كانت الشمسُ توشِكُ على المَغِيبِ حينَما هبطنَا في مطار بومبي بولاية "مهاراسترا" الهندية؛ الولايةِ الرابعةِ في الهندِ من حيثُ عددُ المسلمينَ ..
مررْنَا بحي "مادن فورا"، الذي يضمُّ نسبةً كبيرةً من مسلمي المدينة، ورأينا المظاهرَ الإسلاميَّةَ واضحةً من حولنا وخاصةً في زي النِّساءِ..
مسجدُ السُّوقِ كان مميَّزًا بمِعمارِهِ وبِنائِه الفَخمِ، وكانتِ العنايةُ بالتفاصيلِ الداخليَّةِ واضحةً فيهِ وتدلُّ على الوضعِ الاقتصاديِّ الجيِّدِ للمسلمينَ هناك.
أجملُ ما في المسجدِ وأغربُهُ كانَ بِركَةَ الوضوءِ الضَّخمةِ، التي صُمِّمتْ بطريقةٍ تُبقِيها مُمتلِئةً بالمياه.
من الاتفاقاتِ أنَّ ذاكَ اليومِ كانَ اليومَ الأخيرَ من العامِ السادسِ والثمانينَ بعدَ التِّسعمئةِ والألفِ من الأشهرِ الإفرنجيَّة، وعندَ مُنتصَفِ الليلِ، تَعالَتْ أصواتُ المَدافعِ احتفالًا بنهايةِ عامٍ واستقبالِ عامٍ جديدٍ، وهو تقليدٌ لعلَّه لا يزالُ معمولًا بهِ إلى اليوم.
على بُعدِ 250 كيلومترٍ من بومبي، تقعُ "مالي قاون" المدينةُ التي تضمُّ بينَ جَنباتِها الجامعةَ المحمديَّة، منْ بعيدٍ لاحَتْ لنا مَنارةُ مسجدِها الجامعِ وقِبابُه..
أمَّا الجامعةُ المحمديَّةُ فهيَ إحدى مفاخرِ المسلمينَ في ولاية "مهاراسترا"، فالجامعةُ المُشيَّدةُ وَفْقَ الطِّرازِ المعماريِّ العربيِّ تحوي كُلياتٍ عديدةً منها كليةُ الطبِّ، وعلمِ الأدويةِ وطائفةٌ أخرى من كليَّاتِ العلومِ الطبيعية..
حاكمُ البلدةِ الذي قابَلَنا، كانَ فخورًا بمباني الجامعةِ، قالَ لنا بعبارةٍ مختصرة: "لقد رفعتُم بأبنيتِكُمْ هذهِ مستوى مَدِينتِنا" ..
اليومَ، يسكنُ في الهندِ نحوُ ستٍّ وثمانينَ ومئةِ مليونِ مسلم (186 مليون)، يمثلونَ 14.6% أربعةَ عشرَ فاصلَ ستَّةٍ من العددِ الإجماليِّ للسكَّان، يعملُ كثيرٌ منهم في الزِّراعة، ويتوزَّعُ البقيةُ بينَ العملِ في التِّجارةِ والعملِ في الصِّناعة.
المستودع الدعوي الرقمي نسعى لتكوين أكبر مستودع معرفي ومعلوماتي للدعوة والدعاة حول العالم، من خلال توفير الملفات والتقارير والبيانات الخادمة للعاملين في الدعوة إلى الله.