كاليدونيا الجديدة: وعاصمتها نوميا، هي تجمع خاص تابع لفرنسا يقع في أوقيانوسيا في جنوب غرب المحيط الهادئ، على بعد 1210 كلم إلى الشرق من أستراليا، وعلى بعد 16,136 كلم إلى الشرق من الأراضي الفرنسية.
يشمل أرخبيل كاليدونيا الجديدة - الذي يعد جزءًا من منطقة ميلانيزيا - جزيرة غراند تير (الجزيرة الرئيسية) وجزر لوايوتيه وجزر شسترفيلد (في بحر المرجان) وأرخبيل بيليب وجزيرة الصنوبر وعدداً من الجزر النائية، وتبلغ مساحة أراضي كاليدونيا الجديدة 18,576 كلم2، ويزيد عدد سكانها على 271,960 نسمة.
وعلى الصعيد الاقتصادي تعتبر كاليدونيا الجديدة من أكبر منتجي النيكل كروم، المستخدم في صناعة الإلكترونيات، ولذلك تعتبر فرنسا هذه الجزر امتداداً إستراتيجيًّا واقتصاديًّا هامًّا لها في منطقة المحيط الهادئ، وهي تتلقى حوالي 1.5 مليار دولار من فرنسا سنويًّا، ويمثل كاليدونيا الجديدة نائبان في البرلمان الفرنسي، وعضوان آخران في مجلس الشيوخ، ولها مجلس نيابي ينتخب رئيساً تنفيذيًّا يملك صلاحيات وضع سياسات الأمن والتعليم والقوانين المحلية.
استقر البريطانيون والفرنسيون أثناء النصف الأول من القرن التاسع عشر في جزر هذا الأرخبيل، وامتلكته فرنسا عام 1853، وقد كان من المتوقع أن تحصل كاليدونيا الجديدة على استقلالها بين 2015 و2019، ولكن صوت غالبية السكان ضد الاستقلال عن فرنسا في استفتاء 2021.
ويتألف سكان هذه الجزر من مزيج من عدة شعوب: 42.5% ميلانيسيون، 37.1% أوروبيون (أغلبهم فرنسيون)، 8.4% واليسيون، 3.8% بولينيزيون، 3.6% إندونيسيون، 1.6% فيتناميون، ومجموعة من الجزائريين الذين ينحدرون من المنفيين من الجزائر.
أما جزائريو كاليدونيا الجديدة فهم أبناء وأحفاد الجزائريين الذين تم نفيهم من الجزائر إلى كاليدونيا الجديدة من قبل الاستعمار الفرنسي بين عامي 1864 و1921 بسبب مشاركاتهم في المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار، ويزيد عددهم على 15.000 نسمة، فقد جعل نابليون الثالث من كاليدونيا مستعمرة عقابية للسجناء، ثم بنى فيها الجنود الفرنسيون معسكراً ليكون مركزاً للمستعمرة، وسرعان ما توسع وأصبح مدينة صغيرة أطلق عليها اسم نوميا في عام 1866.
اللغة الرسمية في كاليدونيا الجديدة هي اللغة الفرنسية، وفيها أيضاً 33 لهجة ميلانيسية بولينيزية، وقد وصلت مجموعة من المنصرين إلى كاليدونيا الجديدة في أربعينيات القرن التاسع عشر، وكانت تنتمي إلى جمعية لندن التبشيرية والإخوة المريميين، وتشكل الديانة النصرانية في كاليدونيا الجديدة أكثر الديانات انتشاراً بين السكان (حوالي 85.2% من إجمالي السكان).
أما الجماعة المسلمة في كاليدونيا الجديدة فلها أصول مختلفة، مما يجعل من الصعوبة بمكان توحيدها وتنظيمها، وما يمكن تأكيده هو أن في هذا الأرخبيل جماعة مسلمة تمثل نسبة قدرها 10% من إجمالي السكان، ويقدر عددهم البعض بـ25.000 مسلم، وهم يمثلون عدة مجموعات:
- المجموعة الأولى: تنحدر من سلالة المنفيين الجزائريين بدءًا من عام 1871، ثم من تبعهم، حيث استمرت فرنسا في نفي المحكوم عليهم من الجزائريين إلى هذه الجزيرة خلال ما يزيد على نصف قرن، وقد ظلوا محتفظين بأسمائهم العربية ومتذكرين لأعياد المسلمين ومناسباتهم، إلا أنهم بقوا بمعزل عن العالم الإسلامي، ولا يعرفون كيف يؤدون واجباتهم، ومنذ إنشاء جمعية العرب وأصدقاء العرب في عام 1966 تهافتت الغالبية العظمى منهم إلى تعلم أمور دينهم.
- المجموعة الثانية: بدأت رحلة الإندونيسيين نحو كاليدونيا الجديدة مع مطلع القرن العشرين للعمل في المناجم، وهم يتميزون بانتظامهم ووحدتهم.
- المجموعة الثالثة: استقر عدد من اليمنيين في كاليدونيا الجديدة للعمل أيضاً في المناجم والتجارة، وما يزال بعضهم هناك.
- المجموعة الرابعة: عدة عائلات أصلها من جيبوتي، وهي تختلف عن المجموعات السابقة بأنها كانت على دراية واسعة بدينها، فعمدت بعد استقرارها إلى تنظيم أمور الجماعة المسلمة، خصوصاً في نوميا، وأقامت علاقات مع مسلمي البلدان المجاورة.
وقد كان زعماء هذه المجموعات هم العناصر الأساسية في إعادة إحياء الوجود الإسلامي في هذه البلاد، وإضافة إلى جمعية العرب المذكورة، هناك جمعية مسلمي كاليدونيا الجديدة (تأسست عام 1975)، ورابطة مسلمي كاليدونيا الجديدة، وغيرها.. (وانظر للمزيد كتاب: المبعدون إلى كاليدونيا الجديدة).