريقيا، وتركيزها على ما يسمى بـ «التّطرف السّنّي»: فأهل السنّة والجماعة في غرب إفريقيا طائفة مسالمة، لا تعرف التَّطرف ولا الغلو فضلاً عن السّلاح، وإذا خرج منهم بعض الجهلاء باسم الجهاد وغير ذلك؛ فهم بريئون منهم، فتجاهل الحكومات الإفريقية لخطر الشيعة الرافضة في إفريقيا خطأٌ استراتيجيٌّ؛ يسبّب توترات عميقة بين المسلمين في إفريقيا.

 5 – تحريض إيران للحكومات الإفريقية على مؤسسات أهل السنّة والجماعة في إفريقيا: إيران تستخدم الحقيبة الدبلوماسية والعلاقات الحكومية بينها وبين حكومات الدول الإفريقية للتحريض على المنظمات السنّية؛ فتتهمها بنشر التطرف وتكوين الحركات الجهادية القتالية، ويا للأسف الشديد! بعض الحكام الأفارقة يصدّقون هذه الأكاذيب، فيصدرون قوانين تمنع عمل المؤسسات الإسلامية السنّية أو تعرقل أعمالها في إفريقيا، وهذا سيسبّب توترات مستقبلية، وقد يشعل حروباً لا تبقي ولا تذر.

الخطر الثالث: الشيعة خطر على أمن المجتمع الإفريقي المسلم:

يتعامل المتشيعون الجدد مع أوطانهم بوصفها أوطاناً ثانوية، حيث يتحول انتمائهم – بعد تشيّعهم - لإيران أكثر من انتمائهم لبلدانهم، وتصبح مدينتهم المقدّسة هي (قُمْ).

تسعى إيران من خلال نشر التشيّع إلى التأثير في أمن إفريقيا، ففي أكتوبر 2010م استطاعت السلطات النيجيرية رصد ثلاث عشرة حاوية شحن تحتوي على أسلحة، بما في ذلك راجمات صواريخ مدفعية 107 ملم، ورصاصات بنادق، والعديد من الأسلحة الخفيفة الأخرى، وكانت الحاوية مكتوب عليها من الخارج: «مواد بناء»، وطبقاً للتحقيق الذي أجرته السلطات النيجيرية بعد ذلك؛ فإنّ الشحنة جاءت من إيران، وكانت في طريقها إلى غامبيا، وردّاً على هذا الاكتشاف قامت السلطات الغامبية في عام 2010م بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وطردت الدبلوماسيين الإيرانيين من البلاد.

وفي فبراير 2011م قال وزير الخارجية النيجيري أودين أجوموجوبيا: «إنَّ حكومته أبلغت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بضبط شحنة أسلحة غير مشروعة قادمة من إيران، اعترضتها أجهزتها الأمنية في لاغوس الشهر الماضي... واستجوب محققون نيجيريون أحد الإيرانيين الذي لجأ إلى السفارة الإيرانية في أبوجا عاصمة نيجيريا فيما يتعلق بشحنة الأسلحة، بعد أن قام وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي بزيارة نيجيريا يوم الخميس، لكنّهم لم يتمكنوا من استجواب الآخر؛ لأنه يتمتع بحصانة دبلوماسية .وقالت مصادر دبلوماسية إنّه يعتقد أنّ الرّجلين من أعضاء: (وحدة القدس) التابعة للحرس الثوري الإيراني والمتخصصة في العمليات الخارجية» (11) .

اعترفت إيران في النهاية أنّها قامت بشحن تلك الحاوية، وزعمت أنّ الشحنة كانت جزءاً من اتفاقيةٍ سريّةٍ أجرتها طهران مع العاصمة الغامبية (بانجول)، ولكنها أنكرت أنها خرقت بذلك الحظر الأممي على مبيعات السلاح الإيرانية؛ لأنّ الصفقة تمّ توقيعها عام 2008م؛ أي قبل عامين من فرض حظر السلاح على إيران (12).

لقد أدى هذا التدخل إلى انهيارٍ سريعٍ في العلاقات التي كانت تربط كلاً من إيران والسنغال من جهة، وإيران وغامبيا من جهةٍ أخرى، حيث استدعت السنغال سفيرها من إيران، وذلك بعد علمها أنّ إيران أمدّت الانفصاليين في منطقة «كاسامانس» بالسلاح الذي استُخدم لقتل ثلاثة من الجنود السنغاليين (13)، فقد وصل تقريرٌ قدّمه رئيس أركان الجيش السنغالي إلى الرئيس عبد الله واد، أكّد فيه أنّ القوات الانفصالية لحركة «كاسامانس» استخدمت أسلحة متطوّرة وذخيرة تمّ استيرادها من إيران (14)، وقد أصدر الرئيس السنغالي بياناً قال فيه: «إنّ السنغال تشعر بالغضب من أنّ الرصاصات الإيرانية استُخدمت لقتل ثلاثة من الجنود السّنغاليين» (15)، وهذه الحالات هي المعلنة وما خفي قد يكون أخطر وأعظم، فإيران تتوغل سلباً في إفريقيا، والحروب الطائفية القادمة في إفريقيا سيكون سببها إيران.

يتخذ المشروع الإيرانيّ الفارسيّ الصفويّ من المذهب الشيعيّ غطاءً له يهددنا تهديداً عقديّاً ووجوديّاً، ويهددنا في قيمنا الإفريقية والإسلامية، الاستراتيجية الإيرانية لها أيد غير ناعمة في إفريقيا، تورطت في تصدير الأسلحة لمناطق الصراعات الإفريقية بغية تحقيق مصالح سياسية واستراتيجية إيرانية، ولربما توصّل إيران هذه الأسلحة بتكليفٍ من الدول الغربية التي تدعم الانفصاليين في كثيرٍ من البلدان الإفريقية.

ويمكن تلخيص المشكلة القادمة على أمن القارة في النقاط الآتية:

1 - تكوين أحزاب شيعية سياسية في إفريقيا على غرار حزب الله في لبنان، والأحزاب العراقية واليمنية والبحرينية والكويتية: فجماعة الزكزاكي مثلاً في نيجيريا بمثابة كتلة سياسية خطيرة، تعتمد على سياسة حزب الله اللبناني في تجنيد أعضائها، ترمي إلى خلق قواعد محلية موالية لإيران باعتبارها المرجعية الوحيدة، وتزعم مواجهة المصالح الغربية في إفريقيا ومواجهة الإمبريالية والاستكبار الغربي لمجرد ذرّ الرماد في العيون.

2 - أسّسوا حزباً سياسيّاً في موريتانيا باسم: (حزب الجبهة الشعبية) قبل 16 - 17 سنة: لم يعلن في وقت تأسيسه أنه حزب شيعي, إلا أنّ فكرة التشيع وخدمة الأجندات الخمينية كانتا ضمن برامجه, صرّح بذلك رئيس الحزب نفسه قائلاً: «الجبهة الشعبية حزب - فعلاً - متأثرٌ بالأفكار الخمينية, وهو حزب من الأحزاب التي تأسست منذ حوالي 16 إلى 17 سنة, ومنذ ذلك الوقت نحن على هذا الخط، ونحاول مع القوة اليسارية الموريتانية أن تكون مساندة لهذا الخط, خاصّة الخط الذي يتمثّل اليوم في حزب الله وسوريا والجمهورية الإسلامية, نحن مؤمنون بخطّ الخميني وندافع عنه في موريتانيا, وندافع عنه في جميع الدول العربية, وندافع سياسيّاً عن هذا الخطّ ضدّ الحركات السّلفية، وبعضٍ من الحركات القريبة من الإمبريالية ومن الصهيونية العالمية, وهذا خطنا من الناحية السّياسية»(16) ، هذا الكلام خطيرٌ على مستقبل أمن موريتانيا، فهي دولة سنّية على مذهب الإمام مالك، والقبول بحزبٍ سياسيٍّ شيعيٍّ يعني تطبيق النموذج اللبناني في موريتانيا، وهو نموذج سفك الدماء والحروب.

3 - تسليح أتابعهم وتجنيدهم وتدريبهم: مما يعني أنّ مستقبل القارة حروبٌ ودمارٌ وسفكٌ للدماء، فما علاقة نشر الشيعة بتجنيد الشباب وتسليحهم في إفريقيا؟! إنّ هذا يعني أنهم يخططون للعبث بأمن القارة وبوحدة المسلمين فيها، كما فعلوا ويفعلون بالوطن العربي اليوم.

سبيل مجابهة التمدّد الشيعي  في غرب إفريقيا:

لكلّ ظاهرة سيئة بدايتها، ويمكن وضع نهايتها وفق خطة مدروسة، وأهم سبل مجابهة الشيعة الرافضة في غرب إفريقيا ما يأتي:

1 - وضع خطط مدروسة بعناية شديدة: فالشِّيعة الرافضة تسير وفق خططٍ طويلة المدى، ومدعومة من إيران وبعض الحكومات الإفريقية، أما جهودنا – فغالباً - مبنية على مبادرات فردية أو جماعية عشوائية، ولا تحظى بدعمٍ حكومي، ومن المهمّ بمكانٍ تأسيس جمعيات ومنظمات إفريقية تقودها كفاءات واعية مقتدرة، تدرس الواقع وترصده بشكلٍ جيد، وتشرف على الدعاة، وتعدّ لهم البرامج المناسبة لتنفيذها في المدن والقرى في منطقة غرب إفريقيا، وعلى مستوى كلّ دولة على حدة.

2 - توحيد الجهود العلمية والدعوية لمجابهة هذه الظاهرة الخطيرة في غرب إفريقيا: يقول المثلُ الإفريقيُّ: (اليد الواحدة لا تصفّق)، فعدم وجود تنسيق وتواصل بين العلماء والشخصيات الدعوية من أهل السنّة والجماعة, وقلّة المؤتمرات والمخيمات الدعوية والقافلات الدعوية للاطلاع على خطورة هذا التمدد، يزيد في نفوذ هذا السرطان الخبيث.

3 - تقوية البعثات الدبلوماسية التي تمثّل الدول العربية والإسلامية في غرب إفريقيا: يدرك كلّ مَن يتابع واقع الحياة الدبلوماسية في غرب إفريقيا أنّ بعثة الفرس الدبلوماسية أقوى ميدانياً من دبلوماسية الدول العربية والإسلامية, فتجد السفير الإيراني سفيراً ميدانياً في الدعوة والتّشيّع، بله الملحق الثقافي الذي يتخصّص في الدعوة أصلاً إلى المذهب، بخلاف سفراء كثيرٍ من الدول العربية والإسلامية الذي لا يهمّهم أمر الدعوة الإسلامية.

4 - تكوين الدعاة من غرب إفريقيا تكويناً جيداً: لا يقتصر على الندوات التي تُعقد بين حينٍ وآخر، والتي لا تعدو أن تكون مجرد لقاءاتٍ لتوزيع شهادات المشاركة والشكر والتقاط الصور التذكارية، فلا بد من تكليف الدعاة الميدانيين بإعداد تقارير سنوية أو موسمية عن خطورة هذا التّمدّد، وأساليب ووسائل مقاومته، يتمّ رفعها للحكومات والمنظمات الدعوية لمناقشتها، ووضع الخطط المناسبة، وإعداد الدعاة، وتوفير الإمكانيات المطلوبة للوقوف في وجه التمدّد الشيعي.

5 - إيجاد مصادر لتوفير تمويلٍ داخليٍّ أو خارجيّ ينفق على الدعاة الميدانيين وتفريغهم لتوعية المسلمين بخطورة الشيعة الرافضة: فمعظم الدعاة في غرب إفريقيا فقراء، يحتاجون إلى ما يعينهم على القيام بواجبهم وتحمّل مسؤولياتهم الدعوية.

6 - الاهتمام بالجانب الإعلامي لتوصيل الإسلام الصحيح، وفضح الملل والنحل الفاسدة، وعقائد الشيعة الرافضة: والاستفادة في ذلك من كلّ تقنيات التواصل ووسائل الإعلام المختلفة المسموعة والمرئية والمطبوعة وغيرها، والشبكة العنكبوتية، والبثّ والتواصل باللغات المحلية، إضافةً إلى اللغة العربية، والفرنسية، والإنجليزية, وكذلك فتح إذاعات محلية في المدن والقرى، وطباعة البحوث والرسائل التي تناولت القضية بشكلٍ جيد، وترجمتها إلى اللغتَين الفرنسية والإنجليزية، وترجمة الكتب والمطويات وتوزيعها على الطلاب والدارسين، وإصدار المجلات المتخصّصة باللغة الفرنسية والإنجليزية والعربية وبعض اللغات المحلية، لتوعية الناس بخطر الرافضة.

الخاتمة:

من خلال هذا التناول تتبين عدة نتائج مهمّة، منها:

1 - التشيع الرافضيّ دعوةً ووجوداً في غرب إفريقيا أصبح ظاهرة تستوجب التصدي لها.

2 - لا توجد إحصائيات دقيقة بنسبة المتشيّعين في غرب إفريقيا؛ إذ يلجأ الشيعة إلى سياسة التّقيّة وإخفاء إحصاء أتباعهم، فيقدّمون إحصائيات مزوّرة لأهدافٍ عديدة، منها، خداع المزيد من أبناء المسلمين، ومنها تضليل مَن يدعمهم بأنهم يحقّقون نجاحاً؛ ومن ثمّ لا يمكن أن نعطي أي مصداقية للأرقام الضخمة التي تطرحها «مراكز الشيعة الرافضة في غرب إفريقيا»، فعدد الذين تشيَّعوا من السنغاليين والماليين والبوركينيين لا يتجاوز المئات، علماً أنّ بعضهم تراجع عن التشيُّع، كما حدث مؤخراً في جمهورية السنغال حين انسحب قرابة نصف طلاب «جامعة المصطفى العالمية» فرع السنغال؛ بعد أن اكتشفوا أنّه تمّ التَّغرير بهم، وأنَّ هدف الجامعة هو تشيّيعهم وليس التَّعليم، لدرجة أنّ بعض الطلاب الَّذين كانوا قد ذهبوا إلى (قُم) أصروا على العودة إلى بلدانهم لمّا اكتشفوا الحقيقة.

3 - أنّ الجالية اللبنانية كانت النواة الأولى للشيعة في غرب إفريقيا منذ القرن التاسع عشر.

4 - أنّ الثورة الإيرانية الخمينية أصبحت - بعد قيامها - المحرك الأول والداعم الأساس لنشر العقيدة الشيعية الرافضية في غرب إفريقيا.

5 - استغلال الشيعة لمسألة استشهاد الحسين رضي الله عنه، وحبّ آل البيت، مطيةً للوصول إلى أهدافهم، كما يتخذون من قضية المستعمر اليهوديّ والأمريكيّ والأوروبيّ أسلوباً لغسل أدمغة الشباب الأفارقة.

6 - ضعف الدعم الرسميّ من الدول السنّية للمؤسسات والكيانات الإسلامية، وتضييق النطاق على العمل الخيريّ الإسلاميّ، ساهم في إخلاء الساحة للمؤسسات الشيعية لتتحرك بسهولة.


الإحالات والهوامش:

(*) محمد الأمين سوادغو/ باحث في الشؤون الإفريقية – بوركينافاسو.

(1) اللبنانيون في إفريقيا، تريز منصور، مقال من موقع، مجلة الجيش، بيروت– لبنان، العدد: 311، مايو 2011م-  الموقع الرسمي للجيش اللبناني، موقع/ http://www.lebarmy.gov.lb /.

(2) التّشيّع في إفريقيا، تقرير ميداني، تقرير خاص باتحاد علماء المسلمين تحت إشراف: لجنة تقصي الحقائق بمجلس الأمناء، ط1، 1432ه / 2011م، ص: 123 ـ 343.

(3)  إيران المتجهة إلى إفريقيا تبشيراً واستثماراً، أمير سعيد، مجلة البيان، مجلة إسلامية شهرية جامعة، السعودية، العدد: 281، 1432هـ - 2010م، ص 48.

(4) التشيّع في غرب إفريقيا، محمد بابكر أحمد، مقال علمي، نشر يوم 1/7/2013م، في موقع/ http://sudaneseonline.com/

(5) المرجع السابق، ص 49.

(6) إيران المتجهة إلى إفريقيا تبشيراً واستثماراً، أمير سعيد، مجلة البيان، ص 49.

(7) المرجع السابق، ص 49.

(8) إيران المتجهة إلى إفريقيا تبشيراً واستثماراً، أمير سعيد، مجلة البيان، ص 49.

(9) التيار الإسلامي في الأدب السنغالي، خالد عبد المجيد مرسي، وشيخ حامدو كاني، منشورات مركز البحوث والدراسات الإفريقية، سبها، ليبيا، ط1، 1989م، ص 53.

(10) مقال بعنوان: الشيعي الحر.. إيران تستخدم الشيعة العرب وقودًا لمشروعها الخاص، موقع مفكرة الإسلام، نشر يوم السبت 23 مايو 2015م.

(11) نيجيريا تبلغ مجلس الأمن الدولي عن مصادرة شحنة أسلحة إيرانية، موقع قناة العربية، نشر يوم الثلاثاء، 10 ذو الحجة 1431هـ / 16، نوفمبر 2010م.

(12) Anna Mahjar-Barducci, ―Iran‘s charm offensive in Africa.‖ Hudson New York, 18 March 2011,  http://www.hudson-ny.org/1974/iran-charm-offensive-africa.

  Senegal severs ties with Iran, Al Jazeera, 23 February 2011.

(13)http://english.aljazeera.net/news/africa/2011/02/201122392022223897.html.

(14) Senegal ends relations; says Iran arms rebels, International Iran .

Times3March 2011,  http://www.irantimes.com/english/index.php?option=com_content&view=artic... says-iran-arms-rebels&catid=98:whats-left&Itemid=425

(15)Senegal severs ties with Iran.‖ Al Jazeera, 23 February 2011. http://english.aljazeera.net/news/africa/2011/02/201122392022223897.html.

(16) قناة العربية (مهمة خاصة)، بعنوان: إيران في موريتانيا.