للمعلم دور كبير في بناء الحضارات، فإن أعظم هبة يمكن أن تقدَّم للمجتمع؛ هي تربية وتعليم أبنائه، والمعلم هو العامل الأساسي في نجاح العملية التربوية والتعليمية.
وهو من أهم عناصر التعليم، لأن عناصر التعليم تفقد أهميتها إذا لم يتوفر المعلم الصالح الذي ينفث فيها من روحه، فتصبح ذاتَ أثر وقيمة.
قيل لأبي حنيفة ـ رحمه الله ـ: في المسجد حلقة ينظرون في الفقه. فقال: ألهم رأس؟ قالوا: لا، قال: لا يفقه هؤلاء أبدًا. والمعلم هو الرأس والموجه، لذا المعلم له دور كبير في تربية الطلاب، التي تعد بابًا مهمًا من أبواب الدعوة إلى الله تعالى.
ونقدم بين يدي القارىء جملة من المقترحات العملية للمعلمين تعينهم في الولوج من هذا الباب، وذلك من خلال جماعات النشاط الطلابي في المدرسة.
لجنة الإذاعة المدرسية:
وهم مجموعة من الطلاب المتميزين في الإلقاء والتعبير، والذين انضموا بمحض إرادتهم لقيادة هذا الجهاز الحيوي، حيث يعتبر جهاز الإعلام الأول بالمدرسة.
والمعلم الداعية الذي يشرف على هذه الجماعة يعلم أن الإذاعة المدرسية تعتبر حقلا خصبا وفرصة عظيمة للدعوة إلى الله عز وجل، فلا يفوتها بل يستغلها أحسن استغلال.
ومن الفوائد التربوية للإذاعة المدرسية أنها تعالج بعض الأوضاع النفسية التي تكون عند بعض الطلاب مثل الخجل والانطواء والخوف من مواجهة الآخرين، وتدفعهم نحو الجرأة والارتجال في الحديث، وغرس روح الجماعية والتعاون، وحب الخير للآخرين، واكتشاف الموهوبيين من الطلاب في التلاوة، والإلقاء، وفي مواهب أخرى، كما أن الطالب لدى إعداده للمادة التي ستقدم في الإذاعة يتدرب على البحث والاستقصاء، وتنمو لديه ملكة الاختيار المناسب، ويستشعر بعظم أجر ما يقوم به من الدعوة.
ومن الفقرات المثيرة والجذابة لاهتمام الطلاب التي ينبغي الاعتناء بها: فقرة المسابقات التي تعد دافعة لجميع الطلاب نحو المنافسة الشريفة للحصول على الجوائز القيمة التي توزع عند السحب على الإجابات، وهذه المسابقات مختلفة ومتنوعة.
لجنة التوعية الإسلامية:
وهي إحدى الجماعات المهمة في المدرسة حيث تحاول هذه الجماعة أن يشترك كل طلاب المدرسة في أنشطتها العامة، سعيًا لنشر الخير للغير، فمن خلال هذه الجماعة يمكن تدعيم غرس بذور التربية الإسلامية التي تعنى بالقرآن والحديث وغيرها من الجوانب التي تزيد من الثقافة الإسلامية لدى الطلاب.
والمعلم الداعية المشرف على هذه المجموعة تتاح له الفرصة العظيمة للدعوة إلى الله عز وجل، ومن النشاطات المقترحة لتلك الجماعة:
1- توزيع المطويات في المناسبات الدينية التي تمر خلال السنة الدراسية، ويفضل أن تكون من تصميم وإعداد كامل من طلاب التوعية الإسلامية، مثل: فضل شهر رمضان، فضل صيام ست أيام من شوال، فضل صيام يوم عاشوراء، فضل صيام يوم عرفة، فضل الأيام العشر من ذي الحجة .
2- إلقاء كلمات مختصرة وبسيطة ومناسبة لطلاب المدرسة بعد أداء صلاة الظهر، يلقيها بعض طلاب جماعة التوعية الإسلامية، ومشاركة من بعض المعلمين كذلك، فهذه الكلمات لها أثر كبير على الطلاب، سيما أن وقتها قصير، وبالتالي فإن الملل لا يتسلل إلى الطلاب. ويبنغي في هذه الكلمة ما يلي:
أن كون مناسبة لأعمال الطلاب، وأن تكون دورية لكن بشكل متباعد، وأن يتم لها الإعداد بشكل جيد، وأن تكون مختصرة على قدر الاستطاعة.
وهذه الكلمات فرصة عظيمة لاكتشاف الموهوبين من الطلاب في الإلقاء والخطابة، وحث الجميع على الاعتدال في النصح والدعوة إلى الله عز وجل، دون إفراط أو تفريط.
3- عمل محاضرات في حصص النشاط: ويراعى في تلك المحاضرات عدم التركيز على جانب واحد من الجوانب الدينية أو الاجتماعية أو التربوية أو الأ خلاقية أو غير ذلك فمرة تكون المحاضرة عن فضل شهر رمضان وأهمية استغلاله في كل خير يلقيها أحد طلاب العلـم، ومرة تكون المحاضرة عن أضرار المخدرات وماتجره على الفرد والمجتمع من مصائب يلقيها أحد رجال الأمن من قطاع المخدرات، وطبيب متخصص في هذا الجانب، وهكذا.
4 – عمل مسابقات في حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية والأذكار.
اللجنة الاجتماعية:
وتهدف هذه الجماعة إلى الوصول إلى أهداف اجتماعية نبيلة، تعد من الطرق العملية للدعوة إلى الله تعالى، مثل إشعار الطلبة بالاحترام والتقدير، ليقبلوا نصائح ووصايا الأستاذ الداعية، فالإنسان لا يمكن أن يقبل منك وأنت تهينه أو تتنقص من قدره. ومن أهداف الجماعة الاجتماعية:
1- تقديم المساعدة للطالب عند حاجته لها: فقد تمر بالطالب ظروف معينة يحتاج معها للمساعدة، وهي الشفاعة قال تعالى: (مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا)، أو ما نسميه بتعبيرنا ( الفزعة ) وعندها يحسن بالمعلم أن يتدخل.
2- زيارة الطالب المبتلى بمصيبة: الطالب كغيره من الناس تمر به المصيبة، وهو بحاجة للموساة، وقد تكون مصائب بعض الطلاب دائمة بسبب أبٍ قاسٍ، أو أمٍ زاهدة فيه، أو أب ضال فاجر، فهو بحاجة للحنان من أي أحد من الناس، وبدلًا من يلتف عليه الفسقة المفسدين ليتقفه هذا المعلم الداعية، وينجيه من براثن أهل الفساد.
ويكمن الخطر كل الخطر لو كانت هذه المبتلاة طالبة لأنها ستبحث عمن تسرى عن همها؛ وهنا يكمن الخطر، لأن الذي يستمع لها بإنصات في غالب سيكون ذئبًا جبانًا فاسقًا يريد جسدها لينهشه.
3- زيارة الطالب في الأفراح: لا يمنع أن تزور الجماعة الاجتماعية الطالب في الأفراح، وتقدم التبريكات ولكن بقدر، ولو لم يتمكن من الزيارة اكتفى بالتبريك، ولو في قاعة الدرس أمام الطلاب، فإن هذا سيدخل السعادة والسرور على نفس الطالب.
المراجع:
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.