الأقلية المسلمة في بيرومقالات

موقع الإسلام

تقع في غربي قارة أمريكا الجنوبية ، كانت قبل غزو الأسبان لها مركز حضارة لإمبراطورية كبيرة هي إمبراطورية الانيكا (INCA)، حيث كانت تضم ما يسمى حاليا بالإكوادور، وشيلي، وبيرو، والأرجنتين، وعاصمة هذه الإمبراطورية مدينة "كوزكو"، وغزتها أسبانيا في سنة 939هـ 1532م. ولم تستسلم إمبراطورية الانيكا للأسبان إلا في سنة 951هـ - 1544م. واستمر الاحتلال الأسباني لبيرو حتى سنة 1236هـ 1820م، عندما نالت بيرو استقلالها بعد كفاح طويل ضد أسبانيا.



الموقع: 

في غرب أمريكا الجنوبية تحدها كولومبيا والإكوادور من الشمال، وبوليفيا والبرازيل من الشرق، وشيلي من الجنوب، والمحيط الهادي من الغرب، تقع بيرو في حيز النطاق المداري، وتبلغ مساحة بيرو (1.285.126كم2)، وسكانها حسب إحصاء 1399هـ - 1979م، وفي سنة 1408هـ - 1988م وصل عددهم إلى 21.2 مليون نسمة، والعاصمة ليما، وتوجد على ساحل المحيط الهادي، ومن المدن الهامة كالاو، واركيبا وتروجيلو، والأسبانية لغة البلاد الرسمية، وإلى جانبها لغات محلية يتحدث بها الهنود الأمريكيون وهي: (الكشوية)، و(الايمارا)، وتنقسم البلاد إلى 23 مقاطعة إدارية.



الأرض: 

تنقسم أرض بيرو إلى ثلاثة أقاليم تضاريسية، تبدأ من الغرب بإقليم الساحل (The Costa)، وهو شريط ضيق من الأراضي الصحراوية، ويغلب عليه المظهر الجاف في طابعه المناخي، والإقليم الثاني هو مرتفعات سيرا (The Sierra) ويشكل قسما من جبال الإنديز الكبرى، كما تحصر السلاسل الجبلية بينها هضبة تضم بحيرة تيتي كاكا (Titicaca) أكبر البحيرات العذبة بأمريكا الجنوبية، وهناك بعض القمم التي تغطيها الثلوج الدائمة، مثل قمة المستي. 



والإقليم الثالث يتكون من منحدرات جبال الإنديز الشرقية، وتنحدر نحو الشرق، حيث تنصرف مياهها إلى نهر الأمزون.



المناخ: 

رغم مرور الدائرة الاستوائية بشمال بيرو، إلا أن تضرس سطحها ومرور تيار بيرو البحري بسواحلها أثر في أحوالها المناخية، فالنطاق الساحلي منخفض الحرارة كثير الضباب مرتفع الرطوبة قليل المطر، أما المرتفعات فوفيرة الأمطار، تعتدل بها الحرارة نسبيا، وفي النطاق الشرقي حيث تنخفض الأرض تدريجيا نحو حوض الأمزون، وترتفع الحرارة في هذا النطاق.



السكان: 

يتكون سكانها من المستيزو، وهم خليط من الهنود الأمريكيين والأسبان، ويشكلون 42% من جملة السكان، وهناك حوالي 47% من الهنود الأمريكيين، وأقلية من الأسبان تصل إلى عشر السكان، ثم خليط آخر من عناصر متعددة.



النشاط البشري: 

تمثل حرفة صيد الأسماك موردًا هامًّا لسكان بيرو، ولقد ظهرت هذه الحرفة أخيرا حتى أصبحت من أوائل الدول المنتجة للأسماك، وإنتاجها يقارب سبع الإنتاج العالمي، والزراعة تشغل حيزًا هامًّا في اقتصاد البلاد، غير أنها متخلفة، ويعمل بالزراعة حوالي 36% من أهل البلاد، وأهم الغلات: الذرة، والأرز، والقمح، الشعير، القطن، قصب السكر، وثروتها الحيوانية من الأغنام والأبقار والماعز، وهذه الثروة الحيوانية تربى بمناطق الحشائش على سفوح المرتفعات، وتتمثل ثروتها المعدنية في الفضة، وهي رابعة دول العالم في إنتاجها، والى جانب هذا تنتج النحاس، والزنك، والرصاص، ويستخرج الذهب. والإنتاج الصناعي يتركز في حفظ وتعليب الأسماك، وصناعة الأقمشة والبتروكيميائيات والأغذية.



كيف وصل الإسلام إلى بيرو؟ 



كان وصوله مبكرا مع بداية الاستيطان الأسباني في بيرو، وذلك بوصول المسلمين الأندلسيين (المورسكيين)، ووصل هؤلاء مع استعمار الأسبان لبيرو، وأثروا في المزيج الحضاري الذي ظهر في بيرو فيما بعد، لهذا تأثر أدباء بيرو بالحضارة الإسلامية الأندلسية، وظهر هذا فيما كتبه (دون ريكاردو بالما) خصوصا قصته المشهورة بعنوان (افعل الخير ولا تبال)، وتأثر في قصته بالأخلاق العربية، فكانت القصة من واقع حياة الأمير إبراهيم جد مروان الثاني، وتأثير هذه الموجة الضعيفة كان حضاريا محضًا.



ولكن الوصول الفعلي للإسلام تأتى من هجرة المسلمين إلى بيرو، بعد استقلالها في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، عندما هاجر إليها عدد من العرب خصوصا من بلاد الشام، وكانوا يحملون جوازات سفر تركية، ولذلك أطلق عليهم الأتراك، وعمل أغلبهم في الزراعة، وهناك عدد اشتغل بالتجارة خصوصا تجارة الأقمشة، وكان من بينهم العديد من المهاجرين المسيحيين، والآن يمتلك هؤلاء العديد من مصانع الغزل والنسيج وبيوت التجارة (scala) ووصلت إليها هجرة من مسلمي الصين وقدر عددهم حوالي 500 مسلم في سنة 1908م ويوجد في بيرو حاليا أكثر من (1200) مسلم، ورغم قلة العدد إلا أن تأثير المسلمين في البلاد يفوق حصتهم العددية، وحالتهم المادية جيدة، ومعظم هذا العدد من الأقلية المسلمة من بلاد الشام، خصوصا من فلسطين من أسرة حميدة، وهنالك القليل من المواطنين الذين اعتنقوا الإسلام، هذا إلى جانب المسلمين الصينيين والغالبية تحترف التجارة، ويمتلك أحد أفراد الجالية فندقا في وسط العاصمة ليما، وهو فندق دمشق، يمتلكه الأخ وصفي عبده، وهو رئيس الجالية المسلمة ببيرو، وهذا الفندق مركز اجتماعات الجالية المسلمة.



مناطق المسلمين: 

يعيش المسلمون في العاصمة ليما، والبعض الآخر في المدن الرئيسية في بيرو، وهناك جاليات مسلمة من سوريا ولبنان خارج العاصمة.



الهيئات الإسلامية: 

يوجد في بيرو مركز إسلامي في العاصمة ليما ملحق به مدرسة إسلامية، كما يوجد معهد للدراسات الإسلامية في ليما عاصمة البلاد، وبعض النوادي التي أنشأتها كل جماعة تنتمي إلى قطر معين، والنشاط الإسلامي محصور في إذاعة ساعة يومية باللغة العربية، وساعة يوم الجمعة من كل أسبوع تذاع فيها مواد إسلامية، وتبث هذه البرامج من إذاعة ليما، مقابل مبلغ سنوي تدفعه الجالية المسلمة، ولقد زارت وفود عديدة من المملكة العربية السعودية المسلمين في بيرو، منهم وفود من رابطة العالم الإسلامي، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، والجامعة الإسلامية، ورئاسة إدارة البحوث العملية والإرشاد، وساعدتهم هذه الوفود على إقامة الجمعيات الإسلامية.



وينتاب القلق أفراد الجالية المسلمة في بيرو بسبب خوفهم على مستقبل إسلام أبنائهم، والأمر يتطلب دعاة لتبصير أبناء الجالية بدينهم وتعليمهم قواعد الإسلام، وهم في حاجة إلى مدارس إسلامية، وكتب إسلامية باللغة الأسبانية، وهي لغة البلاد الرسمية، وإذا أمكن إرسال بعض الدعاة الذين يجيدون الإسبانية، وهناك قابلية عظيمة عند أهل البلاد لاعتناق الإسلام، ومن الأمور المشجعة صداقة شعب بيرو للدول الإسلامية، كما أن الصحافة ووسائل الإعلام تتعاون مع الجالية المسلمة، ولقد انكمش نفوذ اليهود ببيرو، وقدمت وسائل الإعلام في البلاد بعض البرامج عن مكة المكرمة. وللسكان اهتمام بالحضارة الإسلامية، وهذه فرص مواتية لنشر الدعوة ودعم الأقلية المسلمة. والهيئات الإسلامية هي: الجمعية الخيرية الإسلامية، والاتحاد الإسلامي، وتوجد في بيرو الجمعية الخيرية الإسلامية في ليما العاصمة، والمجتمع المسلم في ليما أيضا.



بعض عناوين المؤسسات الإسلامية: 

معهد الدراسات الإسلامية – 170 جيزوس مار ليما – والجمعية الخيرية الإسلامية في بيرو كالي اسبرنزا – 131 ميرافلورز ليما ت 0445808.



متطلبات: 

1. الحاجة ماسة إلى دعاة يجيدون الأسبانية. 

2. الحاجة إلى الكتب الإسلامية باللغة الأسبانية. 

3. التحقق من الهيئات الدخيلة المدنسة في وسط المسلمين. 

4. تجميع الهيئات وتوحيد الصفوف.



وللندوة العالمية للشباب الإسلامي مبعوث يعمل على تنشيط الدعوة، ولقد أمكن تأسيس مركز إسلامي مؤقت لحين تنفيذ مشروع المركز الإسلامي الدائم، وللجالية المسلمة في بيرو علاقة حسنة بالهيئات الإسلامية في البرازيل.



 



 



 



 



 



 



 



 

3 شخص قام بالإعجاب