الإسلام في أمريكا اللاتينيةمقالات

محمد حسين على سيد

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد الصادق الأمين، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله أجمعين. ثم أما بعد:

فالله تعالى يقول في كتابه الكريم: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾، وقال صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) أخرجه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنه.

فانطلاقاً من هذه الآية الكريمة وهذا الحديث الشريف نتحدث بإيجاز عن أحوال المسلمين في أمريكا اللاتينية وهي تشمل أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى (وهي تبدأ من المكسيك شمالاً وحتى الأرجنتين وبيرو جنوباً) وجزى الله خيراً أ.د. عبد الحي الفرماوي في موقع هدى الإسلام الذى يشرف عليه وجعل الأخبار عن هذه البلاد وغيرها وأحوال المسلمين فيها وصدّرها باسم (اعرف أهلك في أنحاء العالم) وقبل أن نتحدث عن أحوال المسلمين والدعوة إلى الله في تلك البلاد نعطي نبذة بسيطة عن أمريكا اللاتينية:

إذ تبلغ مساحتها 21 مليون كم مربع تقريباً، وعدد سكانها 590 مليون نسمة تقريباً، وأكبر الأقطار من حيث عدد السكان والمساحة هي دولة البرازيل.

تاريخ الإسلام في قارة أمريكا اللاتينية:

كان دخول الإسلام إلى هذه القارة عن طريق هجرتين إحداهما قديمة والأخرى حديثة فأما الهجرة القديمة فهي هجرة المسلمين الذين هاجروا من الأندلس إلى تلك البلاد المكتشفة حديثاً فراراً من بطش النصارى وبدء محاكم التفتيش المعروفة في التاريخ بالسمعة السيئة، وأيضاً كان من هذه الهجرة القديمة تهجير الأفارقة من جزيرة العبيد في السنغال إلى البرازيل حيث كان نسبة من هؤلاء الأفارقة مسلمين، ومما يشهد على ذلك ما وجد من مساجد قديمة شمال البرازيل وبالتحديد في مدينة "باهيا" وهذه الفترة تتميز بالغموض وقلة المعلومات.

أما الهجرة الحديثة فكانت من الشام وبالتحديد من سوريا ولبنان وفلسطين في أواخر القرن التاسع عشر في أواخر عهد الخلافة العثمانية، إذ ظهر الضعف في جميع أجزاء الخلافة، وكانت هذه الهجرة أغلبها أو كلها من العرب (مسلمين ونصارى) وقد تخصصوا في التجارة والبيع المتنقل حتى تم اندماجهم في المجتمع اللاتيني وبدأ ذوبان المسلمين داخل هذه المجتمعات، وقد ظهر في أمريكا اللاتينية العديد من الساسة العرب الأصل منهم (كارلوس منعم) رئيس الأرجنتين السابق وهو سوري الأصل، والذي كان ينحدر من أسرة مسلمة إلا أنه اعتنق النصرانية قبل بدء حملته الانتخابية لأن الدستور الأرجنتيني ينص على أن يكون رئيس الدولة نصرانياً كاثوليكياً، ومنهم أيضاً (عبد الله بوكرم) لبناني الأصل نصراني، وكان رئيساً سابقا للإكوادور.

التشابه بين دول أمريكا اللاتينية:

1- معظم هذه الدول أو كلها تتحدث الإسبانية عدا البرازيل (160 مليون نسمة تقريباً) تتحدث البرتغالية، وهي لغة قريبة من الإسبانية (الإسبانية لغة سهلة وجميلة وشيقة في تعلمها وهي من اللغات الرومانسية، ومن أخواتها الفرنسية والبرتغالية والإيطالية والرومانية. والإسبانية بها كلمات كثيرة عربية تفوق 6000 كلمة، إذ مكث المسلمون بالأندلس قرابة ثمانية قرون).

2- التشابه في المعتقدات، إذ يدين معظمهم بالنصرانية على مذهب الكاثوليك.

3- التشابه في الأوضاع السياسية والاجتماعية والثقافية و... إلخ.

4- المهاجرون يشكلون 50% من عدد المسلمين، والباقي مسلمونَ جددٌ من اللاتينيين.

والآن نبدأ في التعرف بشكل أقرب عن أحوال المسلمين والدعوة في تلك البلاد بشكل عام:

فتحت عنوان (أنسب مكان لتكثيف المناشط الدعوية هي أمريكا اللاتينية) كتب موقع الألوكة مقالاً متميزاً جداً، وأذكره إن شاء الله لكم مختصراً:

1- كما أوضحنا قبل ذلك فإن السكان يتكلمون الإسبانية أو البرتغالية، ولذلك فإن تلك المجتمعات في منأى عن الحملات الغربية ضد الإسلام والمسلمين – والتي أغلبها يبث باللغة الإنجليزية - وعدم فهمهم للإنجليزية كان ولا يزال سداً منيعاً في وجه الثقافة الأمريكية الشمالية العنصرية.

2- هذه الدول أغلبها تعيش في حالة فوضى أمنية (شبكات تجارة مخدرات - الاتجار بالجنس - ارتفاع معدل الجريمة بشكل عام) مما جعل هذه المجتمعات في حاجة ماسة إلى دين سماوي يحميها من هذه الأوبئة والسموم وبالطبع المسيحية المحرفة لا تلبي هذه الاحتياجات.

3- كراهية هذه المجتمعات للولايات المتحدة الأمريكية، حتى إنه خلال هجمات سبتمبر 2001 كان بعض مواطني تلك الدول يحتفلون بهذا الهجوم، وترجع هذه الكراهية أيضاً إلى أن الولايات المتحدة كانت ترعى وتحمي الحكومات الفاسدة التي كانت تحكم تلك الدول.

4- تتميز هذه الدول بارتفاع المعدل السكاني مما يساهم في انتشار الدعوة الإسلامية ويختصر كثيراً من الجهد.

5- تتكون هذه الدول من أعراق مختلفة، فهناك السكان الأصليون والأفارقة والعرب والأوربيون والآسيويون، مما أضفى نوعاً من التعايش العرقي وعدم العنصرية، وهذا جيد جداً للدعوة الإسلامية.

إذاً يجب توجيه الجهود الدعوية إلى تلك القارة البكر (الجاهزة للإسلام إن شاء الله) وينبغي للجهات الدعوية سواء الرسمية أم الفردية إقامة دورات خاصة في اللغتين الإسبانية والبرتغالية وإقامة معاهد خاصة لهاتين اللغتين مع التركيز على المصطلحات الدعوية ودراسة ديموغرافية وطبيعة تلك المجتمعات.

هذا ما نقلته ملخصاً من ذلك المقال المفيد، وإليكم الآن بعض الصعوبات التي تواجه المسلمين في تلك القارة:

1- الافتقار للدراية الكافية بالدين الإسلامي والثقافة الإسلامية.

2- التقصير في ممارسة التعاليم الإسلامية من قبل البعض، وذلك يرجع إلى التأثر بالمجتمع النصراني الذى يعيشون فيه، ويرجع ذلك أيضاً إلى عدم فهم المسلمين أنفسهم للإسلام.

3- عدم الاهتمام باللغة العربية .

4- الافتقار لموارد اقتصادية.

5- الافتقار لمرشدين دينيين يتحدثون الإسبانية أو البرتغالية ويعرفون عادات تلك الدول التى ينشرون الدعوة بها.

6- عدم توفر مساعدات للأطفال والشباب.

7- عدم وجود لجنة لإدارة المصالح الإسلامية (الوقف).

8- عدم توفر مؤسسات دراسية إسلامية وعربية (مدارس إسلامية).

9- عدم توفر مادة إسلامية باللغتين الإسبانية والبرتغالية.

10- الافتقار لوجود تنسيق بين أنشطة الهيئات الإسلامية الموجودة بالقارة.

11- عدم التواصل بين المسلمين على كل المستويات الفردية والأسرية وبين الهيئات والمنظمات.

12- عدم عقد مؤتمرات واجتماعات دينية ذات جدوى وفائدة.

13- الافتقار لوجود مجموعة معدة تتولى مسؤولية الرد على وسائل الإعلام المختلفة التي تهاجم الإسلام.

14- نقل وسائل الإعلام المختلفة صورة ليست صحيحة عن الإسلام والمسلمين.

15- ضعف وقلة، بل ندرة الدعم الموجه لهذه القارة من الدول الإسلامية، وخاصة الدول العربية، في بناء المساجد وإرسال الدعاة بلغة أهل البلد (طلب مسؤولو سجن في دولة بيرو من أحد المراكز الإسلامية داعية يلقى محاضرة عن الإسلام في هذا السجن ولكن للأسف لم يجد المركز أحداً).

16- عدم وجود مؤسسات اجتماعية ترعى زواج المسلمين والمسلمات وهذا من أخطر الأشياء في تضييع الهوية الإسلامية فالمسلم يتزوج نصرانية والأولاد يكونون تحت تصرف وتربية الأم ثم بعد ذلك يكونون نصارى.

والآن أنقل لكم – مختصِراً - كلاماً للدكتور أحمد الصيفي رئيس مركز الدعوة الإسلامية في أمريكا اللاتينية ومقره البرازيل في حوار أجري معه:

• يؤكد د. الصيفي أن القارة أرضٌ خصبة للدعوة الإسلامية، وأهلها شغوفون بالدين الحنيف، ويوجد في القارة حوالي 6 ملايين مسلم تقريباً يعيشون في تسامح مع شعوب هذه البلاد، وحريتهم الدينية مكفولة تماماً.

• وأضاف أن دول أمريكا اللاتينية أكثر رفضاً للظلم الذى يتعرض له الشعب الفلسطيني من بعض المواقف الرسمية للدول العربية والإسلامية وأعلنت تأييدها لقيام دولة فلسطينية مستقلة كاملة الحقوق وأن تعود حقوق الشعب الفلسطيني إليه كاملة ولكن الاهتمام العربي بتوثيق العلاقات مع هذه الدول لم يصل بعد إلى الدرجة المطلوبة.

هذا وقد حاولت الاختصار في نقل أخبار وأحوال المسلمين في أمريكا اللاتينية، ولمن أراد الازدياد ففي برنامج (لماذا أسلموا؟) للدكتور حسام عقل - حفظه الله - فوائدُ جمةٌ، إذ يتعرض لبعض دول القارة مثل البرازيل وكولومبيا.

وإليك أيضاً بعض المواقع التي تهتم بأخبار المسلمين، ليس في أمريكا اللاتينية وحدها، بل في العالم كله، وسأرفق بعد هذه المقدمة كلاماً تفصيلياً - إن شاء الله - عن كل دولة من دول القارة مأخوذاً من موقع هدى الإسلام جزاهم الله خيراً:

• موقع هدى الإسلام – اعرف أهلك في أنحاء العالم.

• موقع شبكة الألوكة - أخبار المسلمين في العالم.

• رسالة الإسلام – الأقليات.

• مفكرة الإسلام - المسلمون في الغرب.

• قصة الإسلام - وهذا الموقع يشرف عليه د.راغب السرجاني - حفظه الله -.

• المختار الإسلامي.

نصيحة:

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الدين النصيحة – ثلاثاً - قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم). رواه مسلم عن تميم بن أوس الداريّ رضي الله عنه.

فهؤلاء إخوة لنا في الدين محتاجون لمساعدتنا، ليس في أمر دنياهم فحسب، بل في أهم شيء وهو أمر دينهم الذي يضيع الآن، وقد أصبحت مساعدتهم في أمور دينهم فرض كفايةٍ على أمة الإسلام، الآن يتطلب منا الأمر أن نفكر في جهاد قد غفل عنه الكثير منا إلا من رحم الله عز وجل، ألا وهو جهاد الدعوة، هو هجر الأوطان والذهاب إلى غير المسلمين في ديارهم ودعوتهم بالحكمة والموعظة الحسنة إلى الإسلام.

وقد يقول قائل إن في بلاد المسلمين أناساً كثيرين يجهلون الإسلام وفي أشد الحاجة إلى المساعدة فلنبدأ بهم؟

وأقول له: هذا الجهل الذي في بلاد الإسلام سببه تقصيرنا في أمر الدعوة، فعلى سبيل المثال في مصر: الدعوة في الضراء كانت أفضل من الدعوة في السراء الآن، فلا بد من التحول من مرحلة الاستماع إلى مرحلة التبليغ، فهذا العملاق أبو بكر - رضي الله عنه - لم تمرَّ أيام قليلة على إسلامه إلا وأسلم على يديه ستة من العشرة المبشرين بالجنة، وأيضاً ألم تنتشر الدعوة في المدينة قبل أن يذهب إليها النبي صلى الله عليه وسلم؟ وكيف كان حال الاستضعاف في مكة ساعتها؟ وأيضا ألم ينتشر الإسلام في الحبشة خارج الجزيرة العربية والرسول صلى الله عليه وسلم مهدَّد في مكة؟ إذاً الأمثلة كثيرة ولا مانع من العمل في الداخل والخارج، والله المستعان.

وأدعوك أخي الكريم أن تقرأ وتبحث عن الدكتور (عبد الرحمن السميط) رحمه الله عز وجل، هذا الرجل الذى أسلم على يديه حوالى 10 ملايين شخص في أفريقيا، عندما تقرأ عنه أو تستمع إلى حواراته تقول أيُّ نفسٍ هذه – واللهِ - التي بين جنبيه؟! هذا الرجل كان مريضاً بالسكرى والكبد، وكبيراً في السن، ورغم ذلك باع نفسه لله كان يشرب من مياه الأمطار التي على جانبي الطريق وعندما يُسأل عن نفسه يقول: أنا إنسان عادي يبحث عن السعادة وأجدها في إنسان يرفع سبابته للسماء ناطقاً الشهادتين. في آخر حياته ذهب هو وزوجته (بعد أن أدت رسالتها وربت أبناءهم خير التربية يحفظون كتاب الله ويعملون في العمل الخيري الدعوي، وكانت تقول ما كان يفعله الدكتور في أفريقيا كنت أجده في أولاده في الكويت)؛ ذهبوا إلى مدغشقر لهداية قبائل الأنتيمور للإسلام لكن اشتد به المرض حتى مات من أشهر قليلة - رحمه الله - تعالى دون أن يدري به أحد، ولكن تقوم جمعية العون المباشر بإكمال المهمة في شرق أفريقيا. ولأن وجود القادة الربانيين الذين تزلزل الجبال الرواسي سمة من سمات الإسلام فيهم؛ فبعد وفاة السميط رحمه الله توجه إلى هناك أسد آخر من أسود الدعوة – نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله - الشيخ وحيد عبد السلام بالي - حفظه الله – ومعه الشيخ نشأت أحمد – حفظه الله - في نفس المكان شرق أفريقيا وادخل على موقعه لتعرف الجهد المبذول في نصرة دين الله عز وجل، فجزاه الله عنا وعن الإسلام خيرا ومن معه.

ولكن لماذا يقل الاهتمام بأمريكا اللاتينية في الدعوة إلى الله عز وجل؟

قد يكون راجعاً إلى بعد المسافة، إذ تأخذ الرحلة من إسبانيا إلى كولومبيا مثلاً 12 ساعة بالطائرة وقد يكون راجعاً إلينا نحن بعدم الاهتمام بأخبارهم وأحوالهم وقد يكون أيضاً عائق اللغة.

والآن أدعو المهتمين بالدعوة إلى (فتح أمريكا اللاتينية)، نعمْ فتحاً دعوياً، وإدخالها في دين الله عز وجل، ونسأل الله تعالى أن يرزقنا الصدق والإخلاص وأن يحشرنا مع إمام الدعاة قدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم.

يقول تعالى ذكره ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾، ويقول سبحانه: ﴿ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ﴾. وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار)، فهذا الحديث الشريف يحمِّلنا أمانة الدعوة إلى الله تعالى فواجب على الأمة أن تبلِّغ عن الله وأن تبلغ عن الصادق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

بعض المقترحات:

1- اختيار دعاة من الدول العربية والإسلامية وإعدادهم في معاهد خاصة وإتقانهم اللغة الإسبانية أو البرتغالية وتاريخ تلك البلاد وأحوالهم وعاداتهم وفقه الأقليات، ثم بعد ذلك يسافرون إلى المراكز الإسلامية هناك ويقومون بالانتشار في المدن التي هم بها، وهذا شيء سهل بسبب إتقانهم لغة البلاد الأصلية وإقامة الندوات والمحاضرات والمناظرات في الجامعات والمدارس وغيرها.

2- زيادة أعداد المبتعثين بالمعاهد والجامعات الإسلامية من قارة أمريكا اللاتينية.

3- إقامة معاهد خاصة على نفقة المحسنين والإتيان بطلبة من تلك الدول وتعليمهم اللغة العربية والقرآن والمواد الشرعية الأخرى ثم بعد ذلك يعودون إلى أوطانهم ناشرين لدين الله عز وجل، ثم بعد ذلك يكونون نواة لإقامة معاهد إعداد دعاة تنشأ بتلك الدول في المستقبل بإذن الله تعالى.

4- الاجتهاد في بناء المدارس الإسلامية المعتمدة من وزارات التعليم في تلك الدول للمحافظة على أطفال المسلمين من الفتن التي يتعرضون لها في مدارس النصارى، بل نجعل هذه المدارس نموذجية فتشتهر في البلاد فيدخل فيها أولاد النصارى فيخالطونا في مدارسنا فتكون فرصة للخير بإذن الله تعالى.

5- لا بد للدعوة من وقف يوقف عليها، وعدم الاعتماد دائماً على التبرعات الموسمية، بل أخاطب رجال الأعمال بإقامة مشاريع بتلك الدول، خاصة أنها قارة مليئة بالموارد الطبيعية بعد دراسات يقومون بها، وتكون من فوائد هذه المشاريع جعل جزء من أرباحها للدعوة وأن يعمل بها المسلمون فتضمن لهم الجانب المادي في حياتهم وأن يعمل بها أيضا غير المسلمين فيختلطون بالمسلمين ويرونهم وهم يصلون ويتكلمون معهم على الإسلام فتكون خدمة للدعوة بإذن الله عز وجل.

6- لا بد من الاهتمام بمسألة زواج المسلمين بالمسلمات والعكس وهذا سيكون عن طريق الاهتمام بالجانب الاجتماعي وحصر المسلمين والمسلمات القدامى والجدد، وهذا كله سيكون معتمداً بشكل كبير على المراكز الإسلامية وتوفير فرص عمل جيدة لهم والله المستعان.

7- الإكثار من بناء المساجد والمراكز الإسلامية التي سيكون لها دور كبير في توصيل الإسلام إلى أهل تلك البلاد، وأن يعود المسجد كما كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، نبراسا للحياة في كل شيء والأهم في بناء المساجد وجود دعاة يتحدثون لغة أهل البلد.

8- إقامة حملات طبية ولو شهرية في القرى، ونخبرهم فقط بأننا مسلمون جئنا من بلادٍ بعيدة لنساعدهم فسيسألون عن الإسلام ويتعرفون عليه فينتشر الإسلام بينهم بإذن الله عز وجل.

هذه بعض مقترحات وقد يكون هناك أفكار أخرى، ولكن هذه مجرد كلمات قليلة للتذكير بهذا الموضوع..

وختاماً أقول: إن الأمر جد خطير ويحتاج إلى نية صادقة وهمة عالية ونفس كبيرة تقدم لدين الله بحب وإخلاص، ويحتاج الأمر كذلك إلى جهد مؤسسات وليس فقط أفراد، وهذا ما أردت إيصاله لإخواني المسلمين عن أحوال إخوانهم في هذه البلاد، عسى الله عز وجل أن يجازيني خيرا عنهم، وأسال الله أن يكتب لنا الدعوة في سبيله، إنه ولى ذلك والقادر عليه.

يقول تعالى ذكره ﴿ وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾. وقال جل ذكره ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾. فالدعوة إلى الله لا يعدلها شيء.. والحمد لله رب العالمين.


المصدر: شبكة الألوكة