المصدر: منتديات فرسان المعرفة 24/ 7/ 2011م
قليلة هي المعلومات التي نعرفها عن حال الإسلام والمسلمين في دول أمريكا الجنوبية، ولن نكون مبالغين عندما نقول: إننا لا نكاد نعلم أي شيء عما يدور للمسلمين في تلك البقعة النائية من الكرة الأرضية من أحداث، لذلك رأينا أن نخرج في رحلة ونمخر عباب البحار والمحيطات التي تفصل بيننا وبين تلك البلاد، لنتعرف أحوال إخواننا المسلمين هناك، ونحن في تلك الرحلة سوف نزور إن شاء الله دولة بوليفيا فهيا بنا.
الموقع:
هي دولة في أمريكا الجنوبية خامسة دولها مساحة بعد البرازيل، والأرجنتين، وبيرو، وكولومبيا، وهي دولة داخلية، توجد ضمن النطاق الغربي من أمريكا الجنوبية، تحدها البرازيل من الشمال والشرق، وبيرو وتشيلي من الغرب، وبارغواي والأرجنتين من الجنوب، واشتراكها في الحدود مع العديد من دول القارة كان مدعاة لأطماعهم فاقتطعت منها مساحة كبيرة.
هذا ويرجع اسم بوليفيا إلى الجنرال سيمون بوليفار الذي سعى من أجل تحرير أراضي أمريكا الجنوبية من سيطرة الاستعمار الإسباني، فتم إطلاق اسم بوليفيا على هذا الجزء نسبة إلى الجنرال بوليفار.
وتعد بوليفيا واحدة من أفقر بلدان أميركا الجنوبية، وتتحدث هذه النخبة اللغة الإسبانية لان غالبيتهم من أصول إسبانية، أما معظم البوليفيين فيعتبرون من ذو الدخل المنخفض وهم مكتفون بالعمل في الزارعة، والمناجم، والتجارات الصغيرة أو الحرف.
بوليفيا:
• العاصمة: لاباز.
• أكبر مدينة: سنتا كروز.
• المساحة: تبلغ مساحتها 1،098،58,88كم2.
• عدد السكان: وصل عدد السكان حسب آخر الإحصائيات الرسمية حوالي 10,907,778 نسمة.
• عدد المسلمين: يبلغ عدد المسلمين أكثر من 150 ألف حسب إحصائية غير رسمية عام 2005م.
• الديانة: المسيحية البروتستانتية والكاثوليكية.
• اللغة: الرسمية الإسبانية.
• المجموعات العرقية: وحوالي 54% من سكان بوليفيا من الهنود الأمريكيين، ولذلك تسمي دولة بأمريكا الجنوبية، وحوالي 32% من السكان من المستيزو (خليط أوروبي هندي)، وحوالي 14%من السكان من أجناس وأصول متعددة، منهم الإسبان والألمان والعرب واليابانيون والأفارقة واليهود.
• أول مركز إسلامي: تأسس عام 1989م قد قام بتأسيسه مسلم فلسطيني الأصل.
لقد عرفت بوليفيا الإسلام منذ القرن الخامس الهجري، عندما هاجر إلى هناك عدد من الأفارقة.. لذا فإن الإسلام هو أول دين سماوي عرف في هذه المنطقة من العالم.. وقد أعجب سكان بوليفيا وهم من الهنود الحمر بأخلاق المسلمين وصدق معاملاتهم.. فقربوهم إليهم وقامت بينهم علاقات تزاوج ومصاهرة.. حيث ظهر جيل جديد من المسلمين الذين حفظوا القرآن الكريم.. وأدوا شعائر دينهم الحنيف في حرية وعلنية.. جذبت الهنود الحمر لاعتناق الإسلام.. ونظراً لأن الأفارقة الذين هاجروا إلى بوليفيا.. كانوا يعيشون في بلادهم في ظل نظام قبلي.. فقد أدى ذلك إلى توأمة مشاعر الأفارقة والهنود الحمر.
ومن المعلوم أن الكثير من المعالم العمرانية في بوليفيا وأغلب دول أمريكا اللاتينية تعطينا دليلاً قاطعاً على أن "المورسكيين" تلك الطائفة التي كانت تخفي إسلامها، حملها الإسبان بالقهر والقوة خلال فترة تقهقر المسلمين في الأندلس إلى هذه البلدان.
وكانت بوليفيا جزءاً من إمبراطورية الهنود الأمريكيين "الإنكا" قبل استيلاء الإسبان عليها سنة 1538م فكان المورسكيون المسلمون، لقمة سائغة في يد طواغيت الاستعمار الإسباني الغاشم يوجهونهم كيفما يريدون وحسب مصالحهم وأهدافهم الخبيثة.
هذه الموجة من المؤمنين الضعفاء تلاشت في خضم الأحداث الاستعمارية، وذابت أمام قسوة محاكم التفتيش، والبقية الباقية استسلمت للقهر والجبروت وأخفت إسلامها، ولا يوجد اليوم في بوليفيا أي أثر لهذه الجماعة إلا علامات وآيات من خلال جدران وأبواب ونوافذ مدينة "سوكري"، توحي لك بأن المسلمين "مروا من هنا.
وقد أسس المسلمون في بوليفيا حضارة إسلامية راقية.. تمثلت في بناء عدد لا بأس به من المساجد الصغيرة ومدارس تحفيظ القرآن الكريم، كما أسسوا مجتمعات مستقرة وقاموا بتعمير الأرض واستثمار ميراثها لصالح الجميع من سكان بوليفيا.. كما انتعشت التجارة والزراعة والثروة الحيوانية في ظل الوجود الإسلامي.
وقد استخدم المسلمون في بوليفيا التكنولوجيا المحلية في تشييد المساجد والدور.. ونقلوا إلى بوليفيا من الزخرفة الإسلامية.. حيث نقشوا العديد من الآيات القرآنية الكريمة على الأمجاد.. وزينوا الأحجار بالنقوش النباتية..
وما زالت هذه الآثار الإسلامية باقية حتى اليوم في بوليفيا والمناطق المجاورة لها.. كوثيقة حيّة تشهد بالوجود الإسلامي منذ وقت مبكر.
وعندما خضعت بوليفيا للمستعمر الإسباني من عام 1538م-1825م، عملت إسبانيا على تقليص الوجود الإسلامي هناك. وعاش المسلمون في بوليفيا في حالة من الاضطهاد الديني لمدة 287 عامًا، وباندثار الأجيال المسلمة الأولى وضمور مؤسسات الدعوة تم تغريب الأجيال المسلمة حتى أصبح الوجود الإسلامي مجرد شكل بلا مضمون جوهري.
وبالرغم من أن المسلمين هم أول من وفدوا إلى بوليفيا واستقروا بها.. ونشروا الإسلام بين سكانها، إلا أن إسبانيا ادعت أن الإسبان هم أول من اكتشف بوليفيا، وقد شهدت بوليفيا هجرات عربية وإسلامية في بداية القرن ال 19 م حيث تمركز المسلمون في العاصمة " لاباز" وبعض المدن الأخرى، وشيدوا بعض المساجد لإقامة الصلوات، كما عملوا على إعادة نشر الإسلام بين السكان حيث تجاوب الهنود الحمر من سكان البلاد مع دعوة الدين الإسلامي الحنيف.
وبالرغم من أن التاريخ الإسلامي في بوليفيا يعود إلى عشرة قرون إلا أن الجهل بالمفاهيم الإسلامية في هذه المدة جعل حجم الأقلية المسلمة ضئيل للغاية، وانتشرت بعض المفاهيم المغلوطة، التي كان من أفدحها -تقديس الأم- لأنهم نقلوا عن أجدادهم أن الجنة تحت أقدام الأمهات.. ومن هنا ظهرت الأمومة الدينية وأصبحت الأم هي القائمة بأمور الوعظ.. وقد شاعت هناك الأمومة المعنوية التي تتطلب أن تقوم إحدى السيدات بتوجيه النصائح للأجيال من أحفاد المسلمين، والتبرك بهذه السيدة باعتبارها وسيلتهم للخلاص من الذنوب، وقد تم ترشيد ذلك مع بدء تدفق الهجرات العربية والإسلامية خاصة من بلاد الشام، ويعتبر عام 1920 ميلادية هو عام تصحيح وترشيد الدعوة الإسلامية في بوليفيا، أي أن الوجود الإسلامي الحقيقي في العصر الحديث بدأ مع الهجرات الثانية إلى بوليفيا في الربع الثاني من القرن العشرين، وبالضبط سنة 1920م حيث وصل إلى مدينة "كوشابامبا" أول فلسطيني، واسمه إسماعيل عقيلي، وترك أسرة كبيرة العدد، تبعته عائلة عمرو المتمثلة في محمود عمرو، وعندما بدأ محمود يتحدث اللغة الإسبانية بدأ يناقش غير المسلمين ويدعوهم إلى الإسلام.
وعندما تعرف إلى بعض المسلمين خاصة القادمين من آسيا، بدأ يجمعهم في العيدين، ثم بدأ يدعوهم لصلاة الجمعة والجماعة في بيته لمدة 11 سنة حتى تمكن من تسجيل أول مؤسسة إسلامية بوليفية وهي (المركز الإسلامي البوليفي) كمؤسسة إسلامية ثقافية دينية اجتماعية ورياضية في مدينة سانتاكروز، كان ذلك عام 1989م ووقع رئيس الجمهورية على الشخصية القانونية للمركز عام 1989م.
وقد أشار أحد التقارير إلى حقائق تاريخية مهمة أكدت أن الإسلام هو أول دين سماوي اعتنقه سكان بوليفيا، وأن المؤسسات المعادية للإسلام والمسلمين قامت بحجب المعارف الإسلامية الصحيحة عن المسلمين، كما أنهم نشروا بينهم الأخطاء مما أدى إلى تقليص الوجود الإسلامي في بوليفيا.
هذا وقد تمكن المسلمون في بوليفيا من إنشاء مركز إسلامي جديد في العاصمة "لاباز" كما أسسوا مراكز إسلامية في مدن "كوتشا- بامبا" و"سوكرى"، وقد أوضحت الدراسات أن مدينة "سوكري" كانت من أهم المدن الإسلامية في بوليفيا، ونظراً لكثرة المساجد والمدارس الإسلامية بها عرفت باسم "سوق كرا" ويلاحظ أن كلمة "سوق" كلمة عربية خالصة، وأن كلمة "كرا" كلمة أفريقية مشتقة من العربية ومعناها "القارئ" أي أن هذه المدينة عرفت باسم "سوق القراءة" لكثرة الكتب الموجودة بهذه المدينة حيث كان الكتاب الإسلامي أكثر من السلع رواجاً في هذا الجزء من العالم.
وبالرغم من أن الأقلية المسلمة مازالت في المهد من ناحية العدد إلا أن بوليفيا تشهد يقظة إسلامية، حيث بلغ عدد المسلمين أكثر من 150 ألف نسمة، وتتوقع المؤسسات الإسلامية العالمية زيادة أعدادهم في السنوات القليلة المقبلة.
وحسبما جاء على لسان مدير المركز الإسلامي في سنتاكروز: "أن أحوال المسلمين تتحسن شيئاً فشيئاً، وأنه في بداية عمله الدعوي بدأ بالبحث عن المسلمين في بوليفيا ثم عن المؤسسات الإسلامية في الدول المجاورة ثم المؤسسات الإسلامية الدولية والعالمية للتعاون معها وطلب مساعدتها ماديًّا ومعنويًّا، وتبرع بعض الأصدقاء من أهل الخير والإحسان في بوليفيا والدول المجاورة خاصة مسلمي تشيلي.
وبهذا التضامن والمساعدة تم بناء المركز والمسجد التابع له، ويصل عدد المصلين يوم الجمعة إلى أكثر من خمسين مصلياً.
ويصل عدد المسلمين في بوليفيا إلى حوالي 15000 مسلم وأغلبهم في مدينة سانتاكروز ومدينة لاباز. وفي الأعوام الأخيرة ارتفعت نسبة المسلمين الجدد من أصل بوليفي، وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، وهم أكثر نشاطاً في الدعوة من المسلمين المهاجرين.
وأغلب المسلمين من بنجلاديش، باكستان، فلسطين، سورية، لبنان. وبجهود المركز الإسلامي وبعض الدعاة والمخلصين من أبناء الجالية المسلمة اعتنق عدد من أهل البلاد الإسلام ومنهم سفير بوليفيا في مصر، وعبدالمؤمن أحمد، ابن قنصل بوليفيا السابق في المملكة المغربية، وغيرهم كثيرون.
والجدير بالملاحظة أن عرب النصارى الذين أتو من سورية ولبنان هم من أكبر الماسونيين في بوليفيا وأغلبهم يقطنون في مدينة سانتا كروز، وهذا ليس غريباً إذا علمنا أن محرر بوليفيا وهو: "سيمون بوليفار" (1738 1830 م) كان من أكبر الماسون، لكن عندما اكتشف أهدافهم الخبيثة الشريرة تجاه الإنسان والعالم، خرج من حظيرتهم وأعلن القطيعة التامة مع نواديهم.. حاولوا معه لكي يعود، لكن دون جدوى فقتلوه؟!
وفي خضم هذا البحر المتلاطم الأمواج المظلم، يتحتم على الأقلية المسلمة في بوليفيا أن تتعاون وتتضامن وتنبذ الخلاف والشقاق فيما بينها من أجل غد مشرق بإذن الله، وأن تستفيد من نفوذ بعض الشخصيات البوليفية بنسج خيوط التعارف معها ومع بعض مدراء الصحف اليومية والأسبوعية، والانخراط الإيجابي في الأحزاب السياسية والمنظمات النقابية والعمالية والهيئات الحقوقية وخاصة المتعاطفة مع قضايا العرب والمسلمين، بالإضافة إلى إنشاء جمعيات ومراكز إسلامية ومساجد ومصليات ونوادٍ رياضية وترفيهية ومدارس عربية وإسلامية لتعليم أبناء الأقلية.
والآن نعرض الصعوبات والمشكلات والتحديات التي يتعرض لها إخواننا المسلمين في بوليفيا، علنا نستطيع إظهار معاناة هؤلاء الأحباب وإخراجها من ظلمات التجاهل والغفلة والتناسي إلى حيز النور لنعيشها معهم علها تجد قلوبًا غيورة تسعى لأجل المساعدة في رفع هذا الظلم وتلك المعاناة المعتم عليها فهيا بنا.
بالرغم من أنه لم يعد مستغرباً أن يسمع أهل بوليفيا وخاصة في مدينة سانتا كروث (الصليب المقدس) البوليفية كما يدعونها صوت الآذان ينبعث من مئذنة مسجد مدينتهم يدعو مسلميها إلى إجابة نداء داعي الفلاح للقيام بين يدي ربهم عز وجل في خشوع وسكينة. ولم يكن أشد المتطيّرين من الكاثوليك يتخيل قيام مركز إسلامي بوليفي ببلد انغرست فيه بقوة العقيدة الكاثوليكية الرومانية بين سكانه الأصليين، إلا أن الله على كل شيء قدير وقد وعد جل شأنه بإظهار الإسلام على الدين كله ولو كره الكافرون، وبالرغم من انتشار الإسلام في تلك البلاد إلا أن هناك عقبات كثيرة تواجه الأقلية المسلمة في بوليفيا كمثيلاتها في دول العالم المختلفة.
كثيرة هي العقبات تواجه المسلمين في بوليفيا مثل أكثر المجتمعات المسلمة التي تعيش في بلاد الغرب، نظرًا لقلة الدعاة والمساجد، وعدم وجود مدارس إسلامية بالإضافة إلى عدم وجود مقبرة إسلامية، فهم إلى الآن يدفنون موتاهم في مقابر النصارى.
إن حوالي 80 % من الجالية العربية في بوليفيا من فلسطين وخاصة من مدن القدس وبيت لحم و10% من لبنان و10% من الدول العربية الأخرى. ومما يؤسف له أن أكثر العرب المهاجرين إلى بوليفيا من الدين النصراني حوالي 95% وقليل منهم من المسلمين مثل عائلات أبو خضير، طه، يس، شقير وإبراهيم وعائلات أخرى، وللأسف الشديد أكثرهم تنصروا وذابوا في المجتمع البوليفي وخاصة عند زواجهم من نصرانيات، حيث عمدِنَّ أولادهنّ في الكنائس لعدم وجود أي داعية إسلامي في ذلك الوقت.
وللأسف هناك تجاهل كبير من طرف الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدعوية اتجاه إخوانهم المسلمين في بوليفيا، وذلك بسبب تقصيرهم وعدم التواصل مع الأقليات المسلمة التي تتشوق وتتعطش لمعرفة الدين الإسلامي. وخاصة أن ما يعرفونه عن الإسلام يكون في أكثر الأحيان معرفة مشوهه وغير حقيقية.
من أكبر المشاكل التي تواجه المسلمين في بوليفيا العداء الصليبي، حيث كانت نسبة الكاثوليك في بوليفيا 95% وهذا العدد أصبح في تناقص مستمر، بينما نسبة البروتستانت الإنجيليين بدأت تتكاثر وتنمو بسرعة البرق داخل الحقل الديني المسيحي البوليفي، وهو ما يقلق الجالية المسلمة حيث إنها أشد عداءً للإسلام والمسلمين، ومن خلال منابرهم الإعلامية هذه يشوهون صورة الأقلية المسلمة محاولين صرف الشعب البوليفي عن الإسلام وعن التعاطف مع العرب والمسلمين.. فمثلاً تم القبض على 23 شخصاً من بنجلاديش، لا لشيء إلا أنهم مسلمون، إثر مقال لكاتب حاقد اتهمهم بالتخطيط لعملية إرهابية، بينما هم تجار أبرياء لا علاقة لهم بما نسب إليهم.
كثيرون من أبناء الأقلية المسلمة في هذه البلاد حاولوا التعريف بالإسلام في بعض الصحف والمحطات الإعلامية فرفضت خوفاً من بطش اللوبي اليهودي والماسوني بها. خصوصاً أن الماسونيين أقوياء في بوليفيا، حتى إنهم بذكائهم الشيطاني وتنظيماتهم المحكمة اخترقوا جهاز القضاء والمؤسسة العسكرية وغيرها من المؤسسات.
وكذلك هناك الاختراق الشيعي المتمثل في العلاقات المتزايدة بين بوليفيا وإيران حيث سبق للرئيس الإيراني أحمدي نجاد أن توّجه لزيارة للعاصمة لاباز سنة 2007م، وتعهد حينها بتقديم مليار ومليون دولار كمساعدة لبوليفيا، هذه الزيارة أثارت الانتباه ودقت نواقيس التحذير.
وفي يناير الماضي صرّح وزير الدفاع روبرت غيتس أمام لجنة بالكونجرس عن قلقه العميق من مستوى الأنشطة التمردية التي يقوم بها الإيرانيون في عدد من مناطق أمريكا اللاتينية، خاصة بأمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى -وهذه شهادة غير مقصودة من الأمريكان بالتوغل الشيعي الصفوي في بوليفيا-.
فقد فتح الإيرانيون عدة مكاتب وواجهات يشوشون خلفها على بعض ما يحدث في هذه البلدان. القليل من القروض الموعودة والمشاريع التعاونية بين الحكومتين تنتظر الخروج إلى حيز التطبيق، فيما تمّ تنفيذ الغالبية.
ومن المصاعب التي تواجههم أيضاً مشكلة عدم التقارب والانسجام بين المسلمين في بوليفيا، فعلى سبيل المثال هناك مسلمين في مدينة كوشا بامبا لكن مسجد سانتا كروز يرفض الاعتراف بهم او مساعدتهم، حتى انهم لا يريدون إضافة اسم مسجد النور الموجود في لاباز أو إضافته إلى موقعهم الالكتروني وذلك لأن بعض المسؤولين في المساجد أصبح لهم هدف مادي وهو الاستحواذ على التبرعات التي تأتي من الخارج واستغلالها لصالحهم.
ولأن من سمات ديننا التفاؤل فبجب أن نذكر بعض الإيجابيات في العمل الدعوي البوليفي ففي مدينة لاباز على سبيل المثال وهي أعلى مدينة في العالم عن سطح البحر 3500متر- يوجد مسجد السلام الذي تقام فيه الصلوات الخمس والجمعة وصلاة العيدين وصلاة التراويح والإفطار الجماعي اليومي طوال شهر رمضان المبارك.. كما يوجد في المسجد مكتبة للمسلمين ومكتبة أخرى لعامة الناس من طلبة المدارس والجامعات لمعرفة تعاليم الإسلام الحنيف.
أُنشئت الجمعية الإسلامية في بوليفيا - لاباز عام 2005م وهي مؤسسة إسلامية سنية ، تقوم بالعمل الدعوي، حيث تقوم بتوفير سبل الدعم الكامل لجميع الأخوة الدعاة من الداخل ومن يزور بوليفيا من دول شتى لنشر الدعوة الإسلامية.
كما أن هذه الجمعية تتولى حماية المسلمين ومساعدة المسلمين الجدد من البوليفيين، ومقارنة مع المسلمين ببعض دول أمريكا اللاتينية، فنحن مجتمع مسلم قليل، ولكن توجد عندنا ظاهرة جيدة لا توجد في الدول الأخرى ألا وهى أن حوالي 70% من المسلمين من سكان البلد المعتنقين للإسلام، منهم حوالي65% من الأخوات المعتنقات للإسلام والملتزمات بالحجاب الإسلامي. حقيقة المسلمين الجدد هم قلة، ولكنهم يحملون هم الدعوة ويسعون لنشر الإسلام.
وأخيراً هناك مسؤولية تجاه العمل الإسلامي الدعوي في بوليفيا يتحملها طرفان المراكز الإسلامية والدعوية في بوليفيا ومثيلاتها في العالم العربي والإسلامي تتمثل في واجب العمل المشترك مع جميع المؤسسات الإسلامية على نشر الإسلام والثقافة الإسلامية الصحيحة وذلك بإعطاء ندوات ودروس للمسلمين وغير المسلمين.
ويعد توحيد صفوف المسلمين في بوليفيا من أولويات الجمعية الإسلامية وذلك بالتنسيق مع جميع المؤسسات الأخرى التي ترشد وتوعي أبناء الجالية المسلمة وذلك لوجه الله وعبر السبل والأهداف التالية:
-السعي لبناء جيل جديد من الدعاة وتعليمهم سبل النهوض والأسلوب الحسن والحكيم لوضع البذرة الأولى في قلوب الناس الذين يسمعون لدرس أو عظة في دين الإسلام.
- تنظيم محاضرات في الجامعات وفي المدارس ومقابلات مع أجهزة المذياع والتلفاز.
-المشاركة في إقامة حوارات الأديان على مستوى عالٍ للتعريف بالإسلام.
-دعوة أباء الأخوة والأخوات المعتنقين للإسلام لزيارة المسجد لإرشادهم وشرح الصورة الصحيحة للدين الإسلامي الذي يعتنقه أولادهم.
-الشرح السليم للإسلام البعيد عن التعصب والمذهبية التي ينهجها بعض من الأقلية المسلمة انطلاقا من عاداتهم وأعرافهم التي جلبوها من أوطانهم الأصلية والتي لا أساس لها في ديننا الإسلامي، والتي أعطت صورة سيئة وسلبية لكثير من الناس التي تحب معرفة الإسلام.
ونختم رحلتنا بدعوة كريمة للعمل من أجل تثبيت دعائم الإسلام في دول العالم المختلفة ومنها بوليفيا، فهلم أبناء الإسلام وأخوة العقيدة ممن فتح الله عليهم من فضله ماديًّا وعلميًّا فالمجال مفتوح، والأرض خصبة، والزرع يحتاج من يرعاه حتى يؤتي أكله بإذن ربه إن شاء الله.
وفقنا الله جميعًا لخدمة هذا الدين والذود عنه وإعلاء رايته وإلى الملتقى في قضية أخرى من قضايا المسلمين إن شاء الله.
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.