• الرمز الدولي MC
• رمز الاتصال الهاتفي 377
• العلم
• العاصمة Monaco

إمارة موناكو: هي إمارة مستقلة ذات حكم ملكي دستوري، تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط في منطقة الريفييرا الفرنسية (جنوب شرق فرنسا على البحر المتوسط)، تحيط بها فرنسا من ثلاث جهات، ويبعد مركزها حوالي 16 كلم عن إيطاليا، وهي من أصغر دول العالم، إذ تبلغ مساحتها حوالي 2.02 كلم²، ويزيد عدد سكانها على 40.000 نسمة، وتعد بذلك البلد الأكثر كثافة سكانية في العالم.
ارتبطت موناكو قديماً بكونها جزءًا من تاريخ ليغوريا في إيطاليا، وبأن قبيلةً ليغورية كانت تسكن هناك، ثم استعمرها الفينيقيون، ثم الإغريق، والرومان، ثم عانت هذه المنطقة من غزوات ونزاعات استمرت زمناً طويلًا، حتى اندلعت عام 1270م حرب أهلية في "جنوة"، ونُفيت إثرَها عائلات إلى المنفى، وكان بينها عائلة غريمالدي (Grimaldis) التي استقرت على صخرة أو قلعة موناكو (وهي العاصمة اليوم Monaco Ville) في بداية العصور الوسطى، واستغلت العائلة هذه الصخرة للسيطرة على موناكو وتأسيس إمارتها، وبالفعل بدأ حكم آل غريمالدي لموناكو منذ عام 1297، ولُقب تشارلز غريمالدي بسيد موناكو عام 1342م، وتحالفت هذه العائلة مع فرنسا حتى القرن 15م، ثم غيرت تحالفها في بداية القرن 16م، فتحالفت مع إسبانيا حتى منتصف القرن 17م، ولكن فرنسا عادت لتفرض سيطرتها عليها، وقد تم الاعتراف بسيادة هذه الدولة بموجب معاهدة بين فرنسا وموناكو عام 1861، وعلى الرغم من أنها مستقلة اليوم، يقع دفاعها الوطني على عاتق فرنسا.
ومعنى اسم هذه الدولة في اللغة اليونانية هو: بيت واحد، وهو يحمل معنى إحساس الناس إما بالاستقرار في سكن واحد، أو العيش بعيداً عن الآخرين.
ويعد الناتج المحلي الإجمالي لهذه الدولة الأعلى في العالم للفرد الواحد، ويقوم اقتصادها على التجارة والصناعة، وهي تنتج بعض المواد الكيميائية والحلوى ومنتجات الألبان، وتعتبر السياحة مصدر دخل أساسيًّا لها، ومعظم سكانها من الأثرياء، ويعيش فيها أكثر من 12.000 مليونير، أي أكثر من ثلث السكان!
تتمتع موناكو في فصل الشتاء بمناخ معتدل، ونادراً ما تصل درجات الحرارة في الشتاء إلى أقل من درجة التجمد (صفر مئوية)، أما في فصل الصيف فيهب عليها نسيم البحر الذي يخفف حرارة أجوائها التي تصل إلى 26 درجة مئوية، وتهطل الأمطار عليها معظم أيام السنة، وهي تتميز بطبيعتها الجبلية وأراضيها الصخرية، وبالتلال شديدة الانحدار باتجاه جنوب البحر الأبيض المتوسط، وبمحاذاتها للريفييرا الفرنسية والحدود الإيطالية القريبة، وكل ذلك أعطاها جمالًا فريداً من نوعه.
ثقافيًّا، تضم موناكو عدة مكتبات، مثل مكتبة الأميرة كارولين (Princess Caroline Library) المتخصصة في أدب الأطفال، وفيها متحف بحري، ومتحف لعصور ما قبل التاريخ، وحديقة حيوانات، وحدائق للنباتات، وهي مقر إذاعة "مونت كارلو" المشهورة، ومونت كارلو هي بلدة في موناكو.
ويعتبر مواطنو موناكو أقلية أمام المقيمين هناك، ويتوزع السكان في هذه الإمارة كما يلي: 47% فرنسيون، 16% سكان أصليون (موناكيون)، 16% إيطاليون، 21% آخرون، واللغة الفرنسية هي لغة الدولة الرسمية، والإنجليزية والإيطالية مستعملتان بكثرة هناك، ويتكلم الموناكيون باللهجة الموناكية (Monégasque) المنحدرة من لهجة أهل جنوة، وقد واجهت هذه اللهجة (أو اللغة) خطر الانقراض في السبيعينيات الميلادية، وأصبحت مادة إلزامية في المدارس عام 1976، ولكن ليس من الشائع أن يستخدمها الطلاب خارج المدارس، ويتم تعليمها للكبار أيضاً وللمقيمين.
النصارى الكاثوليك الرومان هم أكبر مجموعة دينية في موناكو، يليهم البروتستانت، وتصل نسبة النصارى هناك في المصادر إلى 86% أو 90% من إجمالي السكان، وهناك نسبة من اللادينيين تصل إلى 11.7% أو 12.9%، واليهود 1.7% أو 2.9%، إضافة إلى القليل من أتباع أديان أخرى، أما المسلمون فتصل نسبتهم في بعض المصادر إلى 0.4% أو 0.8% (حوالي 280 مسلماً)، ويشير كتاب "World Muslim Population: 1950 – 2020" إلى أن نسبة المسلمين في عام 2010 كانت 1.82% بما يعادل 599 مسلماً، أما كتاب "The World Muslim Population: Spatial and Temporal Analyses" فيذكر أن عدد السكان المسلمين قد ازداد من رقمين فقط حتى عام 1961، إلى 567 مسلماً أو 2.1٪ في عام 1982، وبلغ ذروته حين وصل إلى 905 مسلمين أو 3٪ في عام 1990، وظل في حدود 3 أرقام تتغير من 886 أو 2.0٪ في عام 2000، إلى 706 أو 2.0٪ في عام 2008، وإلى 865 أو 2.3٪ في عام 2016، وتوقع الكتاب أن يقترب عدد السكان المسلمين من 2000 مسلم (4٪) بحلول منتصف القرن العشرين، و 4000 مسلم (6.5٪) بحلول نهاية القرن العشرين.
ويشير الكتاب الأخير إلى أن موناكو كانت تحت سيطرة المسلمين من عام 891 إلى 973م، إذ كان مسلمو الأندلس يسيطرون آنذاك على جنوب شرق فرنسا الحالية، وهذه المعلومة تحتاج إلى بحث موسع من قبل المتخصصين في التاريخ، لكي يوثقوا تاريخ المسلمين القديم في هذه الإمارة وما جاورها.
ومعظم مسلمي هذه الدولة اليوم ليسوا من المواطنين، وغالبيتهم من العرب، إضافة إلى مجموعة من الأتراك، ولكن ليس لديهم مساجد، ولا يُسمح لهم بالدعوة ونشر الدين الإسلامي في هذه الإمارة على الرغم من أن حرية الأديان مضمونة في الدستور.